محمد بن راشد: نسعى لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر
آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
مفهوم السينما " معاذ الطيب /مخرج "
هنالك الكثير من الأشخاص وبالأخص في العالم العربي لا يعرفون ما هي السينما، بالرغم من وجود الكثير من الأكاديميات والمعاهد التي تدرس هذا الفن كمنهج أساسي أو فرعي، لكن ما زال هذا المفهوم غامضاً على الصعيد العام، حيث ان العديد من الأشخاص يعتبرون ان السينما هي فن أدنى من غيره ولا يمكن اعتباره فناً قائماً بذاته، وهذا لأنه يعتمد على غيره من الفنون واقتباسه من المسرح والأدب واعتماده على الرقص والموسيقى والعمارة، كما ان هذه الظاهرة أيضاً واجهتها السينما الغربية في التشكيك هل هي فن أم ليست كذلك.
كان رودلف آرنهايم الألماني يدافع عن السينما على أنها فن بحد ذاته، لكن كان ينفي علاقة السينما بالواقع بل أنّها تخلق واقعها الخاص، وقد أيد فكرة الفيلم الصامت وصوره بمفهوم جمالي خالص، لكن في المقابل كان أندريه بازان يرى أن أهمية السينما تكون في تجسيدها للواقع لذلك يبرز هنا المفهوم الاجتماعي على المفهوم الجمالي، قد كانت فكرة التصوير موجودة في عصور ما قبل التاريخ حيث إن الإنسان حاول تصوير بعض العناصر الموجودة في بيئته على جدران الكهوف التي عاش فيها، بعد ذلك تطور هذا المفهوم على مر السنين لنراه بصورته الحالية، كما تعتبر السينما من أهم عوامل تكوين الرأي العام حيث إنها لاقت قبولاً كبيراً من الجماهير لما لها من خصائص تجذب الجمهور، فهي تجمع بين الصورة والحوار والاستعراض والموسيقى، كما أنّها تناقش مجموعة من المشكلات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
حققت السينما وعياً كبيراً خلال سنواتها العشرين من مسيرتها، حيث كان روسيليني وبازان هما قائدا هذا التطور، إذ كان بازان مؤمناً بأن السينما الحديثة كانت محررة من قيود الأسلوب الكلاسيكي، وكان السبب الأساسي وراء هذا التغيير هو الموضوع أو المحتوى لما يعرض بالسينما، من أهم وظائف السينما الوظيفة الترفيهية التي تتمثل في الاستمتاع بأوقات الفراغ بمشاهدة الأفلام وغيرها، وتعد هذه الوظيفة هي الأولى للسينما، والوظيفة الدعائية، ثم الوظيفة الجمالية، حيث تعتبر السينما من الفنون الجميلة، وهذه من أهم الوظائف، وأخيراً الوظيفة التعليمية التي تتمثل في عرض بعض الدروس التعليمية في مختلف المجالات.
الإيجابية أسلوب حياة " نهلة خرستوفيدس /كاتبة "
الإيجابية باختصار شديد هي بناء جسر من الأمل والتفاؤل مع إلغاء كل أسلوب وعادات وكل كلمة سلبية من قاموسك بالحياة
وجودك في الكون لسبب وحكمة من الله ميزك عن باقي المخلوقات وقدرك.
أنت عند الله عظيم جدا لذا يجب أن تعرف قيمتك جيدا حتى تبدأ حياتك بكل حماس وتعرف ماذا تريد؟ وماهي أولوياتك ؟ وما الطرق التي يجب اتباعها لتستمر في الطريق الصحيح. كن ممتنًا لكل ما حولك وانشر الخير والمحبة وابتسم وأجلب السعادة لنفسك.
لا تبحث في طرق الآخرين ولا سلوكياتهم ولكن ركز في نفسك واوجد طريق تخترق به ذاتك ،كن طموح ولا تخجل من اَي عمل تقًوم به مادام شريفا. من المهم أن تبدأ يومك بنشاط وحيوية و تدخل الفرح والتفاؤل داخل قلبك مع ممارسة الرياضة. والحرص علي اتقان هواياتك وتطويرها والتواصل مع الاصدقاء والأحبة، تمسك بالأشخاص الإيجابيين واشرق عالمك بروحهم المرحة واستمع لأصدقائك إن سألك أحدهم في حل مشكله ما أوجد لهم الحلول بكل صدق وأسعدهم وأسعد معهم. لا تضيع وقتك في التفكير في احزان الماضي تجاوزها واستعد وخد هدنة اًو اعتبرها استراحة محارب وانطلق بأعلى ما في طاقتك
لا تضيع وقتك في النوم والكسل وتأجيل خططك بل ابدأ بتنفيذها.
ابتعد عن العادات السيئة وإبدأ بتحويل حياتك إلى العادات المفيدة التي تسعدك وتجد نفسك فيها وتخلق منك إنسان متجدد داخليًا وخارجيًا.
يقول الشاعر والفيلسوف جبران خليل جبران :(هناك من يتذمر لأن للورد شوكاً، و هناك من يتفاءل لأن فوق الشوك وردة)
القوة العقلية " منال الحبال /إعلامية "
إن بناء القوة العقلية هو بوابة تحقيق النجاح، فالنجاح لا يأتي بسهولة، بل يتمثل جزء كبير من رحلة النجاح في تطوير القوة العقلية مما يعني أنك قادر على الاستمرار في التركيز على الوصول للهدف دون ان تسمح لأية معوقات أن تقف في وجه تحقيق حلمك، يرتكز هذا الثبات الذهني على قواعد أساسية عند بناء القوة العقلية، منها التحكم، الالتزام، التحدي، الثقة.
حيث يشير التحكم إلى مدى شعورك بالسيطرة على حياتك وعلى مشاعرك، وإلى قدرتك على تحديد هدف في الحياة يحفزك كل يوم، وفي توجيه دفة قبادة حياتك.. هل تسير في الطريق الصحيح ..أم يحدث معك العكس تماماً وتشعر أنك فقدت السيطرة على الأحداث وعلى النتائج فهنا يجب التوقف والانتباه لقدرتك على التحكم.
أما الالتزام فهو دليل تركيزك وموثوقيتك، أي إذا كنت في مستوى متقدم من تحديد أهدافك وتحقيقها دون تشتيت انتباهك بسهولة أو أنك بمرحلة متراجعة وتكافح من أجل تحديد الأولويات ومحاول اتخاذ خطوات واتباع عادات جديدة للنجاح في تحقيق أهدافك.
ويعتبر التحدي مقياس قدرتك على التكيف وإدارة هذه المشكلات بدلاً من رؤيتها فقط. أي تحديد هذه الصعوبات والمشكلات في حياتك وتجاوزها للوصول لهدفك. وهنا إذا كان مستواك منخفضاً ترى التحديات تهديداً مخيفاً وتبدأ باختلاق الأعذار لعدم قدرتك على حلها وتجاوزها والمضي قدماً.
ثم الثقة التي هي شعورك بالارتياح في مسيرة تحقيق أهدافك. أنت تراقب خطوات خطتك وتعلم أنك على الطريق الصحيح. وتراجع الثقة أو انعدامها هنا يشير أنك تواجه صعوبة في مواجهة الانتكاسات وأن تأثير الآخرين عليك أكبر من ثقتك بنفسك وتأثيرك عليهم.
إن المكاسب الصغيرة تدعم القوة العقلية فكم من فرص فقدتها لأن رسائل عقلك تخبرك "أنا متعب" أو"ليس اليوم، ربما يوم آخر"..وكم من السهل الاستمرار باختلاق العذر بعد ذلك والسبب عدم تطوير قوتك العقلية من فترة ليست قصيرة، كما يحدث تماماً عند ممارسة التمارين الرياضية والتكاسل للبدء بها ثم الاستمتاع بنتائجها عند المواظبة عليها. أنت فقط من يستطيع اتخاذ القرار بنفسك.
جميعنا لدينا أهداف وأحلام لكن ليس لدينا جميعاً خطة عمل لتحقيقها، يجب وضع خطوات عملية تتوافق مع معتقداتك وقيمك وتلتزم بتنفيذها دون أن تتنازل عن تحقيق هدفك. خطة العمل هذه هي أساس تطوير القوة العقلية خاصة مع الاستمتاع بالنجاحات الصغيرة على طول الطريق حتى تتجاوز خط الهاية وتحصل على ميداليتك الذهبية التي حلمت بها.
وانتبه أن أخطاءك لا تحدد هويتك بل هو خلل مؤقت في خطتك يمكنك تغييره وإصلاحه عندما تكون قوياً عقلياً وعندها ستكون قادراً على تجاوز الانزلاق في طريق الهزيمة والاستسلام. فالأمر لا يتعلق بعدد المرات التي تفشل بها بل التي تنهض وتعود فيها إذا واصلت مسار تطوير قوتك العقلية. لا تنس أن العناية الذاتية من اتباع أسلوب حياة صحي والتواصل مع الآخرين وخاصة العائلة والأصدقاء الحقيقين وممارسة التأمل وتنمية نوايا الحمد والامتنان هي جميعاُ وسائل تعزز صحة قوتك العقلية وستتمكن عندها من موازنة مشاعرك بشكل أفضل دون أن تنغمس في المشاكل العاطفية أو تصبح إنساناً سلبياً غير مكترث بل ستكون مرناً قادراً على التراجع خطوة إلى الوراء ورؤية الوضع كما هو عليه واتخاذ قراراً متوازناً بسبب ثباتك العقلي، فكلما زادت قوتك العقلية كلما اصبحت أقوى وزادت قدرتك على تحقيق أهدافك والعيش وفقاً لقيمك وتجربة أكبر قدر من السعادة دون أن تنشغل بدوائر التكرار بل تعلم من ماضيك حيث يكمن جمال الرحلة إلى القوة الذهنية وبمرور الوقت انك تعلمت التخلي عن كل ما لم يعد يخدمك من هذا الماضي وكسره في مهده على الفور.
الجاذبية " ميرا علي /كاتبة "
حقيقة واقعة في مستقبل حافل بالأحداث الأسطورية التي لم يقص بها أثر ، أم انها ستكون أثرا بعد عين وقصص ، تساؤلات عديدة تمطر على أرض لا زالت جدباء لم تزهر مسيحا ولم تتفجر عن مسيخ أعور قبيح المظهر مطبوع على جبينه كافر فيتبعه المريدون غير ما أفرزته مخيلات رواة الدجل والشعوذة هل ما صح من أحاديث حوله بصحيح أو أن الصحيح هو أنها أحاديث صحيحة عن مجهول ليس له حقيقة صحيحة أو أنه من الاسرار التي ما بدى منها ليس بأكثر مما ذكر ، هل سيكون فعلا قبيحا وبعين واحدة في منتصف جبينه وعلى الرغم من قباحته سيكون جذابا بكاريزما حادة وقوية لدرجة أن الكفر الواضح لن يكون له اي تأثير على مريديه ومتبعيه وهل سيصطف الشعراء في مدحه والتباهي بأحاديثه ، وعن مدى جاذبيته ترى هل سيكون المنجذبون إليه من فئة الشباب او الراشدون من كبار السن والعقل وهل سيكون للنساء من جمال عينيه المنفردة في رأسه الشامخ نصيب في هواه الساحر بأسياخ الشوق والوله ، أم أنه مجرد مسيخ بلا أسياخ ، أم أن الدجال سيكون على هيئة المسيح وأقصد السيد المسيح عليه السلام جميلا بهيا نورانيا جاذبا بحق وبجمال سيدنا يوسف عليه السلام لأنه على الرغم من وجود طبعة كافر على جبهته فإن متبعيه سيكونون بملئ الارض وهذا بمثابة التحدي والفتنة الحقيقية للدجال ، وحينها سيكون المتبعون ضحاياه كنسوة زوجة عزيز مصر التي أصرت على مشاركة جمال يوسف الفاتن بقية نساء مجتمع القصور اللائي لم يكتفين بالنطق بكلمة ما هذا ؟ بل وصلنا في تقطيع الفاكهة إلى أن قطعنا أيديهن.
