آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع  بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل  abdalmaqsud@hotmail.com
 
نجاح الإدارة 
يحمل الاكاديميون والخبراء إخفاقات أي قطاع للمسؤول في عدم إدارته السليمة والصحيحة لفريق العمل، ويجلدون في تقاريرهم المسؤول لأنه لم يحقق الهدف المرجو منه في الفترة المحددة لتقليده المنشأة، وفي حقيقة الأمر أن المسؤول حين يستدعى لإدارة حقيبة ما مثلا لا يختار من داخل أروقة المكان، بل يأتي كمن يسقط عليها بالباراشوت خاصة ولو كانت المنشأة خدمية لها علاقة مباشرة بأفراد المجتمع، وهنا تبدا الحكاية مسؤول لا يعرف شيء عن مشكلات القطاع ولا يمت له بصلة مما يجعله في غيبوبة إدارية لفترة طويلة حتى يعرف الخبايا المتوقعة من إيجابيات وسلبيات تقديم الخدمة. 
وفي رأي أن المسؤول له عذره في الفشل الذي يلحق به، أولاً لأنه جاء من خارج المنظومة ويجهل خطتها وأهم خدماتها، وثانياً فرحته بتقليد المنصب والنقلة والنوعية في حياته والتغيير الشامل من وجاهة اجتماعية تأخذ النفس لمنطقة تقمص دور الإداري الكبير بدون مراعاة مهام الوظيفة التى اسندت له، ثالثاً البطانة التى تقدم له فروض الطاعة والولاء في رداء النفاق من أول يوم يجلس فيه على الكرسي، رابعاً أهل الثقة وانعدام الخبرة هم أكثر مجموعة تضر ولا تنفع، والمؤسسات والهيئات في أمس الحاجة لكوادر بشرية مدربة تتمتع بمهارات وخبرات في المجال، وأهل الثقة كالفرقة المكملة للصورة فقط ولا تقدم شئ يذكر لقلة المعرفة وضياع الوقت في المدح الغير مبرر لشخص قد يسعل فقط، فنغم السعال ما كان لشخص غيره أن يتقنه، هذا الأسلوب يوهم الإداري الكبير بأنه على صواب ولكن في الحقيقة أن حياته مع الوقت تنفصل عن الواقع وتصبح حياة افتراضية لا يوجد بها وجوه حقيقية. 
إذا متى ينجح المسؤول حتى ولو كان من خارج القطاع، في حالة وجود خطة استراتيجية طويلة المدى وخطة متوسطة وأخرى قصيرة المدى، والمطلوب من المسؤول الإدارة بدون تفكير في عصب الخطط وتغييرها والتجويد في تحقيق معدلات في التغيير، وإنما يكون التركيز على فن الإدارة وسرعة الأداء بكفاءة عالية ومتميزة، وهذا ينتج في حالة طلب من المسؤول ألا يفكر خارج الخطة المرسومة وتكون مهمته تحقيق المطلوب فقط، والتفكير والإبداع يظهر عندما تتحقق المهمة وتظهر على الساحة من خلال رضى المتعاملين مع المنشأة 
النجاح سهل ومضمون جداً ما دام المسؤول اختير على معايير وأسس الإدارة، فهناك كوادر من شأنها وضع الخطط وكوادر لتنفيذها، فالتخصص مطلوب في جميع المجالات والإدارة والتنفيذ من قبل كوادر مدربة على القيادة والتنفيذ، في هذه الحالة سيكون النجاح حليف المسؤول والمنشأة والجمهور المستهدف من خدماتها المقدمة له. 
الشيماء محمد - كاتبة 
 
