الصحة والناس

الفيتامينات والمعادن (1)

الفيتامينات والمعادن (1)

لا يكاد يخلو يوم واحد في ممارستي اليومية لعملي الطبي من شكوى بعض المرضى من ظهور بعض الأعراض عليهم والتي تتوافق في مضمونها مع احتمالية وجود خلل يتظاهر إما بسبب نقص في تأمين الوارد من احتياجات الجسم لبعض الفيتامينات والمعادن والعناصر الأخرى أو زيادة في كم تناول هذه الأحتياجات وتحديدا عند تأمينها على هيئة مكملات غذائية خارج النظام الغذائي الصحي أو الوجبات الغذائية لأسباب مختلفة ومتعددة.
وكثيرا ما تترافق هذه الأعراض بعلامات يمكن رؤيتها في مظاهر الجسم الوظيفية احيانا وحتى العقلية والنفسية احيانا أخرى.
لذلك وجب التذكير من وقت لأخر بضرورة حصول الجسم على احتياجاته اليومية من هذه المجموعات الواسعة من الفيتامينات والمعادن والعناصر الأخرى بدون أي نقص يؤدي الي خلل واضطرابات في وظائف الجسم أو زيادة تفضي الي أضرار أو أصابات بليغة لبعض أعضاء الجسم الهامة والحيوية.
وسنستعرض أهم ما في هذه المجموعات كل على حدة مرة تلو الأخرى.
 
الفيتامينات بأنواعها الذائبة في الماء والذائبة في الدهون :
فيتامين (أ) :
يعتبر ريتينول أو حمض ريتينويك أو ما يعرف بفيتامين (أ) وهو من الفيتامينات الذائبة في الدهون من العناصر المهمة للرؤية والنمو وانقسام الخلايا والتكاثر وتقوية المناعة بالأضافة الي احتوائه على خصائص مضادة للأكسدة وهي مواد تحمي خلايا الجسم من آثار الجذور الحرة التي تنشأ أثناء عملية هدم الطعام بالجسم أو عند تعرض الجسم لأدخنة التبغ والإشعاعات.
ومن المعروف أن الجذور الحرة قد تلعب دورا في الإصابة بأمراض القلب والسرطان أي أن فيتامين (أ) قد يساهم في الوقاية من الأصابة بما سبق.
يمكن الحصول على فيتامين (أ) في العديد من الأطعمة كالسبانخ ومنتجات الألبان والكبد والأطعمة الغنية بالبيتاكاروتين كالخضراوات الخضراء الورقية والجزر بحيث يحول الجسم البيتاكاروتين إلى فيتامين (أ).
يعتبر فيتامين (أ) أيضا من المكملات الغذائية التي يتم تناولها بصورة غير غذائية عن طريق الفم وله فائدة أساسية للذين يعانون من سوء التغذية أو المصابين بحالة مرضية تستدعي تناول فيتامين (أ) كأمراض البنكرياس أو أمراض العين أو الحصباء.
ويجب تذكر أن تناول فيتامين (أ) عن طريق المكملات الغذائية للحصول على خصائصه المضادة للأكسدة قد لا يقدم الفوائد نفسها التي يتم الحصول عليها طبيعيا عن طريق الأغذية.
اما النسبة اليومية الموصى بتناولها من فيتامين (أ) فهي 900 ميكروجرام للرجال البالغين و 700 ميكروجرام للنساء البالغات.
أظهرت الدراسات التي أجريت على تناول فيتامين (أ) على شكل مكمل غذائي في حالات محددة ما يلي :
• لم يظهر أن الجرعات الكبيرة من تناول مكملات فيتامين (أ) الغذائية تؤثر في السيطرة على حب الشباب.
• أظهرت التجارب السريرية بشكل غير واضح أن نسبة خطر أصابة بعض الأشخاص بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر قد قلت بنسبة 25% من خلال تناول الفيتامينات التي تشتمل على البيتا كاروتين.
• لم تتضح بعد العلاقة بين استخدام مكملات فيتامين (أ) الغذائية والحد من خطر الإصابة بسرطان الرئة أو البروستاتا أو سرطانات أخرى.
• يوصى دائما بتناول مكملات فيتامين (أ) الغذائية للأطفال المصابين بالحصبة بحيث قد تقلل من خطر الوفاة الناتجة عن الأصابة بالحصبة.
• أظهر الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات فيتامين (أ) لديهم استفادة قصوى عند تناول مكملات فيتامين (أ) الغذائية والذي يسبب نقصه الأصابة بالأنيميا وجفاف العين.
• وإضافة على أستخدام المكملات الغذائية الواجب تناولها عن طريق الفم يستخدم فيتامين (أ) على شكل كريمات موضعية لتقليل التجاعيد الدقيقة والبقع والخشونة وعلاج حب الشباب.
ويجب دائما التذكير بأن النظام الغذائي الصحي والمتنوع يأمن ما يكفي من الأحتياجات لفيتامين (أ) ومن الأفضل استخدام مصادر الطعام فليس من الواضح ما إذا كانت مكملات فيتامين (أ) الغذائية تقدم فوائد مضادات الأكسدة نفسها الموجودة بشكل طبيعي في الطعام.
كما أن تناول كمية كبيرة من فيتامين (أ) قد يكون ضارا وقد وجدت الدراسات وجود أرتباط بين تناول كمية كبيرة للغاية من فيتامين (أ) خلال فترة الحمل وحدوث بعض العيوب الخلقية.
 
