القرآن والصلاة الوسطى

القرآن والصلاة الوسطى

اختار الله شهر رمضان وأنزل فيه القرآن، واختاره أيضا ليكون شهرا للصوم فجمع شهر رمضان بين القرآن والصوم وذلك لمنزلة القرآن عند الله سبحانه وتعالى، وحينما شرع الله الصلاة جعل من أركانها تلاوة القرآن فلا تصح الصلاة إلا بقراءة الفاتحة. والقرآن جوهر العبادات وما جاءت فريضة إلا وورد ذكرها فى القرآن الكريم، وأسمى تلاوة للقرآن هي ما تكون في الصلاة وبين يدي الله فهي قمة الطهارة الجسدية والنفسية والروحية، ومن ذلك يتضح مقام القرآن عند الله حيث أنزلت آياته وحيا على قلب الرسول الكريم لتخاطب العقل وتبقى في القلب مستودعا لكل الروحانيات التي تصعد إلى الله أنفاسا طاهرة ودعوات مستجابة، فالقرآن من الله وإلى الله، ويتحقق ذلك جليا أثناء الصلاة حيث يتعبد المصلي بكلام الله. وحيثما كانت الصلاة كانت المناجاة والدعوات المستجابة وأنوار الله المقدسة الهادية للطريق المستقيم، وأوجب الله ضرورة المحافظة على كل الصلات التي بين العبد وربه، فالمحافظة على الصلاة من أجل الحرص على العلاقة واستمرارية الاتصال والدعاء المستجاب والأمل والرضا من الله سبحانه وتعالى، ويقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (البقرة :238)»، وفي ساحة الإيمان تحتشد المعاني الروحية وتتألق الأفكار حبا في القرب ومناشدة الرحمن، وتكثر الصلوات بكل معانيها للّحاق بالحضرة الربانية المقدسة والاعتصام بحبل الله، والتحقق من الله بطاعته والإخلاص في أداء فرائضه، وذلك بإقامة الصلاة المفروضة، والإقبال على كل الصلوات التي تدعو إلى الصوم والزكاة والحج إلى بيت الله، وهي جديرة بالمحافظة عليها والعمل بها والتوجه من خلالها. وللصلوات خصوصية وبالذات الصلاة الوسطى، فأوسط الشيء أحسنه وأصدقه كما جاء في قوله تعالى « وقال أوسطهم « أي أرجحهم عقلا ومنطقا، فالصلاة الوسطى متألقة في آفاقها الروحية ولا تخضع للتحديد وتتمتع بحرية الحركة وحقيقة الوجود فى عالم الغيب، ومن هنا وجب البحث عنها والإجتهاد في اكتشاف مواقعها والعمل بها، وذلك كله من خلال رؤية دينية تعيش في عقل ووجدان وثقافة المؤمن، ولقد ذهب بعض الباحثين إلى أن صلاة العصر هي الصلاة الوسطى، والبعض يقول إنها صلاة الظهر، ويرى آخرون أن الصلاة الوسطى هي التي تكون بين الليل والنهار كصلاتي الصبح والمغرب أو العشاء، كما أن رأيا آخر يقول إنها صلاة الجمعة، فإذا قسنا على ذلك فقد نرى أن الصلاة الوسطى هي صلاة العيدين التى يجب على المسلمين أن يحافظوا عليها، أما ما أراه بالقريحة الإيمانية فإن الصلاة الوسطى هي صلاة خفية بين العبد وربه فيما يختص بالوفاء بالعهد أو الالتزام بالنذر حيث يقول الله سبحانه وتعالى»وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ  (البقرة :270)»، والواضح أن هذه الآية نزلت أثناء تنزيل التشريعات الاجتماعية في سورة البقرة، فما قبلها تشريع اجتماعي وما بعدها أيضا يشير إلى أنها أُنزلت قبل غزوة من الغزوات أو موقف من المواقف يستدعي مسارعة المسلمين بتدعيم أسلحة الحرب أو الدعم المالي حسبما كانت نيتهم أوعهدهم مع الله سبحانه وتعالى... ففي الأزمة ووقت الشدة كان النداء واضحا قويا بضرورة المحافظة على الصلاة الوسطى، تلك الصلة الخفية التي بين العبد وربه بالمشاركة والفاعلية والجهاد في سبيل الله، ويؤكد هذا المعنى ختام الآية بقول الله تعالى « وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ»، وتلك هي القوامة والحركة والعمل والمشاركة والبذل والعطاء في جو من التواضع والخشوع لله وحده ...حقا إن في القرآن لعبر وآيات وعلوم ومعارف وأسرار روحية تقود العقل والروح نحو الاعتكاف على حب الله والحياة تحت ظل من رحمته وتوفيقه .. وما توفيقي إلا بالله.  


www.zeinelsammak.com

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot