حمدان بن محمد يلتقي أكثر من 100 من منتسبي الخدمة الوطنية والاحتياطية المتميزين في برنامج النخبة
النتيجة المحتملة هي استمرار الحرب
تقرير يحذّر من «دمار أوكرانيا» نتيجة تصعيد الناتو
قال ستيفن برين، المدير السابق في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن حلف الناتو يتجه إلى تصعيدٍ سيفضي إلى دمارٍ محتوم.
وأضاف برين، الذي عمل نائباً لوكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة الأمريكية، إن فرنسا ترسل جنودها «رسميّاً» إلى أوكرانيا وتُطالب دول الحلف بتسديد ضربات في عمق روسيا. وفي الوقت ذاته، نفّذَت الولايات المتحدة سراً «تحولاً في سياستها» لا يرقى إلى حدٍ ما إلى مُراد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه يفتح الباب على مصراعيه أمام ضربات عميقة من الولايات المتحدة على الأراضي الروسية.
ويقول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن التصريح الخاص بالضربة الأمريكية العميقة مجرد «معلومات مضللة»، لكنه لم ينكر التحوُّل في السياسة الأمريكية.
أوكرانيا على شفا الانهيار
فما الذي يجري؟ يقول برين في تحليل بموقع «آسيا تايمز» إن أوكرانيا على شفا الانهيار. فالجيش الأوكراني يعاني من نقص في القوات، ويزداد الأمر سوءاً مع استمرار تكبد الجيش الأوكراني خسائر كبيرة في الأرواح. وفقاً للروس، خسرت أوكرانيا 35 ألف جندي في مايو (أيار) وحده بين قتيل وجريح. وهناك شائعات مفادها أنّ روسيا قد تزيد أعداد قواتها في خط المواجهة. ويعتقد البعض أن ذلك قد يكون تعزيزاً للعملية الجارية التي تُركِّز على مدينة خاركيف. ويتوقع آخرون نشأة جبهة قتال جديدة في منطقة سومي. ولا يزال فريق ثالث يعتقد أنّ الروس سيعززون عملياتهم على طول خط المواجهة قريباً، وسيطوقون المزيد من الأراضي، وسيسيطرون على شازوف يار أخيراً.
ويخشى قادة الناتو من انهيار أوكرانيا. وفي حين أنهم يخمنون ما سيفعله الروس بعد ذلك، فالخيارات المتاحة أمامهم لإنقاذ أوكرانيا قد نفدت إلى حدٍ كبير. فإرسال جنود الناتو بأعداد صغيرة نسبياً ليس حلاً. ولا يريد الناتو التفاوض مع روسيا. وينطبق ذلك خصيصاً على الرئيس جو بايدن، الذي يخشى خوض الانتخابات المقبلة، بعد أن خسر أفغانستان وأوكرانيا. وأي اتفاق مع الروس اليوم سيفضي إلى تنازلات كبيرة تخصُّ مستقبل أوكرانيا كله.
لم تُغيِّر روسيا مطالبتها الرئيسة بخروج الناتو من أوكرانيا. وفي حين أنّ الروس قد يوافقون على بعض الضمانات الأمنية لأوكرانيا، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن أن يكون لهذه الضمانات قيمةً في سياق المقايضة. هل ستخوض الولايات المتحدة حرباً ضد روسيا لأجل أوكرانيا؟ يتساءل الكاتب.
يقول برين إنّ الولايات المتحدة هي القوة العسكرية الوحيدة المُجرَّبَة في الناتو. لكنّ القوة الأمريكية هي في الأساس قوة استكشافية وصغيرة الحجم، ولا تضاهي جيشاً بريّاً روسيّاً. وإذا أراد أحد أن يرى ما يحدث للجيوش الاستكشافية، فلينظر إلى عملية إجلاء دنكيرك.
وتكمن الميزة الأمريكية في الطيران التكتيكيّ. لكن سيتعين على الطيارين الأمريكيين العمل في بيئة عالية الكثافة وقاسية حيث يمكن للدفاعات الجوية الروسية أن تقوِّض فعالية الطيران التكتيكي الأمريكي. صحيحٌ أن الولايات المتحدة لديها القدرة على التخفي، لكن الروس يعكفون على إيجاد سبل لمواجهة مقاتلات التخفي الأمريكية مثل F-22 وF-35.
