رئيس الدولة ونائباه يعزون سلطان عمان بوفاة والدة السيدة الجليلة
تحذير فرنسي: إرهابيو داعش لا زالوا مصممين على استعادة «خلافتهم»
يرى خبراء فرنسيون أن المتشددين العائدين من العراق وسوريا، من مختلف الفئات العمرية، متشبعون بالفكر المتطرف لأبعد الحدود، ويشكلون خطراً أيديولوجياً كبيراً على المجتمع الفرنسي، بما في ذلك على المسلمين في فرنسا، وهناك صعوبة كبيرة في إعادة إدماجهم.
وحذرت صحيفة “لو موند” الفرنسية من أن تنظيم داعش الإرهابي، لا زال قادراً على حشد الداعمين لفكره المتطرف بشكل كبير، وذلك بينما لا يزال قادته وأفراده مصممين على استعادة خلافتهم المزعومة، على الرغم من أنه ووفقاً للتكوينات والأوضاع الجيوسياسية الحالية فإن ذلك لن يحدث في المستقبل القريب. ونقلت عن ميريام بن رعد، أستاذة العلوم السياسية، تأكيدها أن “داعش يحتفظ بإمكانية إغراء المؤيدين لأيديولوجيته بشكل كبير». وأثارت أستاذة العلاقات الدولية في جامعة شيلر والمعهد الحر للعلاقات الدولية والعلوم السياسية في باريس، في كتابها الأخير “هل هُزمت داعش؟” الكثير من التساؤلات حول مستقبل الحركة المتطرفة.
وحول مدى إمكانية اعتبار أن تنظيم داعش الإرهابي لم يعد موجوداً اليوم، وأنّه تحوّل إلى حرب عصابات متبقية، رأت بن رعد أن ذلك ليس صحيحاً حيث تنطوي حرب العصابات على أعمال مسلحة منتظمة ومستمرة، وهو ما لا يتوافق مع السياق الحالي في العراق، ولكن ربما يعتبر ذلك أكثر صحة في سوريا.
أما في العراق، فقد بات داعش بالأحرى حركة متمردة ترتكب التفجيرات وتشن الهجمات، فضلاً عن الاغتيالات المستهدفة، لكن زمن حرب العصابات في المناطق الحضرية قد انتهى، والوضع على الأرض لا يمكن مقارنته بما كان عليه قبل عام 2014 “وهو عام إنشاء داعش لـ “الخلافة” المزعومة في الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا». وعن توقعاتها لتصاعد النشاط الإرهابي في العراق وسوريا، أشارت العالمة السياسية إلى أنه لم تعد هناك أي هجمات كبيرة في العراق مثل تلك التي حدثت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهي هجمات انتحارية نُفِّذت في معاقل داعش السابقة، كما هو الحال في محافظتي كركوك ونينوى.. أما في سوريا، فالحوادث المسلحة متكررة ولكنها بسيطة التأثير.
وفقاً للعالمة السياسية الفرنسية، فإنه إذا لم تعد الهجمات الإرهابية لداعش في هذين البلدين تتسبب في مقتل مئات الأشخاص كما كان في السابق، إلا أنها لا تزال تبقي السكان في حالة رعب، وهكذا يعيش سكان الرقة والموصل في نوع من الضباب والخوف، لا يعرفون بالفعل ما يحيط بهم أو ما سوف يحدث.. وفي هذه المدن، لا يمكن إنكار عودة الهجمات، لكن الديناميكيات السياسية في العمل لا تزال غير واضحة لعودة التنظيم.
وفيما جمدت فرنسا قبل أيام عملية الإعادة الجماعية لزوجات مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي وأطفالهن من مخيمات شمال شرق سوريا، فإن الغالبية العظمى من الفرنسيين يرفضون مساعي استعادتهن، خاصة مع تحذير قضاة ومحققون من أن الجهاديات اللواتي يصلن فرنسا متطرفات جداً.
وكشف الكاتب الصحفي بول غونزاليه، أن غالبية العائدات الجديدات يحملن أفكاراً راديكالية راسخة لا يمكن التخلص منها، وهن زوجات لكبار الجهاديين والقياديين في تنظيم داعش الإرهابي.
وذكر تحقيق لصحيفة “لو فيغارو” أن مهام الجهاديات قد ازداد في السنوات الأخيرة حيث خضعن للتدريب على استخدام السلاح وانخرطن في الشرطة النسائية للتنظيم الإرهابي، والأخطر من ذلك أن بعضهن شاركن بتدريب الأطفال في أعمار صغيرة جداً على استخدام الأسلحة، وهن من أسس ما كان يطلق عليه “أشبال الخلافة».
وحذر تيبو دوموبغيال المحامي المختص في شؤون الأمن الداخلي، من أن عودة النساء والأطفال الذين عاشوا تحت حكم وفكر تنظيم داعش، سوف يعرض فرنسا لأعمال عنف إذا لم يتم وضعهم تحت مراقبة شديدة ولصيقة.