نظم ندوة حول المكتبة الوطنية المؤسسة الاستراتيجية في بناء مجتمع المعرفة

الأرشيف والمكتبة الوطنية يؤكد دور المكتبة الوطنية في دعم الابتكار والريادة

الأرشيف والمكتبة الوطنية يؤكد دور المكتبة الوطنية في دعم الابتكار والريادة


نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوة بعنوان (المكتبة الوطنية مؤسسة استراتيجية في بناء مجتمع المعرفة) أكد فيها أهمية المكتبة الوطنية في الوصول إلى المعرفة والمعلومات، ودعم البحث العلمي، وتعزيز الثقافة والمعرفة.
تطرقت الندوة التي حاضر فيها الأستاذ الدكتور حسن السريحي إلى خصائص مجتمع المعرفة، ودور مؤسسات المجتمع في تنمية وتطور مجتمع المعرفة، وقدمت لمحة عن دور المكتبات الوطنية في تنمية وتطور مجتمع المعرفة.
قدم للندوة الأستاذ حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف والمكتبة الوطنية مؤكداً أن المكتبة الوطنية مسؤولة عن الإنتاج المعرفي الذي توليه قيادتنا الرشيدة اهتماماً كبيراً لإثراء العقول ودعم الابتكار والريادة في عصر التقدم التكنولوجي السريع والتحول الرقمي الذي لم تعد فيه المكتبات مجرد أرفف للكتب وإنما صارت مراكز للابتكار والتفاعل، وهي تواصل دورها كمنابع للثقافة بأشكالها، وفي الوقت ذاته تعيش مرحلة تحول كبير بتأثير الذكاء الاصطناعي.
وأشاد الحميري بالدكتور حسن السريحي أستاذ علم المكتبات والمعلومات، وبرؤيته الاستراتيجية لما تشهده المكتبات من تطور، وما يخبئه المستقبل لهذا القطاع المعرفي والمعلوماتي في ظل التقدم التقني والتحول الرقمي المتسارع.
بدأت الندوة -التي أقيمت في قاعة ليوا بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية- بتعريف مجتمع المعرفة الذي يقوم بنشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي. ثم سلطت الضوء على دور المعرفة كمصدر رئيسي مؤثر وفاعل في الحياة اليومية للأفراد والمجتمع، والسياسة العامة، وأشارت إلى أن المعرفة تتزايد وتنمو بالشراكة وتعدّد المستخدمين.
وأوضحت الندوة -التي حضرها عدد كبير من المختصين بعلوم المكتبات- أن مجتمع المعرفة هو مجتمع العولمة الذي لا يعترف بالحدود، وهو يتعامل مع المعلومات والمعرفة إنتاجاً، ونشراً، واستخداماً من أجل التنمية البشرية، وحددت خصائص أخرى لمجتمع المعرفة، أبرزها أنه متطور ويتغير نحو الأفضل، وهو يستخدم وسائل التواصل الحديثة والتقنية، ويصل إلى مصادر المعلومات بسهولة ويسر، ويعمل تحت مظلة اقتصاد المعلومات، ويجيد التعامل مع الأدوات الذكية، فالمعرفة هي مصدر القوة والإنسان هو مصدر الإنتاج والإبداع. 
 ثم تحولت الندوة إلى دور المكتبات الوطنية في تنمية وتطور مجتمع المعرفة؛ مشيرة إلى أن المكتبة الوطنية ليست مجرد مستودع للمصادر، وإنما هي مؤسسة فاعلة تمكّن الأفراد وتعزّز الابتكار، وتحافظ على الحكمة الجماعية وتلبي احتياجات المجتمع، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مواطنين مستنيرين.
وركز السريحي في دور المكتبات الوطنية وأهميتها في تنمية مجتمع المعرفة وتطوره؛ إذ إنها تسهم في الحفاظ على التراث الوطني والذاكرة الثقافية والمخطوطات والوثائق والأرشيفات، وفي تسهيل الوصول إلى المعلومات ومحو الأمية الرقمية وتدعم التعلم والتعليم والبحث، وتتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية، وتعزز الشمول الرقمي والابتكار وتقود مشاريع الرقمنة وتطوير المستودعات الرقمية.
وللمكتبات الوطنية أهميتها ومنزلتها الثقافية في تعزيز اقتصاد المعرفة ودعم مشاريع ريادة الأعمال، ومبادرات البيانات المفتوحة، ودعم الوصول الحرّ للمعلومات والتعاون الدولي مع المكتبات والمؤسسات، والإسهام في توحيد نظم الفهرسة والوصف المعياري والممارسات، وتثقّف أيضاً في مجال حقوق الملكية الفكرية، وتدعم حركة النشر وتوثيق المعرفة، وتتبنى برامج الوعي والتثقيف بالذكاء الاصطناعي وأدواته، وتسهم في وضع تشريعات وسياسات المعرفة والإتاحة ومعيارية الرقمنة.
وتطرقت الندوة إلى الجامعات كنموذج مهم في تنمية مجتمع المعرفة وتطوره، وأسدى المحاضر العديد من النصائح التي تدعم دور المكتبات الوطنية ودورها في تنمية مجتمع المعرفة وتطوره، وأبرزها: تطوير الاستراتيجيات بما يتوافق مع التوجهات الجديدة، وتطوير وتدريب اختصاصي المعلومات والمعرفة، وتطوير برامج الوعي المعلوماتي والمعرفي للجمهور، وتنفيذ شراكات وبرامج مشتركة مع مؤسسات المجتمع، وتطوير السياسات والمعايير نحو التميز والجودة.. وغيرها.
واختتم السريحي الندوة بالتأكيد على أن المعلومات قوة، 
ولكن القوة الحقيقية تكمن في المشاركة بالمعلومات، وأن المكتبات تسهم في زيادة الثقافة المعلوماتية والمعرفية وتطوير قدرات الأعضاء في الوصول للمعرفة واستثمارها.