آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
بناء الإنسان
فكرة بناء المجتمع لا تأتي إلا بالتخطيط السليم للعملية التعليمية، والاهتمام بالمثلث القائمة عليه هذه السياسة، من طالب ومعلم ومدرسة، فإذا ما تأملنا التطور البيئي وانتشار المعلومات في الفضاء، نعي بأن طالب اليوم يختلف عن طالب الغد، وهذا تطور طبيعي لمتطلبات واحتياجات المرحلة، فطالب اليوم نموه الفكري يتخطى بمراحل النمو الفكري لطالب في نفس العمر بسنوات سابقة، ويعود هذا التغيير إلى وجود شيبكة الاتصال الدولية ودخولها كل بيت وتوفر الهواتف النقالة.
الطالب منذ دخوله الروضة وهو على دراية بلوحة المفاتيح، ويمتلك هاتف ولديه القدرة والجراءة على التجربة بدون تردد، ما كان يخشاه طفل في نفس العمر قبل توفر شبكة الاتصال الدولية، حتى الأسئلة التى كان طفل السابق يسألها لم يسألها طفل اليوم وكأنه يعلم ما لم يعرفه السابقين.
أما المعلم الضلع الثاني في الهيكل التعليمي لابد أن يتطور بنفس سرعة تطور المرحلة، وكما نقول الطالب السابق والطالب الحالي علينا أن نرى التغيير والتطور أيضا على المعلم، والتطور لم يأت من الدورات التدريبية والاطلاع على أحدث الوسائل التعليمية، لكن التطور لابد أن يكون من الذات والرغبة الحقيقية في التغيير، فالاهتمام بتطوير الذات ينبع الداخل، على الأقل التماشي مع فكر الطلاب، حتى لا تتسع الفجوة بين طالب العلم وموصله، فالمرادفات واللغة ان لم يستطيع المعلم ان يتعامل معها إلا بالاطلاع المستمر على الأجيال وما يطرأ عليها من تجديد في الفكر وأسلوب التلقي. وعلينا أن نعترف بأن منظومة التعليم مرت بمراحل تطور ملحوظ خلال السنوات العشر الماضية، من تحسين مستوى المطبوعات للكتب والتجديد في بعض المناهج، لكن ما ينطبق على دول بعينيها من تنمية وتطور نجده في بلدان أخرى متوقفاً تماما عند خطوط معينة لا ترتقي بالتحول العالمي في قطاع التعليم، والمعلم في دول كثيرة يعتبر الشخص الأول من حيث المرتبات، كما قالت المستشارة الالمانية ميركل حين سئلت لماذا تعطي المعلم أعلى راتب في الدولة فقالت إن المعلم هو من تخرج من تحت يده الساسة ورجال الاقتصاد والأطباء وعددت الوظائف المهم والقوام الحقيقي لبناء المانيا، من هنا يبدأ التطوير، عندما تعود للمعلم هيبته ومكانته المبجلة في المجتمع بدون المساس بالمهنة في الأعمال الدرامية والتقليل منها.
والمدرسة لها دور كبير جدا من حيث البعد النفسي والارتباط المعنوي بينها وبين الطلاب، فالمدرسة تمثل الوطن في الانتماء والولاء، فمنذ دخول الطلبة وتحية العلم وتقديس الرمز والانشاد بالنشيد الوطني، وشئ مهم يدخل نفوس الطلاب ويتمركز فيه، فالحضور اليومي مهم جدا، فنظافة المدرسة والتعامل مع الزملاء ما هو إلا تدريب عملي للانخراط في الحياة والدمج في المجتمع، فضلا عن لقاء المعلم وبناء جسر من الثقة، كما في المدرسة عامل المنافسة الشريفة على التفوق تكون أكثر من الاكتفاء الدراسة من على بعد. المدرسة بيت يعيش فيه الطلبة أفضل سنوات عمرهم وأطول فترة يومية، في المدرسة يتم اكتشاف المواهب ودعمها، وتصنيف المتفوقين وغيرهم، فضلا عن مساعدة الطلاب المتأخرين في التحصيل الدراسي، المدرسة بجدرانها وفنائها وفصولها تضم الطلبة وتزرع فيهم الانتماء، وتنشر بينهم المودة وتشكل روحهم. وعلى المدرسة أن تستوعب الطلبة، وأن تكون مهيئة تماما لتقديم الوجبة العلمية المناسبة من خلال التجهيزات الحديثة وتوفير الوسائل التربوية المناسبة، التى تسهم في جذب الطلاب لها.
مدحت عبد المقصود/اخصائي اجتماعي
صانع الأمل
الرحيل علامة فارقة وتاريخ استثنائي، في هذا اليوم تحديدا تقام المناسبة في غيبة الجسد وبقاء الأعمال، لتمنح صاحبها الحضور والحب والدعاء ، فطبيب الغلابة تحتل سيرته وصورته مواقع التواصل الاجتماعي لتعكس مكانة هذا الرجل على عدة مستويات منها السياسية والشعبية. في تغريدة على الحساب الشخصي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله ، وبصياغة راقية لفارس وشاعر عربي، وصفت الطبيب الراحل بصانع أمل من نوع مختلف، وعلى صفحة الحزب الديمقراطي الايطالي قيل عنه رجل كرس حياته لإنقاذ الأرواح، وكثير من الحسابات وضعت صورة مشاري خلفية للصفحة والحالة الشخصية، لينعي الجميع رمزاً ونموذجا راقياً للممارسة المهنية الفطنة، ويعلن المجتمع بأكمله عن استيعابه إنسانية طبيب الغلابة. ورغم أن الطب منذ القدم يعتبر من المهن الاخلاقية، التي ترتبط دائما بقسم ابقراط بكل ما يحتويه من مبادئ، تلزم الطبيب بعلاج المرضى دون تقصير أو تخاذل، والتي استوحت منها كل التشريعات والأنظمة القانونية والأحكام والنصوص، إلا أن الطب وكل المهن تمر فوق خط السراط نفسه، للاختيار بين الربح العاجل والشهرة، وبين اعتبارات أخرى كثيرة تختلف من منصب أو تخصص إلى آخر، لكن في النهاية يخضع الجميع لاختبار القدرة على الاختيار بين الأداء التقليدي وبين تسخير العلم والمنصب والتخصص والطاقة من أجل اعتبارات متعددة تتطلب منا تفهم جاد وحقيقي لمتطلبات المجتمع، والاهتمام بحاجة فئات متنوعة، ليس فقط المرضى بل نساهم جميعا في صناعة الأمل، وبث روح التفاؤل، ونشر بين صفوف المجتمع معنى ومفهوم مساندة الغلابة التى تحتاج إلى إيمان وهمم وضمائر حية.
