تحالفات و«كواليس سرية» في حزب العمال.. هل تسقط حكومة ستارمر؟
في أروقة وستمنستر، يتردد سؤال يهز أركان حزب العمال الحاكم في بريطانيا: هل يمكن أن تسقط حكومة كير ستارمر قبل أن تكمل عامها الأول؟
مع تزايد الشكوك في قيادة رئيس الوزراء، يتحدث نواب ووزراء عن عمليات سرية لإقالته، مستندين إلى سلسلة من الأخطاء السياسية والافتقار إلى رؤية واضحة.
ويكشف تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية عن أجواء من «القلق والتآمر» داخل الحزب، حيث يرى البعض أن ستارمر قد «افتتح» بالفعل مراحل الفشل المبكرة.
وبدأت المشاكل تتراكم على ستارمر منذ توليه السلطة في يوليو- تموز 2024، يُلقي النواب باللائمة على قرارات، مثل: فرض ضريبة الوقود الشتوية، والخلافات حول الهدايا المجانية، وتخفيضات الرعاية الاجتماعية.
وكانت أحدث المشاكل تعيين بيتر ماندلسون، الذي يحمل تاريخًا مليئًا بالفضائح، رغم تحذيرات الوزراء من مخاطره، بما في ذلك صلاته المزعومة بجيفري إبستين.
افتقاد الرؤية
يتهم مناوئو ستارمر بأنه يفتقر إلى «رؤية» أيديولوجية واضحة، وفيما يصفه حلفاؤه بأنه سياسي عملي، يركز على تحسينات تدريجية في التعليم، الصحة، الهجرة، والاقتصاد، يرى النواب ذلك بطيئًا جدًّا أمام تدهور البلاد. ويتفاقم الأمر بانخفاض استطلاعات الرأي، الأسوأ لأي حكومة منذ الثمانينيات، مع صعود حزب «إصلاح المملكة المتحدة» بقيادة نايجل فاراج، الذي يستغل المظالم الشعبية.
فيما يدافع حلفاء ستارمر عنه، معتبرين أنه يواجه «ضجيجًا». يقول مصدر مقرب: «هو في وضع فريد لمواجهة فاراج بالتغيير الملموس»، لكنه يعترف بالحاجة إلى تحسين الأداء، خاصة أمام تحديات، مثل: عبور القوارب، والضرائب في الميزانية.
وتشير «الغارديان» إلى أنه إزاء هذا التخبّط أصبح سقوطه مرجّحا، مع بدء ما وصفته بـ «عمليات سرية» لبدء إقالته، خصوصًا مع رصدها لملامح «تغيّر مزاج الناخبين» ضد رئيس الوزراء.
ويتركز القلق على الانتخابات المحلية في مايو- أيار المقبل، حيث قد يخسر الحزب ويلز ومجالس شمال إنجلترا لصالح «إصلاح» أو الحزب الوطني الاسكتلندي، لكن بعض النواب يعتقدون أن ستارمر لن يصمد حتى مايو.
كيف ومن؟
لإقالة ستارمر، يحتاج المرشحون إلى دعم 20% من النواب (80 صوتًا) لبدء المنافسة، وسيُدرج رئيس الوزراء تلقائيًّا إذا أراد. اجتمع نواب جدد خلال الصيف لمناقشة الخيارات، مدركين صعوبة النظام، بحسب «الغارديان». وإذا لم يتحسن تقييم رئيس الوزراء الشخصي، قد ينصحه مقربوه بالتنحي «من أجل البلاد». أما من سيخلفه، فالمرشحون غير واضحين، فهناك أنجيلا راينر، النائبة السابقة، خارج المشهد بسبب إقالتها؛ ما يمنح ستارمر بعض الراحة.
على اليسار الناعم، يُذكر إد ميليباند ولويز هايج، المعروفة بتنظيمها، وعلى اليمين، يدعم البعض ويس ستريتنج لجاذبيته، لكنه يحتاج اتفاقًا مع اليسار.
وهناك أيضًا بريدجيت فيليبسون وشبانة محمود لديهما طموحات، لكن عضوية يسارية قد تعيقها، فيما الاسم الأبرز هو آندي بيرنهام، عمدة مانشستر، الذي يحظى بتقييم إيجابي صافٍ من الجمهور.