الصحة والناس

الصحة للجميع في شهر رمضان

الصحة للجميع في شهر رمضان

خلال شهر رمضان يقوم المسلمون القادرون بالصيام يوميا وأقول القادرون لأن ذلك يشمل الأصحاء وحتى المرضى بأمراض لا تقيدهم تماما عن أداء تلك الفريضة الدينية كما يشمل البالغين منهم وحتى الأطفال ممن يسن لهم صيام شهر رمضان وتسمح حالتهم الصحية والنفسية بذلك من الفجر وحتى غروب الشمس ويعقب ذلك تناول وجبتين هما وجبة الإفطار و وجبة السحور قبل فجر اليوم التالي من الصيام.
 
وفي الحقيقة اجريت الكثير والكثير من الأبحاث والدراسات للمفاضلة بين فوائد و مضار الصيام وخرجت معظمها بالكثير من الأدلة العلمية على ما للصوم من آثار إيجابية على صحة الفرد الجسدية والنفسية حتى أن الكثير من هؤلاء الباحثين أصبح يوصي الجميع بممارسة الصيام خارج هذه الأوقات الدينية على امتداد أيام العام من وقت لأخر أو بما أصبح يعرف بالصيام المتقطع.
 
ويعرف رمضان بأنه شهر البر والتواصل كما تنشط فيه الحياة الاجتماعية بشكل أكبر من باقي أيام العام فيقضي الناس جل الوقت إما مستقبلين لأقاربهم وأصدقائهم أو ضيوفا عليهم فيلتف الجميع حول موائد الإفطار التي تحوي ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات للأفطار وكسر صومهم.
ومع امتداد الصيام طوال ساعات النهار حتى غروب الشمس يحلو للصائمين تناول أصناف الطعام والشراب من وقت الإفطار على امتداد ساعات الليل وحتى فجر اليوم التالي.
 
وقد يتعذر على البعض أن لم يكن الأكثرية خلال شهر رمضان ممارسة أي نشاط بدني خلال الصيام أو بعد الإفطار فيزيد وزنهم وتختل بعض المؤشرات الحيوية لديهم من شوارد واملاح أو انزيمات وقد يختل معدل سكر الدم لدى مرضى السكري ومعدل ضغط الدم لدى مرضى الضغط ومعدلات الكوليسترول لدى مرضى عسر شحميات الدم وغيرها من اختلال المؤشرات الأخرى عند اتباع عادات غذائية وحياتية غير صحية.
ويستطيع الصائم باتباع إرشادات بسيطة أن ينقص من وزنه ويخفض معدلات ضغط الدم والسكر والكوليسترول بينما قد يفقد الصائم على النقيض من ذلك السيطرة على وزنه والعديد من مؤشرات سلامة صحة الجسم إذا ترك لنفسه العنان وأفرط في تناول الطعام عند الإفطار والسحور و عندها ينتفي احد اهم أهداف صيام رمضان الا وهو التدرب على التحكم وضبط النفس والتضحية والتعاطف مع من هم أقل حظا و ان كان الصائم مطالب بتطبيق هذه الممارسات الروحية والصحية والتحلي بها حتى في خارج أوقات الصيام على امتداد أيام العام.
يجب الحرص خلال شهر رمضان على شرب كمية كافية من الماء وتناول الأطعمة الغنية بالمياه من خضروات وفواكه بالأضافة الي الأكثار من شرب المياه بين وجبتي الإفطار والسحور فمن المعلوم أن معدلات تعرق الجسم تزداد مع ارتفاع درجات الحرارة المرتفعة ولذا فمن الضروري شرب السوائل لتعويض ما يفقده الجسم أثناء ساعات النهار مع الأخذبعين الأعتبار اختلاف معدلات التعرق حسب طبيعة النشاط البدني.
بالاستطاعة زيادة المدخول من الماء من خلال تناول الأطعمة الغنية بالماء ومنها على سبيل المثال تناول البطيخ في وجبة السحور أو تناوله على سبيل التحلية بعد الإفطار.
 
كما تحتوي السلطة الخضراء على كثير من الخضروات الغنية بالماء مثل الخيار والطماطم وغيرها من المكونات.
كما أن تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والكولا يعد خيارا مثاليا لأن الكافيين قد يسبب كثرة التبول وبالتالي فقد المزيد من السوائل مما قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف خلال فترة الصيام.
ولا بد من معرفة أن تناول المشروبات الغازية التي تحتوي على السكر تضيف مزيداً من السعرات الحرارية إلى النظام الغذائي وبدلاً من ذلك بالأستطاعة تناول الطعام الغني بالماء مثل الحساء أو سلطة الخضروات الطازجة.
 