منى عبد العزيز/كاتبة
لما كان الزمان انساناً
لا ادري الى اي هاويةٍ نهبط، اصبحت اليوم الالة هي صاحبة السيادة بجدارة ، كنا بالامس القريب نظنها جزءا من حياتنا ، واعتقد باننا افرطنا في حسن الظن ! فقد اصبحنا اليوم نحن كل حياتها ، فهي بنا تعمل ، وعنا تتكلم وعنا تعي وتشعر وتحس ، واذا ادّعَينا تطوراً ، فهو تطور ينصب في صالحها .
نعتقد صواباً باننا نتواصل مع بعضنا، بينما الحقيقة ان هناك اجهزة متباينة في اسمايها ، سامسونغ وايفون ونوكيا وغيرها وليس هذا مجال حصرها ، ولكن لذكر انها هي التي تحيا من خلالنا طوال الوقت تستقوي بتطبيقاتها عبر اصواتنا ، او عبر ما نطبع عليها من كلمات طوال الوقت ! حتى تفاعلاتنا وانفعالاتنا تكون مباشرة اليها، قبل ان تصل إلى الطرف الاخر ، هل اصبحنا مجرد ازرار ؟ ام انها هي الازرار التي اصبحتنا واصطحبتنا في كل شيي عبر عوالمها الخاصة ، حتى اصبحت هي الطريق والنور والهدى ، وان اردنا ان نتوقف او حتى نتريث قليلا ، اكتشفنا بان الوقوف اصبح صعبا لهول سرعة الالة، التي جندت كثيرين من البشر للدفاع عنها بحجة ان مجرد التفوه لها بافٍّ ، سيعتبر جحودا ، بينما البِرّ ، فيكمن بتذكر افضالها في كل المناسبات.
اصبحنا اليوم نترحم على زمان كان انساناً، لا واقعا يتربع الذي لا زال منه فقط اسمه انسان ، في الة جعلته مجموعةً من كل شيي الا ان يعود كما كان في سالف العصر قصة رائعة في ياما كان لما كان انسان .
ميرا علي /إعلامية
الطلاق
ما نراه في مجتمعاتنا مؤلم ومؤسف ومخيف، بعضنا فقد الحياء وفقدنا استقامة بعض النساء، ولم يعد للزوج دور عند بعض السيدات، هل أصبحت الخيانة لغة مشروعة، وهل وصل الفساد إلى الجذور وتجاهلنا التربية والدين، وهل عدنا إلى زمن الجاهلية، نحتاج لمعجزة تعيد ضبط الأخلاق، وهل تريد المرأة تحطيم المجتمع والانتقام منه، لأنه لا يرى خيانة الرجل، أم أن الرجل لم يعد يقوم بدوره كما يجب، هل المظاهر والماركات والبريستيج وأحدث السيارات والهواتف أصبحوا هدفا لبعضهن، هل الكرامة أصبحت عارا والأدب مستعارا.
على من يقع اللوم؟ أسئلة نطرحها على بعضنا عند سماع قصة جديدة، وتتوزع الآراء بين حرب على الرجل وحرب على المرأة ، هنا تأتي إجابة العقل والمنطق، التربية أساس المجتمع، هذا هو نتاج التفكير والوقوف على حل ووضع النقاط في نصابها، التربية الحقيقية والرقابة السوية والمُثل العليا من مقومات بناء المجتمع السوي.
وعلى الجميع أن يشير لكل أم توصي ابنتها قبل تسليمها لزوجها، بأن الزواج شيء مقدس وأن هناك مسؤولية أبدية وأنها ستواجه الكثير من العقبات لبناء عائلة محترمة، كانت تحلم بها منذ طفولتها، وإذا ما حدثت خلافات ولا تستطيع الاستمرار مع زوجها، عليها أن تعي أن أبغض الحلال هو الطلاق، وأن أبغض المحرمات هي الخيانة، وأن الستر على شريك عمرها حتى بعد الانفصال هو من آداب الدين والأخلاق، عليها أن تعود إلى رشدها، فمهما كثرت أخطاء الرجل، حتى وإن سقط في بئر الخيانة، لا تعامليه بالمثل لا تخلعي ثوب الحياء، فالمرأة الحقيقية بمثابة الشجرة المثمرة، والفضيلة تاج النساء وعزتهن.
عايده عيد
طاقة الكلمة
إن كلماتنا هي طاقة وحروفنا نغمات، للكلمة طاقة قوية تفوق الخيال وتؤثر بشكل مباشر في طاقة الإنسان وسلوكه وسلوكيات الآخرين، وهي تشكل أفكاراً ومعتقدات ترسخ في العقل الباطن الذي يعمل على إرسال ذبذبات وترددات هذه الكلمات إلى حقل الطاقة المناسب لتجذب الطاقة المماثلة لها من الكون، لذلك علينا انتقاء الكلمات الايجابية لنحصل على ترددات كونية إيجابية وأن تجنب الكلمات السلبية التي تجذب الطاقة السلبية وسيتجلى الفرق في حياتنا وفي علاقاتنا بالآخرين.
إن للكلمة سحراً، له القدرة على تغيير العالم بأكمله، فهي غذاء القلب والروح وهي المحفز الأساسي نحو النجاح، والإنسان محاسب على ما يقول (وقولوا للناس حسناَ)، والكلام الإيجابي له قوة تعمل على زيادة هرمون السعادة في الجسم، ويعطي الإنسان القدرة على التركيز والإنجاز بشكل أكبر، ويزيد من مشاعر الود والاحترام، ومن منا لا يتأثر بالكلمة الطيبة الصادقة، بل إن أجمل الكلمات هي الكلمة الطيبة، فهي مفتاح القلوب و طبيبها وصانعة المعجزات، وهي تحتل القلوب دون استئذان وتنثر عبيرها ليفوح حباَ وسعادةَ وبلسماَ للجراح فلا تبخل بها على نفسك وعلى من تحب. خاطب الناس كما تحب أن يخاطبوك، ولتكون منبراَ للخير والإيجابية، ولتعلم أن القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة غرساَ طيب الأنفاس، امدح واشكر وقل خيراَ للجميع واجعل كلماتك كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
منال الحبال
زومبي
أدهشتنا سلسلة أفلام زومبي لما تحتويه من رسائل مرعبة، ومفاجآت متنوعة لشخصيات تأكل لحوم البشر كل ذلك على شاشات العرض وكان ظننا أن زومبي يعيش في الحياة الافتراضية بعيدا عن الواقع، لكن في الحقيقة أن الكثير من نسل زومبي يعيش معنا ويشاركنا حياتنا بكل تفاصيلها.
