تقرير: الغرب «ورّط» أوكرانيا في حرب خاسرة
رأى الكاتب الأمريكي تيد سنيدر، في مقاله بمجلة «ذا أمريكان كونسيرفاتيف»، أن حرب أوكرانيا ما كان يجب أن تندلع أصلاً، فالولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي كان بإمكانهما تفادي الحرب عبر التفاوض المبكر مع روسيا، لكن بدلاً من ذلك، اختارا التصعيد، و»إغراء» كييف بوعود لم تتحقق، أبرزها الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي، وهزيمة موسكو ميدانياً.
وبحسب الكاتب، فإن واشنطن ضغطت على كييف لرفض اتفاق سلام كان مطروحاً في بداية الحرب، ليُستبدَل بـ»نضال طويل» على أساس وعود لا تزال بعيدة المنال، بينما تدفع أوكرانيا الثمن الأكبر إنسانياً واقتصادياً واستراتيجياً.
وسلط الكاتب الضوء على تدهور الوضع الميداني الأوكراني خلال الأشهر الأخيرة، مشيراً إلى أن روسيا، رغم بطء عملياتها، حققت أكبر تقدم جغرافي لها منذ نوفمبر -تشرين الثاني 2024، مستولية على 556 كيلومتراً مربعاً في يونيو -حزيران وحده.
ومن بين أهم المناطق التي سيطرت عليها موسكو، حقل الليثيوم في دوبرا غرب دونيتسك، وهو مورد استراتيجي يُعتبر أساسياً في تعافي أوكرانيا اقتصادياً وركيزة مهمة في اتفاق المعادن الأمريكي-الأوكراني، الذي عُقد بديلاً عن ضمانات أمنية.
وقال الكاتب إن الدفاعات الجوية الأوكرانية باتت عرضة لاختراقات خطيرة مع تكثيف الهجمات الروسية بطائرات مسيّرة وصواريخ دقيقة. ورغم دخول طائرات F-16 الغربية إلى الخدمة، فإنها تعرضت لخسائر مبكرة، بما في ذلك سقوط طائرة يقودها طيار متميز خلال تصدٍّ لموجة روسية.
وفي تطور لافت، علّق البنتاغون مؤقتاً إمدادات الذخائر المتطورة – مثل صواريخ باتريوت وهيل فاير – عقب مراجعة للمخزون الأميركي، في ظل مخاوف من اندلاع صراع آخر في الشرق الأوسط مع إيران. هذه الخطوة، برأي الكاتب، تعكس انكفاء واشنطن خلف «مصالحها الذاتية»، ولو على حساب حليفها الأوكراني.
ورغم إرسال ترامب عشرة صواريخ باتريوت لاحقاً، يرى الكاتب، أن هذا لا يغيّر مجرى الحرب، بل يطيل أمدها دون فائدة استراتيجية.
والأسوأ، بحسب الكاتب، هو أن الإدارة الجديدة أوقفت فرض عقوبات إضافية على روسيا، وصرّح وزير الخارجية ماركو روبيو بأن استمرار الحوار يتطلب «مناخاً مرناً»، مما يعني عملياً رفع الغطاء السياسي عن كييف.
وأوضح الكاتب أن قمة الناتو الأخيرة في لاهاي مثّلت ضربة قاسية لطموحات أوكرانيا، بعد حذف عبارة «مسار لا رجعة فيه للانضمام»، وإحالة الدعم إلى «التزام سيادي لكل دولة» بدلاً من تعهّد جماعي.
حتى الآمال الأوروبية بدأت تتلاشى، إذ ترفض دول مثل المجر وبولندا انضمام أوكرانيا للاتحاد، وتبدي دول أخرى تحفظات على جاهزيتها السياسية والاقتصادية للانضمام. وبذلك، تفقد كييف آخر أوراق الأمل التي بنت عليها معركتها الطويلة.
ودعا الكاتب إلى التخلّي عن أوهام النصر العسكري، والقبول بتسوية سياسية تضع حداً للنزيف المستمر.
ورأى أن كل يوم جديد من القتال لا يجلب الانتصار، بل يمدّد الهزيمة، ويُضيف إلى ركام الخسائر البشرية والاقتصادية والسياسية.
وقال في ختام مقاله: «إذا كانت الحرب مأساة، فلتكن نهايتها، ولو قاسية، أقل كارثية مما لو استمر الصدام بلا أفق، فوق رؤوس المدنيين، وباسم وعود لم ولن تتحقق».