رئيس الدولة يعين محمد المنصوري وكيلاً لوزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون البنية التحتية والنقل
بخطط جماعية وأخرى منفردة.. أوروبا تطرق الأبواب للتحرر من «قبضة ترامب»
كشفت مصادر أوروبية رفيعة، عن تبنّي دول القارة العجوز خططًا جماعية وأخرى منفردة، تستهدف توفير الاحتياجات الإستراتيجية للاكتفاء الذاتي لمدة 5 سنوات، بعيدا عن قبضة واشنطن. وأوضحت المصادر الأوروبية لـ»إرم نيوز»، أن «هذا التوجّه جاء بعد انعدام الثقة بالتحالف مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تخلّى عن الأوروبيين في الأزمة الأوكرانية بمواجهة روسيا المهددة لأمن القارة.
وتجري هذه الدول، صفقات متعددة الاتجاهات تشمل مجالات: الطاقة، والغذاء، والمعادن النادرة، واحتياجات التصنيع العسكري المحلي، مع تنويع مصادر هذه الاحتياجات والتوجه إلى أسواق جديدة كانت أوروبا تنعزل عنها في السابق، في ظل اعتمادها الكبير على الولايات المتحدة في عدة مجالات. واعتبرت المصادر أن «الصدمات لم تكن مرتبطة فقط بعدم التزام واشنطن بتعهداتها الأمنية والدفاعية، بل أيضًا بمتغيرات الطاقة، واستخدام أوروبا كورقة ضغط في الصراع التجاري مع الصين، إذ تدفعها واشنطن نحو صفقات كبرى على حساب حلفائها الأوروبيين».
ويأتي ذلك في وقت أكدت فيه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن القارة العجوز بحاجة إلى إبرام صفقات جديدة للتخلص من «قبضة واشنطن». وتعليقا على تلك التطورات في الساحة الأوروبية، قال سياسي من الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني، إن «غياب الثقة في إدارة ترامب دفع القارة إلى البحث عن مسارات بديلة، رغم وعود واشنطن قبل شهرين بدعم أوكرانيا والخطوط الأمنية الأوروبية أمام روسيا». وقال المصدر لـ»إرم نيوز»، إن «من أبرز ما يدفع الأوروبيين لتغيير موقفهم تجاه إدارة ترامب هو إعداد الأخير لصفقة تجارية كبرى مع الصين، بالتوازي مع فرض رسوم جمركية على الحلفاء الأوروبيين، في وقت يضغط على الاتحاد لاتخاذ خطوات تصعيدية ضد بكين بشأن تايوان، وبحر الصين الجنوبي، وملفات داخلية صينية». واعتبر أن «الهدف هو استخدام الأوروبيين كورقة تفاوضية، ما يعرّض القارة لصدام مباشر مع الصين، بينما ترفع واشنطن يدها في النهاية كما فعلت مع الأزمة الروسية».
ونوّه المصدر إلى أن» تخلّي ترامب عن الأوروبيين في الأزمة الأوكرانية ترافق مع تقاعس الولايات المتحدة عن تزويد أوروبا باحتياجات الطاقة عبر شراكات قائمة، لتفرض بدلاً منها اتفاقيات بشروط صعبة ومكلفة، مما زاد الضغط على اقتصادات القارة في ظل وقف روسيا لإمدادات الغاز». بدوره، أكد دبلوماسي فرنسي رفيع، أن «دول الاتحاد تعمل حاليًا على التحرر من قبضة ترامب عبر أوراق عدة، أبرزها تبنّي خطط جماعية ومنفردة لتأمين الاحتياجات الإستراتيجية لخمس سنوات، من خلال صفقات تشمل: الطاقة، والغذاء، والمعادن النادرة، والتصنيع العسكري المحلي، مع الانفتاح على أسواق جديدة». وأوضح المصدر لـ»إرم نيوز»، أن «الأولوية ستكون لتأمين المنتجات الغذائية والحبوب من دول آسيا والقوقاز وأمريكا الجنوبية، وإقامة مشاريع ضخمة للإمدادات الغذائية في دول البلقان، إلى جانب توقيع عقود طويلة الأجل مع دول الخليج العربي وأفريقيا، ومضاعفة خطط الطاقة المتجددة.
وأضاف أن «هذه الخطط ستوفر، على المدى القريب، اكتفاءً متوسطًا عبر اتفاقيات أوروبية جماعية وفردية، تحسّبًا لأي متغيرات عسكرية أو تجارية أو اضطرابات في سلاسل التوريد».
وكشف المصدر، أن «أوروبا تتجه لعقد صفقات في أمريكا الجنوبية وأفريقيا للحصول على المعادن النادرة، الضرورية للصناعات الدفاعية والتسليحية».