انتهزت فرصة وجودي بحضرة شخص مجنون، كنت أراقب تصرفاته وأطبقها على مجانين السينما والدراما فلم أجد من تصرفاته ما يشعرني بحالته، اقتربت منه وسألته أتعرف لماذا لم نجد للنبي يوسف تمثالا من جرانيت ضمن الحفريات والآثار، في الحقيقة أن المجنون شعر بالحرج وظل يدلك في فروة رأسه ثم أخبرني أن صاحب الكرة دائما في بؤرة الاهتمام وطبعا داخل التقسيمة والغريب أنه لا يعرف أن يلعب ومع ذلك لا يقف حارساً، وكلا الفريقين يتصارعان على أخذه معهما، الجميع يتودد إليه، الفريقان بالاحتياطي حتى الجمهور يشجعه، والحكم يتغاضى عن احتساب أي خطأ عليه خوفا من غضبه، فتوتره يعني انتهاء اللعبة وقفل اليوم، قلت للمجنون ما دخل صاحب الكرة بتمثال النبي يوسف.   نظر إلي نظرة استهجان قائلاً الأنظمة العالمية التى تتبع أسلوب الانتخابات في الحكم وضعت معايير مدروسة لمدة الحكم وهى دورتان بحد أقصى وهذا لقدرة الشخص على تحمل المسؤولية ووضع خطة استراتيجية يبدء في تنفيذها والعمل عليها فالضغط النفسي والتوتر كفيلين من سلب قدرته ونشاطه وتراجعه فضلا عن الاسترخاء الفكري والشعور بالسيطرة مما يتسبب في تراجع نمط الحياة، نبهته ما دخل فترة الحكم بصاحب الكرة بتمثال نبي الله يوسف.   أومأ برأسه وحك فروة رأسه وأخبرني أن أسماء الشوارع تم تغييرها ومصانع أغلقت وأراض استبيحت ومجتمعات شردت وصور على الجدران حرقت وسير ذاتيه طمست، والنمل صعد على السطح والغربان يغنون والجمهور يصفق، والعري تحرر والخيانة نزوة والأخلاق تخلف والطيب غلبان، والفساد فهلوة والقلم مأجور والحرية شهادة معلقة على الجدران التى تئن بدموع المحرومين، وعدد وجوه سكان أي دولة أضعاف العدد الرسمي فكل شخص يمتلك أكثر من وجه، لم تقل لي ما دخل هذا في عدم وجود تمثال لنبي الله يوسف.  ضجر مني فوقف وشدني من يدي وسار إلى نافذة تطل على منشآت كثيرة وأشار لي على أحدهما وقال ما اسمه قلت له عن اسمه الحالي فرمقني بضيق وقال والسابق أين ذهب، وأشار إلى منشأة أخرى بنفس معيار الحالي والسابق، فقلت وما دخل تغيير اسم المنشأة بتمثال نبي الله يوسف، فما كان من المجنون إلا أن قبل رأسي وقال ربي يشفيك وأخرج هاتفا من جيبه قائلا: إن شاء الله بحضر الاجتماع في الموعد، قلت مجنون هذا الرجل.