زومبي موجود بيننا وأنيابه في رقابنا طوال الوقت باسم الاقتصاد والاستثمار، موجود في عالمنا قد لا يكون له وجود في بلد كبير وعظيم كالإمارات لوجود حزمة قوانين تحافظ على الضعفاء من الأقوياء، وترسم أسلوباً للحياة ونمطا متزنا بين أصحاب العمل والعمال، لتضمن الحقوق وترفع راية لتكون مظلة يحتمي تحتها الجميع بدون تفرقة، لكن زومبي موجود ويسير بقدمين ويمارس حياته الطبيعية كخفاش الليل، يمص دماء الغلابة والضعفاء تحت مرأى ومسمع من الأنظمة في بلاد كثيرة. لا أتصور أننا في عالم أسس على العدل والمساواة، تأتي حفنة من زومبي لتقضي على آمال وطموح عامل بسيط، وصى عليه سيد البشرية حين قال "اعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" دستور وضع من أكثر من أربعة عشر قرناً ليحافظ على الأحياء من بطش أي زومبي يتغذى على دماء الضعفاء ويكيد لهم كيدا أثناء ذرف دموعهم تعبيرا عن اليأس من الحياء وهم يشاهدون آثار الدماء على أنياب زومبي.
إذا كانت الإمارات تحارب هذه النوعية من التعدي على الحقوق وتحافظ على العلاقة بين المستثمر والعامل، فهناك دول كثيرة تقف فيها الأنظمة مكتوفة الأيدي لتحقيق هذه المعادلة العادلة، فتراجع القوانين وتعطيلها يمنح كل زومبي عمرا جديدا من الحياة بامتصاص دماء الغلابة تحت غفلة تطبيق العدل المنشود. لو أن هذه الدول اتخذت الإمارات نموذجا في القضاء على الاستغلال والابتزاز، لصار العالم أكثر رحمة وأوفر عدلاً، فلا يكون العامل مجرد أداة يتعب ويكد وفي النهاية لا يستطيع أن يطالب بحقه لمجرد نفوذ وقوة صاحب العمل. إن تحقيق العدالة أمر سهل ومستطاع في ظل تطبيق القانون، فما يجعل زومبي يتوغل في حياتنا اليومية هى تلك الميوعة والاستهتار في تنفيذ الإجراءات، وتوقف بنود الاتفاق، أما إذا سارت الحياة والمياه في مجراها الصحيح فلن يعيش بيننا أي زومبي حتى لو كانوا آلافاً لإيماننا بالعدالة والمساواة.
ممدوح جاد
حين نعشق
حين نعشق
يشرق وجهنا وكأن الشمس عنا لن تغيب
تتلألأ أعيننا كبريق الأحجار الكريمة
وتنحني أوراق الشجر لمرورنا
يهفو القمر ليكون ظلاً لمرآتنا
حين نعشق
تزهر الورود بين أصابع أيادينا
تتنفس أرواحنا كنسمات ربيعية
نمحو بالحب ذكرياتنا الحزينة
ونبدأ بسرد أساطير الحب المخملية
حين نعشق
تنفتح نوافذ أرواحنا
ويتغزل العصفور بضفائرنا
يتمني لو يقترب ويقبل شفاهنا
يهرب منا ثم يرجع لعش رواقنا
حين نعشق
نتنفس الحب بداخلنا
يقفز القلب بين ضلوعنا
ونرتشف بين حناياه أشعارنا
نبدأ بكتابة قصائدنا
حين نعشق
ترسم النجوم هالاتها من حولنا
نغرق داخل سحابة سمائنا
ننشر تهاليل الفرح لأصدقائنا
وندعيهم لصب كؤوسنا
حين نعشق
ننشر عطر الحياة بوجودنا
ونغرق في دهاليز متعتنا
تنبثق قلوبنا بأجمل تنهدات
ونغلق أعيينا على أحلى الأمنيات
نهلة خرستوفيدس /كاتبة
الرحيل
في لحظة الوداع الأخيرة، وبين تصديق القلب وتكذيب العقل، تمر كل اللحظات أمام أعيننا كشريط ذكريات سريع، لا يظهر فيه سوى الحبيب الراحل، وكأن الدنيا لم يكن فيها إلا مشاهدنا معه، وحواراتنا بالكلمة والهمسة حتى الرداء الذي كان يرتديه مازال لونه محفورا في الذاكرة.
الموت يعني رحيل جسد وبقاء روح تحوم بكل ما فيها من أبوة تشد بأيدينا وتهدينا، روح الأبوة تختلف عن كل الأرواح، ففيها الملاذ ومنا نستمد الحياة والقدرة على مجابهة المخاطر والصعاب، عنف الأبوة تصحيح مسار واعتدال لسلوك وتنظيم لنمط حياة، فجأة يسدل الستار ويرفض العقل تصديق خبر الرحيل، لنسأل مرارا وتكرارا أعيدوا الكشف وتأكدوا لربما إغماءه كبد أو سكر، لكن لا مناص من غياب لذة النظر في وجهه المتلألئ على الدوام وعينيه المبتسمتين وطأطأة رأسه بالسكوت حين نبارزه بالكلمات.
رحيله كانتحار الشمس من قمة الجبل واختفائها خلف السحاب، وإسدال ستائر القوة والعزيمة، في يوم رحيل الأبوة يظهر العمر الحقيقي لنا، مع رحيل الأبوة تظهر على وجوهنا شقوق الزمن، نكبر مع فقداننا المناداة على الأبوة، مع الرحيل تحطم باب منيع كان يصد من خلفة رياحا عتياً وزوابع ترابية تقتلع جذور الشجر، الأبوة متاريس في قلب الزمن يدافع بها عنا، ودرع يحمي من كل مكروه، ومظلة تحجب حرارة الفقر والعوز عن ضلوعنا، فمهما ضمتنا من أحضان يظل حضن الأبوة أقوى.
عزاؤنا في رحيل الأبوة أنه ابتسم في وجهي ذات يوم وشد على يدي وابتسم، وبلغني من لغة عيونه السوداوين أبلغ الكلمات، دعا بالستر والرزق والكرم، قبض على معصمي وقبل جبيني بنظراته الحانية، وأضاء وجهه حين الرحيل.