المرأة " عاطف البطل /كاتب صحفي "
لا شك أن المرأة شقيقة الرجل في نضاله، ويكفيها شرف أن تكون أما، فذلك شرف ما يساويه شرف، وهذا يجعلنا ما نتحدث إلا خيرا عنها، وفي جميع أحوالها، فهي الأم الحانية والزوجة الصابرة، والأخت التي لا تدخر جهدا في مساندة أخيها، وهي البنت التي تفيض حنانا ورقة على والديها، لا ينكر ذلك إلا جاحد أو متعصب.
إننا نشاهد ونسمع كثيرا عن قضية " تمكين المرأة "وأهمية دورها ومشاركاتها المتنوعة وخصوصا دورها السياسي، ولا أريد هنا أن أركز على الدور السياسي للمرأة أو ذكر المناصب التي تولتها وكانت جديرة بالثقة فيها، سواء أكانت وزيرة أم غير ذلك، فهذه الوظائف وأي وظائف تكون جديرةً لمن يستحقها رجلٍ كان أم امرأةٍ، فلا أفضلية للرجل ولا أفضلية للمرأة. وما أريد في هذا السياق أنْ أثبت بأن المرأة قادرة على العطاء والإبداع، فهذا شأن واضح قد دل عليه الواقع وأثبتته التجارب.
ولا أتصور أن هدف المرأة هو الوصول لكافة المناصب السياسية فقط والتخلي عن بقية أدوارها الجوهرية، وإن طالبت المرأة بالمساواة مع الرجل فتكون قد ظلمت نفسها، وإنما عليها وعلينا جميعا بتحقيق العدالة بين كلا الجنسين.
إن الإسلام قد كرم المرأة وأعلى من شأنها وأوصى بها خيرا، فها هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: "استوصوا بالنساء خيرا" فهي وصية واجبة على الجميع، فما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.
على أنني أحب أن ننوه بأن المرأة تواجه تحديا نفسيا خطيرا، ولابد لنا أن ننوه له ونقوم بتفنيده، تحديا نجده في بعض البيوت وفي نفوس بعض الرجال، حيث إني وجدت بعضهم يفسرون قول رسولنا العظيم - صلى الله عليه وسلم عن النساء “إنهن خلقن من ضلع أعوج “وكأن هذا يعيب المرأة ليكون ذلك ذريعة واهية لأفضلية الرجل عن المرأة، وقد فندت ذلك في مقال سابق تحت عنوان " عذرا سيدتي الزوجة".
وما قالوا ذلك إلا لأنهم لم يدركوا طبيعة المرأة كما خلقها الله وهيأها؛ لأننا لو عرفنا ذلك، لما طلبنا منها ما نطلبه من الرجل، بل لرحمناها، وأشفقنا عليها أكثر، وإذا كان هناك أمور لا يمكن للمرأة أن تكون فيها مثل الرجل، فإن الرجل لا يمكن أن يؤدي دور المرأة في أحيان كثيرة، ليس لعيب فيهما، بل هي فطرة الله التي اقتضت أن يميز كليهما عن الآخر؛ حتى تستمر الحياة بشكل طبيعي.
علينا أن ننفض عن أنفسنا غبار نزعة التعصب، وأن ندرك أبعاد العلاقة الحقيقية بين الرجل والمرأة، فهي علاقة اكتمال ولا ينبغي إلا أن تكون كذلك، فكلاهما يكمل ما في الآخر من نقص وعيوب فكل التحية والتقدير والاحترام للمرأة في أنحاء العالم.
رسالة اعتذار " محمد أسامة "
طوت الورقة على شكل إسطوانة وضمت يدها عليها بحرص، واستمرت في جلستها على المقعد المقابل للتلفاز تتابع نشرة التاسعة، ليس حبا في الأخبار أو حتى للتليفزيون، فلم يعد النظر يساعدها على الرؤية الكاملة وتحديد الاشخاص، لم تعد تفرق الرجال من النساء على الشاشة واكتفت بالصوت، هى فقط تجلس في في هذا المكان بصحبة الصوت ليؤنسها من وحشة الوحدة وكثرة الانتظار المتكررة، أبنها كطيف يعيش معها بين الجدران لكنها تستأنس برائحته، وترتاح لسماع نفسه.