يأتي رمضان هذا العام في أيام معتدلة نسبيا من ناحية درجات الحرارة الا أن امتداد فترة الصيام لساعات طويلة حيث تصل مدة الصيام في المتوسط من 13 الي 14 ساعة يوميا للذين يتناولون وجبة السحور وقد يضاف لها نحو 4 الي 5 ساعات اضافية للأشخاص الذين يغفلون وجبة السحور المهمة لأسباب مختلفة يضاعف من فرص التعرض للأصابة بالتجفاف ويزيد من ذلك طبيعة العمل والنشاط البدني للأشخاص و درجات الحرارة في بيئات العمل الخارجية والداخلية المختلفة.
 
ويعد تناول وجبة إفطار صحية ومتوازنة لتعويض فقد مستويات الطاقة بدء من الإفطار على التمر من الطرق التقليدية والصحية المتعارف عليها لبدء وجبة الإفطار لما يحويه التمر من الألياف بالأضافة الي تناول الكثير من الخضروات لتزويد الجسم بالفيتامينات والمعادن والعناصر المكملة واللازمة لعمليات الأستقلاب الحيوية للجسم بالإضافة إلى الحبوب الكاملة لتزويد الجسم بالطاقة والألياف ومن ثم يأتي تناول اللحوم الخالية من الدهون والدجاج بدون جلد والأسماك سواء كانت مشوية أو مطهوة للحصول على حصة جيدة من البروتين الصحي المطلوب للجسم.
 
وبشكل عام يعتبر تجنب الأطعمة المقلية أو المصنعة والتي تحتوي على نسب عالية من الدهون أو السكريات من اولويات البرامج الغذائية الصحية اليومية في اوقات الصيام وخارج هذه الأوقات.
ولا يغيب عن البال أن تجنب الإفراط في الطعام يعتبر من أساسيات الحفاظ على صحة مستدامة على امتداد مراحل عمر الأنسان وقد يعتبر تناول الطعام خلال الوجبات ببطء احد التقنيات والسلوكيات الصحية لعدم الأفراط في تناول الأطعمة وضمان حدوث عملية الهضم بشكل صحيح وبدون اي نتائج غير صحية.
 
ويعتبر السحور وجبة خفيفة يتناولها الصائم قبل الفجر لتمده بالطاقة وتعينه على الصيام الا أن هناك فئات معينة من الصائمين يجب أن تحرص على تناول وجبة السحور أكثر من الآخرين مثل كبار السن والمراهقين والحوامل والمرضعات والأطفال الذين يرغبون في الصيام بحيث يجب أن تتضمن هذه الوجبة والتي تعتبر مثل وجبة الفطور الخفيف حصة من الخضروات وحصة من الكربوهيدرات مثل الخبز ولفائف الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة وأطعمة غنية بالبروتين مثل منتجات الألبان من الأجبان قليلة الملح واللبنة واللبن و البيض بالإضافة إلى بعض الأطباق الجانبية مثل الطحينة أو الأفوكادو.
كما يجب التنويه إلى تجنب تناول كميات كبيرة من الحلويات عقب وجبة الإفطار لما تتضمنه الحلويات التي يتناولها الناس عادة في رمضان من كميات كبيرة من شراب السكر.
 
ومن الأفضل تناول أنواع الفاكهة التي تحتوي على الماء كنوع من التحلية مثل البطيخ أو الشمام أو أي نوع من أنواع الفاكهة الموسمية المتاحة.
ويجدر التنويه باستمرار إلى الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون خاصة اللحوم الغنية بالدهون والأطعمة المصنوعة من الفطائر الهشة أو الفطائر المضاف إليها الدهون النباتية المهدرجة فمن الأفضل الابتعاد عن طريقة القلي التقليدية واستخدام طرق أخرى في الطهو مثل الطهو على البخار أو طهو الطعام بالصلصة أو القلي السريع باستخدام كمية صغيرة من الزيوت الطبيعية غير المهدرجة كزيت الزيتون أو زيت السمسم أو الطهو في الفرن.
 
