مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع  بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل abdalmaqsud@hotmail.com

الوسائط الرقمية 
الوسائط الرقمية هي وسيلة للتعبير عن الآراء أو الأفكار في شكل رقمي من خلال الأجهزة الرقمية، إنها طريقة سريعة وسهلة وفعالة للتواصل وتوزيع المحتوى، وهذا يشمل النصوص والصوت والفيديو والرسومات التي يتم نقلها عبر الإنترنت أو من خلال وسائل رقمية أخرى مثل التلفزيون والراديو، يمكن إنشاء محتوى الوسائط الرقمية وتوزيعه وتعديله عبر الأجهزة الرقمية، وهو ما يميزها عن الوسائط التقليدية، والأجهزة الإلكترونية المتصلة بالإنترنت تزودنا باستمرار بالمعلومات التي نحتاجها ولا يقتصر الأمر على الإنترنت فقط 
كل التطبيقات والوسائط المتعددة المخزنة في وحدة تخزين الجهاز ومحركات الأقراص تجعلنا منشغلين طوال الوقت. 
وهذا له تأثير سلبي وإيجابي على مجتمعنا، ومن التأثيرات الإيجابية لوسائل الإعلام الرقمية، القدرة على تعلم مهارات جديدة، لقد كان الإنترنت نعمة منذ بدايته للمتعلمين، والأن إذا كان لديك هاتف ذكي أو أي جهاز رقمي آخر متصل بالإنترنت، فيمكنك تعلم أي شيء من اللغات أو البرمجة، ما عليك سوى الفضول والاتساق في جهودك، والأهم من ذلك أنه يمكن التعلم بالوتيرة التي تناسبك ويمكنك الاختيار من بين العديد من موارد التعلم المتاحة. 
 تخيل فقط لو لم يكن الإنترنت موجودا في هذا الوقت الحرج من جائحة فيروس كورونا، كيف ساعد الناس بشكل فعال على البقاء على اتصال بأحبائهم افتراضيا وفي التعلم عندما كانت المدارس والكليات مغلقة، وكذلك من التأثيرات الإيجابية القدرة على التواصل بفضل الإنترنت، يمكن لأي شخص التعبير عن تجاربه أو معرفته مع الجميع في جميع أنحاء العالم بفضل الإنترنت. يمكن للمدونين تطوير قراء متفاعلين للغاية يثقون بهم، وكذلك فرصة ممارسة الأعمال رقميا إذا كانت لديك فكرة لبيع شيء ما، فقد تكون منتجا أو خدمة تضيف قيمة إلى حياة الناس، ومن خلال موقعك الإلكتروني، يمكنك بيعه في أي مكان في العالم. 
ومن التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام الرقمية، الإدمان على الوسائط الرقمية، الإدمان هو الانخراط في سلوكيات تصبح قهرية وتستمر غالبا على الرغم من التأثيرات الضارة تزداد في مجتمعنا ظاهرة الإدمان على الأجهزة المحمولة، وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام، والإفراط في استخدامها يؤدي إلى أعراض انسحابيه مثل الشعور بالغضب والتوتر والاكتئاب عند عدم توفر إمكانية الوصول إلى الإنترنت، مما يجعل الأفراد معتمدين على الإنترنت، وكذلك تأثر على التطور المعرفي، يتواصل أطفال الجيل الجديد مع الأجهزة المتصلة بالإنترنت في وقت مبكر من نموهم، مما يؤثر بالتأكيد بشكل كبير على نموهم المعرفي إذا استخدموا هذه التقنيات بشكل مفرط، الأطفال الذين يمارسون هذه الأنشطة بشكل مفرط، حيث يعانون من انخفاض القدرة على القراءة، وفقدان التفكير التحليلي، وعدم القدرة على تذكر الأشياء، وانخفاض مدى الانتباه، وبطء معالجة المعلومات أثناء تعلم شيء جديد. 
