المعارضة التركية متفائلة بصفقة إف-16.. ماذا عن إف-35؟

 المعارضة التركية متفائلة بصفقة إف-16.. ماذا عن إف-35؟

يعتقد كبير المساعدين في شؤون السياسة الخارجية للمنافس على الانتخابات الرئاسية التركية كمال كليتشدار أوغلو أن فوز المعارضة في انتخابات الشهر المقبل يمكن أن يفتح حقبة جديدة من التعاون الدفاعي بين أنقرة والولايات المتحدة.
في مقابلة مع مجلة “نيوزويك” الأمريكية، قال أونال تشفيكوز إن الحكومة الجديدة التي تقودها المعارضة سوف تتطلع إلى استكمال اتفاق تعثر بقيمة 20 مليار دولار لشراء مقاتلات أمريكية من طراز إف-16 والعودة للانضمام إلى برنامج مقاتلات إف-35 الذي ألغيت مشاركة تركيا فيه سنة 2019 بعد شرائها منظومات إس-400 الروسية.
 
وقال أيضاً: “مع عمليات الدمقرطة في السياسة الداخلية، ومع رؤية جديدة لتنفيذ السياسة الخارجية لتركيا بعد الانتخابات مع الحكومة الجديدة، نعتقد أن العلاقات التركية الأمريكية سيكون لها أيضاً فرص وآفاق أفضل».
أضاف تقرير المجلة أن كليتشدار أوغلو يخوض السباق كمرشح معارض لانتخابات 14 مايو (أيار)، ممثلاً تحالف الأمة المكون من ستة أحزاب والذي تم تشكيله بهدف وحيد هو الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان وإنهاء أعوامه العشرين في السلطة. يتقدم كليتشدار أوغلو، وهو بيروقراطي مخضرم ورئيس قديم لحزب الشعب الجمهوري، بشكل طفيف على الرئيس الحالي في استطلاعات الرأي.
 
وقال تشفيكوز إن المعارضة “واثقة جداً” بالنجاح وبأن الإدارة الجديدة بقيادة كليتشدار أوغلو سوف تتطلع إلى إصلاح بعض الأضرار التي لحقت بعلاقات تركيا الخارجية على مدار 20 عاماً في ظل حكم أردوغان، وخصوصاً التعاون الدفاعي-الصناعي بين تركيا والولايات المتحدة. إن صفقة مقترحة بقيمة 20 مليار دولار لشراء 40 مقاتلة من طراز إف-16 بلوك 70 من صناعة لوكهيد مارتن إلى جانب تحديثات لأسطول تركيا الحالي من طراز إف-16 كانت متعثرة وسط حالة من اللايقين بسبب مجموعة من الخلافات الأمريكية-التركية بما فيها استمرار منع أنقرة من انضمام السويد إلى الناتو.
 
كانت الولايات المتحدة قد وافقت هذا الأسبوع على حزمة تحديث لمقاتلات إف-16 تبلغ قيمتها نحو 259 مليون دولار، في قرار قال تشفيكوز إنه يأمل أن يكون علامة جيدة للمستقبل، وتقديراً لموافقة البرلمان التركي مؤخراً على انضمام فنلندا إلى الناتو.
رأى تشفيكوز أن ذلك “جزء هامشي للغاية من كامل المشروع، والذي لا يزال معلقاً. المشروع الإجمالي الكبير يتجاوز 20 مليار دولار. لذلك، نتوقع أنه بعد الانتخابات، من المحتمل أن تستمر هذه الخطوات المشجعة المتبادلة، وسوف نحقق المزيد من التقدم».
مشكلة إف-35 أكثر صعوبة. لفت شفيكوز إلى أن الانضمام إلى برنامج مقاتلات الجيل الخامس “هو هدف، وهو موجود بالفعل في ورقة الموقف المشترك التي تم توقيعها من قبل القادة الستة لتحالف الأمة”. واستدرك قائلاً: “لكن علي أن أعترف بأننا فقدنا عامين”، مشيراً إلى أن عناصر التطوير والإنتاج التي كانت يوماً من مسؤولية تركيا قد تم الاستحواذ عليها الآن “من قبل منتجين آخرين».
 
لهذا السبب “سيكون من الصعب الدخول في مشروع إف-35 في حد ذاته. لكن الفكرة هنا هي أنها مسألة استمرار التعاون الصناعي-الدفاعي الأساسي بين تركيا والولايات المتحدة. الإف-35 هي فقط مشروع الجيل الخامس. سيكون هناك مزيد من التطوير التكنولوجي في المستقبل، لتشكيل الجيل السادس، ربما».
«الفكرة التي تدور في أذهاننا هي أننا نريد أن نظهر عزمنا على مواصلة تطوير الإنتاج الصناعي-الدفاعي التركي بالتنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة. وهذا ما نعنيه عندما نقول إننا نريد العودة إلى مشروع إف-35».
 
هل تتخلى المعارضة عن إس-400؟
تم طرد أنقرة من برنامج إف-35 بسبب شراء منصات صواريخ أرض-جو روسية من طراز إس-400 متجاهلة تحذيرات دول حلف شمال الأطلسي بما فيها التحذيرات الأمريكية بشأن إمكانية تقويض المنظومات أمن الحلفاء والمعلومات السرية عن المقاتلة نفسها. وقال شفيكوز إن الحكومة الجديدة بقيادة المعارضة ستكون على استعداد للعمل مع الحلفاء في الناتو لإلغاء أي مخاطر تشكلها منظومات إس-400، بالرغم من أنه لم يعلن الالتزام بالتخلي عن المنظومات بشكل بكامل “نحن نتفهم أن إحدى العقبات الرئيسية أمام إعادة مشاركة تركيا في مشروع إف-35 أو أمام المزيد من التعاون الصناعي-الدفاعي مع الولايات المتحدة هي، بالطبع، شراء إس-400 من الروس».
 
وتابع “أفهم أن الحكومة المستقبلية ستكون بالطبع مستعدة لإيجاد حل لهذه المشكلة. لا يمكنني إصدار أي حكم الآن حول كيفية الوصول إلى هذا الحل. ولكنه سيكون نوعاً من التفاهم الذي يرضي الطرفين، تركيا والولايات المتحدة معاً، ومع حل عقبة إس-400، أنا متأكد من أن إعادة تركيا إلى التعاون الدفاعي-الصناعي مع الولايات المتحدة ستستمر».
بعد إلحاح مجلة نيوزويك في سؤالها عما إذا كانت إدارة كليتشدار أوغلو المستقبلية ستكون مستعدة للتخلي عن المنظومات الروسية، أجاب تشفيكوز “يمكن تعريف (التخلي) بعبارات مختلفة. بالتأكيد، لن تقوم تركيا برميها، لأننا دفعنا ثمنها، وقد قمنا بتركيبها».
«لكن قد يكون هناك عدة آليات أو خيارات يمكن أن تكون مرضية للتصور الأمني الذي يملكه حلفاؤنا في الناتو بشأن وجود صواريخ إس-400 في الأراضي التركية. أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من الاحتمالات للتغلب على هذه المخاوف».