ولا يمكن الجزم بمدى قدرة روسيا على استهداف منصات التخفي الأمريكية، لكن الدفاعات الاستراتيجية الروسية تستخدم رادارات ذات ترددات راديوية فوق العالية ورادارات في نطاق ترددات L، لضمان قدرتها على التعامل مع تهديدات التخفي. وهذا يفسر سبب استهداف موقعين استراتيجيين روسيين للرادار الإستراتيجي بطائرات مُسيرة الأسبوع الماضي. هل كان الهجوم على أصول الرادارات الاستراتيجية الروسية تمهيداً لإرسال القاذفات الإستراتيجية والطيران التكتيكي الأمريكي في الحرب الأوكرانية؟.. يتساءل الكاتب مجدداً ويقول: يبدو أن سياسة الولايات المتحدة «الجديدة» بشأن الضربات داخل الأراضي الروسية ”تقتصر“ على الضربات المضادة للبطاريات في خاركيف، أي داخل الأراضي الروسية حول مدينة بيلغورود الروسية التي استهدفتها المدفعية الأوكرانية.
أما القيد المهم الآخر فهو أن الولايات المتحدة لن تسمح بإطلاق صواريخ أتاكمز داخل الأراضي الروسية (باستثناء شبه جزيرة القرم التي يعدها الروس أراضيهم).
الروس: السياسة الأمريكية لا جدوى لها
يقول الروس إن السياسة الأمريكية لا معنى لها إلى حدٍ كبير لأن الأسلحة الأمريكية وأسلحة الناتو تُستخدم فعلاً على الأراضي الروسية. وقال الرئيس الروسي إن الولايات المتحدة والناتو يديران الأسلحة بعيدة المدى ويوفران معلومات استخباراتية عن الأهداف، لذا فإن السياسة ”الجديدة“ ليست جديدة مُطلقاً.
يبدو توجيه ضربات في العمق الروسي خياراً عسكريّاً مغرياً، لكن ليس من الواضح أن هذه الهجمات يمكن أن تغير مسار الحرب في أوكرانيا.
وأفضل خيار لأوكرانيا في محاولة صد الروس هو استخدام الطائرات المُسيرة التي عدّلتها أوكرانيا لحمل ذخائر متفجرة، ولا سيما رؤوس آر بي جي 7.
ومن المثير للاهتمام أن الصينيين يواصلون بيع هذه الطائرات المسيرة للأوكرانيين رغم تحالفهم مع روسيا. ومن المثير للاهتمام أيضاً أن الروس لا يُعلّقون البتة على ذلك. ومع ذلك يبدو أن أسرع طريقة لروسيا لإنهاء الحرب الأوكرانية هي وقف توريد الطائرات المُسيرة.
ويحظى هذا التغيير في سياسة الولايات المتحدة بتشجيع كثير من دول الناتو مع بعض الاستثناءات الملحوظة. فالمجر الممانِعَة لتدخل الناتو في أوكرانيا تُعارض الضربات العميقة في الأراضي الروسية. والأهم من ذلك أن إيطاليا عارضت الفكرة. أما الألمان فيقولون إنهم يؤيدون الضربات العميقة، لكنهم حتى الآن على الأقل لن يمدوا أوكرانيا بصواريخ تاوروس، وهي سلاحهم الوحيد الذي يملكونه لتنفيذ ضربات عميقة.
من الصعب تحديد ما سيفعله الروس. والمؤسف أنّ السياسة الجديدة تُلزم الناتو بحربٍ مع روسيا، وتُقرِّبه من إعلان الحرب عليها. وهذا يعني أن الروس يمكن أن يردوا بالمثل. ومن المعروف أن البعض في روسيا يمارسون ضغوطاً من أجل ذلك. ومن شأن ذلك أن يوسِّع نطاق الحرب إلى أوروبا على الفور، وهو تحوُّل في السياسة قاومه بوتين طويلاً.
النتيجة المحتملة
وقال الكاتب إن النتيجة المحتملة لكل ما سبق هي استمرار الحرب الأوكرانية مستقبلاً. وسيتكبد الناتو المزيد من الخسائر، بما في ذلك جنود الناتو. ومن غير المرجح أن تُنفَّذ خطط استخدام القوات الجوية أو البرية للناتو من وراء الكواليس نظراً للعواقب الوخيمة التي قد تترتب على أوروبا. إن تصعيد الناتو لحربٍ أكبر محفوف بالمخاطر بشكلٍ مروع، الأمر الذي يدركه المفكرون الجادون في أوروبا والولايات المتحدة.