الصحة والناس

تغير نمط واتجاه الأورام السرطانية (2)

تغير نمط واتجاه الأورام السرطانية (2)

واستكمالا لموضوع تغير نمط واتجاه الأورام السرطانية ..
فمن الأبحاث الكثيرة سابقا يمكن ذكر أمثلة لبعض عوامل الخطورة في الإصابة بالسرطان منها النظام الغذائي والتبغ والعدوى والسلوك الإنجابي والجنسي والعوامل المهنية والكحول والعوامل الجيوفيزيائية والتلوث بالإضافة الي العوامل الاجتماعية والاقتصادية والاختلاف في الهيكل الديموغرافي المعتمد على العمر والذي يعد من أبرز سمات البلدان النامية. وعندما يتطرق الحديث عن طرق مكافحة السرطان والوقاية منه يمكن القول: إن ثلث حالات السرطان على الأقل قابلة للوقاية من الإصابة حيث تعتبر الوقاية هي الاستراتيجية الأكثر فعالية من حيث التكلفة على المدى الطويل لمكافحة السرطان.
وقد تم تصميم العديد من البرامج الوطنية لمكافحة أمراض السرطان في معظم دول العالم بشكل جيد لتقليل عدد حالات الأصابة بالسرطان والوفيات وتحسين نوعية حياة مرضى السرطان من خلال التنفيذ المنهجي والعادل للاستراتيجيات القائمة على الأدلة للوقاية والكشف المبكر والتشخيص والعلاج والتسكين والاستفادة المثلى من الموارد المتاحة.
كما تم التأكيد على أنه ينبغي للبلدان عند وضع الاستراتيجيات الوطنية لمكافحة السرطان أن تأخذ بعين الاعتبار الخطوات العريضة التالية مع مراعاة خصائص وموارد كل بلد على حدة :

أولا: الوقاية الأولية :
والهدف منها هو تقليل أو القضاء على التعرض للعوامل المسببة للسرطان والتي تشمل المواد البيئية المسرطنة وعوامل أنماط الحياة المتعلقة بالتغذية والنشاط البدني كما تشمل مناهج الوقاية الأولية ومنها التحصين وعلاج العوامل المعدية والتي تسبب بعض أنواع السرطان بالإضافة إلى استخدام برامج مكافحة التبغ والحد من الاستهلاك المفرط للكحول والتدخل الغذائي.

# الإقلاع عن تعاطي التبغ :
حيث يعد تعاطي التبغ أكبر عامل خطر يمكن تجنبه لوفيات السرطان في جميع أنحاء العالم لأنه يتسبب في ما يقدر بنحو ربع وفيات السرطان سنويا.

# تجنب الكحول:
حيث يعد تعاطي الكحول عامل خطر آخر للعديد من أنواع السرطان بما في ذلك سرطان تجويف الفم والبلعوم والحنجرة والمريء والكبد والقولون والمستقيم والثدي كما يزداد خطر الإصابة بالسرطان مع زيادة كمية الكحول المستهلكة.

# تعديل النظام الغذائي:
وهو نهج آخر مهم لمكافحة السرطان فمن المعلوم الارتباط الوثيق بين قلة النشاط البدني والعوامل الغذائية وزيادة الوزن والسمنة من جهة وأنواع عديدة من السرطان مثل المريء والقولون والمستقيم والثدي وبطانة الرحم والكلى من جهة أخرى كما قد يترافق الاستهلاك المفرط للحوم الحمراء والمحفوظة مع ازدياد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
ولا يخفى على أحد أن الأنظمة الغذائية الغنية بالفواكه والخضراوات والألياف ذات تأثير مهم في الوقاية ضد العديد من أنواع السرطان.

# النشاط البدني المنتظم مع الحفاظ على وزن صحي للجسم :
حتما سيقلل النشاط البدني إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي من مخاطر الإصابة بالسرطان بشكل كبير.
ويجب التأكيد على تنفيذ السياسات والبرامج الوطنية لزيادة الوعي وتقليل التعرض لعوامل خطر الإصابة بالسرطان وضمان تبني أنماط حياة صحية سليمة.

# السيطرة على العدوى :
فالعوامل المعدية من بكتيريا وفيروسات وطفيليات وغيرها مسؤولة عن ما يقرب من ربع وفيات السرطان في العالم النامي و أقل من ذلك في البلدان الصناعية. وخير مثال على ذلك فيروس التهاب الكبد B و  C اللذان يسببان سرطان الكبد إضافة لعدوى فيروس الورم الحليمي البشري والمسببة لسرطان عنق الرحم ناهيك عن جرثومة المعدة HBP التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة. وفي بعض البلدان تزيد العدوى الطفيلية لداء البلهارسيات من خطر الإصابة بسرطان المثانة وفي بلدان أخرى يزيد حظ الكبد من خطر الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية. لذلك تشمل التدابير الوقائية للسيطرة على العدوى التطعيم في المقام الأول والوقاية الكيميائية والعلاج الكيميائي للعدوى والإصابة.

# تحسين الصرف الصحي البيئي:
حيث يمثل التلوث البيئي للهواء والماء والتربة بالمواد الكيميائية المسببة للسرطان نسبة لا يستهان بها من جميع أنواع السرطانات فيمكن أن يحدث التعرض للمواد الكيميائية المسببة للسرطان في البيئة من خلال مياه الشرب أو تلوث الهواء الداخلي والمحيط أو عن طريق تلوث الطعام بالمواد الكيميائية كالأفلاتوكسينات أو الديوكسينات وغيرها الكثير.
ولا ننسى أن تلوث الهواء الداخلي من حرائق الفحم يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة.

# السيطرة على المسرطنات المهنية:
إن ظروف التعرض المتكررة للكثير من العوامل والعناصر والمعادن والمحاليل والمخاليط في بيئات العمل المختلفة تجعل من كل ما سبق مواد مسرطنة للإنسان وتصنف على أنها مواد مسرطنة مهنية.
وللعلم ترتبط المسرطنات المهنية ارتباطا سببيا بسرطان الرئة والمثانة والحنجرة والجلد وسرطان الدم وسرطان البلعوم الأنفي وورم الظهارة المتوسطة وهي موثقة ومثبتة جيدا بين شريحة العمال من الفئات العمرية التي تتراوح بين 15 و 64 عاما.

# الحد من الإشعاعات غير الضرورية :
يعتبر الإشعاع المؤين مادة مسرطنة للإنسان بعد أن تم التعرف على مخاطر الإشعاع بشكل أساسي من الدراسات الوبائية للناجين اليابانيين من القنبلة الذرية بعد الحرب العالمية الثانية وكذلك من دراسات مجموعات التعرض للإشعاع الطبي والمهني حيث يمكن أن يتسبب الإشعاع المؤين في الإصابة بسرطان الدم وعدد من الأورام الصلبة مع وجود مخاطر أكبر في سن مبكرة بعد التعرض.
وتقدر الدراسات بأنه يسبب ما بين 3% و 14% من جميع سرطانات الرئة مما يجعله السبب الثاني لسرطان الرئة بعد دخان التبغ.
كما وتعتبر الأشعة فوق البنفسجية وخاصة الأشعة الشمسية مسببة لجميع أنواع سرطان الجلد الرئيسية لدى الإنسان حيث يعد تجنب التعرض المفرط واستخدام الواقي الشمسي والملابس الواقية من الاحترازات والإجراءات الوقائية الفعالة.

ثانيا: الوقاية الثانوية والكشف المبكر:
الهدف الرئيسي من الاكتشاف المبكر أو الوقاية الثانوية من خلال برامج الفحص القائمة على أفراد المجتمع هو الكشف في مرحلة يكون فيها العلاج ممكنا بحيث يمكن أن تساعد التدخلات للكشف المبكر عن السرطان في تقليل الوفيات الناجمة عنه فقط إذا كانت جزءا من استراتيجية أوسع لمكافحة السرطان تتضمن إجراءات متابعة تشخيصية فعالة وعلاجية.
وتتوفر طرق فعالة للكشف المبكر والعلاج بالنسبة لسرطان عنق الرحم والقولون والمستقيم وسرطان الثدي الأ أن تنفيذها ليس على سوية واحدة ولكن الاكتشاف المبكر للسرطان يزيد بشكل كبير من فرص نجاح العلاج.
وهناك مكونان رئيسيان للكشف المبكر عن السرطان:

# التعليم لتعزيز التشخيص المبكر:
فزيادة الوعي بعلامات التحذير المحتملة لأنواع السرطان بين الأطباء والممرضات ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين وكذلك بين افراد المجتمع يمكن أن يكون له تأثير كبير على المرض.
حيث نلاحظ على سبيل المثال أن بعض العلامات المبكرة للسرطان تشمل الكتل والقروح التي تفشل في الشفاء والنزيف غير الطبيعي وعسر الهضم المستمر والبحة المزمنة وعندها يصبح التشخيص المبكر مهم كثيرا وبشكل خاص لسرطانات الثدي وعنق الرحم والفم والحنجرة والقولون والمستقيم والجلد.

