إعلامي أم شكل خارجي؟
أقلب في قنوات التلفاز فشاهدت جزءا من لقاء برنامج تليفزيوني، مذيعة مستضيفة لأحد المفكرين المثقفين وتسأله أن يبدي فيها رأيه الفكري، لن أخوض في محتوى البرنامج، ولكن ما لفت انتباهي حقيقةً أن الضيف كان منزعجاً من كمية الأسئلة التي لا ترقى لمستوى الضيف والمقاطعات المتكررة منها للضيف بحيث لا يكمل حديثه حتى تباغته بسؤال آخر.
من وجهة نظري لا بد أن يستطيع المذيع أو مقدم البرنامج من مجاراة الضيف سواء بنوعية الأسئلة، الطرح، الثقافة، حتى لا نهضم حق الضيف من أنه يريد الإفادة وتوصيل المعلومة من خلال البرنامج فتجد المذيع كحائط صد ضد كل ما هو مفيد سواء بقصد أو من غير قصد أو على حسب ما شاهدنا من بعض المذيعين بأنهم يقومون بشخصنة اللقاء والضحية المتفرج.
لدينا الكثير من المذيعين المتمكنين محلياً وخليجياً وعربياً، فلابد على القائمين على القنوات اختيار المذيع المناسب للضيف المناسب، فعلى سبيل المثال لدينا الإعلامي السعودي" عبد الله المديفر، لم أشعر ولو في لقاء واحد أنه لم يستطع مجاراة ضيفه بأسلوبه وبذكائه وبحنكته الإعلامية، الإعلامي ليست الدراسة 4 سنين في كلية الإعلام والسلام، الإعلامي لابد أن يتفاعل مع القضايا المجتمعية، لا بد من أن يتثقف يومياً، لابد من أن يُشاهد قدوات في المجال الإعلامي من أصحاب التجارب.
أخواتي المذيعات الجمال مطلوب أمام الشاشة، ولكن لابد من التركيز أيضاً على المكياج الداخلي من ثقافة وفكر وبديهة، وعدم الاقتصار على المكياج الخارجي فقط، أخي المذيع كم هو جميل نشا الغترة وتحديد حلاقة اللحية، ولكن علينا أن نبني شخصية إعلامية مثقفة داخلياً قبل الشكل الخارجي، وهذه مسؤولية الإعلامي نفسه، وبرغم بعض من تلك الحالات القليلة إلا أنه لا يعني بأن لدينا العديد من المذيعين الموهوبين والذين ينتظرهم مستقبل مشرق في مجال الإعلام.