الشيماء محمد /خبير صحافة وإعلام
العمالة
لم تكن العمالة المؤقتة، أو يومية أو حتى الدائمة مجرد تكملة عدد في المجتمعات، وإنما هى عنصر أساسي، ولها قيمة كبيرة يعتمد عليها بشكل مباشر في جميع القطاعات الاقتصادية والتى لها علاقة بالاستثمار المباشر والغير مباشر، فلا يمكن أن ننكر المهام التى توكل لهذه الفئات، وتحت ضغوط متعددة منها حرارة الجو وبيئة العمل ونظر المجتمع وتدني الرواتب، إلا أنهم يعملون بشكل مستمر وأغلبهم ينفذ ما يطلب منه بإتقان.
هذه الفئات العمالية مع اختلاف المهنة، لا يزعجهم مناخ العمل وظروفه الطارئة بقدر تعبهم من نظرة المجتمع لهم، فأغلب فئات المجتمع تتعامل معهم يصورة سلبية وبأسلوب يتنافى مع ما يقدمونه من خدمات يصعب على مرتدي عباءة العمل الرفيع القيام به، فلا يمكن للعمل الرفيع أن يتم بدون عامل يرتب وينظم المكان ويهيئه لأصحاب العمل الرفيع، لا يمكن لغرفة العمليات أن تفتح إلا بوجود عامل نظافة يرتبنا ويجهزها، كما هو الحال في المطاعم، ما كنا لنثق في الأطباق ونظافتها إلا لوجود منظف لها، وفي قطاع المقاولات، حدث ولا حرج للعمل بجوار المهنيين كتف بكتف للقيام بالخدمات، ومنسق الحدائق في المنازل له دور، وعامل النظافة في الشارع يقوم بدورين على أعلى مستوى، الأول نظافة المظهر العام والمشاركة في تزيين الشوارع، والأمر الآخر تجنب الأمراض والأوبئة، وذلك للنظافة المستمرة وعدم ترك مساحة لوجود الحشرات حاملة العدوى والأمراض.
رفقا بهؤلاء العمال، ودعما لهم أن نقدم لهم الثقة، بتقديم العرفان والاهتمام بشأنهم، وإشعارهم بالخوف عليهم وذلك بتقديم المرطبات ولوازم الحماية من فيروس كورونا، صحيح أن دولة الإمارات تعتني بهم وقد أصدرت حزمة قوانين لحمايتهم كان على رأسها تحديد ساعات العمل في الصيف وتوقفه ساعات القيلولة عند ارتفاع درجات الحرارة، كما أنها تمدهم بوسائل الحماية خاصة عمال النظافة في الشوارع، لكن هناك مجتمعات لا تهتم هذا الاهتمام فيجب عليهم وضع هذه الفئات في مكانة تليق بهم لأنهم في النهاية بشر.
العمال ما هم إلا بشر يقومون بدورهم تجاه مجتمعهم، ولا فرق بين مهنة ومهنة مادامت مكملة وشريفة، فالحياة خلقت طبقات وكلها لخدمة بعض، والكل في النهاية داخل برواز التنمية والتطور، ويعمل تحت مظلة الوطن، ليرتقي الجميع وترتفع راية العزة والتقدم.
محمد أسامة
هن وهم
كثير هي الخلافات والاختلافات بين الجنس الناعم والجنس الآخر وربما تأتى هذه الاختلافات من اختلاف المفهوم ورد الفعل لطبيعة، وهناك كثير من عوامل التربية التى ظلمت المرأة من سنوات طويلة، أخذت من حقوقها وأعطتها للذكر، حتى صارت المرأة كوحش حبيس، اول ما جاء له فرصة للخروج من القفص لم يتردد بالأخذ بالثأر،
بذلك اقول لك فكر مرتين أيها الرجل فى تصرفك و قولك ورد فعلك.
ليس فقط لأن النساء أصبحن مختلفات لكن أيضا لأنهن أصبحن لا تتهاون عن أخذ حقهن اخذة عزيز مقتدر، وضع فى اعتبارك أن الاذن تعشق قبل العين، فكلما تفهمت المرأة وتجنبت تعاملك الذكوري، ستكسب قلباً ليس له مثيل ، فنعيم الدنيا هو حب امرأة، من هذا المنطلق قمت بتأليف كتاب النوع ذكر، الذى كان الهدف الأساسي منه هو توضيح وجهة نظر المرأة فى الأمور الحياتية، خاصة الأمور التى يعجز عقل الرجل عن استيعابها، فما تجده بسيطا يجده الجنس الناعم معقدا، والعكس صحيح، وإضافة الة بعض النصائح التى من خلالها تستطيع عزيزي الرجل أن تعيش حياة سعيدة هادئة.
دعاء لطفي
سحر الكلمة
قالوا في الأمثال، الكلام على الودان أشد من السحر، وهذا دليل على أن الكلمة لها فعل السحر على القبول والرفض، من الممكن أن تلين العقول المتيبسة وأن تفك طلاسم العقول المتحجرة، فالكلمة نبراس يضيء الطريق أمام أعين أصابتها الغشاوة، إذا الكلمة البسيطة النابعة من القلب تخاطب الروح وتعانق الأحساس.
ووسط هذا كله ومع أن الحب مفتاحه لغة المشاعر، إلا أن هناك أشخاصاً يلجؤون لأصحاب السحر والأعمال السفلية لإعانتهم على امتلاك قلب والفوز بمحبته، مع أن الكلمة ستقوم بالدور بعيدا عن العذاب النفسي والجسدي الذي يشعر به المسحور، والسؤال هل من يلجأ لتلك الحيل يقدم عليها لعدم ثقته في نفسه أو لفقدانه الإحساس بالقوة والامتلاك المزيف لشخصية قد تكون أقوى منه واحتمال رفض تقربه مؤكد، فمن هنا يقدم على تأجير من يقف الحال ويصد عن القلب كل من يطرق عليه، يجعله أسيره وتحت إمرته، والخيبة أن هؤلاء المدعين صارت لهم قنوات على الفضائيات والدعاية منتشرة باسم حل المشكلات وجلب الحبيب. وغيرها من الخدمات النفسية التى يعاني منها قطاع كبير من البشر. ألم يفكر هذا المحتال في ممارسة فن الكلام، الم يكن الاسلوب المهذب في التقرب لأي قلب هو البوابة الرسمية، الحب ليس بالقوة أو بفرض السحر بينما الحب هو الاهتمام والتقرب للحبيب وتقديم السعادة على طبق من المشاعر الطيبة والمتابعة الحثيثة للحبيب وإظهار الاهتمام بالسؤال ومد فترة الحديث والشغف للقاء وغيرها من النماذج بدلا من السحر المجرد.
