شاهدت لقاء مع الفنان أحمد زكي رحمه الله تحدث فيه عن المكياج الداخلي للممثل يقول: لابد على الممثل أن يتقمص الشخصية داخلياً قبل وضع المكياج الخارجي، ضحكة الشخصية، حزن الشخصية ، معاناتها، تعبيراتها ، تفاصيلها، مجرداً من أي وسيلة مساعدة للشخصية فإذا تمكن منها يبدأ بوضع الأدوات المساعدة من مكياج وملابس وإكسسوارات لتزيد الشخصية ألقاً، وهذه الخطوات تطبق في معهد الفنون المسرحية في القاهرة حيث أن أحمد زكي متخرج من هذا الكيان العريق ، وهو أنه في السنة أولى والثانية من الدراسة لا يتم استعانة الممثل بأي مؤثر خارجي لا ديكور ولا ملابس ولا مكياج ولا حتى المؤثرات الصوتية ، كنت أتعجب من هذا المسرح الفقير فاكتشفت أن هذا التجرد من كماليات الشخصية يخلق ممثل صادق متقمص للشخصية داخلياً، تخيل أنك بعد جملة معينة تسمع طرقاً للباب أو جرس ولا يوجد مؤثر للصوت كيف تتعامل مع الصوت كإيقاع نفسي داخلي، كيف ترتدي جاكيت البدلة ولا يوجد جاكيت وأنت تُشعر المشاهد أنك تلمس الجاكيت وتُحافظ على تفاصيل الشخصية، ما هو إحساسك كممثل وأنت لم تسمع هذا المؤثر ولم ترى الجاكيت، اكتشفت أن هذه التدريبات تساعد على التركيز العميق للممثل فلا شيء يفصله سوى نهاية المشهد. لقد شاهدت صديقاً جسد شخصية أحدب نوتردام لم يضع مكياجاً خارجياً من تشوهات للوجه، ولكن تحكمه بعضلات وجهه أوحت أن شكله مشوهاً، كانت تقاسيم وجهه، ونظرات عينيه، وحركاته، كافية لجعل الجمهور يشعر بعمق الشخصية ومعاناتها، دون الحاجة إلى أدوات تجميل.
المكياج الداخلي هو التقمص الحقيقي للشخصية، دراسة الشخصية، تحليل الشخصية، حركة الشخصية، تاريخ الشخصية، علاقة الشخصية بالشخصيات الأخرى، فن التمثيل _ علم_ بعد هذا التمكن الحقيقي من الشخصية، روح شوف لك ماكيير اسمه (جوزيف) يضع لك بقع في وجهك للشخصية، مش من أول بروفة تقول شو بنسوي في المكياج، اشتغل على نفسك وعلى الشخصية وبعدين فكر في أي أداة مساعدة، ودمتم بخير ،،،