 
الوجه الآخر للرياضة 
 للرياضة جوانب إيجابية كثيرة خاصة لمن يمارسها، وداخل المنظومة بجميع أشكالها وفي أي فرع من فروعها، فليست مقتصرة على كرة القدم وإنما تذهب إلى التردد على مراكز التدريب الجسدي، فالرياضة بشكلها التقليدي تعود على من يمارسها بعدة فوائد منها: الاستقرار البدني، وتحسين الصحة من خلال حركة المفاصل الدائمة، وتنشيط الدورة الدموية أثناء الجري أو المشي، وفي الوقت ذاته لها وجه آخر إنساني فهى تسعد بعض المشجعين لها بعيداً عن الممارسة الفعلية للعبة معينة، لكن كرة القدم مثلاً لها عشاقها على مستوى العالم، وبرز فيها أسماء كبيرة جسدت الشهرة وتحقيق الثراء الفاحش ومع ذلك تجد أكثر هؤلاء اللاعبين يتمتعون بالتواضع والاحترام. 
ومن الوجه الآخر للرياضة عشق لاعب اتخاذه قدوة حسنة، فمثلاً محمد صلاح اللاعب المصري في فريق ليفربول الانجليزي، شاب مصري بسيط من أسرة ككل الأسر المتوسطة، اشتغل على نفسه وصدق ما يفعله واجتهد داخل الملاعب المصرية إلى أن سنحت له الفرصة للاحتراف بالدوريات الأوروبية، فانتقل لعالم آخر ولغات وعادات وتقاليد أخرى، اجتهد في التعليم ومتابعة مشواره والعمل على تحقيق حلمه، وهو في طريق تحقيق الحلم لم يضع في خطته خطف قلوب المشجعين وأنه قدوة عند الأطفال وأولياء الأمور يدفعون أبناءهم ليصبحوا في أخلاق هذا اللاعب، لم يرسم ولم يخطط أن يكون له دمى بشكله تباع في محلات الهدايا، ولم تكن في خطته أن تألف أغنية باسمه وتضاف له كنية الملك المصري في الهتاف، الأطفال أحبوه حبا شديداً وأصبح أيقونة وأملاً عند الأطفال أن يحدثهم أو يلتقط معهم صورة. 
لفت هذا التقارب والحب والود نظر الخبراء في علم النفس، فقاموا باستقصاء للرأي حول أسباب انخفاض الجريمة وتعديل سلوك العديد من الأطفال والناشئة داخل مدينة ليفربول، كان لهذا اللاعب تأثير قوي على بث روح التحدي والإصرار على النجاح في وجدان هؤلاء الشباب، السلوك الخارجي للاعب أرغم الجميع على احترامه، عدم شربه للكحول وتجنبه الأماكن التى هزمت لاعبين كانوا على طريق التميز، الشكل والمظهر العام لأسرته نال استحسان وإعجاب جمهوره على مستوى العالم بعيدا عن العنصرية ورفض أو قبول الحجاب في الدول الغربية، فظل الشاب القروي في المظهر والسلوك والشاب المثقف الواعي من جهة أخرى. 
الرياضة ستظل وقود الحماس وملهمة النجاح والتميز، فبجانب أنها تحافظ على الصحة واللياقة إلا أنها مصدر جميل من مصادر جبر الخواطر، فهؤلاء المشاهير في مجال الرياضة كثيرا ما يذهبون إلى أصحاب الهمم في المراكز الصحية ومنازلهم لقضاء أوقات معهم وتقديم الهدايا العينية لهم، مما يسهم في إدخال الفرحة والسرور على نفوس هذه الفئة المهمة من المجتمع. 
وللأسف هناك من يعمل داخل أروقة هذا القطاع المهم، لنشر الفتن وخلق روح تنافسية سلبية، لمجرد ميوله المتعصب لفريق على فريق آخر، فتجد المحللون يحللون على هواهم بعيدا عن المصداقية والموضوعية في التحليل، وكان كل محلل يتحدث كمدافع أو محام عن النادي الذي ينتمي إليه، فبذلك يخرج عن كونه تحليلاً إلى تراشق بالألسن والبحث عن الترند والانفراد بكلام غير مسؤول وكان هذا الأسلوب هو المتبع تصديقا للحكمة التي تقول (خالف تعرف)، في النهاية الجمهور واع ولديه حس ومقياس لكل ما يحاك من حوله وصار محللا أفضل من المحللين المتوجودين على الشاشات وخلف الميكرفونات الإذاعية. 
محمد أسامة - كاتب
 
