إشحفان القطو مسلسل إماراتي تم إنتاجه عام 1978 في 26 حلقة وعُرض في أغلب القنوات الخليجية، يحكي قصة رجل بخيل يتعرض لمواقف كوميدية (كوميديا الموقف) بسبب بخله الشديد ويصطدم بخطط يقوم بتفصيلها ماكديت والكراني وذلك للكشف عن بخله أمام عامة الناس، المسلسل من بطولة سلطان الشاعر ومحمد الجناحي وسعيد النعيمي ورزيقة طارش ومحمد ياسين، ومن إخراج أحمد المنقوش، ومن تأليف وحوار سلطان الشاعر وسيناريو محمد الجناحي، والإشراف على أداء الممثلين صقر رشود.
 

المسلسل من وجهة نظري من أنجح المسلسلات الإماراتية وعلامة فارقة في الدراما المحلية بالرغم من أنه عُرض في بدايات تأسيس المسرح والدراما، فمن الطبيعي أن يكون القائمين على المسلسل بإمكانيات وجهد وتقنيات متواضعة سواء على مستوى الأداء أو على مستوى الأجهزة والمعدات وبالتالي سيكون الناتج مسلسل متواضع، ولكن ما حدث مختلف تماماً، مسلسل به كوميديا الموقف مدروسة والسناريو والحوار متجلي من خلال المحافظة على المفردة الإماراتية التراثية والديكور عبارة عن القرية التراثية التي تواكب ذلك العصر، والأزياء والأداء ليس فيه تكلف أداء بسيط يعبر عن فطرة ومواهب فنية، فكل العناصر مجتمعة أدت إلى منتج فني نفخر به في الدراما الإماراتية.
 

في المقابل نجد الإمكانيات والورش الفنية والتقنيات والدعم والإنتاج الضخم في الوقت الحالي ولكني لم أُشاهد مسلسلاً بجمالية مسلسل إشحفان القطو، والسبب من وجهة نظري هو أن البالون عندما تقوم بنفخها أكثر من اللازم قد تنفجر، كذلك الدراما الحالية فيها بروز مبالغ للعضلات وهذا لا يتحمله العمل الفني بشكل عام، الأداء المبالغ فيه ليُقال ممثل قوي والشخصية لا تتحمل هذا الأداء المتكلف، التلاعب المتزايد بحجم اللقطات والمشهد لا يتحمل ذلك ليُقال مخرج أو مدير تصوير ممتاز، وقيس على ذلك المكياج والأزياء والديكور، لا بد أن يعلم القائمين على الدراما بأن السيناريو له مقاييس فنية يجب أن لا يتم تجاوزها وبالتالي نفخ الهواء على قد مساحة البالون، سيقود العمل إلى بر الأمان، فمسلسل إشحفان القطو كان مدروس المساحة من كافة العناصر وبالتالي جال المسلسل وصال في كل تليفزيونات دول الخليج العربي واستمر مع كافة الأجيال إلى يومنا هذا، وعندما تشاهده لا تمله، وتضحك على نفس المواقف بالرغم من أنك شاهدت الحلقة مراراً وتكراراً، رحم الله من توفي من القائمين على مسلسل إشحفان، والله يطيل بعمر البقية منهم.
 

عندما سألوا الممثل سلطان الشاعر (صاحب شخصية إشحفان القطو) عن سر نجاح المسلسل، أجاب إجابه بسيط كتمثيله التلقائي، قال المسلسل ذرب، أي ليس به أي كلمات أو أداء أو مشهد خارج تخجل منه، فكافة أفراد الأسرة يستطيعون مشاهدته دون خجل، بدءاً من الجد والجدة إلى الأب والأم ومن ثم الإبن والبنت، نحتاج في شهر رمضان لروعة مسلسل إشحفان، فالضحك فيه قد يُسرع عملية هضم وجبة الإفطار.