معاذ الطيب - مخرج سينمائي 

أول من استخدم الألوان 
كلنا نستخدم الألوان في بيوتنا وفي لوحات الفن التشكيلي ولم نسأل أنفسنا ، من أول مخترع صنع الألوان، ونلاحظ أننا نرمم بيوتنا لزوال الألوان في نفس الوقت لما نزور معابد الفراعنة نسأل كيف عاشت هذه الألوان آلاف السنين بنفس البهجة والجمال، وبالبحث نكتشف أن في سر كبير وراء صناعة الألوان المستخدمة في الرسومات الفرعونية. 
 تصوروا في خلطة سرية في صمود الألوان حتى يومنا هذا بعد آلاف السنين ورمزيتها ودلالاتها المختلفة، ففي كل مكان تحس بروعة الفنان القديم، أما أسباب ثبات الألوان المصرية القديمة فلأن الألوان كان منها ما يُستخرج من النباتات وبعضها كان يُستخرج من المعادن وأن الألوان المستخرجة من المعادن وخاصة اللون الأزرق كان يبقى محتفظًا ببريقه ولم يتأثر بعوامل التعرية، وإن الألوان كانت تُحضر على لوحة ألوان صغيرة وأن أكاسيد الحديد ذات اللون الأصفر والأحمر الطوبى كانت من الصبغات الأرضية ولم تكن تتغير كثيرًا على مر السنيين، أما اللون الأخضر ولأنه كان يُحضر بمزيج من اللون الأزرق وأكسيد حديد أصفر أو الرهج الأصفر، وكان يحضر أحيانا من أملاح النحاس، إلا أن أملاح النحاس لم تكن ثابتة لذلك كان اللون الأخضر يتحول إلى لون الصدأ. 
لكن اللون الأزرق كان يتركب من النحاس والكالسيوم، فقد ظل ثابتًا ورغم ذلك ما يزال سر ثبات الألوان فى مصر القديمة سرًا يحتاج لمزيد من الدراسات أو اكتشاف أثرى يكشف عن هذا السر، لكن نعترف بأن الألوان صنعت من ألاف السنين ومع الوقت تم تطويرها واستخدامها بأشكال متعددة، فمنها الحجري والمائي والزيتي وغيرها من الألوان. 
كما استخدم المصريون فى أعمالهم الفنية ستة ألوان أساسية هي الأبيض – الأسود – الأحمر – الأصفر- الأخضر- الأزرق»، وذلك بواسطة صبغات من أصول معدنية ومنها أكسيد الحديد للون الأحمر – أكسيد النحاس للون الأزرق – الجبس للون البيض – فحم الخشب للون الأسود، مضافاً اليها بعض الاشياء النباتية، أو بياض البيض، لزيادة تماسكها وهذا هو السبب فى بقاء الألوان حتى اليوم لوجود هواء دافئ جاف لم يؤثر على صفاء الألوان، وكان المصري القديم يضع احدى الصبغات على الأخرى للحصول على الظلال المتوسطة 
 يبقى أن نعترف بأن كل شيء نمارسه اليوم له أصل في الحضارات القديمة وتم تطويره في عصرنا الحالي، وحسب التطور السريع كل يوم نلاحظ أن الألوان تعكس الحالة الإنسانية والميول وتؤثر في التفكير وتعبر عن دلالات كثيرة في المجتمع ولكل لون لغة وحس متباين مع المتلقي لذلك علينا أن نثقف ابنائنا ونعلمهم تاريخ الأشياء. 
محمد أسامة 

المحسوس والملموس 
كثير منا إذا فكر في حياته بصورة طبيعية بعيداً عن الضغوط والسعي وعلاقته بالرزق وأشياء كثيرة من هذا النوع، سيكتشف أن هناك فكر وإدراك يريح القلب والعقل ويمهد لكوننا تحت معية الله سبحانه وتعالى، الأمر يحتاج إلى وقفة بسيطة جدا مع النفس، ومعرفة تحويل المعنى الحقيقي بين المحسوس والملموس. 