كما يعتبر تجنب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح مثل النقانق واللحوم المصنعة والمملحة ومنتجات الأسماك المملحة والزيتون والمخللات والأطعمة السريعة والأجبان المالحة والأنواع المختلفة من المكسرات وغيرها والمحتوية على نسب عالية من الملح المضاف والسلطات المملحة والأطعمة والصلصات التي تستخدم كمنكهات ومقبلات مثل المايونيز والخردل والكاتشب من الأهمية بمكان للحفاظ على نمط الحياة الصحي المتوازن.
والأفضل عند إعداد الوجبات هو الحد من استخدام الملح بالأضافة الي عدم وضع المملحة على طاولة الطعام وعوضا عن ذلك يفضل استخدام أعشاب طبيعية مختلفة لتحسين نكهة الأطعمة التي يتم طهوها.
 
ويحسن دائما تذكر أن تناول الطعام بكميات مناسبة لأحتياجات الجسم وببطء يعد اساسيا للحفاظ على صحة الفرد فالوجبات الكبيرة تسبب اضطرابات جهاز الهضم والشعور بعدم الارتياح.
كما أن الحركة بوتيرة مستمرة ومنتظمة وممارسة بعض الأنشطة البدنية في فترات المساء كالمشي يوميا بانتظام يساهم في الحفاظ على صحة سليمة على مدار العام.
يعتبر المرضى لبعض الأمراض المزمنة كالسكري والقلب والضغط والكلى من الفئات التي تحتاج لوضع خاص أثناء صيام رمضان وقيامهم بالعبادات والطاعات.
فعلى سبيل المثال يعتبر ارتفاع الضغط الشرياني من الأمراض مرتفعة الخطورة في أوقات خارج الصيام عدا عن أن هناك عددا كبيرا من المصابين بهذا المرض لديهم أمراض أخرى مرافقة مثل السكري وأمراض القلب وعادة ما يتساءل أصحاب هذه الأمراض عن إمكانية صيامهم نظرا للوضع الخاص والحالة التي يعانون منها دون أن تكون هناك تأثيرات سلبية عليهم.
فمن المعلوم أن الصيام له فوائد كثيرة ويجب استغلاله بالشكل الأنسب بحيث لا يؤدي إلى أضرار أنية أو لاحقة وعلى من لديهم أمراض السكري والقلب والضغط مراعاة بعض الحالات والظروف الخاصة.
 
■ يجب على مرضى السكري استشارة الطبيب قبل حلول رمضان حول إمكانية أداء فريضة الصيام من عدمها فلكل مريض حالته الخاصة والطبيب هو الأقدر فقط على تقييمها والالتزام التام بالخطة العلاجية المقررة من جانب الطبيب.
■ تجنب تناول كمية كبيرة من الطعام أثناء وجبة الإفطار وتقسيمها إلى عدة وجبات صغيرة بين وقتي الإفطار والسحور لتجنب التغيرات المفاجئة في نسبة سكر الدم.
■ تجنب تناول السكريات البسيطة أو سريعة الامتصاص (السكر الأبيض، الحلويات، بعض الفواكه، النشويات، وغيرها).
■ الحرص على الإكثار من تناول الخضراوات المحتوية على الألياف (مثل الطماطم والخيار والجزر والخس والسبانخ) والتي تساعد على تقوية الجسم بعد ساعات الصيام الطويلة.
 
■ شرب كمية كافية من الماء (حوالي 2 لتر يوميا) مع التركيز على المسنين فأعراض الجفاف تظهر عليهم بسرعة أكبر من الفئات العمرية الأخرى.
■ الحرص على القيام بنشاط بدني بشكل مستمر ويعتبر المشي من أكثر الرياضات المحبذة.
■ الحرص على تناول وجبة السحور وتناول البروتينات خلالها مقابل تجنب السكريات في هذه الوجبة لتجنب الارتفاع المفاجئ في سكر الدم والذي ينتج عنه بالمقابل ارتفاع مرافق لهرمون الأنسولين وهو ما يمكن أن يعرض المريض لانخفاض في سكر الدم.
■ المراقبة اليومية لسكر الدم وخصوصا للذين يستخدمون الأنسولين فالمراقبة اليومية للسكر مهمة جدا في تحديد جرعة الأنسولين المناسبة والتي تجنب المريض انخفاض أو ارتفاع السكر المفاجئ.
 
