بعد ترميمات هابو.. أشعار تروي نضال مصر لحماية حضارات العالم القديم من الدمار
تسرد نقوش المعبد الجنائزي بمدينة هابو بالأقصر حكاية رمسيس الثالث، مع شعوب البحر الغزاة ، تلك الشعوب التى قامت بتدمير الحضارات القديمة، وكان من قدر مصر أن تقف ضدها، بعد اجتياحهم كافة الحضارات، وقد أغارت شعوب البحر الغزاة على المدن والبلدات الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط بين عامي 1276-1178 قبل الميلاد، وكانوا من الأسباب الرئيسية للقضاء على العصر البرونزي.
يقول نقش هابو “ تآمرت البلدان الأجنبية في جزرها، وفي لمح البصر، اختفت أراضٍ في ظل الاشتباكات. لم يقوَ أي بلد على مقاومة أسلحتهم، فقد استأصلوا أجزاء من حاتي وكودي وكركيميش وأرزاوا والعاشية دفعة واحدة، وأقاموا معسكرًا في أمورو وقضوا على سكانها وجعلوها كما لو أنها لم توجد من قبل. كانوا متوجهين صوب مصر في حين تنتظرهم النار واللهيب. وكان اتحادهم نتاج أقاليم بيليست وتيكير وشيكليش ودنن وشيش. وكلما ظهروا على منطقة أو حازوا شبرًا من الأرض، ازدادوا ثقة ولسان حالهم يقول: ستنجح خططنا.
ويقول الدكتور والخبير الأثري محمد رأفت عباس لــ»بوابة الأهرام « إن الغزو البربرى القادم من آسيا كان درسا قاسيا ليدرك المصريين أن حضارتهم ودولتهم وأمتهم لن يكون لها وجود إلا من خلال توافر القوة العسكرية اللازمة لحماية أمنهم ومنجزاتهم الحضارية فقد كان لهزيمة المصريين الحربية أمام الهكسوس أثر نفسى عميق فى الشخصية المصرية، فجاء التحول الكبير والحاسم فى شخصية المصرى القديم، الذى تحول من شخص مسالم منشغل بالاستقرار والزراعة والتشييد على ضفاف النيل إلى جندى محارب شديد البأس والقوة، استطاع فرض قوته وسطوته العسكرية والقتالية على سائر شعوب وأمم العالم القديم.
فى عهد رمسيس الثالث، بالتحديد فى العام الثامن من حكم رمسيس الثالث 1177 قبل الميلاد، ظهرت شعوب البحر، ويختلف المؤرخون عن جنسيتهم، فالمؤرخون يختلفون فى المكان الذي جاءت منه شعوب البحر، ربما كان صقلية، وسردينيا، وإيطاليا، حسب إحدى الفرضيات، أو ربما منطقة إيجه أو غرب الأناضول، أو من المحتمل حتى أن يكونوا قد جاءوا من قبرص أو شرق المتوسط.، وهم مجموعة من ثقافات مختلفة اتحدوا فيما بينهم، وحين ظهروا قاموا بمهاجمة مركز قادش التجاري فى سوريا، ما أدى إلى تدميره، وكانوا يتنقلون من موقع إلى آخر، آخذين في اجتياح البلاد والممالك أثناء مرورهم بها. وحسب النصوص المصرية، فإنهم أقاموا معسكرًا في سوريا قبل الاستمرار بحذاء ساحل منطقة كنعان التي تتضمَّن أجزاءً من سوريا الحالية، ولبنان، و فلسطين،. وحاولوا ثانية غزو مصر. وقد بدأوا نشاطاتهم بغارات سريعة على طول الساحل كما فعلوا في زمن رمسيس الثاني، قبل أن يضعوا الدلتا صوب أعينهم.
فى مدينة أوغاريت بسوريا، تم العثور على لوح طيني، منقوش عليه رسالة من ملك سوريا إلى ملك قبرص حيث تقول الرسالة “ أبي الآن وصلت سفن العدو، أنهم يضرمون النار فى مدني، ويؤكد الأثريون أن أوغاريت تم تدميرها بين عامى 1190- 1192 قبل الميلاد، وقد سقطت القوى العظمى في ذلك الوقت من حضارات العالم القديم، واحدةً تلو الأخرى.، وفر بعض الناجين من المذابح، وتجمَّع آخرون في خرائب مدنهم التي كانت آمنة، بل إن آخرين انضموا إلى الغزاة، فكثَّروا أعدادهم، وتظهر النقوش الأثرية فى هابو بأنهم أقاموا معسكرهم في مكان واحد في عمورو، والتي قتلوا شعبها، وكان حال أرضها كحال أرضٍ خَرِبة لم يكن ثمَّة وجودٌ لبشرٍ عليها من قبل. كانوا آخذين في التقدُّم صوب مصر، بينما كانت النارُ مُعدةً لهم، وقد ظهرت نقوش رمسيس الثالث بمعبد هابو، أنه لم يكن بوسع أي بلد مجابهة هذه الجماعات البشرية، وكانت المقاومة غير مجدية.
