ما شهدناه يوم أمس، وبعد انتظار وترقب لمدة طالت عن ستة أشهر، لم يكن وليد لحظة، ونشوة انتصار عابر متكرر بين الأمم. إن وصول مسبار الأمل إلى مدار كوكب المريخ بنجاح هو نتاج مسيرة وطن بدأت منذ بزوغ فجر الاتحاد، وضع المغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان حجر الأساس له بفكره وحلمه وثقته بشعبه، وحفّز رحمه الله كل مكونات هذا الوطن لتحقيقه.  أتشرف بأن أتقدم بكل فخر وولاء لقيادتنا الرشيدة بالتهنئة الجزيلة على هذا الإنجاز العالمي الفريد ولأبناء وطننا المقدام والمقيمين فيه، كما ولا يسعني إلّا أن أتقدم بتحية احترام وتشجيع لكل شاب وشابة إماراتية ساهموا بجهودهم وخبراتهم في تحقيق هذا الإنجاز. إنهم بلا شك، أمل هذا الوطن، ونموذج يحتذى به لأبناء جيلهم وأجيال المستقبل. لقد شهدت الأعوام الماضية انطلاقة مسيرة جديدة لدولة الإمارات، جعلت منها مرجعاً أساسياً لمختلف دول وتحالفات عالمنا الكبير، فكانت دوماً سباقة لتقديم المبادرات والحلول المبتكرة وأسس التعاون التي من شأنها أن تجعل عالمنا مكانناً أفضل للجميع. إذ تواجدت دولة الإمارات وبفضل توجيهات قيادتها الحكيمة في ميادين العمل الدبلوماسي المبني لتلبية متطلبات القرن الواحد والعشرين، سواء في الاقتصاد، والطاقة، والبيئة المتجددة، والتكنولوجيا المتقدمة، وعلوم الطب واللقاحات التي فرضت نفسها مع انتشار جائحة كوفيد – 19.

كما لا يمكننا أن نغفل دور دولة الإمارات في اعتمادها على إرث والدها المؤسس في تمكين الشباب، وهو الأمر الذي قادنا مؤخراً لهذا الإنجاز العلمي الفريد، إذ حرصت دولتنا على تسخير كل مقوماتها للنهوض بالشباب، فكانت المؤسسات الأكاديمية والعلمية المحلية والشراكات الدولية المتعددة التي جعلت من العلم والمعرفة المحرك الأساس لجيل الحاضر وأجيال المستقبل، أملاً في خمسين عاماً جديدة تضاعف إنجازات هذا الوطن، وترسخ مكانته على الخارطة الدولية.
كما لم تتغافل دولة الإمارات يوماً عن أهمية امتلاك دور فاعل في أروقة الهيئات الصحية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، التي تسعى من خلالها إلى توفير رعاية صحية أفضل للمجتمعات العالمية من جهة، وحماية الشباب بشكل خاص من مخاطر مرض الإدمان بكافة أنواعه خاصة تلك المرتبطة بالمخدرات.