إسلام سالم
abdalmaqsud@hotmail.com
بناء الإنسان
فكرة بناء المجتمع لا تأتي إلا بالتخطيط السليم للعملية التعليمية، والاهتمام بالمثلث القائمة عليه هذه السياسة، من طالب ومعلم ومدرسة، فإذا ما تأملنا التطور البيئي وانتشار المعلومات في الفضاء، نعي بأن طالب اليوم يختلف عن طالب الغد، وهذا تطور طبيعي لمتطلبات واحتياجات المرحلة، فطالب اليوم نموه الفكري يتخطى بمراحل النمو الفكري لطالب في نفس العمر بسنوات سابقة، ويعود هذا التغيير إلى وجود شيبكة الاتصال الدولية ودخولها كل بيت وتوفر الهواتف النقالة.
الطالب منذ دخوله الروضة وهو على دراية بلوحة المفاتيح، ويمتلك هاتف ولديه القدرة والجراءة على التجربة بدون تردد، ما كان يخشاه طفل في نفس العمر قبل توفر شبكة الاتصال الدولية، حتى الأسئلة التى كان طفل السابق يسألها لم يسألها طفل اليوم وكأنه يعلم ما لم يعرفه السابقين.
أما المعلم الضلع الثاني في الهيكل التعليمي لابد أن يتطور بنفس سرعة تطور المرحلة، وكما نقول الطالب السابق والطالب الحالي علينا أن نرى التغيير والتطور أيضا على المعلم، والتطور لم يأت من الدورات التدريبية والاطلاع على أحدث الوسائل التعليمية، لكن التطور لابد أن يكون من الذات والرغبة الحقيقية في التغيير، فالاهتمام بتطوير الذات ينبع الداخل، على الأقل التماشي مع فكر الطلاب، حتى لا تتسع الفجوة بين طالب العلم وموصله، فالمرادفات واللغة ان لم يستطيع المعلم ان يتعامل معها إلا بالاطلاع المستمر على الأجيال وما يطرأ عليها من تجديد في الفكر وأسلوب التلقي. وعلينا أن نعترف بأن منظومة التعليم مرت بمراحل تطور ملحوظ خلال السنوات العشر الماضية، من تحسين مستوى المطبوعات للكتب والتجديد في بعض المناهج، لكن ما ينطبق على دول بعينيها من تنمية وتطور نجده في بلدان أخرى متوقفاً تماما عند خطوط معينة لا ترتقي بالتحول العالمي في قطاع التعليم، والمعلم في دول كثيرة يعتبر الشخص الأول من حيث المرتبات، كما قالت المستشارة الالمانية ميركل حين سئلت لماذا تعطي المعلم أعلى راتب في الدولة فقالت إن المعلم هو من تخرج من تحت يده الساسة ورجال الاقتصاد والأطباء وعددت الوظائف المهم والقوام الحقيقي لبناء المانيا، من هنا يبدأ التطوير، عندما تعود للمعلم هيبته ومكانته المبجلة في المجتمع بدون المساس بالمهنة في الأعمال الدرامية والتقليل منها.
والمدرسة لها دور كبير جدا من حيث البعد النفسي والارتباط المعنوي بينها وبين الطلاب، فالمدرسة تمثل الوطن في الانتماء والولاء، فمنذ دخول الطلبة وتحية العلم وتقديس الرمز والانشاد بالنشيد الوطني، وشئ مهم يدخل نفوس الطلاب ويتمركز فيه، فالحضور اليومي مهم جدا، فنظافة المدرسة والتعامل مع الزملاء ما هو إلا تدريب عملي للانخراط في الحياة والدمج في المجتمع، فضلا عن لقاء المعلم وبناء جسر من الثقة، كما في المدرسة عامل المنافسة الشريفة على التفوق تكون أكثر من الاكتفاء الدراسة من على بعد. المدرسة بيت يعيش فيه الطلبة أفضل سنوات عمرهم وأطول فترة يومية، في المدرسة يتم اكتشاف المواهب ودعمها، وتصنيف المتفوقين وغيرهم، فضلا عن مساعدة الطلاب المتأخرين في التحصيل الدراسي، المدرسة بجدرانها وفنائها وفصولها تضم الطلبة وتزرع فيهم الانتماء، وتنشر بينهم المودة وتشكل روحهم. وعلى المدرسة أن تستوعب الطلبة، وأن تكون مهيئة تماما لتقديم الوجبة العلمية المناسبة من خلال التجهيزات الحديثة وتوفير الوسائل التربوية المناسبة، التى تسهم في جذب الطلاب لها.
مدحت عبد المقصود/اخصائي اجتماعي
صانع الأمل
الرحيل علامة فارقة وتاريخ استثنائي، في هذا اليوم تحديدا تقام المناسبة في غيبة الجسد وبقاء الأعمال، لتمنح صاحبها الحضور والحب والدعاء ، فطبيب الغلابة تحتل سيرته وصورته مواقع التواصل الاجتماعي لتعكس مكانة هذا الرجل على عدة مستويات منها السياسية والشعبية. في تغريدة على الحساب الشخصي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله ، وبصياغة راقية لفارس وشاعر عربي، وصفت الطبيب الراحل بصانع أمل من نوع مختلف، وعلى صفحة الحزب الديمقراطي الايطالي قيل عنه رجل كرس حياته لإنقاذ الأرواح، وكثير من الحسابات وضعت صورة مشاري خلفية للصفحة والحالة الشخصية، لينعي الجميع رمزاً ونموذجا راقياً للممارسة المهنية الفطنة، ويعلن المجتمع بأكمله عن استيعابه إنسانية طبيب الغلابة. ورغم أن الطب منذ القدم يعتبر من المهن الاخلاقية، التي ترتبط دائما بقسم ابقراط بكل ما يحتويه من مبادئ، تلزم الطبيب بعلاج المرضى دون تقصير أو تخاذل، والتي استوحت منها كل التشريعات والأنظمة القانونية والأحكام والنصوص، إلا أن الطب وكل المهن تمر فوق خط السراط نفسه، للاختيار بين الربح العاجل والشهرة، وبين اعتبارات أخرى كثيرة تختلف من منصب أو تخصص إلى آخر، لكن في النهاية يخضع الجميع لاختبار القدرة على الاختيار بين الأداء التقليدي وبين تسخير العلم والمنصب والتخصص والطاقة من أجل اعتبارات متعددة تتطلب منا تفهم جاد وحقيقي لمتطلبات المجتمع، والاهتمام بحاجة فئات متنوعة، ليس فقط المرضى بل نساهم جميعا في صناعة الأمل، وبث روح التفاؤل، ونشر بين صفوف المجتمع معنى ومفهوم مساندة الغلابة التى تحتاج إلى إيمان وهمم وضمائر حية.