 
المقال والذكاء الاصطناعي 
 طلب أحد المتابعين من الذكاء الاصطناعي كتابة مقال ردا على ما يحدث من الطلاب بتقديم الشوكولاتة للمدرسين، فكانت النتيجة مذهلة حيث أن الأخ الذكاء الاصطناعي كتب كالعادة بدون مشاعر ووعي إنساني، وأسقط على المدرسين وابلاً من اللوم وكيف يأخذون الحلوى من تلاميذ يأخذون مصروفهم من أهلهم، وكتب وكأنه يحافظ على دخل أولياء الأمور والتعاطف مع التلاميذ ضد المدرس الجشع الذي قبل على نفسه الحصول على كمية كبيرة من الحلوى تحت مسمى هدية من طلابه. 
الغريب أن المقال فند في عدة نقاط مساوئ هذه الظاهرة وطالب بوقفها تماما لضررها، ووضع الأسباب في غلاف الحاجة والتمييز وأن المدرس سيتغاضى عن التعليم ويفرق بين من أعطى ومن لم يعط، واسترسل في كلامه محذرا كل من تسول له نفسه بأخذ هذه الهدايا المغلفة بالنفاق بين التلاميذ ومدرسهم، ولم يكتف بذلك بل نشر هذا المقال بشكل مكثف جدا على وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها حملة ممنهجة ضد القيم الإنسانية والتقارب بين التلاميذ ومدرسيهم، وكان الذكاء الاصطناعي يريد نزع القلوب والمشاعر من الأجساد بحجة الحفاظ على العلاقة بين المدرس والتلميذ، وأن تكون في إطار التعليم فقط ولا تذهب لأبعد من ذلك، وكأنه يطالب المدرس أن يكون آلة تخرج ما بداخلها من معلومات بدون مراعاة الأمور الإنسانية، أن يكون عبارة عن كتاب إلكتروني لا يناقش ولا يتأثر بطالب ولا يقدم المساعدة الإنسانية للمحتاج، يطلب منهم التعامل الجاف منزوع الدسم منزوع الروح والعقل والعاطفة. 
لا يفهم الذكاء الاصطناعي أن عمله في الإنتاج مبهر، في تقديم المعلومات خطير، لكن في العبث بالفنون وكتابة المقال وغيره سيفشل فشلا ذريعاً، والسبب أن هذا النوع من الفن والكتابة يتطلب الإلمام بالوجدان والمشاعر والرؤية الحقيقية للأمور، من منظور نفسي وإنساني ما يفتقده هذا الشيء الدخيل على كتابة المقال وغيره من الفنون الإبداعية التي تتطلب روحاً ووعياً. 
منذ عصور والعلاقة بين التلاميذ والمدرس علاقة جيدة، فالمدرس هو من يحبب التلاميذ في المدرسة وهو من يبث فيهم روح المنافسة، ويكتشف الموهوب فيهم ويقدمه للجهات المعنية، وفي السبعينات كان التلاميذ يقدمون الهدايا من مناديل وعلب ملبن وعطور وغيرها من هدايا للمدرسات في عيد الأم ولم نقل في وقتها راعوا التلاميذ الأيتام فاقدي الأمهات، لا يجب أن ننسى قيمة من أجل شئ فردي، وعلى الذكاء الاصطناعي أن يعود لما يفهم فيه ويترك الكتابة لأصحابها وينجح في الأعمال الصناعية والإنتاجية ونظم المعلومات، لكن المشاعر والحلول الإنسانية فليست من شأنه لأنه لم يعرفها ولم يشعر بها. 
حمادة الجنايني
 
 
اعتناق  
المستحيل المستحيل محال 
ولكن قاعدته تكسرت 
عند منحدر التلال 
لغابات الشوق 
أيها الطائر الفينيق 
العنقاء تهديك صباحات 
عبق البحر يدغدغ طائر النورس 
يلامس نسيم البحر جناحه 
والجناح الآخر 
يعانق ما تيسر من حلم 
يغازل أحاسيسه 
منذ نيف وبضعة أشهر 
يأتي الصبح إذا تنفس رائحة مسكه 
والليل إذا ععس في مهر عينيه 
الزمن سارق الأحلام 
والأحلام تتبخر في حضورك 
البهي 
كلام وراءه كلام 
فاطلب من العمر أن يحول مجراه 
مع انسياب الموج 
يغدق علي برذاذه 
لآخر رمق 
اتحدى صخور الهجران 
اشتياق 
وشوق الشوق للاشتياق 
احتراق 
كاشتياق الموج لتغازله 
تغازلني 
والشوق اعتناق 
منى بنحدو
 
 
خليني ساكت 
يوسف مجذوب وبشرى الغفوري 
بشرى: 
شوف أخويا هاد الزمان 
شوف العجب كلشي بغى يبان 
مدايرن حتى حاجة في الحسبان 
كلشي يصور ويحط ومحسبتش الميزان 
كلشي كذوب 
وغش وشان 
يوسف: 
خليني ساكت 
راني شفت اختفي 
الفرق بين هاد الجيل وزمان 
في زمان عمرو المكان 
راهم طلعوا يهدروا على المنكر 
قدام العديان ولي غير المرض وكان 
بشرى: 
زمان أخويا كانت المبادئ والأخلاق 
بركة من الهبال والحماق 
راه كلشي عاق وفاق 
رددوا بالكم لأولادكم 
من فتنة هاد الزمان 
يوسف: 
راه بلانا تستحق أجمل الكلام 
واش نسيتوا ولادنا ولا نفكروهم 
راهم من أهم حفظة القرآن بالدليل والبرهان 
خليني ساكت 
خليني ساكت 
 
 
الذاكرة 
هو مثل راع في يديه ربابة 
تبكي ويبكي دونما دمعات 
هو لا يحبني ولا يقول حياتي 
لكن كفه تهتم في خصلاتي 
عيناه تشخص لو مررت أمامه 
وإذا التفت يغص بالعبرات 
هو يدعي إني كأية عابرة 
مرت ولم تبق بطرف الذاكرة 
نسيانها سهل يقول وما دري 
أني أراه مراقبا خطواتي 
يمضي بإثري لو سمائي أمطرت 
ويصوغ من قمصانه الخيمات 
في عيد ميلادي الأخير وجدته 
من الصباح يراقص الشمعات 
يوما تعمدت البكاء لينثني 
 عن كتمه المحفوف فبكيت صدقاً عندما شاهدته 
عيناه سراً تصرع الدمعات 
يبكي لأجلي أو يموت لخاطري 
هذا صديقي شعره صلواتي 
غسان الدليمي – شاعر 
 
 
هنا تنتهي الحرية 
لابد من أن يدرك الفرد أن حريته ليست مطلقة كما هو في الكثير من المواقف التي أدت لخلافات ومشاكل، فأغلب نقاط سوء الفهم بين الناس تأتي نتيجة عدم وعي الفرد بحدود حريته، فيعيث شتما وإساءة للآخرين في وسائل التواصل الاجتماعي التي لا رقيب فيها ولا حسيب، وينتهك العروض بالكتابة أو التسجيل اللفظي ويسيء للآخرين ناسيا أن هذا الفضاء الاسفيري رغم سهولة النشر فيه إلا أن أغلب المجتمعات بسبب الأضرار الكبيرة الناتجة عنه قد وضعت له مكابح في شكل مواد قانونية رادعة قصد منها حماية حرية الآخرين وخصوصياتهم. 
 فالكثير من المجتمعات تشرذمت بسبب إساءة استخدام الحرية ، والكثير من الأسر تدمرت بفضل كلمة ، والكثيرون منا وباسم الحرية الشخصية يتعدون على حريات الآخرين بقصد أو بدون قصد متناسين أن حدود الحرية ليست بدعة جديدة ولكن حتى الشرائع السماوية وعلى رأسها الدين الإسلامي وضعت حداً لحرية الفرد التي تنتهي عند حدود حرية الآخرين فقد ورد في القرآن والسنة من الأيات والأحاديث التى تشير لهذا السياق، والأمثلة لا حصر لها ، والعاقل هو من يعرف أين تنتهي حريته وكيف يحترم حرية الآخرين ليعيش الجميع في سلام. 
سامي الفاضل 
 
 
المحطة رقم ٢٠٢٥ 
يمضى قطار الزمن مودعاً عاماً ومستقبلا عاماً ، وكثير من الركاب على أرائك الدرجة الممتازة نيام ، و تختلط الأسباب! أهي تخمة الطعام ؟ أم قلة الزاد؟ ومن ركاب درجات المقاعد الخشب و الآلام أيضا كثير منهم نيام، وحتى الواقفون وسط الزحام نيام ، نيام من فرط الإجهاد وقلة الزاد اختلطت الأسباب مع الأوهام والأحلام. 
وفجأة جاء من أقصى المحطة صوت ينادي في القلوب من مكان قريب قائلا: إن العبرة بالخواتيم ، وبما يهبك ويمنّ به عليك الكريم ، فلا تتحسر عمّا فات، ولا تيأس من تحصيل ما هو آت، فلو استقدمت ما استدبرت من سفرك، لن يكون إلا ما كان ، فأصلح من الرحلة ما تبقى، وليكن زادك هو التقوى. 
ويستطرد قائلا: إن رضى الركاب في كل مقصورة القطار غاية للنفس مهلكة ومرهقة وليست مُدَركة، وتبدد الطاقة لركام ، ومن أحبه مولاه حبب به الركاب والربان، ويرفع النداء ويزيد ويقول: أنت يا رب المعين، فيا أيها الراكب العظيم ، اعمل الخير ما استطعت ، وأنشر الود والوئام ما وجدت له بين الركاب سبيلاً ، ولا تنتظر من أحدهم جزاءً ولا رداً للجميل، وأشكر أنت كل راكب تفضل عليك بالقبول ، فقد أسدى لك المعروف، وأصغى لك السمع وهو شهيد فالرحلة صعبة وفيها الصالح والطالح ، وعليك أن تكون أنت لا هو ، فكل إنسان بما كسب رهين، وعن قوله وفعله مسؤول ، ولا تزر وازرة وزر أخرى ، ثم صاح القطار، ليصحى النيام وتبدأ رحلة عام جديد. 
رضا بدير الجوهري