الآثار الجانبية الناجمة عن الإكثار وتناول جرعات زائدة من فيتامين (أ) :
قد يكون الضرر ناجما عن تناول جرعة أحادية تصل إلى ما يزيد عن 200,000 ميكروجرام مما يؤدي الأصابة بما يلي :
• الغثيان.
• الإقياء.
• الدوار وعدم الاتزان.
• عدم وضوح الرؤية.
في حين يؤدي تناول ما يزيد عن 10,000 ميكروجرام يوميا من المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين (أ) عن طريق الفم ولفترات طويلة إلى ما يلي :
• ترقق العظام.
• أصابة كبدية.
• الصداع.
• الإسهال.
• الغثيان.
• تهيج الجلد.
• ألم المفاصل والعظام.
• التشوهات الولادية.
كما قد تحدث بعض التفاعلات المحتملة والتي قد تشتمل على ما يلي :
• قد يؤدي استخدام مكملات فيتامين (أ) عن طريق الفم خلال استخدام أدوية الوقاية من الجلطات الدموية إلى زيادة خطر الإصابة بالنزيف.
• قد يزيد تناول مكملات فيتامين (أ) خلال استخدام بعض علاجات السرطان من زيادة خطر الآثار الجانبية للدواء مثل حكة الجلد وجفافه.
• قد يؤدي تناول جرعات عالية من مكملات فيتامين (أ) الي حدوث أذية كبدية كما أن الجمع بين هذه الجرعات العالية مع أدوية أخرى يمكن أن يتسبب في خطر الأصابة بمرض كبدي.
• قد يؤدي تناول بعض الأدوية الخافضة للوزن الي تقليل أمتصاص مصادر فيتامين (أ) من الطعام ويتوجب معها تناول مجموعة فيتامينات مع فيتامين (أ) وبيتا كاروتين.
• قد يزداد خطر أرتفاع مستويات فيتامين (أ) في الدم عند تناول بعض الأدوية الأخرى كالرتينوئيدات في نفس الوقت.
 
