مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com



لنجعل شتاءهم أدفأ " بشرى الغفوري /كاتبة "
حسن سليمان الملقب بأبو فلة صاحب أكبر وأشهر قناة على اليوتيوب الخاصة بالألعاب الإلكترونية المعروف بأخلاقه العالية وحبه للخير بدون تفاخر ولا رياء حقق أرقاماً خيالية بوقت قياسي، فهو شخصية مؤثرة على مستوى صناعة المحتوى، يعتبر فخرا لكل شباب العرب بأعماله الخيرية، فمنها بناء مساجد وآبار وتكفله لليتامى وعائلات محتاجة وتبرعات خيرية  لعلاج المصابين  بالعمى...بناء بيوت للاجئين السوريين وغيرها.
أصبح حديث كل الدول العربية والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي بحملة ومبادر جمع 10 مليون دولار، ونالت الحملة  تعاطفا وصدى وتفاعلا وجاءت الحملة تحت عنوان( لنجعل شتاءهم أدفأ) حملة هادفة أطلقتها حملة أجمل شتاء في العالم تضامنا مع اللاجئين والنازحين لتقديم المساعدة لهم، كما استطاع ابو فلة أن يحبس نفسه داخل غرفة زجاجية في محيط برج خليفة إلى حين يتمكن من جمع 10 مليون دولار، ليكون البث حياً وخاصاً بجمع التبرعات، وظل البث الحي لمدة 12 يوما متواصلا ليكون أول من يحصل على شهادتين ولقبين للأرقام القياسية من كتاب جنيس بأكبر عدد المشاهدات لحملة إنسانية سامية، وأطول بث حي بدون انقطاع. واستطاع هذا الشاب أن يحقق حلم كثير من الأسر المحتاجة التي تعاني ظروفاً صعبة... وقساوة العيش، فالحملة كان لها تأثير ايجابي يدعو إلى التفاؤل، بجمع أكثر من 11مليون دولار.
 كل الشكر لحملة أجمل شتاء في العالم لدعم حملة مبادرة لنجعل شتاءهم أدفأ، على جهودهم الجبارة لتحقيق الأهداف وإدخال السعادة و الدفء لقلوب أكثر من 110 آلاف عائلة.



قدرات " ندى فنري /مدربة تنمية بشرية "
لكل منا قدرات معينة وطاقات مميزة تؤهلنا للوصول إلى النجاح، عادة تكون تطلعاتنا أكبر من قدراتنا، لكن بالعمل و المثابرة و الاجتهاد و الثقة بالله نسير باتجاه تحقيق أهدافنا، قد نكون أصحاب علم وأخلاق لكننا نحتاج إلى أن نطور المهارات بحضور الندوات و الدورات والمحاضرات، ونسأل هل علينا أن نطلع على كل شيء ؟ نعم علينا أن نطلع على كل شيء لكن علينا أن نتخصص في شيء ونبحث عن المعلومات التي تفيدنا.
ففي وظيفتنا نعمل كل يوم على تجديد طاقاتنا بطلة راقية وحديث جذاب وشعور رائع بالمحبة ترافقه كلمات مزينة بالإيجابية، نتعامل بها مع من حولنا وفي الحقيقة أن أهم حوار هو الذي يتم مع نفسي ونتفاعل معها ونطبطب عليها لتشعر بالفخر والعز، ولنؤكد لهذا العالم أننا نشاركهم الحياة بود بعيد عن التكبر والغرور.  عندما أزهو بعقلي تصبح الأشجار في نظري أكثر اخضراراً و أوراقها يانعة، و ألمس المرح حتى من أوراق الخريف الصفراء المترامية على الأرصفة فتقبل النفس و الرضا له تأثير رائع و يصبح أكثر روعة عندما نبتعد عن الغرور و نشارك الآخرين أحوالهم و آمالهم، و طموحاتهم، وعلينا أن نساعدهم ليصلوا للمراتب التي يسعون إليها، لا ننسى أننا حين نمنح ونعطي نشعر بالسعادة التي تتسلل إلى جنبات الروح، فالحياة حلوة بعيداً عن القلق والتوتر.  فهناك أكثر من طريقة نستطيع أن نتبعها لتتحول الورود الصفراء إلى لوحة فنية نرسم بها أحلامنا التي بدورها ستتحول إلى حقيقة تنبض بالحياة من خلال اجتهادنا.