تنتظره اليوم بالذات لتعتذر له عن سكب اللبن وحزنه وضجره منها، بررت لنفسها علو صوته ونهرها بأن لديه حق فكان جوعان والحليب وجبته المفضلة بجوار الطعام الآخر، تؤنب نفسها على خروجه في ضيق من صنعها لكنها تعلم بعدم عودته إلا متأخرا وقد تنام ولم تراه، كتبت لن اعتذار بينت فيه حزنها على عدم قدرتها لخدمته كسابق عهدها، فصارت يدها ترتعش من تقدمنا في العمر، وان ظهرها انحنى ولم تستطيع الوقوف كثيرا وصارت قدميها هزيلتين لا تقوى على حملها، واظهرت له في ضعف مدى سعادتها عند رؤيته، وانها كانت سعيدة يوم مولده، وظلت لليوم تكافح لكي تجعله شابا مميزا بين رفقائه، وانهت اعتذارها سامحني على تقصيري فصرت امرأة عجوز تحتاج ليد يسندني وحضن يحتويني وكلمة تواسيني وابتسامة في وجهي تغنيني، سامحني وامسكت الورقة لتعطيها إليه. لم يكن الشاب متذكر ضجره من أمه ولا حزنه منها ولا اتهامها بالتقصير، فبين رفقائه الدنيا مختلفة، الأضواء والضحكات والقصص واللعب والنكات، لم يتذكر الحليب المسكوب ولا صوته العالي على أمه، الكافية يعج بالشباب وفي يد كل أم رسالة اعتذر في انتظار تقديمها عند عودتهم للدار، في نهاية الليلة يفرغ كل منهم جببه بما اعطته له أمه من نقود سخية يصرفها على المقهى، ويعود منتشي سعيدا بقضاء ليلة جميلة مع الأصدقاء، صحيح انها ليلة متكررة لكنها ساعات يقضيها خارج نطاق البيت والمسؤولية التى لا يعرف عنها سوى حروفها، النوم طوال النهار والضجر حين تتحرك أمه أو تشعل الضوء تبصر ما تفعل، يستيقظ وكأنه شهريار ازعجته أصوات البلابل، يعود من سهرته وكله حيوية ونشاط، وقبل ان يقترب من جدران البيت ويلمح الضوء يخرج من النافذة، يرتدي وجه الكأبة وتنحصر روحه في حلقه. يتذكر الحليب المسكوب والأم العجوز التى لا تصلح لشئ، لم تعد قادرة على تلبية رغباته واحتياجاته، باتت كخيال مآته خطواتها بطيئة وكلامها رنينه في أذنه بمثابة انشودة ولكن شاذ، وضع المفتاح في موضعه واداره بكسل يتقمص الحزن والضيق، يفتح الباب ويستير بظهره، ويغلق بالباب بشيء من الثقل والتعب، أمه مازالت في موضعها مبتسمة تنتظره، لم يلق عليها التحية وهى مبتسمة تنتظر كلمة، لكنه خلع حذائه وقبل أن يتركها تلى مقعدها ويدخل غرفته، لمح الورقة في يدها، فاتجه نحوها وظنت أنه يحملها بين زراعيه ويضعها في سريرها فلم تعد ثقيلة الوزن، إلا انه سحب الورقة من يدها بدون كلام ومازالت مبتسمة، لم تعاكسه وتقبض عليها بل تركتها له في سلام قرأها، ولم تتحرك فيه مشاعر ليقول لها خففي من لومك لنفسك، فالأمر جد بسبط، لم يتلفظ بكلمة واراد أن يعيد الورقة لها لكنها لم تهتم بأخذها، ولم تفتح كفها، وظلت تنظر له وابتسامتها على شفتيها، ضجر من عدم اخذها للورقة ونهرها بقوة خذي كلامك الذي ليس له معنى، كررها ثلاثاً وبالمرة الرابعة سقطت دمعة من عينيها وهي مبتسمة، فاندهش لأمرها وقبل أن يغادر مجلسها وقعت، فأمسك بيدها وإذا بيدها باردة لدرجة الثلج، فارقت الحياة من بعد كتابة الاعتذار.
المناخ " رنده بوستة "
لعل ما شاهده العالم خلال هذا العام من كوارث طبيعية يجعل الأنسان أكثر حرصا من ذي قبل بالتعامل مع الطبيعة، لكن للأسف كون الإنسان اشتق اسمه من النسيان فلا جديد تم اتخاذه للتصدي لمثل هذه الأحداث المؤسفة التى دمرت بلدان وعرضت أخرى للفناء، فمنذ سنوات طويلة نبهت العالم زلما يحدث الأن من تغير في المناخ، وأضافوا بأن السبب هو عدم استخدام البشر للطبيعة بشكل سليم، حيث أن القطاع الصناعي والهدف من تحصيل الأموال عبث في البيئة الخضراء وقلل من نسبة الرقعة الزراعية وتقطيع الأشجار في الغابات ساهم في عملية الخلل البيئي. لم يهتم متخذي القرار في الدول المعرضة لهذه الكوارث لوضع الحلول والتشريع المناسب لردع الذين يقطعون الأشجار التى تساعد على عمل التوازن في الطبيعة، وسن التشريعات الصارمة تجاه أصحاب المصانع وزيادة الكربون والمساعدة على وجود احتباس حراري مخيف في الكون، فبقد وجود التكنولوجية والنهضة الصناعية تأتي الكوارث فرادا وجمعات، وما حدث في الشهور الماضية خير شاهد، بدء بارتفاع درجات الحرار التى اذابت الثلوج بسببها فحدثت الفيضانات ثم الحرائق التى ضربت الكثير من الدول الاوروبية وكادت تلتهم مدن كبرى ما كنا نتصور انها تقع اسيرة مثل هذه الكوارث.
لو لم يهتم المجتمع الدولي بالأبحاث وبرؤى العلماء لوجدنا العالم ينحصر في مكان كله حرائق وفيضانات، وهذا كله سيكون نتيجة لما نجنيه من أفعالنا الغير سوية والعبث مع الطبيعة التى لا ترحم، فالخلل البيئي سيدمر الكون من ثقب الايزون وارتفاع درجات حرارة الأرض، فلابد أن نستمر في تعميم البيئة الخضراء والاستدامة بالعمل بالطاقة النظيفة، فالكثير من الدول يحث المجتمع باستخدام الطاقة النظيفة من طاقة شمسية والسيارات التى تعمل بالكهرباء، كل هذه الأمور سوف تقلل كثيرا من العبث مع الطبيعة.
abdalmaqsud@hotmail.com
مفهوم السينما " معاذ الطيب /مخرج "
هنالك الكثير من الأشخاص وبالأخص في العالم العربي لا يعرفون ما هي السينما، بالرغم من وجود الكثير من الأكاديميات والمعاهد التي تدرس هذا الفن كمنهج أساسي أو فرعي، لكن ما زال هذا المفهوم غامضاً على الصعيد العام، حيث ان العديد من الأشخاص يعتبرون ان السينما هي فن أدنى من غيره ولا يمكن اعتباره فناً قائماً بذاته، وهذا لأنه يعتمد على غيره من الفنون واقتباسه من المسرح والأدب واعتماده على الرقص والموسيقى والعمارة، كما ان هذه الظاهرة أيضاً واجهتها السينما الغربية في التشكيك هل هي فن أم ليست كذلك.
كان رودلف آرنهايم الألماني يدافع عن السينما على أنها فن بحد ذاته، لكن كان ينفي علاقة السينما بالواقع بل أنّها تخلق واقعها الخاص، وقد أيد فكرة الفيلم الصامت وصوره بمفهوم جمالي خالص، لكن في المقابل كان أندريه بازان يرى أن أهمية السينما تكون في تجسيدها للواقع لذلك يبرز هنا المفهوم الاجتماعي على المفهوم الجمالي، قد كانت فكرة التصوير موجودة في عصور ما قبل التاريخ حيث إن الإنسان حاول تصوير بعض العناصر الموجودة في بيئته على جدران الكهوف التي عاش فيها، بعد ذلك تطور هذا المفهوم على مر السنين لنراه بصورته الحالية، كما تعتبر السينما من أهم عوامل تكوين الرأي العام حيث إنها لاقت قبولاً كبيراً من الجماهير لما لها من خصائص تجذب الجمهور، فهي تجمع بين الصورة والحوار والاستعراض والموسيقى، كما أنّها تناقش مجموعة من المشكلات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
حققت السينما وعياً كبيراً خلال سنواتها العشرين من مسيرتها، حيث كان روسيليني وبازان هما قائدا هذا التطور، إذ كان بازان مؤمناً بأن السينما الحديثة كانت محررة من قيود الأسلوب الكلاسيكي، وكان السبب الأساسي وراء هذا التغيير هو الموضوع أو المحتوى لما يعرض بالسينما، من أهم وظائف السينما الوظيفة الترفيهية التي تتمثل في الاستمتاع بأوقات الفراغ بمشاهدة الأفلام وغيرها، وتعد هذه الوظيفة هي الأولى للسينما، والوظيفة الدعائية، ثم الوظيفة الجمالية، حيث تعتبر السينما من الفنون الجميلة، وهذه من أهم الوظائف، وأخيراً الوظيفة التعليمية التي تتمثل في عرض بعض الدروس التعليمية في مختلف المجالات.
الإيجابية أسلوب حياة " نهلة خرستوفيدس /كاتبة "
الإيجابية باختصار شديد هي بناء جسر من الأمل والتفاؤل مع إلغاء كل أسلوب وعادات وكل كلمة سلبية من قاموسك بالحياة
وجودك في الكون لسبب وحكمة من الله ميزك عن باقي المخلوقات وقدرك.
أنت عند الله عظيم جدا لذا يجب أن تعرف قيمتك جيدا حتى تبدأ حياتك بكل حماس وتعرف ماذا تريد؟ وماهي أولوياتك ؟ وما الطرق التي يجب اتباعها لتستمر في الطريق الصحيح. كن ممتنًا لكل ما حولك وانشر الخير والمحبة وابتسم وأجلب السعادة لنفسك.
لا تبحث في طرق الآخرين ولا سلوكياتهم ولكن ركز في نفسك واوجد طريق تخترق به ذاتك ،كن طموح ولا تخجل من اَي عمل تقًوم به مادام شريفا. من المهم أن تبدأ يومك بنشاط وحيوية و تدخل الفرح والتفاؤل داخل قلبك مع ممارسة الرياضة. والحرص علي اتقان هواياتك وتطويرها والتواصل مع الاصدقاء والأحبة، تمسك بالأشخاص الإيجابيين واشرق عالمك بروحهم المرحة واستمع لأصدقائك إن سألك أحدهم في حل مشكله ما أوجد لهم الحلول بكل صدق وأسعدهم وأسعد معهم. لا تضيع وقتك في التفكير في احزان الماضي تجاوزها واستعد وخد هدنة اًو اعتبرها استراحة محارب وانطلق بأعلى ما في طاقتك
لا تضيع وقتك في النوم والكسل وتأجيل خططك بل ابدأ بتنفيذها.
ابتعد عن العادات السيئة وإبدأ بتحويل حياتك إلى العادات المفيدة التي تسعدك وتجد نفسك فيها وتخلق منك إنسان متجدد داخليًا وخارجيًا.
يقول الشاعر والفيلسوف جبران خليل جبران :(هناك من يتذمر لأن للورد شوكاً، و هناك من يتفاءل لأن فوق الشوك وردة)
القوة العقلية " منال الحبال /إعلامية "
إن بناء القوة العقلية هو بوابة تحقيق النجاح، فالنجاح لا يأتي بسهولة، بل يتمثل جزء كبير من رحلة النجاح في تطوير القوة العقلية مما يعني أنك قادر على الاستمرار في التركيز على الوصول للهدف دون ان تسمح لأية معوقات أن تقف في وجه تحقيق حلمك، يرتكز هذا الثبات الذهني على قواعد أساسية عند بناء القوة العقلية، منها التحكم، الالتزام، التحدي، الثقة.