تقول النقوش على لسان رمسيس الثالث، اصغوا إليَّ يا أهل الأرض مجتمعين معًا، يا رجال الحاشية، وأبناء الملك، وحُجَّاب القصر، وكل سكان مصر، وطوائف الجنود، وكل شاب في هذه الأرض وجهوا التفاتكم إلى أقوالي لتعرفوا طريقة إمدادي لكم ولتعرفوا قوة والدي الجليل آمون، خالق جمالي. إن سيفه العظيم البتار هو سيفي بوصفه مددًا ليجعل كل أرض طريحة تحت إخمص قدمي. وإنه كتب لي النصر، ويده معي. كل فرد يتعدى على حدودي يُذبح في قبضتيفى كتابه الشهير عام انهيار الحضارة “ الصادر فى عام 2014، ربط المؤرخ وعالم الآثار الأمريكى إريك كلين بين هذا التاريخ وبين سقوط غالبية حضارات منطقة الشرق الأدنى القديم بسبب غزوات شعوب البحر للمنطقة، ويقول الدكتور محمد رأفت عباس، إن هذا العام كان العام الثامن من عهد ملك مصر الباسل رمسيس الثالث، والذى استطاع التصدى فيه لجحافل شعوب البحر فى معركتين كبرتين أحدهما برية فى شمال سيناء أو فى بلاد كنعان، والأخرى بحرية عند سواحل مصر الشمالية على مصبات نهر النيل، وكانت أول معركة بحرية فى التاريخ ومن ثم فإن هذا العام يستحق أن يكون عام إنقاذ الحضارة من تلك الغزوات البربرية المدمرة المخيفة ويستحق جيش مصر القديمة أن يكون الدرع الواقى والحامى لحضارات الشرق الأدنى القديم بأسرها وليس للحضارة المصرية فحسب
ويضيف محمد رأفت عباس، بأنه أسقطت جحافل شعوب البحر فى طريق غزوها العديد من الممالك والدول والإمبراطوريات الكبرى، وكان منها الإمبراطورية الحيثية فى الأناضول ومملكة أوجاريت فى شمال سوريا، وكان هذا الزحف المدمر يستهدف وادى النيل الخصيب وبلاد كنعان ( أرض فلسطين التاريخية ) ليفرض التخلف والبربرية وشريعة الغاب على المنطقة، ولكن مصر وجيشها كانت لهم بالمرصاد، وتم إنقاذ حضارة الشرق الأدنى والانسانية جمعاء من الدمار المخيف، مضيفا بأنه قام الفرعون المحارب العظيم رمسيس الثالث بقيادة الجيش المصرى إلى النصر فى مواجهة الغزاة فى معركتين كبيرتين إحداهما برية والأخرى بحرية، وقد أطلق على المعركة البرية اسم معركة جاهى وهى المنطقة الواقعة على ساحل لبنان الجنوبى عند أقصى نقاط حدود الإمبراطورية المصرية الشرقية، أما المعركة البحرية والتى أطلق عليها معركة الدلتا فقد كانت أولى المعارك البحرية فى التاريخ القديم، وقد وقعت عند سواحل الدلتا المصرية عند مصبات نهر النيل وتمكنت القوات البحرية المصرية فيها من الانتصار على سفن شعوب البحر وسقط مئات الأسرى من الأعداء فى أيدى جند مصر البواسل. سجلت تفاصيل هذه المعارك التاريخية الحاسمة على جدران معبد مدينة هابو بالبر الغربى بطيبة بتفاصيل كاملة
ويقول رمسيس الثالث الذى احتفى بنصره “ هزمتُ أولئك الذين غزوا حدودي في بلادهم. لقد ذبحتُ الدانونا “الذين يعيشون” في الجزر، واستحال التجيكر والفلستيون رمادًا. وصار الشاردانا والويشيش، سكان البحر، وكأنْ لا وجود لهم؛ إذ أُخِذوا أسرى دفعةً واحدة، وجُلِبوا أسرى إلى مصر، مثل رمل الشاطئ. ووضعتُهم في حصون مكبَّلين بأمري. وكانت طوائفهم عديدة تبلغ مئات الآلاف. ففرضتُ عليهم كلهم ضرائب، في الملبس والحبوب من المخازن وشون الحبوب سنويًّا”.الجدير أن المجلس الأعلى للآثار انتهى منذ عدة أيام، من ترميم مقصورة الذهب بمعبد هابو بالبر الغربي بمحافظة الأقصر.، وأكد د. مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن أعمال الترميم تمت بأياد مصرية خالصة من مرممي المجلس الأعلى للآثار، حيث شملت إزالة الاتساخات والسناج ومظاهر التلف التى أحدثتها عوامل التعرية الناتجة عن مرور الزمن، وظهور الألوان الأصلية للمقصورة.