كلنا نعلم أن المحسوس كل شيء نحسه ونشعر به، أما الملموس فكل ما هو حقيقي وبين يدينا ونلمسه، ونراه بأعيننا ونميزه من حيث اللون والشكل والحجم، وإذا حاولنا أن نربط بين الشعورين سنشعر براحة نفسية عظيمة جدا .
فتخيل لو أن شخصاً يتقاضى راتب ٥ آلاف درهم شهرياً ومع ذلك يدفع كل شهر للطبيب ١٠٠٠ درهم، طبيعي إذا سألتني سأقول لك: إنه بهذا الوضع راتبه ٤٠٠٠ درهم شهرياً، صحيح لأنه يمسك بيده البقية من مرتبه، لكن إذا تقاضى راتبه كاملاً ولم يعطِ الطبيب المبلغ المستقطع من راتبه شهرياً، فكم تقاضى الشخص، بنظريتنا المحسوس والملموس يكون تقاضى ٦٠٠٠ درهم، نعم لأنه لم يدفع الألف درهم للطبيب، ووفره وظل راتبه كاملاً، فالألف السادس محسوس والراتب بالكامل ملموس. 
حالة أخرى لتوضيح نظريتي حول المحسوس والملموس، إذا كان في جيبك ١٠٠ درهم نظير انتقالك من مكان لمكان بواسطة تاكسي مثلاً، وفجأة وقبل أن تركب التاكسي عرض عليك صديقك أن يوصلك للمكان بدون مقابل، وبالفعل وصلت للهدف، بالنظرية كان معك بالمحسوس ٢٠٠ درهم لأن في جيبك نفس المبلغ ١٠٠ درهم ولم تدفع مقابل التوصيل، إذا بالملموس كان يجب أن يكون معك ٢٠٠ درهم لأن بقية معك ١٠٠ درهم، وبالمحسوس تم دفع ١٠٠ درهم. 
قضية المحسوس والملموس إذا طبقناها في حياتنا اليومية ستكون سلوكاً وثقافة، الهدف منها الحمد والشكر على البركة وترتيب الله حياة لعباده، اجعلوا هذه النظرية شعاراً لحياتكم، وحولوا كل ما هو محسوس لملموس لتكتشفوا أن الله خلق كل شيء بقدر. 
الشيماء محمد - كاتبة 

لا تكن هذا الرسام 
إياك أن تنتهج نهج الرسام المحترف الذي تفوق على نفسه وصار مشهورا في بلده، وتحدى الجمهور بتعليق لوحته الأخيرة والمبهرة من وجهة نظره طبعا على جدار في الشارع العام، ووضع بجنبها قلما أحمر، وكتب فوقها: إذا لاحظت خللا في اللوحة فضع فوقه نقطة حمراء 
ولما عاد الرسام في المساء إلى موقع لوحته، انصدم من المنظر ووقع في قلبه الخوف والفزع من هول ما رأى، وجد لوحته وقد أصبحت حمراء بأكملها، وذلك بسبب كثرة ما وُضِع عليها من نقاط حمراء، وقف الرسام في حيرة من أمره، ومر أمام عينه شريط حياته وهو يجتهد ويدرس ويتعلم ليكون رساماً مشهوراً ومرموقاً بين المجتمع، وبهذا المنظر شعر أنه فشل في إرضاء الجمهور وأنه غير كفؤ أن يرسم مرة أخرى، وعليه اعتزال الفن تماما وأن يبحث عن مهنة أخرى، وصل لحالة اكتئاب كادت أن تطيح به لولا أن التقى معلمه الذي علمه فن الرسم ويعلم قدراته الإبداعية. 
قال له معلمه: لا تحزن، وقف على قدميك، وثق في نفسك، فإرضاء الجميع حلم لا يدرك، ثم طلب من الرسام أن يعيد رسم نفس اللوحة، وبنفس المواصفات والمقاسات بدون أي تعديل، وأن يعلقها في نفس المكان، ووعده أن النتيجة ستكون مختلفة هذه المرة، بشرط أن يضع بجانبها فرشاة، ويكتب فوقها: إذا لاحظت خللا ولو بسيطا في اللوحة، فالرجاء أخذ الفرشاة وتصحيح الخلل، وترك اللوحة ومضى لحال سبيله. 
وفي المساء عاد الرسام إلى لوحته، فوجدها على حالها، ثم تركها لأيام، ولكن لا أحد أخذ الفرشاة ليجري تعديلاً واحداً ولو بسيطاً على اللوحة، وهذا يدل على أن النقاد في كل المجالات كثيرون، لكن يظل أصحاب الخبرات والرؤى كباراً لا يمكن نقدهم والعبث بأفكارهم 
عرفت لما طلبت منك ألا تنتهج نهج هذا الرسام كنت أريد أن أثبت لك أن لا شيء أبسط من النقد، ولا شيء أصعب من الإصلاح، لأن الإصلاح يتطلب قدرات خاصة ومعرفة وثقافة على الأقل معرفة مجال واحد وليست كل المجالات، فامضِ في عملك ولا تهتم بالنقد فمن يمتلك القدرة على إفادتك فليتقدم، ويصنع الفارق، أما النقد من أجل الإحباط فلا داعٍ له أبدا. 
حمادة الجنايني 

الوعي 
علمنا من أمواج رحلة الحياة أن ما يعلنه الإنسان في غالب الأحوال ليس الحقيقة على التمام، وتيقنا أن الاتفاق خير من الشقاق، وقد بات من المعروف المقطوع بصحته أن السلوك الإنساني يرتبط بالدوافع والايديولوجيا وهو مرآة تكشف عن الطوّية الإنسانية و طبيعة الشخصية ، ففي ميدان العمل وحسن الأداء يتكشف المخلص في الولاء، وينسجم و يذوب في الفريق بينما فاقد الانتماء يبدد الجهود ويعيق وصول الفريق للهدف المنشود، وكل هذا يعود للتربية وللمعدن، وقد قالوا قديما: " كل إناء ينضح بما فيه" وعلماء الأصول يقررون أن الطرق والوسائط تأخذ حُكم المقاصد فالأصيل تحكمه القيم والتربية، وحيث أن كل نفس لا تموت إلا وقد استكملت رزقها وأجلها ، فكان حتماً على الإنسان أن يُجمل في الطلب، يبذل الوسع ويتبع السبب ليُعان، ثم يرضى بما قدر الله وقسم، فيحمى نفسه من الأوجاع النفسية، ولا يحسد أحد على ما عنده من نعم وعطية.  كما علمتنا الحياة أن مهما قيل: إن الأقارب عقارب، وحتى لو كان هذا له من الصحة نصيب إلا أنهم أولى بالمعروف، وليكن في سياق لا ضرر ولا ضرار ، وقد علمنا أن الزمن دوار وأن الكريم لا يُضام، ولا تمّنن تستكثر، فالأيام دول، كر وفر و لا لأحد تستقر ' فالدنيا فانية ، والذكر الحسن صدقة دائمة. 
رضا بدير الجوهري 

أهمية الأدب لغير المثقفين 
بعد رحلةٍ طويلة من الاهتمام بالأدب روايةً وقصةً وشعرا، وبعد قراءة للعديد من الدراسات الأدبية والكتابات النقدية، فوجئت بسؤالٍ اعتبرته غريباً جداً، ولم أكن قد أعددت له جواباً لأنني لم اتخيَّل أن يسألني إياه أحدٌ مِمَّن أعرفهم، ماذا سنستفيد من قراءة الأدب؟ وما الذي استفدتُّه أنت من كتابته؟ 
وبصرف النظر عن غرابة السؤال وكون أهمية الأدب مفروغٌ منها، فإن إجابتي تتلخص في حاجتنا إلى الأدب، حيث تكمن أولاً في حاجتنا إلى الفن عموماً، فنحن باستمرار في حاجة إلى الاستمتاع بالجمال والتَّلَذُّذ برؤية الإبداع البشري والطرب بالصنعَة المُتْقَنَة والمهارات الفنية والخروج من جفاف وملل الحياة اليومية بما فيها من سخافات يهونها علينا وجود الفن في حياتنا. 