منى عبد العزيز/كاتبة
لما كان الزمان انساناً
لا ادري الى اي هاويةٍ نهبط، اصبحت اليوم الالة هي صاحبة السيادة بجدارة ، كنا بالامس القريب نظنها جزءا من حياتنا ، واعتقد باننا افرطنا في حسن الظن ! فقد اصبحنا اليوم نحن كل حياتها ، فهي بنا تعمل ، وعنا تتكلم وعنا تعي وتشعر وتحس ، واذا ادّعَينا تطوراً ، فهو تطور ينصب في صالحها .
نعتقد صواباً باننا نتواصل مع بعضنا، بينما الحقيقة ان هناك اجهزة متباينة في اسمايها ، سامسونغ وايفون ونوكيا وغيرها وليس هذا مجال حصرها ، ولكن لذكر انها هي التي تحيا من خلالنا طوال الوقت تستقوي بتطبيقاتها عبر اصواتنا ، او عبر ما نطبع عليها من كلمات طوال الوقت ! حتى تفاعلاتنا وانفعالاتنا تكون مباشرة اليها، قبل ان تصل إلى الطرف الاخر ، هل اصبحنا مجرد ازرار ؟ ام انها هي الازرار التي اصبحتنا واصطحبتنا في كل شيي عبر عوالمها الخاصة ، حتى اصبحت هي الطريق والنور والهدى ، وان اردنا ان نتوقف او حتى نتريث قليلا ، اكتشفنا بان الوقوف اصبح صعبا لهول سرعة الالة، التي جندت كثيرين من البشر للدفاع عنها بحجة ان مجرد التفوه لها بافٍّ ، سيعتبر جحودا ، بينما البِرّ ، فيكمن بتذكر افضالها في كل المناسبات.
اصبحنا اليوم نترحم على زمان كان انساناً، لا واقعا يتربع الذي لا زال منه فقط اسمه انسان ، في الة جعلته مجموعةً من كل شيي الا ان يعود كما كان في سالف العصر قصة رائعة في ياما كان لما كان انسان .
ميرا علي /إعلامية
الطلاق
ما نراه في مجتمعاتنا مؤلم ومؤسف ومخيف، بعضنا فقد الحياء وفقدنا استقامة بعض النساء، ولم يعد للزوج دور عند بعض السيدات، هل أصبحت الخيانة لغة مشروعة، وهل وصل الفساد إلى الجذور وتجاهلنا التربية والدين، وهل عدنا إلى زمن الجاهلية، نحتاج لمعجزة تعيد ضبط الأخلاق، وهل تريد المرأة تحطيم المجتمع والانتقام منه، لأنه لا يرى خيانة الرجل، أم أن الرجل لم يعد يقوم بدوره كما يجب، هل المظاهر والماركات والبريستيج وأحدث السيارات والهواتف أصبحوا هدفا لبعضهن، هل الكرامة أصبحت عارا والأدب مستعارا.
على من يقع اللوم؟ أسئلة نطرحها على بعضنا عند سماع قصة جديدة، وتتوزع الآراء بين حرب على الرجل وحرب على المرأة ، هنا تأتي إجابة العقل والمنطق، التربية أساس المجتمع، هذا هو نتاج التفكير والوقوف على حل ووضع النقاط في نصابها، التربية الحقيقية والرقابة السوية والمُثل العليا من مقومات بناء المجتمع السوي.
وعلى الجميع أن يشير لكل أم توصي ابنتها قبل تسليمها لزوجها، بأن الزواج شيء مقدس وأن هناك مسؤولية أبدية وأنها ستواجه الكثير من العقبات لبناء عائلة محترمة، كانت تحلم بها منذ طفولتها، وإذا ما حدثت خلافات ولا تستطيع الاستمرار مع زوجها، عليها أن تعي أن أبغض الحلال هو الطلاق، وأن أبغض المحرمات هي الخيانة، وأن الستر على شريك عمرها حتى بعد الانفصال هو من آداب الدين والأخلاق، عليها أن تعود إلى رشدها، فمهما كثرت أخطاء الرجل، حتى وإن سقط في بئر الخيانة، لا تعامليه بالمثل لا تخلعي ثوب الحياء، فالمرأة الحقيقية بمثابة الشجرة المثمرة، والفضيلة تاج النساء وعزتهن.
عايده عيد
طاقة الكلمة
إن كلماتنا هي طاقة وحروفنا نغمات، للكلمة طاقة قوية تفوق الخيال وتؤثر بشكل مباشر في طاقة الإنسان وسلوكه وسلوكيات الآخرين، وهي تشكل أفكاراً ومعتقدات ترسخ في العقل الباطن الذي يعمل على إرسال ذبذبات وترددات هذه الكلمات إلى حقل الطاقة المناسب لتجذب الطاقة المماثلة لها من الكون، لذلك علينا انتقاء الكلمات الايجابية لنحصل على ترددات كونية إيجابية وأن تجنب الكلمات السلبية التي تجذب الطاقة السلبية وسيتجلى الفرق في حياتنا وفي علاقاتنا بالآخرين.
إن للكلمة سحراً، له القدرة على تغيير العالم بأكمله، فهي غذاء القلب والروح وهي المحفز الأساسي نحو النجاح، والإنسان محاسب على ما يقول (وقولوا للناس حسناَ)، والكلام الإيجابي له قوة تعمل على زيادة هرمون السعادة في الجسم، ويعطي الإنسان القدرة على التركيز والإنجاز بشكل أكبر، ويزيد من مشاعر الود والاحترام، ومن منا لا يتأثر بالكلمة الطيبة الصادقة، بل إن أجمل الكلمات هي الكلمة الطيبة، فهي مفتاح القلوب و طبيبها وصانعة المعجزات، وهي تحتل القلوب دون استئذان وتنثر عبيرها ليفوح حباَ وسعادةَ وبلسماَ للجراح فلا تبخل بها على نفسك وعلى من تحب. خاطب الناس كما تحب أن يخاطبوك، ولتكون منبراَ للخير والإيجابية، ولتعلم أن القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة غرساَ طيب الأنفاس، امدح واشكر وقل خيراَ للجميع واجعل كلماتك كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
منال الحبال
زومبي
أدهشتنا سلسلة أفلام زومبي لما تحتويه من رسائل مرعبة، ومفاجآت متنوعة لشخصيات تأكل لحوم البشر كل ذلك على شاشات العرض وكان ظننا أن زومبي يعيش في الحياة الافتراضية بعيدا عن الواقع، لكن في الحقيقة أن الكثير من نسل زومبي يعيش معنا ويشاركنا حياتنا بكل تفاصيلها.