# الفحص الاستباقي:
وهو يشير إلى إجراء اختبارات بسيطة على أفراد المجتمع من أجل تحديد الأفراد الأصحاء من الذين يعانون من المرض ولم تظهر لديهم الأعراض بعد.
ومن الأمثلة على ذلك فحص سرطان الثدي باستخدام التصوير الشعاعي للثدي وفحص سرطان عنق الرحم بأستخدام فحص الخلايا من مسحة عنق الرحم.
ويجب إجراء برامج الفحص الوقائي فقط :
# عندما يتم إثبات فعاليتها.
# عندما تكون الموارد من أفراد ومعدات وغيرها كافية تماما لتغطية جميع المجموعات المستهدفة تقريبا.
# عندما توجد مرافق لتأكيد التشخيصات ولعلاج ومتابعة المجموعات المستهدفة ذات النتائج غير الطبيعية.
# عندما يكون انتشار المرض مرتفعا بما يكفي لتبرير جهود الفحص وتكاليفه.
ولذلك واستنادا إلى البيانات الموجودة يمكن الدفاع عن الفحوص الجماعية لأفراد المجتمع من أجل سرطاني الثدي وعنق الرحم باستخدام فحص التصوير الشعاعي للثدي وفحص الخلايا من المسحة في البلدان التي تتوافر فيها الموارد لأجراء تغطية واسعة للمجتمع.

ثالثا: التشخيص والعلاج:
وبحسب مجموعة من الدراسات التي أجريت فقد تم تأكيد التشخيص المجهري في أكثر من 50% من حالات السرطان بينما تم تأكيد التشخيص في خمس الحالات بطرق غير مجهرية وتحديدا عن طريق الأشعة أو تقنيات التصوير الأخرى وكان التشخيص سريريا فقط في أقل من 5% من الحالات.
في واقع الأمر أن الأهداف الأساسية لعلاج أمراض السرطان هي العلاج وإطالة عمر المريض وتحسين نوعية وجودة الحياة اليومية لديه.
وقد يتحقق العلاج من خلال الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي أو العلاج الهرموني أو مزيجا من هذه العلاجات بما في ذلك إعادة التأهيل والرعاية الملطفة.
كما قد ينتج عن أكثر أشكال العلاج تقدما معدل بقاء لمدة 5 سنوات بنسبة 75% أو أكثر لأنواع معينة من السرطانات منها على سبيل المثال سرطان جسم الرحم والثدي والخصية وسرطان الجلد.
وعلى النقيض من ذلك فإن معدلات البقاء على قيد الحياة في سرطانات أخرى كالبنكرياس والكبد والمعدة والرئة أقل بشكل عام من 15%.
والجيد في الأمر أنه تم توسيع نطاق الرعاية التلطيفية لمرضى السرطان في السنوات الأخيرة لتشمل تخفيف الأعراض والعلاج خلال جميع مراحل المرض من التشخيص إلى الوفاة ومعالجة الأمور المتعلقة بالجوانب النفسية وجودة الحياة للمريض وتسكين الآلام بالإضافة الي الجوانب الفسيولوجية.
علاوة على ذلك تم توسيع الرعاية التلطيفية لتشمل مراعاة الجوانب الأجتماعية والنفسية لأفراد أسرة المريض وكذلك للمريض نفسه.
وهنا تثبت علوم طب الصحة العامة والطب الوقائي مجددا من خلال ترصدها لترددات واتجاهات الأورام السرطانية وبما توفره من أدلة عن المسببات الرئيسية والثانوية والمساعدة في تقييم آثار تحسين التشخيص والفحص وتدابير التدخل المبكر اثبتت دورها الأساسي والناجع في الحفاظ على صحة الأنسان والمجتمعات.
واستشهد هنا بترجمة حرفية لمقولة للدكتور جويل فورمان وهو طبيب امريكي وكاتب في مجال الطب يقول فيها : "لن نجد علاجا سحريا للسرطان يجب علينا أن نعمل على وسائل للوقاية منه".

دمتم دائما بالصحة والعافية ..
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot

https://news.asosiasi-emiten.or.id/
https://www.deriheru-navigation.com/
https://stai-barru.ac.id/play/scatter-hitam/
https://blogceta.zaragoza.unam.mx/wp-content/-/buntut77/
https://blogceta.zaragoza.unam.mx/wp-content/app/
https://inlic.org/ojs/scatter-hitam/
scatter hitam
https://www.prosiding.pasca.uniska-kediri.ac.id/tools/sv388/
jurnalprodi.idu.ac.id/public/scatterhitam-1
jurnal.insida.ac.id/tools/sv388
scatter hitam