حيث يشير التحكم إلى مدى شعورك بالسيطرة على حياتك وعلى مشاعرك، وإلى قدرتك على تحديد هدف في الحياة يحفزك كل يوم، وفي توجيه دفة قبادة حياتك.. هل تسير في الطريق الصحيح ..أم يحدث معك العكس تماماً وتشعر أنك فقدت السيطرة على الأحداث وعلى النتائج فهنا يجب التوقف والانتباه لقدرتك على التحكم.
أما الالتزام فهو دليل تركيزك وموثوقيتك، أي إذا كنت في مستوى متقدم من تحديد أهدافك وتحقيقها دون تشتيت انتباهك بسهولة أو أنك بمرحلة متراجعة وتكافح من أجل تحديد الأولويات ومحاول اتخاذ خطوات واتباع عادات جديدة للنجاح في تحقيق أهدافك.
ويعتبر التحدي مقياس قدرتك على التكيف وإدارة هذه المشكلات بدلاً من رؤيتها فقط. أي تحديد هذه الصعوبات والمشكلات في حياتك وتجاوزها للوصول لهدفك. وهنا إذا كان مستواك منخفضاً ترى التحديات تهديداً مخيفاً وتبدأ باختلاق الأعذار لعدم قدرتك على حلها وتجاوزها والمضي قدماً.
ثم الثقة التي هي شعورك بالارتياح في مسيرة تحقيق أهدافك. أنت تراقب خطوات خطتك وتعلم أنك على الطريق الصحيح. وتراجع الثقة أو انعدامها هنا يشير أنك تواجه صعوبة في مواجهة الانتكاسات وأن تأثير الآخرين عليك أكبر من ثقتك بنفسك وتأثيرك عليهم.
إن المكاسب الصغيرة تدعم القوة العقلية فكم من فرص فقدتها لأن رسائل عقلك تخبرك "أنا متعب" أو"ليس اليوم، ربما يوم آخر"..وكم من السهل الاستمرار باختلاق العذر بعد ذلك والسبب عدم تطوير قوتك العقلية من فترة ليست قصيرة، كما يحدث تماماً عند ممارسة التمارين الرياضية والتكاسل للبدء بها ثم الاستمتاع بنتائجها عند المواظبة عليها. أنت فقط من يستطيع اتخاذ القرار بنفسك.
جميعنا لدينا أهداف وأحلام لكن ليس لدينا جميعاً خطة عمل لتحقيقها، يجب وضع خطوات عملية تتوافق مع معتقداتك وقيمك وتلتزم بتنفيذها دون أن تتنازل عن تحقيق هدفك. خطة العمل هذه هي أساس تطوير القوة العقلية خاصة مع الاستمتاع بالنجاحات الصغيرة على طول الطريق حتى تتجاوز خط الهاية وتحصل على ميداليتك الذهبية التي حلمت بها.
وانتبه أن أخطاءك لا تحدد هويتك بل هو خلل مؤقت في خطتك يمكنك تغييره وإصلاحه عندما تكون قوياً عقلياً وعندها ستكون قادراً على تجاوز الانزلاق في طريق الهزيمة والاستسلام. فالأمر لا يتعلق بعدد المرات التي تفشل بها بل التي تنهض وتعود فيها إذا واصلت مسار تطوير قوتك العقلية. لا تنس أن العناية الذاتية من اتباع أسلوب حياة صحي والتواصل مع الآخرين وخاصة العائلة والأصدقاء الحقيقين وممارسة التأمل وتنمية نوايا الحمد والامتنان هي جميعاُ وسائل تعزز صحة قوتك العقلية وستتمكن عندها من موازنة مشاعرك بشكل أفضل دون أن تنغمس في المشاكل العاطفية أو تصبح إنساناً سلبياً غير مكترث بل ستكون مرناً قادراً على التراجع خطوة إلى الوراء ورؤية الوضع كما هو عليه واتخاذ قراراً متوازناً بسبب ثباتك العقلي، فكلما زادت قوتك العقلية كلما اصبحت أقوى وزادت قدرتك على تحقيق أهدافك والعيش وفقاً لقيمك وتجربة أكبر قدر من السعادة دون أن تنشغل بدوائر التكرار بل تعلم من ماضيك حيث يكمن جمال الرحلة إلى القوة الذهنية وبمرور الوقت انك تعلمت التخلي عن كل ما لم يعد يخدمك من هذا الماضي وكسره في مهده على الفور.
الجاذبية " ميرا علي /كاتبة "
حقيقة واقعة في مستقبل حافل بالأحداث الأسطورية التي لم يقص بها أثر ، أم انها ستكون أثرا بعد عين وقصص ، تساؤلات عديدة تمطر على أرض لا زالت جدباء لم تزهر مسيحا ولم تتفجر عن مسيخ أعور قبيح المظهر مطبوع على جبينه كافر فيتبعه المريدون غير ما أفرزته مخيلات رواة الدجل والشعوذة هل ما صح من أحاديث حوله بصحيح أو أن الصحيح هو أنها أحاديث صحيحة عن مجهول ليس له حقيقة صحيحة أو أنه من الاسرار التي ما بدى منها ليس بأكثر مما ذكر ، هل سيكون فعلا قبيحا وبعين واحدة في منتصف جبينه وعلى الرغم من قباحته سيكون جذابا بكاريزما حادة وقوية لدرجة أن الكفر الواضح لن يكون له اي تأثير على مريديه ومتبعيه وهل سيصطف الشعراء في مدحه والتباهي بأحاديثه ، وعن مدى جاذبيته ترى هل سيكون المنجذبون إليه من فئة الشباب او الراشدون من كبار السن والعقل وهل سيكون للنساء من جمال عينيه المنفردة في رأسه الشامخ نصيب في هواه الساحر بأسياخ الشوق والوله ، أم أنه مجرد مسيخ بلا أسياخ ، أم أن الدجال سيكون على هيئة المسيح وأقصد السيد المسيح عليه السلام جميلا بهيا نورانيا جاذبا بحق وبجمال سيدنا يوسف عليه السلام لأنه على الرغم من وجود طبعة كافر على جبهته فإن متبعيه سيكونون بملئ الارض وهذا بمثابة التحدي والفتنة الحقيقية للدجال ، وحينها سيكون المتبعون ضحاياه كنسوة زوجة عزيز مصر التي أصرت على مشاركة جمال يوسف الفاتن بقية نساء مجتمع القصور اللائي لم يكتفين بالنطق بكلمة ما هذا ؟ بل وصلنا في تقطيع الفاكهة إلى أن قطعنا أيديهن.