ولهذا نحب أن نشاهد كرة القدم على سبيل المثال، ونحب من اللاعبين ذلك اللاعب المتميز بلياقته البدنية ومهاراته الكُرَوِيَّة، فإذا انتقلنا إلى عالم الأدب أَلْفَيْنا أنفسنا محبين للأديب المتمكن من أدواتِهِ في الكتابة، ذي الخيال الواسع والعاطفة الصادقة والرؤية النافذة والتجربة العميقة والاطِّلاع الغزير والثقافة الراقية. 
كما أن الأدب يُعَمِّق من خبراتنا الحياتية ويزيدنا معرفةً بالعالم الذي نعيش فيه والمجتمع الذي يحيط بنا، ولابد من فهمه والتَّكَيُّف معه، فالأدب الجيد يعطينا مفاتيحاً لفهم الناس ويساعد على تخفيض التوتر ويخفف من الاكتئاب فيعبر بنا من حالة الدهشة والاستياء إلى حالة الوعي والتَّفَهُّم ومن ثم الراحة النفسية والهدوء المساعد على التفكير السليم وحل المشاكل. 
بالإضافة إلى أن الكتابة الأدبية مفيدة لمواجهة التفكير الزائد والإحساس بالحزن والإحباط، كما أنها تعين على حل المشاكل ويصفها الأطباء النفسيون لبعض مرضاهم من القادرين على الكتابة، فهي نوع من التفريغ وتعين على التفكير الإيجابي، والروائي صاحب المخيلة النشطة يستطيع تصور حل لمشكلاته الخاصة ومشاكل القراء كذلك. 
وإن الأدب الإنساني الراقي يصل إلى أعماق الإنسان ويكشف لنا حقائقه التي تدفنها التفاصيل الروتينية ويحجبها الإِلف والاعتياد وغياب الحقائق في ضوضاء الحياة، فالأدب لحظة صفاء وتنوير، كما يزيد الأدب من معارفنا العامة وثقافتنا فهو ضرورة لعامة الناس الذين يصعب عليهم فهم النظريات الفلسفية والاجتماعية والنفسية، وأهمية الأدب هاهنا أنه يعطي المعلومات اللازمة في قالب حكائي مسلٍ أو في أبيات شعرية جذابة ممتعة ويسهل حفظها، فضلاً عن كونه يقوي ثقافتنا اللغوية فيساعدنا على فهم معاني القرآن الكريم، كما أنه يرتقي بالأذواق ويسمو بالوجدان، وهو خير وسيلة لمكافحة الهمجية وتهذيب السلوك والترقي الحضاري. 
حاتم السروي 

اكتشف نفسك 
استكمالاً لما كتبت عنه سابقاً من التهاب المعدة وارتجاع المريء وبعد أعراض التهابات المرارة وما ينتج عنها من اضطرابات في القولون ، أود اليوم أن استكمل الحديث عن هذا الموضوع حيث يعاني منه الكثير بدون معرفة كاملة عن الأسباب وطرق الوقاية والعلاج حيث أن أكثر المشاكل تنتج من عدم هضم الطعام بصورة كافية وفي هذه الحالات لايكفي فقط استعمال أدوية القولون رغم أهميتها ولكن يجب أيضاً علاج الأسباب الرئيسية سواء أكانت التهاب المعدة، التهاب الإثنا عشر، التهاب المرارة أو مشاكل الكبد إن وجدت أضف لذلك وجود بعض البكتيريا غير النافعة أو الطفيليات التي قد تسبب اضطرابات القولون وأيضاً وجود بعض التقرحات التي تتعارض مع سلامة القولون أو مع وظيفته الأساسية. 