فيتامين (سي) :
يحتاج جسم الإنسان إلى حمض الاسكوربيك أو ما يعرف بفيتامين (سي) والذي يعد من الفيتامينات الذائبة في الماء لتكوين الأوعية الدموية والغضاريف والعضلات والكولاجين بالإضافة إلى عملية تعافي الجسم من بعض الأمراض والعدوى البكتيرية والفيروسية.
ويعتبر فيتامين (سي) أحد مضادات الأكسدة المهمة التي تحمي خلايا الجسم من آثار الجذور الحرة كما ذكر سابقا وبالتالي يساهم بشكل فعال في الوقاية من الأصابة بأمراض القلب والسرطان وبعض الأمراض الأخرى كما يساعد فيتامين (سي) بشكل ملحوظ في امتصاص الحديد وتخزينه في الجسم.
يمكن الحصول على فيتامين (سي) من مصادر الغذاء اليومي حيث يوجد في الفواكه الحمضية والتوت والبطاطس والطماطم والفلفل والكرنب والبروكلي والسبانخ.
كما يتوفر فيتامين (سي) أيضا في المكملات الغذائية المتناولة عن طريق الفم والتي عادة ما تكون في شكل كبسولات أو أقراص للمضغ.
يحصل الجسم على احتياجاته اليومية من فيتامين (سي) عن طريق اتباع نظام غذائي وصحي سليم غير أن نقص فيتامين (سي) يظهر لدى الأشخاص :
• المدخنين أو المدخنين السلبيين.
• الذين لديهم أمراض في الجهاز الهضمي أو أصابات ببعض أنواع السرطان.
• الذين يتبعون نظام غذائي محدود لا يشمل الفواكه والخضروات بصورة منتظمة مما قد يؤدي إلي الأصابة بمرض الإسقربوط والذي يسبب فقر الدم ونزيف اللثة والإصابة بالكدمات وضعف التئام الجروح.
ويجب دائما التذكير بأن النظام الغذائي الصحي والمتنوع يأمن ما يكفي من الأحتياجات اليومية لفيتامين (سي) ومن الأفضل استخدام مصادر الطعام فليس من الواضح ما إذا كانت مكملات فيتامين  (سي) الغذائية تقدم فوائد مضادات الأكسدة نفسها الموجودة بشكل طبيعي في الطعام.
تقدر نسبة الأحتياج اليومي الموصى بتناولها من فيتامين (سي) بحدود 90 ميلليغرام للرجال البالغين و 75 ميلليغرام للنساء البالغات.
أظهرت الدراسات التي أجريت حول الأنظمة الغذائية المحتوية على فيتامين (سي) أو التعويضية على شكل مكمل غذائي في حالات محددة ما يلي :
• قد يقلل تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان مثل سرطان الثدي والقولون والرئتين ومع ذلك ليس من الواضح ما إذا كان هذا التأثير الوقائي يرتبط بمحتوى فيتامين (سي) في تلك الأنظمة الغذائية أم لا.
كما لا يبدو من المؤكد أن تناول المكملات الغذائية لفيتامين (سي) عن طريق الفم يقدم الفائدة نفسها.
• لا يمنع تناول المكملات الغذائية لفيتامين (سي) عن طريق الفم الإصابة بالزكام كما تشير الدلائل أيضا إلى أن فوائد تناول مكملات فيتامين (سي) بانتظام لتقليل مدة أو شدة أعراض الأصابة بالبرد ضئيلة.
• أظهرت الدراسات أن تناول المكملات الغذائية لفيتامين (سي) عن طريق الفم قد قللت بالجمع مع الفيتامينات الأخرى والمعادن في منع التنكس البقعي المرتبط بالسن من التدهور كما أشارت بعض الدراسات الأخرى إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من فيتامين (سي) في أنظمتهم الغذائية تنخفض لديهم نسبة خطر الإصابة بحالات إعتام عدسة العين.
عادة ما يحصل الجسم على احتياجه من فيتامين (سي) عن طريق اتباع نظام غذائي وصحي متوازن كما قد يستفيد الأشخاص الذين قد يعانون من الإصابة بنقص فيتامين (سي) من استخدام المكملات الغذائية له.
 
الآثار الجانبية الناجمة عن الأكثار وتناول جرعات زائدة من فيتامين (سي) :
تعتبر مكملات فيتامين (سي) آمنة بشكل عام عند تناولها بجرعات مناسبة عن طريق الفم إلا أن تناول الكثير من فيتامين (سي) يؤدي إلى آثار جانبية قد تشمل :
• الغثيان.
• الإقياء.
• الإسهال.
• حرقة المعدة.
• تقلصات المعدة أو الانتفاخ.
• التعب والإرهاق.
• النعاس.
• الأرق أحيانا.
• الصداع.
• احمرار الجلد.
• حصى الكلى لدى بعض الأشخاص.
• كما يزيد الاستخدام طويل الأمد لمكملات فيتامين (سي) الفموية بجرعة تتجاوز 2000 ملليغرام يوميا من احتمالية التعرض لآثار جانبية كبيرة.
وتشير الدراسات الي أحتمالية تأثير ارتفاع مستويات فيتامين (سي) في الجسم على نتائج اختبارات معينة مثل اختبار الكشف عن الدم الخفي في البراز أو اختبارات الكشف عن الغلوكوز.
كما قد تحدث بعض التفاعلات المحتملة والتي قد تشتمل على ما يلي :
• قد يزيد تناول فيتامين (سي) من امتصاص الجسم للألومنيوم في حال استخدام الأدوية المحتوية على الألومنيوم مثل الأدوية المانعة لامتصاص الفوسفات مما يؤدي الي تفاقم مشاكل الكلى للأشخاص الذين يعانون منها أساسا.
• يثار أحيانا أن استخدام مضادات الأكسدة مثل فيتامين (سي) أثناء العلاج الكيميائي يقلل من تأثير أدوية العلاج الكيميائي.
• أشارت بعض الدراسات الي أن تناول فيتامين (سي) مع استخدام وسيلة فموية لمنع الحمل في نفس الوقت أو العلاج ببدائل الهورمونات قد يزيد من مستويات الإستروجين.
• قد يقلل تناول فيتامين (سي) عن طريق الفم من تأثير العقاقير المضادة للفيروسات.
• قد يقلل تناول فيتامين (سي) من آثار النتائج المرجوة للعقاقير المخفضة للكوليسترول والتي تفيد الأشخاص المصابين بارتفاع نسبة الكوليسترول.
• قد تقلل الجرعات العالية من فيتامين (سي) من الأستجابة لمضادات التخثر كالوارفارين.
دمتم دائما بالصحة والعافية .
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot