تنبئ الظروف بسباق رئاسي فريد يعكس حالة البلاد الاستقطابية

بايدن ضد ترامب.. الأمريكيون يرفضون «جولة الإعادة»

بايدن ضد ترامب.. الأمريكيون يرفضون «جولة الإعادة»

   أطلق الرئيس جو بايدن رهاناً غير مسبوق على إعادة انتخابه، داعياً الأمريكيين لاختياره إنقاذاً للديمقراطية. ويأتي سعيه للحصول على ولاية ثانية وسط ظروف غير واعدة، إذ تبلغ نسبة التأييد له أقل من 40%، وتعاني البلاد من أزمات متلاحقة في أعقاب الجائحة، ثم الدخول في حرب وارتفاع نسبة التضخم.
 
وتشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية الناخبين، بل أغلب الديمقراطيين، لا يريدونه أن يرشح نفسه مجدداً، وفق تحليل الكاتب الصحفي ستيفن كولنسون.
وقال كولنسون في تحليل بموقع شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية إن قوة ترامب في الحزب القديم العظيم (الحزب الجمهوري) تمثل السبب الرئيسي لحملة بايدن، إذ يمثل الرجل أفضل رهان للديمقراطيين لمنع سلفه من الفوز بولاية ثانية، قد تصبح أكثر طيشاً من الأولى.

ورغم تمني حزبه وجود بديل له، يعد بايدن قوياً بما يكفي لدرء أي منافسين مهمين. وأطلق بايدن حملة إعادة الانتخاب بنشر فيديو يوم الثلاثاء افتتح بصور من تمرد 6 يناير (كانون الثاني) 2021 ونشطاء حقوق الإجهاض يتظاهرون أمام المحكمة العليا بالولايات المتحدة، وقال فيه: “حين خضت السباق الانتخابي منذ 4 أعوام، قلت إننا نخوض معركة من أجل الروح الأمريكية، وما زلنا نفعل».
 
ومن المثير للدهشة أن الدافع نفسه هو ما دعم حملة 2020 والمتمثل في تهديد ترامب للمؤسسات والقيم الديمقراطية.
لماذا لا يريد الأمريكيون بايدن ولا ترامب؟
وتابع الكاتب: “تنبئ الظروف بسباق رئاسي فريد يعكس حالة البلاد الاستقطابية وغير المستقرة، كما سيتحدى الهيئات السياسية والوحدة الأمريكية، إذ تعد أمريكا من الدول التي تستغل الانتخابات في تمكين الأجيال الجديدة. لكننا نتطلع الآن نحو سباق رئاسي بين مرشح سيبلغ من العمر 86 عاماً عند نهاية ولايته، ومنافسه الذي سيبلغ 82 في الفترة ذاتها». حين يهزم رئيس بعد ولاية واحدة، يتقاعد ولا يعود لتحدي من هزمه. لكن ترامب ما زال أبرز الشخصيات في الحزب الجمهوري الذي جرده من مؤسساته التجارية وحوله إلى بوتقة شعبوية لنزاع الثقافات المتشددة.
الأهم، وفق الكاتب، هو أن ترامب يحاول العودة إلى منصب تركه بعد أن لحقه عار الاتهام بسوء استخدام السلطة مرتين، علاوة على رفضه إرادة الناخبين عام 2020 وإشعاله تمرداً للاحتفاظ بالسلطة.
 
لكن يعكس دخول بايدن السباق الرئاسي، منذراً بأن الديمقراطية تواجه تهديداً، واقع أمة واقعة في صراع وجودي حول مؤسساتها، وما زالت تترنح تحت تأثير أكثر الرئاسات اضطراباً في التاريخ، حسب الكاتب.
ويعد تهديد ترامب المتزايد للديمقراطية عاملاً في تشكيل حملة بايدن، وفق الكاتب. من جانبه وجه ترامب إنذاراً في بداية حملته الشهر الماضي قائلاً: “إما أن تدمر الدولة العميقة أمريكا، وإما أن ندمر الدولة العميقة».
 
 خصم بايدن يواجه اتهامات
وأوضح الكاتب “تقوم مزاعم الرئيس السابق بالاضطهاد السياسي على التهديدات القانونية التي قد تجعل من ترشحه أمراً غير مسبوق، إذ يواجه ترامب العديد من التهم الجنائية المتعلقة بمحاولته سرقة انتخابات 2020، وتخزينه مستندات سرية في منتجعه الخاص بمارالاغو في فلوريدا».
مع ذلك، لم يجرؤ أي منافس محتمل لترامب داخل الحزب الجمهوري أو ينجح في تحويل أزمات ترامب القانونية لسلاح لتحقيق المكاسب السياسية، ما يجعل الكثير من الديمقراطيين يصدقون أنه سيفوز بترشيح الحزب.
 
مقارنة بترامب
ولفت الكاتب النظر إلى أن بايدن يراهن على إعادة انتخابه بكونه “ليس” ترامب. من ثم، على بايدن الدفاع عن رئاسته وإقناع ناخبيه بأنهم سيكونون أفضل حالاً مما كانوا عليه حين تولى منصبه إبان القلاقل السياسية التي حدثت وقت خروج ترامب.
 
لكن بايدن لن يستطيع الفرار من الأسئلة حول سنه. وستدفع أي علامات للتعب أو عدم الاتزان الجمهوريين لمطالبته بالتقاعد، فتولي الرئاسة أو حتى السباق عليها يرهق صغار السن، حسب الكاتب. لكن ثقة بايدن تقوم على أن المقارنة قد تساعده، يقول الكاتب: فسيبلغ ترامب عامه الثمانين أثناء ولايته الثانية، ما سيدفع بايدن للاحتجاج بأن الأمريكيين لن يتحملوا الفوضى التي سادت حين كان ترامب رئيساً، وبإمكانه كذلك التلويح بقانون البنى التحتية الذي يرى البيت الأبيض أنه يستهدف نهضة صناعية في وسط غرب الولايات المتحدة. وسيقارن بايدن دفاعه عن الديمقراطية في بلاده وإحياءه التحالف الغربي دفاعاً عن أوكرانيا بولع ترامب بفلاديمير بوتين واعتباره بطلاً. وسيسعى الديمقراطيون إلى استغلال تقويض الحق الدستوري في الإجهاض الذي أقرته أغلبية أعضاء المحكمة العليا التي أسسها ترامب بمواصلة مساعي المحافظين لمحو الإجراء كلياً.
 
وأخيراً، سيضع الديمقراطيون ثقتهم في أن الأدلة التي تشير إلى أن آخر ثلاثة انتخابات وطنية أوضحت أن الرئيس السابق مخيب لتوقعات الحزب الجمهوري في العديد من الولايات. لذا، يتضح أنه حتى لو لم يكن ترامب هو مرشح الحزب الجمهوري، فإن بايدن يعتزم منافسته.