كان خطابا جميلا... لقد انتصر جو بايدن على ذاته... وتنفس كثيرون الصعداء. وتناقضت نبرة بايدن التصالحية بشكل حاد مع نبرة دونالد ترامب الغاضبة... نعم، لكن ترامب عائد، وبحسب محاميه رودي جولياني، سيرفع سلسلة من الدعاوى القضائية ضد الديمقراطيين هذا الأسبوع.
   رفع ترامب دعوى قضائية ضد ولاية بنسلفانيا. وألمح جولياني إلى أنه سيقدم ما يصل إلى خمسة آخرين، أولاً ضد ميشيغان، ثم ضد أريزونا ونيفادا وويسكونسن. وحسب جولياني، قد تواجه 10 ولايات على الأقل ملاحقات قضائية بسبب قبولها أوراق الاقتراع بعد تاريخ الانتخابات، أو لأن الديمقراطيين دبروا مؤامرة ضخمة.

لا يصدق
    إن ادعاءات الجمهوريين غير قابلة للتصديق.
    حسب العديد من الجمهوريين، تم ملء بطاقات انتخابية سرا وفرزها لترجيح التصويت لصالح الديمقراطيين، وعزل المراقبين الجمهوريين الذين لم يتمكنوا من مراقبة عملية الاقتراع.
    نظرية المؤامرة هذه، مثل عديد النظريات الأخرى من نفس النوع، لا تصمد لأنها تعني ضمناً أن عددًا كبيرًا من الأفراد كانوا جزءً منها وبالتالي استحالة الحفاظ على مثل هذا السر. في العادة، يخرج العشرات من الناس، إن لم يكن المئات، الذين ينخرهم الندم، علانية للتنديد بهذه الفضيحة... لكن لم يخرج أحد لفضح هذه المؤامرة.    والأكثر غرابة، كيف نفسّر أنه بنفس بطاقة الاقتراع حقق الجمهوريون انتصارات كثيرة، خاصة في مجلسي الشيوخ والنواب؟ وإذا كانت بطاقات الاقتراع قد أضيفت سراً، ألا ينبغي لها أن تمنح الافضلية لسناتورات والنواب الديمقراطيين؟

ترامب، الأقل شعبية
   الحقيقة، أن ترامب أقل شعبية من حزبه أو أن بايدن أكثر شعبية من حزبه. الحقيقة، هي أن المنظمات الانتخابية الحكومية تتكون من أشخاص يقومون بعملهم بأمانة. هل من الممكن أن نجد هنا وهناك مشاكل انتخابية في شعب تعداده 330 مليون نسمة؟ طبعا بكل تأكيد... لكن لا شيء يدعو للتشكيك في نتيجة الانتخابات.
   أما مسألة بطاقات الاقتراع المقبولة بعد تاريخ الانتخابات، والمختومة بختم البريد في يوم الانتخابات أو قبله، فهي فقط في أذهان ترامب وفريقه.
   التصويت البريدي هو إجراء راسخ ومفيد للغاية أثناء الجائحة. وأيدت المحكمة العليا في بنسلفانيا هذه الممارسة مؤخرًا. وسيكون من المفاجئ والصادم أن تلغيها المحكمة العليا في الولايات المتحدة. وسيكون هذا بمثابة القول بأن السلطات الانتخابية نالت من ثقة الناس الذين يصوتون عن طريق البريد.
   لا شك أن ترامب يعتقد أنه ضحية مؤامرة. وهذا النوع من الفكر غير المنطقي هو جزء من مرضه العقلي. فمتى يقبل ترامب بالهزيمة أخيرًا؟ متى سيتوقف عن تعذيب المواطنين الشرفاء بأوهامه؟ ان يكون ذلك في أقرب وقت هو الأسلم الأفضل.