يقول نقش هابو “ تآمرت البلدان الأجنبية في جزرها، وفي لمح البصر، اختفت أراضٍ في ظل الاشتباكات. لم يقوَ أي بلد على مقاومة أسلحتهم، فقد استأصلوا أجزاء من حاتي وكودي وكركيميش وأرزاوا والعاشية دفعة واحدة، وأقاموا معسكرًا في أمورو وقضوا على سكانها وجعلوها كما لو أنها لم توجد من قبل. كانوا متوجهين صوب مصر في حين تنتظرهم النار واللهيب. وكان اتحادهم نتاج أقاليم بيليست وتيكير وشيكليش ودنن وشيش. وكلما ظهروا على منطقة أو حازوا شبرًا من الأرض، ازدادوا ثقة ولسان حالهم يقول: ستنجح خططنا.
ويقول الدكتور والخبير الأثري محمد رأفت عباس لــ»بوابة الأهرام « إن الغزو البربرى القادم من آسيا كان درسا قاسيا ليدرك المصريين أن حضارتهم ودولتهم وأمتهم لن يكون لها وجود إلا من خلال توافر القوة العسكرية اللازمة لحماية أمنهم ومنجزاتهم الحضارية فقد كان لهزيمة المصريين الحربية أمام الهكسوس أثر نفسى عميق فى الشخصية المصرية، فجاء التحول الكبير والحاسم فى شخصية المصرى القديم، الذى تحول من شخص مسالم منشغل بالاستقرار والزراعة والتشييد على ضفاف النيل إلى جندى محارب شديد البأس والقوة، استطاع فرض قوته وسطوته العسكرية والقتالية على سائر شعوب وأمم العالم القديم.
فى عهد رمسيس الثالث، بالتحديد فى العام الثامن من حكم رمسيس الثالث 1177 قبل الميلاد، ظهرت شعوب البحر، ويختلف المؤرخون عن جنسيتهم، فالمؤرخون يختلفون فى المكان الذي جاءت منه شعوب البحر، ربما كان صقلية، وسردينيا، وإيطاليا، حسب إحدى الفرضيات، أو ربما منطقة إيجه أو غرب الأناضول، أو من المحتمل حتى أن يكونوا قد جاءوا من قبرص أو شرق المتوسط.، وهم مجموعة من ثقافات مختلفة اتحدوا فيما بينهم، وحين ظهروا قاموا بمهاجمة مركز قادش التجاري فى سوريا، ما أدى إلى تدميره، وكانوا يتنقلون من موقع إلى آخر، آخذين في اجتياح البلاد والممالك أثناء مرورهم بها. وحسب النصوص المصرية، فإنهم أقاموا معسكرًا في سوريا قبل الاستمرار بحذاء ساحل منطقة كنعان التي تتضمَّن أجزاءً من سوريا الحالية، ولبنان، و فلسطين،. وحاولوا ثانية غزو مصر. وقد بدأوا نشاطاتهم بغارات سريعة على طول الساحل كما فعلوا في زمن رمسيس الثاني، قبل أن يضعوا الدلتا صوب أعينهم.
فى مدينة أوغاريت بسوريا، تم العثور على لوح طيني، منقوش عليه رسالة من ملك سوريا إلى ملك قبرص حيث تقول الرسالة “ أبي الآن وصلت سفن العدو، أنهم يضرمون النار فى مدني، ويؤكد الأثريون أن أوغاريت تم تدميرها بين عامى 1190- 1192 قبل الميلاد، وقد سقطت القوى العظمى في ذلك الوقت من حضارات العالم القديم، واحدةً تلو الأخرى.، وفر بعض الناجين من المذابح، وتجمَّع آخرون في خرائب مدنهم التي كانت آمنة، بل إن آخرين انضموا إلى الغزاة، فكثَّروا أعدادهم، وتظهر النقوش الأثرية فى هابو بأنهم أقاموا معسكرهم في مكان واحد في عمورو، والتي قتلوا شعبها، وكان حال أرضها كحال أرضٍ خَرِبة لم يكن ثمَّة وجودٌ لبشرٍ عليها من قبل. كانوا آخذين في التقدُّم صوب مصر، بينما كانت النارُ مُعدةً لهم، وقد ظهرت نقوش رمسيس الثالث بمعبد هابو، أنه لم يكن بوسع أي بلد مجابهة هذه الجماعات البشرية، وكانت المقاومة غير مجدية.