هناك حالات أخرى قد تكون مرتبطة بأمراض الدم أو أمراض مناعية ولذلك يجب استشارة الطبيب وعدم الاستهانة باضطرابات القولون وخاصة في حالة استمرارها لفترات طويلة أو في حالة وجود أعراض أخرى مصاحبة. 
أمر آخر أحب أن أشير إليه والذي قد لا ينتبه إليه كثير من الناس وبالذات في نهاية فصل الصيف وبداية فصل الشتاء حيث قد لا تكون الملابس مناسبة للحفاظ على درجة حرارة كافية لتدفئة الجسم عند بداية فصل الشتاء حيث تنخفض حرارة الجو . 
يعتبر القولون من الأماكن التي تتأثر بالبرودة ولذلك في بداية فصل الشتاء يحدث الكثير من حالات اضطرابات القولون تكون مصحوبة بآلام شديدة وأيضاً في الأشخاص الذين تتطلب طبيعة عملهم التعرض للبرودة لفترات طويلة. 
هذه الآلام والاضطرابات تتحسن كثيرا جدا بمجرد تدفئة البطن.
د. محمد دياب 

التعددية الثقافية 
تعتبر الثقافة من منظور فنان تشكيلي، هي الوعي ودرجة المعرفة مجتمعة مع عادات وتقاليد ومعتقدات و موروثات وأفكار مشتركة خاصة بكل مجموعة ،و يتجسد ذلك كمظاهر حياتية في السلوك والمظهر المتعارف عليه داخل المجموعة الواحدة وباختلاف تلك الأفكار والعادات بين مجموعة وأخرى ينشأ معنى التعددية الثقافية، و يحتم ذلك وجود معنى التعايش. 
 إن المجتمعات المنغلقة والمعزولة تعاني من التوحد حول الذات، فلا تقبل الجديد أو المختلف بغض النظر إن كان صحيحاً أم لا، حتى وإن حوت ثقافتها على بعض العادات الخاطئة ستجد أفراد تلك المجتمعات متشبثون بها رغم علمهم بمخالفتها للدين وللإنسانية، فإن كل فرد يخشى المخالفة وأن يوصم أمام مجتمعه ويقابل بالرفض، أو أنه سيخسر بعض المنافع المادية أو المعنوية، أو أن عقله انغلق على أفكاره فلا مجال لجديد، لذلك تجد بعض العادات والتقاليد الغير حميدة استمرت لقرون، ولم تتبدل إلا بتغيير بعض المفاهيم وتصحيحها في العقل الجمعي ولم يتم ذلك إلا بمعاناة، وخير مثال على ذلك مجتمع الجاهلية، كيف قاوم الفكر الجديد رغم علمه ويقينه بصحة الفكرة 
وهناك من مات على الكفر كِبراً، فتقبُل الآخر واحترامه واستيعابه هو مفهوم أصيل نادى به ديننا الحنيف، فمعنى التعايش فهماً وتطبيقاً هو ما يخلق الحوار الإنساني ويزيل علامات الاستفهام، وعلينا أن نعي الفرق بين التقبل والانخراط، فقبول الآخر واحترامه لا يلزمك بأن تصطبغ بصبغته، شتان بينهما، فكلٌ منا ملزم بالحفاظ على هويته مادامت صحيحة واحترام الآخر مادام يحترمني. 
أقول ذلك لأن الكثير منا يرى نماذج ممن انسلخوا من ثقافتهم ولغتهم وارتدوا رداءً لا يتماشى مع أصولهم فأصبحوا مسخاً لا هم حفظوا كرامتهم ولا هم لاقوا احترام الآخر وتقديره، فالحفاظ على الهوية ضرورة وحسن التعايش مع الآخر ضرورة ولا يتعارضان، ولا يتم ذلك إلا بوعي ويقظة. 
ولاء محمد الباشا – فنانة تشكيلية