زومبي موجود بيننا وأنيابه في رقابنا طوال الوقت باسم الاقتصاد والاستثمار، موجود في عالمنا قد لا يكون له وجود في بلد كبير وعظيم كالإمارات لوجود حزمة قوانين تحافظ على الضعفاء من الأقوياء، وترسم أسلوباً للحياة ونمطا متزنا بين أصحاب العمل والعمال، لتضمن الحقوق وترفع راية لتكون مظلة يحتمي تحتها الجميع بدون تفرقة، لكن زومبي موجود ويسير بقدمين ويمارس حياته الطبيعية كخفاش الليل، يمص دماء الغلابة والضعفاء تحت مرأى ومسمع من الأنظمة في بلاد كثيرة. لا أتصور أننا في عالم أسس على العدل والمساواة، تأتي حفنة من زومبي لتقضي على آمال وطموح عامل بسيط، وصى عليه سيد البشرية حين قال "اعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" دستور وضع من أكثر من أربعة عشر قرناً ليحافظ على الأحياء من بطش أي زومبي يتغذى على دماء الضعفاء ويكيد لهم كيدا أثناء ذرف دموعهم تعبيرا عن اليأس من الحياء وهم يشاهدون آثار الدماء على أنياب زومبي.
إذا كانت الإمارات تحارب هذه النوعية من التعدي على الحقوق وتحافظ على العلاقة بين المستثمر والعامل، فهناك دول كثيرة تقف فيها الأنظمة مكتوفة الأيدي لتحقيق هذه المعادلة العادلة، فتراجع القوانين وتعطيلها يمنح كل زومبي عمرا جديدا من الحياة بامتصاص دماء الغلابة تحت غفلة تطبيق العدل المنشود. لو أن هذه الدول اتخذت الإمارات نموذجا في القضاء على الاستغلال والابتزاز، لصار العالم أكثر رحمة وأوفر عدلاً، فلا يكون العامل مجرد أداة يتعب ويكد وفي النهاية لا يستطيع أن يطالب بحقه لمجرد نفوذ وقوة صاحب العمل. إن تحقيق العدالة أمر سهل ومستطاع في ظل تطبيق القانون، فما يجعل زومبي يتوغل في حياتنا اليومية هى تلك الميوعة والاستهتار في تنفيذ الإجراءات، وتوقف بنود الاتفاق، أما إذا سارت الحياة والمياه في مجراها الصحيح فلن يعيش بيننا أي زومبي حتى لو كانوا آلافاً لإيماننا بالعدالة والمساواة.
ممدوح جاد
حين نعشق
حين نعشق
يشرق وجهنا وكأن الشمس عنا لن تغيب
تتلألأ أعيننا كبريق الأحجار الكريمة
وتنحني أوراق الشجر لمرورنا
يهفو القمر ليكون ظلاً لمرآتنا
حين نعشق
تزهر الورود بين أصابع أيادينا
تتنفس أرواحنا كنسمات ربيعية
نمحو بالحب ذكرياتنا الحزينة
ونبدأ بسرد أساطير الحب المخملية
حين نعشق
تنفتح نوافذ أرواحنا
ويتغزل العصفور بضفائرنا
يتمني لو يقترب ويقبل شفاهنا
يهرب منا ثم يرجع لعش رواقنا
حين نعشق
نتنفس الحب بداخلنا
يقفز القلب بين ضلوعنا
ونرتشف بين حناياه أشعارنا
نبدأ بكتابة قصائدنا
حين نعشق
ترسم النجوم هالاتها من حولنا
نغرق داخل سحابة سمائنا
ننشر تهاليل الفرح لأصدقائنا
وندعيهم لصب كؤوسنا
حين نعشق
ننشر عطر الحياة بوجودنا
ونغرق في دهاليز متعتنا
تنبثق قلوبنا بأجمل تنهدات
ونغلق أعيينا على أحلى الأمنيات
نهلة خرستوفيدس /كاتبة
الرحيل
في لحظة الوداع الأخيرة، وبين تصديق القلب وتكذيب العقل، تمر كل اللحظات أمام أعيننا كشريط ذكريات سريع، لا يظهر فيه سوى الحبيب الراحل، وكأن الدنيا لم يكن فيها إلا مشاهدنا معه، وحواراتنا بالكلمة والهمسة حتى الرداء الذي كان يرتديه مازال لونه محفورا في الذاكرة.
الموت يعني رحيل جسد وبقاء روح تحوم بكل ما فيها من أبوة تشد بأيدينا وتهدينا، روح الأبوة تختلف عن كل الأرواح، ففيها الملاذ ومنا نستمد الحياة والقدرة على مجابهة المخاطر والصعاب، عنف الأبوة تصحيح مسار واعتدال لسلوك وتنظيم لنمط حياة، فجأة يسدل الستار ويرفض العقل تصديق خبر الرحيل، لنسأل مرارا وتكرارا أعيدوا الكشف وتأكدوا لربما إغماءه كبد أو سكر، لكن لا مناص من غياب لذة النظر في وجهه المتلألئ على الدوام وعينيه المبتسمتين وطأطأة رأسه بالسكوت حين نبارزه بالكلمات.
رحيله كانتحار الشمس من قمة الجبل واختفائها خلف السحاب، وإسدال ستائر القوة والعزيمة، في يوم رحيل الأبوة يظهر العمر الحقيقي لنا، مع رحيل الأبوة تظهر على وجوهنا شقوق الزمن، نكبر مع فقداننا المناداة على الأبوة، مع الرحيل تحطم باب منيع كان يصد من خلفة رياحا عتياً وزوابع ترابية تقتلع جذور الشجر، الأبوة متاريس في قلب الزمن يدافع بها عنا، ودرع يحمي من كل مكروه، ومظلة تحجب حرارة الفقر والعوز عن ضلوعنا، فمهما ضمتنا من أحضان يظل حضن الأبوة أقوى.
عزاؤنا في رحيل الأبوة أنه ابتسم في وجهي ذات يوم وشد على يدي وابتسم، وبلغني من لغة عيونه السوداوين أبلغ الكلمات، دعا بالستر والرزق والكرم، قبض على معصمي وقبل جبيني بنظراته الحانية، وأضاء وجهه حين الرحيل.
