ترامب وديسانتيس قالا إنهما قد يعدلان من الدعم العسكري لأوكرانيا

تعثر الهجوم الأوكراني المضاد يربك سياسات بايدن

تعثر الهجوم الأوكراني المضاد يربك سياسات بايدن

تبدد الخطوات البطيئة للهجوم الأوكراني المضاد في مواجهة الغزاة الروس المتحصنين، الآمال بإمكانية حدوث مفاوضات لوضع حد للقتال في وقت لاحق من هذا العام، وتثير شبح نزاع مفتوح، وفق ما يقول مسؤولون غربيون.
وترى صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن الوصول المحتمل إلى طريق مسدود سيشكل اختباراً لاستراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن القائمة على ضخ مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، من أجل تمكين كييف من الدخول في مفاوضات مع روسيا من موقع القوة، كما قد يشكل تحدياً لقدرة الغرب على الاستمرار في تزويد كييف بالسلاح، الذي بدأ يعاني نقصاً، علاوة على كونه ذخيرة سياسية لأولئك الذين يعارضون الدعم الأمريكي للحرب.
 
لا خيار آخر
وقال السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا جون هيربست، الذي يؤيد المساعدة العسكرية لكييف وتوسيعها أيضاً: “من الواضح أنه سيكون سهلاً تقديم مزيد من الدعم، عندما تكون الأمور تسير على نحو جيد”، لكنه أضاف أن إدارة بايدن لا تملك خياراً آخر غير المضي في توفير الأسلحة.
إن تراجع الدعم لأوكرانيا والسماح بانتصار روسي جزئي “سيكون بمثابة توقيع بايدن على فشل سياسته الخارجية، وخصوصاً بعد الانسحاب الفوضوي من أفغانستان”، وفق ما يرى هيربست، الذي يعمل الآن في المجلس الأطلسي للأبحاث بواشنطن.
ورغم ذلك، فإن التمسك بالمسار الحالي للاستراتيجية الأمريكية ينطوي على بعض المخاطر، فقد راهن بايدن في سياسته الخارجية على نزاع يصفه بأنه معركة بين الديمقراطية والاستبداد. وقد حول أكثر من 43 مليار دولار من المساعدات العسكرية لكييف، لكنه يواجه تحدياً في بعض أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس.
 
الموازنة السنوية
والخميس الماضي، اقترح 13 سناتوراً جمهورياً إدخال تعديل على الموازنة السنوية للدفاع، بحيث تحد من الدعم لأوكرانيا. لكن الاقتراح أخفق، بينما بقي هذا الدعم قوياً في صفوف الجمهوريين في الكونغرس.
وفيما يمضي بايدن نحو السباق الرئاسي العام المقبل، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه أكثر من حافز كي يحاول الصمود في مواجهة الغرب. وهناك اثنان من المنافسين الجمهوريين المحتملين- الرئيس السابق دونالد ترامب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس- سبق أن قالا إنهما قد يعدلان من الدعم العسكري لأوكرانيا.
كما أن روسيا لا تبدي سوى اهتمام ضئيل بالتفاوض. ومع تعثر غزو أوكرانيا، يواجه بوتين انتقادات داخل بلاده من أولئك الذين يقولون إنه لم يستخدم قوة كافية في الحرب.
وبحسب الزميل في مجلس العلاقات الخارجية توماس غراهام، فإن “الروس سعداء أكثر بالحديث عن استسلام أوكراني، لا أعتقد أنهم مهتمون بأي حديث عن حل للأزمة الأوكرانية أقل من هذا الهدف».
وانطلق الهجوم الأوكراني المضاد في يونيو (حزيران)، بهدف استعادة نحو 20% من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها موسكو. وبينما استعادت أوكرانيا بعض الأراضي، لكنها لم تحقق حتى الآن اختراقاً، يدفع بروسيا إلى طاولة المفاوضات.
وقال بايدن خلال زيارة إلى هلسنكي في وقت سابق من هذا الشهر: “آمل وأتوقع أن نرى أوكرانيا تحقق تقدماً مهماً في هجومها، الأمر الذي سيولد تسوية تفاوضية عند مرحلة معينة».
 
لا ميل للتفاوض
وفي غياب ميل روسي أو أوكراني للتفاوض، فإن البيت الأبيض ليست لديه خيارات سوى مواصلة سياسته الحالية، أملاً في تحقيق اختراق ضد القوات الروسية المتحصنة- أو بحدوث تصدعات سياسية في موسكو.
ويقر المسؤولون الأمريكيون بأن الهجوم المضاد يمضي ببطء، لكنهم يقولون إنه من المبكر تقييم فاعليته، طالما لم تزج أوكرانيا بعد بألوية الاحتياط في القتال، لا سيما تلك التي تدربت في قواعد أمريكية في أوروبا على أسلوب حرب المدرعات.
وأفاد مسؤول أمريكي أنه “في حال دفعوا بقواتهم الاحتياطية في المعركة ولم تحقق النجاح، عندها يتعين علينا تحديد الطريقة التي سمنضي بها إلى الأمام».
ووفق مسؤول أوروبي كبير، فإن مهمة كييف صعبة، وأشار إلى أن حكومة بلاده لديها أمل ضئيل في أن تتمكن أوكرانيا من طرد القوات الروسية من كل شرق البلاد واستعادة القرم. وبينما يقر بأن مفاجأة ما تبقى واردة، فإنه من غير المرجح حدوثها.
 
تناقص احتياطات الأسلحة
كما تواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها تحدياً آخر، وهو تناقص الاحتياطات من الأسلحة، وهذا نقص حاولت واشنطن تعويضه مؤخراً بشكل جزئي، عن طريق تزويد كييف بذخائر عنقودية.
وقال دبلوماسي غربي في واشنطن إن الولايات المتحدة ربما عليها أن تقبل بحقيقة أن الحرب في أوكرانيا لن تنتهي قريباً، وأنه يتعين على الحلفاء الاستعداد لتوفير إمدادات لنزاع يستمر سنوات.
إن السؤال: هل الولايات المتحدة والدول الحليفة مصممة على الاستمرار في تقديم الدعم، أو حتى توسيعه، في حال بقي الهجوم المضاد دون الآمال المعلقة عليه؟، في الوقت الذي تطالب فيه أوكرانيا بالحصول على أسلحة إضافية، من بينها صواريخ أمريكية بعيدة المدى من طراز أتاكمز، ومقاتلات إف-16.
أمام منتدى إسبن الأسبوع الماضي، قالت نائبة رئيسة الوزراء الكندي كريتسيا فريلاند صراحة إنها قلقة حيال قدرة الحلفاء الغربيين على المضي في هذا المسار. وأضافت “خوفي الكبير بالنسبة لأوكرانيا، في الحقيقة، هو منا نحن».