اما فيما يتعلق بمرضى القلب وارتفاع الضغط الشرياني :
■ فيجب الإقلال قدر الإمكان من كمية الملح في الطعام بحيث لا تتجاوز 3 غرامات يوميا أو أقل.
■ كما ينصح بتعدد الوجبات والإقلال من كميتها والمشي بعد الإفطار وتجنب المجهود البدني خلال الصوم وشرب كمية كافية من الماء.
■ وبالنسبة لمرضى قصور القلب تحدد خطة العلاج خلال فترة الصيام من الطبيب المتابع للحالة.
■ تنخفض نسبة الإصابة بأمراض القلب المختلفة مثل الأزمة القلبية (الجلطة) وفشل عضلة القلب وعدم انتظام دقات القلب (الارتجاف الأذيني) في شهر رمضان كما تقل نسبة الفشل القلبي والارتجاف الأذيني الناتجة عن قصور الشريان التاجي.
■ صيام رمضان يؤدي أيضا إلى زيادة نسبة الكوليسترول النافع بنسبة تتراوح بين 30 الي 40 % مما يؤدي بدوره إلى حماية شرايين القلب من ترسبات الكوليسترول الضار.
 
■ يؤدي الصيام وما يرافقه من شعائر دينية إلى هدوء النفس وانخفاض استثارة الجهاز العصبي السمبثاوي مما يؤدي إلى انخفاض الضغط ونبض القلب وهي إشارات طبية جيدة لمعظم مرضى القلب.
■ يجب على مرضى القصور الحاد بالشرايين استشارة الطبيب المعالج قبل عدة أسابيع من قدوم رمضان لضبط مواعيد تناول الدواء وتلقي التعليمات اللازمة لتجنب حدوث أي أعراض مثل الإحساس بالصداع خلال الصيام وذلك بالتقليل من تناول الشاي والقهوة والمشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين قبل بدء الصيام بخمسة أيام على الأقل وكذلك يمكن تجنب الإصابة بالحموضة وحرقان المعدة بعدم الإفراط فى تناول الأطعمة خاصة التي تحتوي على سكريات عالية ومواد دهنية أثناء شهر رمضان.
 
■ يشير بعض الأطباء إلى إمكانية تناول المريض للدواء مرة عند الإفطار ومرة أخرى عند السحور اما بالنسبة لمن يتناولون دواءهم ثلاث مرات يوميا فعليهم مراجعة الطبيب المختص لاستبداله بدواء طويل المفعول يؤخذ مرة أو مرتين يوميا.
اما مرضى الكلى الذين يرغبون في صيام شهر رمضان فيمكن تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات بحسب درجة المرض حرصا على سلامتهم من حدوث أي مضاعفات :
■ تعتبر الحالة الصحية لمرضى القصور الكلوي الحاد حرجة وهم ممنوعون من الصيام إلى أن تتحسن حالة الكلى وتعود إلى وضعها الطبيعي أما مرضى القصور الكلوي المزمن فتختلف مراحل اعتلال الكلى لديهم.
 
■ ينصح المصابين بأمراض الكلى من الدرجة الثالثة فما فوق بعدم الصيام وذلك لأن الكلى في هذه المرحلة تكون غير قادرة على الاحتفاظ بسوائل الجسم مما قد يتسبب في قصور حاد في وظائفها وقد يؤدي ذلك إلى تلف الكلى بصورة كبيرة.
 
■ الصيام لمدة طويلة ينقص سوائل الجسم بصورة كبيرة ويجب على المرضى الرجوع للطبيب المعالج لمعرفة مدى إصابة الكلى وتأثير الصيام عليها.
■ أما مرضى الغسيل الكلوي فيقومون بغسل الدم ثلاثة أيام أسبوعيا وبالتالي يمكنهم الصيام باقي الأيام إلا إذا رأى الطبيب المعالج غير ذلك حيث إن عملية الغسل يصاحبها إعطاء محاليل عن طريق الوريد مما يفسد الصيام من الناحية الشرعية.
 
■ أما مرضى الغسيل البريتواني (غسيل البطن) والتي يقوم بها المريض بنفسه في المنزل فلا يمكنهم الصيام لوجود مواد مغذية بسوائل الغسل.
■ وينصح مرضى زراعة الكلى بعدم الصوم وذلك لتأثير قلة السوائل على الكلى المزروعة وضرورة أخذ الأدوية بصورة منتظمة وفي أوقات محددة عدا عن أن أكثر مرضى زراعة الكلى مصابون بالسكري وهذا يزيد من خطورة الصيام على هؤلاء المرضى لذا يجب استشارة الطبيب المعالج بصورة مستمرة.
صياما مقبولا و دمتم بالصحة والعافية.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/