المرأة " عاطف البطل /كاتب صحفي "
لا شك أن المرأة شقيقة الرجل في نضاله، ويكفيها شرف أن تكون أما، فذلك شرف ما يساويه شرف، وهذا يجعلنا ما نتحدث إلا خيرا عنها، وفي جميع أحوالها، فهي الأم الحانية والزوجة الصابرة، والأخت التي لا تدخر جهدا في مساندة أخيها، وهي البنت التي تفيض حنانا ورقة على والديها، لا ينكر ذلك إلا جاحد أو متعصب.
إننا نشاهد ونسمع كثيرا عن قضية " تمكين المرأة "وأهمية دورها ومشاركاتها المتنوعة وخصوصا دورها السياسي، ولا أريد هنا أن أركز على الدور السياسي للمرأة أو ذكر المناصب التي تولتها وكانت جديرة بالثقة فيها، سواء أكانت وزيرة أم غير ذلك، فهذه الوظائف وأي وظائف تكون جديرةً لمن يستحقها رجلٍ كان أم امرأةٍ، فلا أفضلية للرجل ولا أفضلية للمرأة. وما أريد في هذا السياق أنْ أثبت بأن المرأة قادرة على العطاء والإبداع، فهذا شأن واضح قد دل عليه الواقع وأثبتته التجارب.
ولا أتصور أن هدف المرأة هو الوصول لكافة المناصب السياسية فقط والتخلي عن بقية أدوارها الجوهرية، وإن طالبت المرأة بالمساواة مع الرجل فتكون قد ظلمت نفسها، وإنما عليها وعلينا جميعا بتحقيق العدالة بين كلا الجنسين.
إن الإسلام قد كرم المرأة وأعلى من شأنها وأوصى بها خيرا، فها هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: "استوصوا بالنساء خيرا" فهي وصية واجبة على الجميع، فما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.
على أنني أحب أن ننوه بأن المرأة تواجه تحديا نفسيا خطيرا، ولابد لنا أن ننوه له ونقوم بتفنيده، تحديا نجده في بعض البيوت وفي نفوس بعض الرجال، حيث إني وجدت بعضهم يفسرون قول رسولنا العظيم - صلى الله عليه وسلم عن النساء “إنهن خلقن من ضلع أعوج “وكأن هذا يعيب المرأة ليكون ذلك ذريعة واهية لأفضلية الرجل عن المرأة، وقد فندت ذلك في مقال سابق تحت عنوان " عذرا سيدتي الزوجة".
وما قالوا ذلك إلا لأنهم لم يدركوا طبيعة المرأة كما خلقها الله وهيأها؛ لأننا لو عرفنا ذلك، لما طلبنا منها ما نطلبه من الرجل، بل لرحمناها، وأشفقنا عليها أكثر، وإذا كان هناك أمور لا يمكن للمرأة أن تكون فيها مثل الرجل، فإن الرجل لا يمكن أن يؤدي دور المرأة في أحيان كثيرة، ليس لعيب فيهما، بل هي فطرة الله التي اقتضت أن يميز كليهما عن الآخر؛ حتى تستمر الحياة بشكل طبيعي.
علينا أن ننفض عن أنفسنا غبار نزعة التعصب، وأن ندرك أبعاد العلاقة الحقيقية بين الرجل والمرأة، فهي علاقة اكتمال ولا ينبغي إلا أن تكون كذلك، فكلاهما يكمل ما في الآخر من نقص وعيوب فكل التحية والتقدير والاحترام للمرأة في أنحاء العالم.
رسالة اعتذار " محمد أسامة "
طوت الورقة على شكل إسطوانة وضمت يدها عليها بحرص، واستمرت في جلستها على المقعد المقابل للتلفاز تتابع نشرة التاسعة، ليس حبا في الأخبار أو حتى للتليفزيون، فلم يعد النظر يساعدها على الرؤية الكاملة وتحديد الاشخاص، لم تعد تفرق الرجال من النساء على الشاشة واكتفت بالصوت، هى فقط تجلس في في هذا المكان بصحبة الصوت ليؤنسها من وحشة الوحدة وكثرة الانتظار المتكررة، أبنها كطيف يعيش معها بين الجدران لكنها تستأنس برائحته، وترتاح لسماع نفسه.
تنتظره اليوم بالذات لتعتذر له عن سكب اللبن وحزنه وضجره منها، بررت لنفسها علو صوته ونهرها بأن لديه حق فكان جوعان والحليب وجبته المفضلة بجوار الطعام الآخر، تؤنب نفسها على خروجه في ضيق من صنعها لكنها تعلم بعدم عودته إلا متأخرا وقد تنام ولم تراه، كتبت لن اعتذار بينت فيه حزنها على عدم قدرتها لخدمته كسابق عهدها، فصارت يدها ترتعش من تقدمنا في العمر، وان ظهرها انحنى ولم تستطيع الوقوف كثيرا وصارت قدميها هزيلتين لا تقوى على حملها، واظهرت له في ضعف مدى سعادتها عند رؤيته، وانها كانت سعيدة يوم مولده، وظلت لليوم تكافح لكي تجعله شابا مميزا بين رفقائه، وانهت اعتذارها سامحني على تقصيري فصرت امرأة عجوز تحتاج ليد يسندني وحضن يحتويني وكلمة تواسيني وابتسامة في وجهي تغنيني، سامحني وامسكت الورقة لتعطيها إليه. لم يكن الشاب متذكر ضجره من أمه ولا حزنه منها ولا اتهامها بالتقصير، فبين رفقائه الدنيا مختلفة، الأضواء والضحكات والقصص واللعب والنكات، لم يتذكر الحليب المسكوب ولا صوته العالي على أمه، الكافية يعج بالشباب وفي يد كل أم رسالة اعتذر في انتظار تقديمها عند عودتهم للدار، في نهاية الليلة يفرغ كل منهم جببه بما اعطته له أمه من نقود سخية يصرفها على المقهى، ويعود منتشي سعيدا بقضاء ليلة جميلة مع الأصدقاء، صحيح انها ليلة متكررة لكنها ساعات يقضيها خارج نطاق البيت والمسؤولية التى لا يعرف عنها سوى حروفها، النوم طوال النهار والضجر حين تتحرك أمه أو تشعل الضوء تبصر ما تفعل، يستيقظ وكأنه شهريار ازعجته أصوات البلابل، يعود من سهرته وكله حيوية ونشاط، وقبل ان يقترب من جدران البيت ويلمح الضوء يخرج من النافذة، يرتدي وجه الكأبة وتنحصر روحه في حلقه. يتذكر الحليب المسكوب والأم العجوز التى لا تصلح لشئ، لم تعد قادرة على تلبية رغباته واحتياجاته، باتت كخيال مآته خطواتها بطيئة وكلامها رنينه في أذنه بمثابة انشودة ولكن شاذ، وضع المفتاح في موضعه واداره بكسل يتقمص الحزن والضيق، يفتح الباب ويستير بظهره، ويغلق بالباب بشيء من الثقل والتعب، أمه مازالت في موضعها مبتسمة تنتظره، لم يلق عليها التحية وهى مبتسمة تنتظر كلمة، لكنه خلع حذائه وقبل أن يتركها تلى مقعدها ويدخل غرفته، لمح الورقة في يدها، فاتجه نحوها وظنت أنه يحملها بين زراعيه ويضعها في سريرها فلم تعد ثقيلة الوزن، إلا انه سحب الورقة من يدها بدون كلام ومازالت مبتسمة، لم تعاكسه وتقبض عليها بل تركتها له في سلام قرأها، ولم تتحرك فيه مشاعر ليقول لها خففي من لومك لنفسك، فالأمر جد بسبط، لم يتلفظ بكلمة واراد أن يعيد الورقة لها لكنها لم تهتم بأخذها، ولم تفتح كفها، وظلت تنظر له وابتسامتها على شفتيها، ضجر من عدم اخذها للورقة ونهرها بقوة خذي كلامك الذي ليس له معنى، كررها ثلاثاً وبالمرة الرابعة سقطت دمعة من عينيها وهي مبتسمة، فاندهش لأمرها وقبل أن يغادر مجلسها وقعت، فأمسك بيدها وإذا بيدها باردة لدرجة الثلج، فارقت الحياة من بعد كتابة الاعتذار.
المناخ " رنده بوستة "
لعل ما شاهده العالم خلال هذا العام من كوارث طبيعية يجعل الأنسان أكثر حرصا من ذي قبل بالتعامل مع الطبيعة، لكن للأسف كون الإنسان اشتق اسمه من النسيان فلا جديد تم اتخاذه للتصدي لمثل هذه الأحداث المؤسفة التى دمرت بلدان وعرضت أخرى للفناء، فمنذ سنوات طويلة نبهت العالم زلما يحدث الأن من تغير في المناخ، وأضافوا بأن السبب هو عدم استخدام البشر للطبيعة بشكل سليم، حيث أن القطاع الصناعي والهدف من تحصيل الأموال عبث في البيئة الخضراء وقلل من نسبة الرقعة الزراعية وتقطيع الأشجار في الغابات ساهم في عملية الخلل البيئي. لم يهتم متخذي القرار في الدول المعرضة لهذه الكوارث لوضع الحلول والتشريع المناسب لردع الذين يقطعون الأشجار التى تساعد على عمل التوازن في الطبيعة، وسن التشريعات الصارمة تجاه أصحاب المصانع وزيادة الكربون والمساعدة على وجود احتباس حراري مخيف في الكون، فبقد وجود التكنولوجية والنهضة الصناعية تأتي الكوارث فرادا وجمعات، وما حدث في الشهور الماضية خير شاهد، بدء بارتفاع درجات الحرار التى اذابت الثلوج بسببها فحدثت الفيضانات ثم الحرائق التى ضربت الكثير من الدول الاوروبية وكادت تلتهم مدن كبرى ما كنا نتصور انها تقع اسيرة مثل هذه الكوارث.
لو لم يهتم المجتمع الدولي بالأبحاث وبرؤى العلماء لوجدنا العالم ينحصر في مكان كله حرائق وفيضانات، وهذا كله سيكون نتيجة لما نجنيه من أفعالنا الغير سوية والعبث مع الطبيعة التى لا ترحم، فالخلل البيئي سيدمر الكون من ثقب الايزون وارتفاع درجات حرارة الأرض، فلابد أن نستمر في تعميم البيئة الخضراء والاستدامة بالعمل بالطاقة النظيفة، فالكثير من الدول يحث المجتمع باستخدام الطاقة النظيفة من طاقة شمسية والسيارات التى تعمل بالكهرباء، كل هذه الأمور سوف تقلل كثيرا من العبث مع الطبيعة.