الشيماء محمد /خبير صحافة وإعلام
العمالة
لم تكن العمالة المؤقتة، أو يومية أو حتى الدائمة مجرد تكملة عدد في المجتمعات، وإنما هى عنصر أساسي، ولها قيمة كبيرة يعتمد عليها بشكل مباشر في جميع القطاعات الاقتصادية والتى لها علاقة بالاستثمار المباشر والغير مباشر، فلا يمكن أن ننكر المهام التى توكل لهذه الفئات، وتحت ضغوط متعددة منها حرارة الجو وبيئة العمل ونظر المجتمع وتدني الرواتب، إلا أنهم يعملون بشكل مستمر وأغلبهم ينفذ ما يطلب منه بإتقان.
هذه الفئات العمالية مع اختلاف المهنة، لا يزعجهم مناخ العمل وظروفه الطارئة بقدر تعبهم من نظرة المجتمع لهم، فأغلب فئات المجتمع تتعامل معهم يصورة سلبية وبأسلوب يتنافى مع ما يقدمونه من خدمات يصعب على مرتدي عباءة العمل الرفيع القيام به، فلا يمكن للعمل الرفيع أن يتم بدون عامل يرتب وينظم المكان ويهيئه لأصحاب العمل الرفيع، لا يمكن لغرفة العمليات أن تفتح إلا بوجود عامل نظافة يرتبنا ويجهزها، كما هو الحال في المطاعم، ما كنا لنثق في الأطباق ونظافتها إلا لوجود منظف لها، وفي قطاع المقاولات، حدث ولا حرج للعمل بجوار المهنيين كتف بكتف للقيام بالخدمات، ومنسق الحدائق في المنازل له دور، وعامل النظافة في الشارع يقوم بدورين على أعلى مستوى، الأول نظافة المظهر العام والمشاركة في تزيين الشوارع، والأمر الآخر تجنب الأمراض والأوبئة، وذلك للنظافة المستمرة وعدم ترك مساحة لوجود الحشرات حاملة العدوى والأمراض.
رفقا بهؤلاء العمال، ودعما لهم أن نقدم لهم الثقة، بتقديم العرفان والاهتمام بشأنهم، وإشعارهم بالخوف عليهم وذلك بتقديم المرطبات ولوازم الحماية من فيروس كورونا، صحيح أن دولة الإمارات تعتني بهم وقد أصدرت حزمة قوانين لحمايتهم كان على رأسها تحديد ساعات العمل في الصيف وتوقفه ساعات القيلولة عند ارتفاع درجات الحرارة، كما أنها تمدهم بوسائل الحماية خاصة عمال النظافة في الشوارع، لكن هناك مجتمعات لا تهتم هذا الاهتمام فيجب عليهم وضع هذه الفئات في مكانة تليق بهم لأنهم في النهاية بشر.
العمال ما هم إلا بشر يقومون بدورهم تجاه مجتمعهم، ولا فرق بين مهنة ومهنة مادامت مكملة وشريفة، فالحياة خلقت طبقات وكلها لخدمة بعض، والكل في النهاية داخل برواز التنمية والتطور، ويعمل تحت مظلة الوطن، ليرتقي الجميع وترتفع راية العزة والتقدم.
محمد أسامة
هن وهم
كثير هي الخلافات والاختلافات بين الجنس الناعم والجنس الآخر وربما تأتى هذه الاختلافات من اختلاف المفهوم ورد الفعل لطبيعة، وهناك كثير من عوامل التربية التى ظلمت المرأة من سنوات طويلة، أخذت من حقوقها وأعطتها للذكر، حتى صارت المرأة كوحش حبيس، اول ما جاء له فرصة للخروج من القفص لم يتردد بالأخذ بالثأر،
بذلك اقول لك فكر مرتين أيها الرجل فى تصرفك و قولك ورد فعلك.
ليس فقط لأن النساء أصبحن مختلفات لكن أيضا لأنهن أصبحن لا تتهاون عن أخذ حقهن اخذة عزيز مقتدر، وضع فى اعتبارك أن الاذن تعشق قبل العين، فكلما تفهمت المرأة وتجنبت تعاملك الذكوري، ستكسب قلباً ليس له مثيل ، فنعيم الدنيا هو حب امرأة، من هذا المنطلق قمت بتأليف كتاب النوع ذكر، الذى كان الهدف الأساسي منه هو توضيح وجهة نظر المرأة فى الأمور الحياتية، خاصة الأمور التى يعجز عقل الرجل عن استيعابها، فما تجده بسيطا يجده الجنس الناعم معقدا، والعكس صحيح، وإضافة الة بعض النصائح التى من خلالها تستطيع عزيزي الرجل أن تعيش حياة سعيدة هادئة.
دعاء لطفي
سحر الكلمة
قالوا في الأمثال، الكلام على الودان أشد من السحر، وهذا دليل على أن الكلمة لها فعل السحر على القبول والرفض، من الممكن أن تلين العقول المتيبسة وأن تفك طلاسم العقول المتحجرة، فالكلمة نبراس يضيء الطريق أمام أعين أصابتها الغشاوة، إذا الكلمة البسيطة النابعة من القلب تخاطب الروح وتعانق الأحساس.
ووسط هذا كله ومع أن الحب مفتاحه لغة المشاعر، إلا أن هناك أشخاصاً يلجؤون لأصحاب السحر والأعمال السفلية لإعانتهم على امتلاك قلب والفوز بمحبته، مع أن الكلمة ستقوم بالدور بعيدا عن العذاب النفسي والجسدي الذي يشعر به المسحور، والسؤال هل من يلجأ لتلك الحيل يقدم عليها لعدم ثقته في نفسه أو لفقدانه الإحساس بالقوة والامتلاك المزيف لشخصية قد تكون أقوى منه واحتمال رفض تقربه مؤكد، فمن هنا يقدم على تأجير من يقف الحال ويصد عن القلب كل من يطرق عليه، يجعله أسيره وتحت إمرته، والخيبة أن هؤلاء المدعين صارت لهم قنوات على الفضائيات والدعاية منتشرة باسم حل المشكلات وجلب الحبيب. وغيرها من الخدمات النفسية التى يعاني منها قطاع كبير من البشر. ألم يفكر هذا المحتال في ممارسة فن الكلام، الم يكن الاسلوب المهذب في التقرب لأي قلب هو البوابة الرسمية، الحب ليس بالقوة أو بفرض السحر بينما الحب هو الاهتمام والتقرب للحبيب وتقديم السعادة على طبق من المشاعر الطيبة والمتابعة الحثيثة للحبيب وإظهار الاهتمام بالسؤال ومد فترة الحديث والشغف للقاء وغيرها من النماذج بدلا من السحر المجرد.
إسلام سالم