منصور بن زايد: المتحف يعكس رؤية الإمارات نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش
أنياس جاوي: فعل التمثيل أشبه بحلم فتاة صغيرة
في جديدها، تكتفي السينمائية الفرنسية أنياس جاوي (1964) بالتمثيل. فالممثلة والسيناريست والمخرجة والمغنية، التي تقول إنّ لها أصلاً تونسياً، تؤكّد أنّ "فعل التمثيل أشبه بحلم فتاة صغيرة"، بينما الكتابة "اشتغالُ بالغٍ"، والإخراج يعني أنْ "أكون والداً أو والدة يتحمّلان مسؤولية آخرين وأخريات"، أي أولئك الذين يُشكّلون فريق العمل، من التمثيل إلى التقنيات.
جديدها بعنوان Sur La Branche، لماري غاريل ـ فايس، يروي حكاية ميمي (دافني باتاكيا)، التي تبلغ 30 عاماً، ولا تزال تحلم بما يمكنها فعله عندما تكبر. تقرر البحث عن عمل، فتلتقي صدفةً المحامي بول (بونوا بولفورد). معاً، سيحاولان الدفاع عن كريستوف (رافاييل كينار)، المحتال الصغير، المُصرّ على براءته. بول يرى في القضية وسيلة لإعادة بناء نفسه، بينما ميمي تعتبرها رسالة، بل طريقاً إلى العدالة والحقيقة.
"في هذا الفيلم، كتابة غاريل ـ فايس ممتازة. إنّها (الكتابة)، في الوقت نفسه، مُضحِكة وفريدة من نوعها"، تقول جاوي في حوار منشور في "باري ماتش" (مجلة أسبوعية فرنسية)، تُضيف أنّ سبباً آخر دافعٌ لها إلى قبولها تأدية دور كلير بلوك: "لم أمثّل سابقاً دور محامية، ولديّ رغبةٌ كبيرة في تأديته" مشيرةً إلى أنّها في شبابها تعتبر المحاماة إحدى المهن التي تريد الاشتغال فيها، بعد مضيفة طيران. أمّا موافقتها على دورٍ، فمتأتية من قناعتها بالحالات، خاصة أنّها ستتمكّن "من تسلية نفسها كممثلة"."بفضل محامين، في الدائرة الصغيرة والحميمة من المقرّبين إليّ، أعرف أنّ هذه المهنة مُتطلّبة، إلى حدّ أنّهم يبدون، أحياناً، كأنّهم في عالمٍ آخر. يُمكن مقارنة هذا بعمل الإخراج"، تقول قبل اعترافها بأنّها "تعشق" الأميركي بيلي وايلدر (مخرج ومنتج وسيناريست أميركي، 1906 ـ 2002): "لديه عبقرية الوصف الراقي لمجتمع راسخٍ بشدّة، تتصارع فيه شخصيات متصدّعة قليلاً". كلامها عن وايلدر ردٌّ على اعتبار فابريس لوكليرك، محاورها في "باري ماتش"، أنّ جديد غاريل ـ فايس يستوحي من عالم وايلدر: "مزيج الكوميديا بالدراما المتدفّقة، والشخصيات المُهمّشة قليلاً".
لكنّ أنياس جاوي غير متوقّفة عن انشغالاتها المعروفة. فالكتابة جزءٌ من حياتها، ويومياتها الحميمة مكتوبة كلّ يومٍ. تُشارك في تحرير كتاب، وتشارك في كتابة الفيلم المقبل لفرنسوا فافْرا. هذه معلومات عامّة تكتفي بها من دون تفاصيل. لكنْ المتداول حالياً أنّها تعمل على فيلمٍ لها، أول روائي طويل بعد Place Publique، المُنجز عام 2018: "أعتقد أنّي عاثرةٌ على الطريقة التي ستُتيح لي العمل عليه". المتداول أيضاً أنّ مشروعها الجديد سيكون أول فيلم لها من دون جان ـ بيار باكْري، الذي لها معه، كتابةً، 5 أفلام من إخراجها، أوّلها Le Gout Des Autres عام 2000، المُرشّح لـ"أوسكار" أفضل فيلم دولي عام 2001، وComme Une Image، الفائز بجائزة أفضل سيناريو (جاوي وباكْري طبعاً) في الدورة الـ57 (12 ـ 23 مايو/أيار 2004) لمهرجان "كانّ" السينمائي.