حمدان بن محمد يلتقي أكثر من 100 من منتسبي الخدمة الوطنية والاحتياطية المتميزين في برنامج النخبة
الناتو مسؤول أساسي عن «تعثر» الهجوم الأوكراني المضاد
يمكن للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن يحظى باستقبال هوليوودي في العواصم الغربية، لكنه أكد مراراً أن التقدم البطيء في الهجوم المضاد الذي تشنه كييف، يظهر أن حقيقة الحرب ليست فيلماً هوليوودياً.
وكتب برندان كول في مجلة “نيوزويك” الأمريكية.. إن المكاسب السريعة التي تحققت العام الماضي شمال كييف عقب الهجوم الروسي الشامل، ومن ثم في منطقتي خيرسون وخاركيف في سبتمبر (أيلول)، أثارت الآمال بأن الاندفاعة الأخيرة لكييف، قد تؤدي إلى استعادة مساحة مماثلة من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وعزز حصول أوكرانيا من الحلفاء، على عتاد شمل قاذفات الصواريخ هيمارس ودبابات تشالينجر 2 وعربات قتالية من طراز برادلي، هذه الآمال مع بدء الهجوم المضاد في 4 يونيو (حزيران) تقريباً.وعلى عكس التقدم العام الماضي عندما حررت أوكرانيا 4600 ميل مربع بين 6 سبتمبر (أيلول) و2 أكتوبر(تشرين الأول)، فإن الهجوم الذي انطلق قبل سبعة أسابيع قد استعاد نحو 80 ميلاً مربعاً و8 قرى، وفق ما تقول كييف.
مسؤولية الناتو
وثمة أسباب عديدة تؤدي إلى التقدم البطيء، بينها قوة الدفاعات الروسية، ولكن بعض الخبراء، يشيرون إلى تأثير أقل وضوحاً، ألا وهو حلف الناتو الذي ضغط من أجل تحديد موعد عشوائي للهجوم المضاد، بحسب ما يقولون، وأخفق في إعداد القوات الأوكرانية لتنفيذه.
وأبلغ المحلل العسكري غلين غرانت الذي يقدم المشورة للقوات المسلحة الأوكرانية للمجلة، أنه “من الإنصاف القول إنه بالنسبة لأوكرانيا لا تمضي الأمور بالسهولة التي كانت تتمناها.. لكنها عملية تعلم.. قلة منهم شاركت من قبل في هجمات، وعندما تكون في موقع الهجوم، لا يمكنك أن تختبئ في الخندق».
وتسيطر موسكو على 17% من الأراضي الأوكرانية، وهي حقيقة أشار إليها الأستاذ في هارفارد غراهام أليسون في صحيفة “واشنطن بوست”، عندما كتب أنه وفقاً لمعدل التقدم الحالي، فإن هذا يعني أن كييف تحتاج إلى 16 عاماً لإعادة السيطرة على كامل أراضيها.
صعوبات لوجستية
ونجحت الهجمات السابقة العام الماضي، لأن أوكرانيا واجهت قوات روسية منتشرة على مسافات بعيدة وتعاني صعوبات لوجستية وقيادية، وتتقدم أوكرانيا في مواجهة دفاعات روسية جيدة التحصين.
وواجهت الأسلحة الغربية الجديدة أودية من الخنادق التي حفرها الروس على جبهة تمتد على مسافة 600 كيلومتر، وتشمل هذه حقول ألغام وحفراً مضادة للدبابات وقطعاً هرمية من الإسمنت تستخدم لوقف العربات العسكرية.ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، أنه في غضون أسبوعين من الهجوم المضاد، فإن ما يصل إلى خمس المعدات التي أرسلت إلى أرض المعركة قد دمرت أو تضررت. وأضافت الصحيفة أن هذه الأضرار خفت بعدما ركزت القوات الأوكرانية على قصف القوات الروسية بالمدفعية والصواريخ بعيدة المدى، بدل الاندفاع نحو العدو.
خمسة من أصل 60 ميلاً
لكن الهجوم المضاد تباطأ بحيث تم التقدم خمسة أميال من أصل 60 ميلاً، تحتاجها القوات الأوكرانية كي تصل إلى البحر في الجنوب، وتتمكن من شطر القوات الروسية إلى شطرين.. وهكذا، فإن التقدم الأوكراني كان تدريجياً بدل أن يكون صاعقاً.وبحسب الدبلوماسي الأمريكي السابق جاي تروسدايل والمدير التنفيذي لشركة فيراسيتي وورلدوايد الاستشارية للمخاطر الجيوسياسية، فإن “التقدم الأوكراني مؤخراً كان ملحوظاً إذا ما تم الأخذ في الاعتبار الإجراءات الدفاعية الروسية الواسعة”، وأضاف أن حلفاء كييف لا يزالون “متفائلين” بأن في إمكان أوكرانيا تحقيق مكاسب، على الرغم من أنها تواجه جدولاً زمنياً ضاغطاً لإظهار النجاح، وحدوداً يفرضها الشتاء المقبل والدوائر السياسية لداعميها الغربيين.ويقول المحلل العسكري آلان أور لـ”نيوزويك”، إن “العالم يراقب بينما القلق يتصاعد حيال توقيت القرارات العسكرية الأوكرانية وفقاً للجدول الزمني الغربي، مع نتائج كانت متوقعة قبل انعقاد قمة الناتو في فيلنيوس في وقت سابق هذا الشهر».وأضاف أن “توقيت الإجراءات الأوكرانية في الصيف دفع إليها جدول زمني عشوائي للناتو، وليس الأوكرانيين”. ومضى قائلاً إن الضغط على القوات الأوكرانية كي تنتقل من حرب العصابات الدفاعية إلى هجوم تقليدي في غضون ستة أشهر “كان طلباً مبالغاً فيه».وفي رأيه، فإن الناتو لم يقدم الدعم الكافي لأوكرانيا، ولم يمهل كييف الوقت اللازم كي تتعود على العتاد المرسل إليها، وأضاف أن الافتقار إلى مقاتلات من الجيل الرابع، وحيازة هيمارس بأعداد محدودة، والوصول المتأخر للمدرعات، كلها ساهمت في العجز عن اختراق الخطوط الروسية المحصنة، وأردف “أن كل الهجوم كان مبنياً على افتراض أن الخطوط الروسية ستنهار تحت الضغط بسبب الافتقار إلى المعنويات.. لكن هذا لم يحصل”، وقال: “في الواقع لقد تكيف الروس بأسرع من الفترة التي كان الأوكرانيون يتدربون فيها».
هدف واحد
واستناداً إلى الزميل الباحث في جامعة بولونيا بإيطاليا نيكولو فاسولا المتخصص في دراسة الاستراتيجيات العسكرية الروسية، فإن “الأوكرانيين وقّتوا الهجوم على أساس هدف واحد في أذهانهم”، وهو “تقديم نتائج ملموسة في قمة الناتو”. وأضاف “أعتقد أننا ذهبنا بعيداً في التركيز على الجانب التكنولوجي لاستراتيجية تأمل فقط أنه عن طريق تسليم أوكرانيا سلاحاً متقدماً، فإن ذلك سيكون كافياً للتغلب على القوات الروسية التي لديها معدات أقل».
وقال معهد دراسات الحرب الأمريكي، الأحد، إنه من المبكر جداً تقييم الهجوم الأوكراني المضاد، لأن كييف لا يزال لديها قوات مهمة لم تدخل المعركة، وهي قادرة على شن عمليات حاسمة في أي مكان وفي أي وقت تريد.