اصنع الفرح وضع نفسك مع من تحب، وشاور من تثق وأقنع من تحتاج إليه و أصلح كل خلل قمت به، باختصار الحياة جميلة، فاجعلها لنفسك أجمل، بالنوم الهادئ و الابتسامة العريضة و رضا الوالدين واعتن بنفسك وانتبه لاختياراتك في ألوان ملابسك، ومما لاشك فيه أن الالتزام بالمواعيد يعود عليك بالفائدة، وصدق العمل و الدقة في التنفيذ سيكون لهما تأثير أفضل لحياة مهنية ناجحة، أما على المستوى العائلي فازرع البسمة و الطمأنينة، عندها ستكون مصدر إلهام للجميع وأبرز سحر الحياة بتقبلها، وإيجاد حلول لمشاكلك وركز على اختياراتك، فأنت إنسان من أجمل الكائنات، لذلك تستحق الاهتمام بنفسك أولا و من الآخرين ثانيا.



رسالة " جمال الحفني /كاتب "
منذ رحيلك وكل شيء حولي صامت، بل يكاد يكون ميتاً، لا روح فيه، بعد أن كان يلهو ويمرح بوجودك، ما ذنب كل هذه الأشياء؟ لا أعلم، فمنذ رحيلك باتت نفسي لا تشتاق لشيء، الطعام الذي كنا نأكله سوياً بات بلا طعم، الزهور التي كنت أقطفها لك أصبحت بلا عبير، حتى المصابيح التي كنا نمشي على ضوئها بهت لونها، منذ رحيلك تغير الكون فجأة، القمر يأتي حزيناً شاحب الوجه وكأنه جاء مضطراً، والشمس أصبحت كالعجوز لا تستطيع الجري لمستقرها كالسابق، منذ رحيلك وأنا أبحث عن بديلة لك ولم أجد، كأنكِ دواء نادر مات مكتشفه قبل الإعلان عنه، منذ رحيلك وطيفك يرفض زيارتي ليلاً، رفقاً بي فأنا لا أستحق كل هذا العناء، فمنذ رحيلك وأنا لست أنا.



إدارة الغضب " حمدي إسماعيل /كاتب "
من منا لم يغضب وإن اختلفت أسباب هذا الغضب أو أشكاله، لكن تمكننا من إدارة هذا الغضب هو المقياس الحقيقي لقدرتنا وتمكننا من تنفيذ وصية رسولنا الكريم(صل الله عليه وسلم) حين استوصاه أحد الصحابة قائلاً أوصني قال المصطفى ( صل الله عليه وسلم) : لا تغضب.
والغضب غالباً ما ينتج عن موقف تضمن سبباً لغيظ لم يتسن لصاحبه كظم غيظه فيه بل من الممكن في بعض المواقف بما قد يحول صاحبه أحياناً لبركان من الغضب، وهنا يفقد الغضب صاحبه حسن إدارة المواقف ويفقد الكثير والكثير بل قد يصل الغضب بالبعض عدم الاكتفاء بخسارة المواقف بل قد يمتد لارتكاب الجرائم أحياناً.
ومن أكثر الخلق كظماً للغيظ وعدم الغضب في أصعب المواقف عدا ما يتعلق بالدين أو حدود الله فهم الأنبياء، فيلي الأنبياء حواريوهم أو صحابتهم فالتابعون، كما أن هناك حسن إدارة للغضب بعيداً عن الأنبياء والدين ولن تتخيلوا في أي مجال يتم كظم الغيظ وحسن إدارة الغضب وتكون في قمتها في السياسة فالدبلوماسية وهما وجهان لعملة واحدة.
أما على المستوى الشخصي فكيف يمكنك إدارة غضبك والتحكم فيه لا أن تمكنه هو من أن يتحكم بك أو يتولى إدارتك، فالأمر يتطلب عدداً من العناصر التي لابد من توفرها لديك أو حولك لحظة تعرضك لمثير الغضب، من أهم تلك العوامل توفر القاعدة الإيمانية التي تجعل منك قادراً على التحكم في ردة فعلك لهذا المثير، أيضاً البيئة الناصحة أو الموجهة والتي من شأنها أن تساعدك على امتصاص المثيرات لا العكس.
ويحمل التاريخ الإسلامي لنا من الأمثلة العديدة على القدرة في إدارة الغضب وكظم الغيظ الكثير من الأمثلة لكن من أروعها في رأيي ما حدث من أحد أحفاد رسولنا الكريم وهو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حين قام لصلاة الفجر في شتاء قارص البرودة، وإذ بالخادمة يقع منها الإبريق على رأسه بالماء البارد بل ويشج رأسه، لكنه سرعان ما تلقى النصيحة من ذات المثير وقبل أن يغضب حيث تلت عليه قول الله تعالى : (والكاظمين الغيظ) فكظم غيظه ففاجأته بتكملة الآية الكريمة :" والعافين عن الناس" فقال لخادمته عفوت عنك، فاردفت بتكملة الآية " والله يحب المحسنين" فقال لها أنت حرة فلقد أعتقتك.
هنا توافرت البيئة الصالحة مع النفس الزكية فكان حسن إدارة الغضب.
لذا علينا أن نحاول الاقتداء بالأنبياء والجمع بين صفات الصالحين وحنكة الدبلوماسيين في أن نتمكن من حسن إدارة المواقف وعدم الغضب.



ظل شجرة " سحر الألفي "
غالبا ما نبحث عن ظل شجرة نستظل تحته لبرهة، بعد مشقة السنين وطول الطريق، فأعباء الحياة وضغوطها تجلس على أكتافنا كما تجلس الكرة الأرضية فوق أكتاف أطلس، حمل ثقيل لما نراه من متغيرات سريعة في النفوس والقلوب قبل المعاملات الإنسانية.
نفرح حين نجد بصيص أمل لظل شجرة في طريق صحراوي لا نرى فيه إلا الرمال والجبال والعطش، وفقدان الأمل وقبل اليأس نلمح ظل شجرة من بعيد فتزداد قوانا ونتحمل المزيد من التعب للوصول لقسط من الراحة، لكن أحيانا يحدث ما لا يحمد عقباه ويتضح أن ما نراه مجرد سراب شكله العقل الباطني لاكتساب بعض من الوقت على قيد الحياة.
ظل الشجرة لم يكن مكون من غصون وأوراق وثمار، تقي من حرارة الشمس الملتهبة في صيف لا يعرف الرحمة، بقدر شخص تأملنا فيه المساعدة وحلمنا بأن تلبية متطلباتنا بيده وفجأة نراه سراب بلا نفع، يحطم قلوبنا ويعيد في وجداننا إعادة التفكير والاصرار على ترك الحياة والاستسلام للأحباط واليأس، وأحيانا يظهر شخص في حياتنا يلملم شتات أفكارنا ويرتب وجداننا بعد أن تهشم في طريق المعاناة، شخص يظهر الاهتمام يحب بلا غرض يصنع من نفسه خيمة ومظلة ونهر من العطاء، يمنح القدرة على الحياة ويرسم على الشفاه ابتسامة لا تفارق الوجه، شخص يستر العيوب ويناصر الحق ويدعم المكلوبين، شخص صاحب ضمير لا مدعين الفضيلة كالشجر الذي ينمو في البحر.
اي شخص في حياتنا أو يحاول أن يدخل عالمنا علينا أولا أن نضعه تحت معيار ظل الشجر الواقعي أم الافتراضي أو السراب المخادع، ونتساءل ألف مرة قبل فتح باب حياتنا مشاعا للطارقين عليه مهما طال الانتظار.



اختراعات عربية " مازن تميم /كاتب صحفي "
في الوقت الذي كان الغرب غارقاً في خضم الجهل والظلمة خاصة في القرون الوسطي، كان العلماء العرب والمسلمون ذوو العقول النيرة يقدحون عقولهم باختراعات جليلة، والتي أنارت ظلمة الغرب وأيقظته من سباته الطويل.. كانت هذه الاختراعات الأساس الذي أعملوا بها عقولهم وحاولوا التطوير والإضافة اليها، وهنا موجز عن عشرة من هذه الاختراعات التي لا تعد ولا تحصى والتي كان للعلماء العرب السبق فيها وهي ألتي أنارت عقول الغرب:  
الجراحة: في  حوالي عام 1000 م نشر الطبيب الشهير أبو القاسم الزهراوي موسوعة مصورة لعلم الجراحة من 1500 صفحة وقد استخدمت الموسوعة في أوروبا كمرجع طبي للسنوات الخمسمائة التي تلت صدورها، ويُعتقد أن الزهراوي أجرى أول عملية ولادة قيصرية وصمم أول زوج ملاقط.
 آلة طائرة: كان عباس ابن فرناس أول شخص صممم آلة طيران وحاول الطيران بها في القرن التاسع، وخلال محاولته الأشهر قرب قرطبة في إسبانيا طار فرناس صعوداً لبضع لحظات قبل أن يسقط على الأرض ويكسر ظهره، ويعتقد الخبراء أن تصاميم ابن فرناس شكلت لاحقاً بعد مئات السنين مصدر إلهام للفنان والمخترع الإيطالي الشهير ليوناردو دا فينشي.
الجامعة: في عام 859 أسست أميرة شابة تدعى فاطمة الفهري أول جامعة في تاريخ العالم تمنح درجة علمية في مدينة فاس بالمغرب، وأسست أختها مريم مسجداً مجاوراً للجامعة ومعاً شكلا مجمّع اسمه جامع وجامعة القرويين، ولا يزال هذا المركز العلمي يعمل إلى يومنا هذا بعد مرور حوالي 1200 عاما على إنشائه.
علم الجبر: في القرن التاسع وضع عالم الرياضيات الخوارزمي أسس علم الجبر وذلك في دراسته الشهيرة بعنوان "كتاب الجبر والمقابلة".
علم البصريات:  حوالي عام 1000 برهن الحسن بن الهيثم أن الإنسان يرى الأشياء عند انعكاس الضوء عنها ودخوله العين داحضاً بذلك نظريات أقليدس وبطليموس بأن الضوء يخرج من العين نفسها، كما اكتشف ابن الهيثم  أيضا ظاهرة "الكاميرا المظلمة" والتي تفسر كيف أن العين ترى الصور بشكل مستقيم بسبب العلاقة بين العصب البصري والدماغ.
 الموسيقى: بحسب بعض الخبراء فإن تأثير الموسيقيين المسلمين العميق على أوروبا يعود  تاريخه إلى شارلمان الذي حاول منافسة موسيقى بغداد وقرطبة، ومن بين العديد من الآلات الموسيقية التي وصلت إلى أوروبا عبر الشرق الأوسط هي آلة الراهاب وهي الجد لآلة الكمان، ويُعتقد أن السلم الموسيقي الحديث أيضاً مُستمد من الأبجدية العربية.
 فرشاة الانسان: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أول من استعمل فرشاة أسنان حوالي عام 600م وذلك عبر استخدامه غصناً من شجرة مسواك، وحاليا تستخدم مواد مشابهة للمسواك في معجون الأسنان الحديث.
المفصل أول محرك في العالم: عبر تحويله الحركة الدائرية إلى حركة طولية يتيح المفصل رفع الأشياء الثقيلة بسهولة نسبية، هذه التكنولوجيا التي اكتشفها الجزري في القرن الثاني عشر انتشرت في جميع أنحاء العالم ما أدى إلى اختراعات شتى بدءاً بالدراجة وصولاً إلى  إلى محرّك الاحتراق الداخلي.
 المستشفى: المستشفى كما يعرف اليوم أي تلك التي تضم أقساماً ومراكز تعليم تعود جذورها إلى مصر في القرن التاسع، وكان أول مركز طبي بهذه المواصفات هو مستشفى أحمد بن طولون الذي تأسس في عام 872 في القاهرة بمصر.
 القهوة: فالقهوة التي هي الآن الشراب اليومي للعالم الغربي حُضّرت لأول مرة في اليمن حوالي القرن التاسع، ووصلت القهوة إلى تركيا بحلول القرن الثالث عشرـ لكن أوروبا انتظرت إلى القرن السادس عشر لتبدأ بتحميص حبوب البن التي أدخلها إلى ايطاليا تاجر من البندقية.



العمل في مكان واحد " الشيماء محمد /خبير صحافة وإعلام "
يهتم البعض بأن يعمل طوال حياته في مكان واحد لا يغيره، ويسعى إلى إرضاء المديرين وأصحاب القرار في الشركة أو المصنع، ويتفانى في العمل ويجتهد معتمدا في ذلك على ضميره الحي وأمانته المطلقة في العمل واتقانه، كل هذا من أجل الاستمرار والاستقرار في تقاضي الراتب الذي يحاول جاهدا كل عام أن يزيد بعض الشيء، بدون جدوى إلا من العلاوة السنوية المعتادة التى لا تزيد عن عشر الراتب المدون في عقد العمل.
ومع مرور الوقت والاستقرار الذي يهدد مع تجديد عقد العمل كل عام بإشاعة الاستغناء عن بعض الموظفين وهذا الإجراء مع انه يمارس كل عام إلا أن الجميع يصدق ويخشى أن ينفذ والهدف من هذه الإشاعة هو عدم طلب الموظفين لزيادة الراتب ويكون الهدف الأسمى البقاء ضمن الموظفين الجالسين والمستقرين في العمل، خدعة متكررة ومستمرة يمارسها البعض ويصدقها الجميع وكأنها قطعة الجبن التى يصطاد بها الفئران لا الفأر يتعظ ولا البشر يغير من منهجه.
الاستقرار لا يعني البقاء في العمل لحين بلوغ سن التقاعد، فالتغيير كل خمسة أعوام شيء صحي جدا، أولا سيزيد الراتب في المكان الآخر بحكم الخبرة والتطور الذاتي من جهة، ومن جهة أخرى قد يتغير الوضع الوظيفي الذي سيظل ثابت في المكان الآخر بلا تعديل الوضع والترقية، فتغيير العمل يجدد الطاقة والنشاط مع أشخاص جدد وعالم آخر متجدد، لذلك يكمن الاستقرار الحقيقي في الثقة بالنفس وأن العمل الحالي ليس آخر الطريق وإذا تركته ستجد أفضل منه وأن الرزق يعرف عنوانك إذا لم تعرف أين رزقك.



بنوك الستر" مصطفى عبيد "
 على الرغم من تقديم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الأونة الأخيرة العديد من الخدمات التى أفادت البشرية في شتى المجالات، وإذا أردنا أن نعدد الفوائد فسنجدها بدأت بتطبيق البحث عن المعلومات وأرشفة البيانات، فإذا كنا في السابق نبحث في العديد من الكتب عن معلومة معينة فنضطر للذهاب إلى المكتبات العامة أو مكتبات الجامعة للحصول على المعلومة بعد بحث كثير ووقت طويل بين الأرفف والكتب، أما الأن فبمجرد كتابة أول كلمة من المعلومة تأتي كل البيانات عنها بالتفصيل وربما بأكثر مما يحلم الباحث.
استفدنا من التكنولوجيا في الصناعات الدقيقة والطب والعمليات التي كان يصعب على الأيد البشرية أن تقوم بها إلا بجراحة فاليوم ومع التقدم صار الأمر بسيط بالليزر وغيره من الدقة في الأداء وتحقيق نسب عالية من النجاح في جميع المجالات، والصناعة أيضا استفادت من الذكاء الاصطناعي في الصناعات التي تستهدف عدم تدخل اليد البشرية للحفاظ على السلامة أو النظافة وعدم التلوث، واستفاد العالم منهما في التعليم والعمل عن بعد في ظروف كورونا حتى في التحذير من الطقس والزراعة وغيرها، فهذا هو الوجه المشرق لهذه التطبيقات والتكنولوجيا في عالم الاتصالات.
أما أن نستخدم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في طرق تعكر صف البشرية فهذا منافي تماما للفطرة الإنسانية، فالبعض اتخذها من الجانب السلبي والتحول غير السوي، فأصبحت آداة يستخدمها البشر من أجل تحقيق أرباح كبيرة وخلق وظائف ما كانت موجودة في السابق، واندثرت وظائف مثل موظف البريد وصيانة الآلات الكاتبة والفاكس والتلكس وغيرها من الوظائف والأجهزة التى استبدلت بغيرها في غضون الثواني والتحول الرقمي، ومع ذلك بعض شبابنا اتقنوا العبث في حياة الآخرين وتمكنوا من هدم جدار المجتمع وصناعة الجدران الزجاجية التى تكشف ما خلفها بلا رحمة ولا نوع من الستر.
وغفل شبابنا أن لكل منا رصيد من الستر عند الله عز وجل كلما فضحنا أحدا من خلقة سحب من رصيدنا كما تسحب الأموال من البنوك، إلى أن ينتهى الرصيد ونسحب على المكشوف بسبب النميمة والغيبة والتشهير بأعراض الأخرين بلا رحمة أو شفقة، فيصبح الرصيد صفر وتنقلب الأية ويصبح الكل في دائرة الفضائح ولا يوجد مستور سوى من حافظ على رصيده في بنك الستر واستثمر ما فيه بستر الناس والحفاظ عليهم وغض البصر عن كل ما حرم الله.
لابد أن نراعي الستر والخوف على زوال رصيد الستر من بنوك الرحمة، وعلى شبابنا ألا يفضحوا أنفسهم بنشر مقاطع لنفسهم يزيلوا جدران الستر، فالمثل يقول بيت يسترني ونحن باستخدام التكنولوجيا خطأ نمحو الجدران ونزيل الحواجز ويظهر حياتنا على الملأ، فلنعود إلى الحياة الطبيعية ونستفيد من الذكاء الاصطناعي في خدمة البشرية وتنميتها ورفعتها.



إعلام من أجل المرأة "   سحر حمزة/كاتبة "
في ظل الازدحام الإعلامي الذي يشهده العصر التقني الحديث والذكاء الاصطناعي  وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل النشر التقنية المتطورة يعتبر وجود وكالة متخصصة بالمرأة جرأة وتميز وفكرة واعدة يشكر القائمون عليها لا سيما أنه مضمار واسع كثر التنافس فيه هذه الأيام في أطار تحرر المرأة وخوضها كافة الميادين ونجاحاتها في بعض منها التي تجاوزت في بعضها نجاح تميز الرجل فيها تبقى المرأة الكائن البشري الضعيف الذي يحتاج للرعاية والتوعية والتوجيه إيجابيا كي تحافظ على مساراتها الطبيعية بالحياة .
 بالرغم من الحضور الكبير للمرأة  في وسائل الإعلام، فإن الصورة النمطية  المقدمة ليست بالمستوى المطلوب ولا تتلاءم مع ما ترتقي إليه النساء  من إنجازات حققنها في ظل تحديات عديدة منذ انطلاقها وبمطالباتها المتشددة في بعض حقوقها التي منحها إياها المشرع والقانون بما شهدها القرن الماضي من موجات وحملات توعية كي تستيقظ من سباتها سعيا وراء   تحررها من قيود تعرقل مسيرتها المتميزة .
 إن الإعلام بمفهومه الواسع ، والذي يشمل المثقفين والمفكرين والمتابعين، يفترض أن يكون القاطرة الأولى التي تسبب المتغيرات الإيجابية للمرأة . وهو لابد أن يكون في الصدارة كما تقول النساء ، وألا يكون التركيز فيه على الترفيه وإنتاج لا يتلاءم مع طموحات والإعلام إذا لم يسهم في إنتاج مجتمع المعرفة، يبقى هامشياً ويقدم خدماته بشكل سلبي، وأننا  ننتقد بشدة تصنيف المرأة في الإعلام على أنها حالة خاصة، إذ يجب تقويمها على أساس ما تقدمه من معلومة وإضافة. وألا تكون مؤهلاتها شكلية وحسب بالتركيز على صغر سنها وبياض بشرتها وجمالها كما يحدث في بعض الفضائيات للأسف.
في ظل ما يجري حولنا هذه الأيام نريد من المرأة الخروج عن المألوف من المطبخ إلى خارجه لتجول بفكرها في بيئتها المحيطة تبحث عن شيء مبتكر متجدد من الإبداع ليدخل الإعلام إليها ويعرف الجمهور به من خلال حديقة منزلية وأسرة متوازنة وعلم ومعرفة مشهود بها أكاديميا وعلميا ،ليس فقط دورها في صالونات التجميل والمطابخ ودور الأزياء وجمال شكلها الخارجي وهي من الداخل طبل أجوف كل من هب ودب يقرع عليه بابها ليضعها في عرس جديد لا يواكب الحداثة والمعاصرة الثورة التكنولوجية التي نشهدها حاليا حيث أصبح العالم بين يديها وشاشاتها الصغيرة النافذة المفتوحة التي  تطل بها  على كل ما تود معرفته وتعلمه نريد إعلاما يستنهض بالمرأة إعلام غير تقليدي وغير مقلد كي تبرز المرأة إعلاميا على أرض الواقع وليس فقط في شكلها الخارجي وظهورها في الصالونات العامة مثل باقي إكسسوارات المحافل.