تقول النقوش على لسان رمسيس الثالث، اصغوا إليَّ يا أهل الأرض مجتمعين معًا، يا رجال الحاشية، وأبناء الملك، وحُجَّاب القصر، وكل سكان مصر، وطوائف الجنود، وكل شاب في هذه الأرض وجهوا التفاتكم إلى أقوالي لتعرفوا طريقة إمدادي لكم ولتعرفوا قوة والدي الجليل آمون، خالق جمالي. إن سيفه العظيم البتار هو سيفي بوصفه مددًا ليجعل كل أرض طريحة تحت إخمص قدمي. وإنه كتب لي النصر، ويده معي. كل فرد يتعدى على حدودي يُذبح في قبضتيفى كتابه الشهير عام انهيار الحضارة “ الصادر فى عام 2014، ربط المؤرخ وعالم الآثار الأمريكى إريك كلين بين هذا التاريخ وبين سقوط غالبية حضارات منطقة الشرق الأدنى القديم بسبب غزوات شعوب البحر للمنطقة، ويقول الدكتور محمد رأفت عباس، إن هذا العام كان العام الثامن من عهد ملك مصر الباسل رمسيس الثالث، والذى استطاع التصدى فيه لجحافل شعوب البحر فى معركتين كبرتين أحدهما برية فى شمال سيناء أو فى بلاد كنعان، والأخرى بحرية عند سواحل مصر الشمالية على مصبات نهر النيل، وكانت أول معركة بحرية فى التاريخ ومن ثم فإن هذا العام يستحق أن يكون عام إنقاذ الحضارة من تلك الغزوات البربرية المدمرة المخيفة ويستحق جيش مصر القديمة أن يكون الدرع الواقى والحامى لحضارات الشرق الأدنى القديم بأسرها وليس للحضارة المصرية فحسب
ويضيف محمد رأفت عباس، بأنه أسقطت جحافل شعوب البحر فى طريق غزوها العديد من الممالك والدول والإمبراطوريات الكبرى، وكان منها الإمبراطورية الحيثية فى الأناضول ومملكة أوجاريت فى شمال سوريا، وكان هذا الزحف المدمر يستهدف وادى النيل الخصيب وبلاد كنعان ( أرض فلسطين التاريخية ) ليفرض التخلف والبربرية وشريعة الغاب على المنطقة، ولكن مصر وجيشها كانت لهم بالمرصاد، وتم إنقاذ حضارة الشرق الأدنى والانسانية جمعاء من الدمار المخيف، مضيفا بأنه قام الفرعون المحارب العظيم رمسيس الثالث بقيادة الجيش المصرى إلى النصر فى مواجهة الغزاة فى معركتين كبيرتين إحداهما برية والأخرى بحرية، وقد أطلق على المعركة البرية اسم معركة جاهى وهى المنطقة الواقعة على ساحل لبنان الجنوبى عند أقصى نقاط حدود الإمبراطورية المصرية الشرقية، أما المعركة البحرية والتى أطلق عليها معركة الدلتا فقد كانت أولى المعارك البحرية فى التاريخ القديم، وقد وقعت عند سواحل الدلتا المصرية عند مصبات نهر النيل وتمكنت القوات البحرية المصرية فيها من الانتصار على سفن شعوب البحر وسقط مئات الأسرى من الأعداء فى أيدى جند مصر البواسل. سجلت تفاصيل هذه المعارك التاريخية الحاسمة على جدران معبد مدينة هابو بالبر الغربى بطيبة بتفاصيل كاملة
ويقول رمسيس الثالث الذى احتفى بنصره “ هزمتُ أولئك الذين غزوا حدودي في بلادهم. لقد ذبحتُ الدانونا “الذين يعيشون” في الجزر، واستحال التجيكر والفلستيون رمادًا. وصار الشاردانا والويشيش، سكان البحر، وكأنْ لا وجود لهم؛ إذ أُخِذوا أسرى دفعةً واحدة، وجُلِبوا أسرى إلى مصر، مثل رمل الشاطئ. ووضعتُهم في حصون مكبَّلين بأمري. وكانت طوائفهم عديدة تبلغ مئات الآلاف. ففرضتُ عليهم كلهم ضرائب، في الملبس والحبوب من المخازن وشون الحبوب سنويًّا”.الجدير أن المجلس الأعلى للآثار انتهى منذ عدة أيام، من ترميم مقصورة الذهب بمعبد هابو بالبر الغربي بمحافظة الأقصر.، وأكد د. مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن أعمال الترميم تمت بأياد مصرية خالصة من مرممي المجلس الأعلى للآثار، حيث شملت إزالة الاتساخات والسناج ومظاهر التلف التى أحدثتها عوامل التعرية الناتجة عن مرور الزمن، وظهور الألوان الأصلية للمقصورة.