تقرير: واشنطن تتحول إلى قوة عظمى متواضعة أمام الصين

تقرير: واشنطن تتحول إلى قوة عظمى متواضعة أمام الصين


لم تعد الولايات المتحدة تهيمن على منطقة آسيا والمحيط الهادي، وتملي شروطها على حلفائها، بحسب تحليل إخباري نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. ويذكر تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أنه بعيداً عن أوكرانيا وغزة، وبينما تجتمع مجموعة الدول السبع ذات الديمقراطيات الغنية في إيطاليا لمناقشة مجموعة من التحديات القديمة الراسخة، تشهد طبيعة القوة الأمريكية تحولاً في جميع أنحاء المنطقة، التي تعتبرها واشنطن حاسمة بالنسبة للقرن المقبل (آسيا - المحيط الهادي).
وهنا، لم تعد أمريكا تقدم نفسها باعتبارها الضامن الواثق للأمن، أو القوة العظمى التي تثق بالحلفاء، حيث يمثل صعود الصين تهديداً كبيراً للغاية، وعلى ما يبدو عرضت الولايات المتحدة أن تكون شيئًا آخر ، بإظهار الحماسة للتحديث العسكري والتطوير التكنولوجي.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في مؤتمر في سنغافورة: «في الماضي، كان خبراؤنا يتحدثون عن نموذج المحور والأطراف لأمن منطقة المحيطين الهندي والهادي.. اليوم نرى شيئاً مختلفاً تماماً».
وفي هذا العصر الجديد، تبذل العديد من الدول المزيد من الجهد، بمفردها وبمساعدة الولايات المتحدة. ولأول مرة، تقوم الولايات المتحدة ببناء غواصات تعمل بالدفع النووي مع أستراليا؛ وإشراك كوريا الجنوبية في التخطيط للأسلحة النووية؛ وإنتاج محركات الطائرات المقاتلة مع الهند؛ وتقاسم واجبات المراقبة البحرية مع جزر المحيط الهادي الصغيرة؛ والعمل مع اليابان على إضافة قدرة هجومية في المنطقة.
وذكرت الصحيفة، أنه خلف الكواليس، يقوم المسؤولون الأمريكيون أيضاً باختبار أنظمة اتصالات آمنة جديدة مع شركائهم، ويوقعون صفقات للمشاركة في إنتاج الأسلحة مع الحلفاء، وتأمين إمدادات الدم من المستشفيات في جميع أنحاء المنطقة في حالة نشوب صراع، كما أنهم يتدربون مع العديد من الدول بطرق أكثر توسعية، تمثل الشراكة.
وتسلط عمليات التعاون هذه الضوء على كيف ترى المنطقة والحلفاء الصين، حيث تخشى العديد من الدول تنامي قوة بكين العسكرية وعدوانيتها وتهديداتها ضد جزيرة تايوان الديمقراطية، ومطالبتها بمعظم بحر الصين الجنوبي والاستيلاء على الأراضي قرب الحدود مع الهند.
ويرى حلفاء واشنطن أنهم أقل ثقة بشأن الصين كشريك اقتصادي، مع تباطؤ وتيرة اقتصادها في مرحلة ما بعد كوفيد، وميلهم بعيداً عن السياسات الداعمة للنمو وريادة الأعمال، في عهد الرئيس شي جين بينغ.
وتسألت الصحيفة، عن إمكانية رهان الدول التي تربطها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة على المدى الطويل على أمريكا بدلاً من الصين؟، أم أنهم يدركون قوتهم المتصاعدة ويتصرفون بـ»طريقة براغماتية»، ويحصلون على ما في وسعهم من قوة عظمى متقطعة الأوصال، حيث يريد عدد متزايد من الناخبين في الولايات المتحدة مثلاً أن تظل البلاد بعيدة عن الشؤون العالمية. وبحسب مقابلات مع أكثر من 100 مسؤول حالي وسابق من الولايات المتحدة ودول عبر المحيط الهادي- الهندي، قال كثيرون إن القرن المقبل من المرجح أن يكون أقل هيمنة أمريكية من القرن الماضي.
وأشار البعض إلى أنه بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات المقبلة أو الانتخابات التي تليها، فإن الأمة المسؤولة عن النظام العالمي اليوم أضعفتها حربي العراق وأفغانستان، والتأثيرات المزعزعة للاستقرار الناجمة عن صعود الصين على مسار التصنيع المحلي، والانقسامات الداخلية في أمريكا.
إن العالم يتغير أيضاً، حيث أصبح هناك عدد أكبر من الدول التي تتمتع بالقدر الكافي لتشكيل الأحداث وبينما تتقاسم الولايات المتحدة التكنولوجيا الحساسة وتعطي الأولوية للعمل الجماعي، يعتقد الكثيرون أنهم يشهدون تعديلاً عالمياً وتطوراً في القوة الأمريكية.
ويزعم حلفاء واشنطن أنها بذلك تتكيف في الوقت الحالي مع عالم متعدد الأقطاب وتتعلم كيفية التعاون بطرق لا يناقشها العديد من السياسيين في واشنطن، الذين يركزون اهتمامهم على التفوق الأمريكي، مع الاعتراف بالحاجة الأكبر للشركاء.

هل تضاءلت؟
وتذكر الصحيفة في تقريرها، أن الولايات المتحدة لم تعد تسيطر على العالم، كما كانت تفعل في السابق، ومنذ الحرب العالمية الثانية، انخفضت حصة الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي إلى النصف، ويرجع ذلك في الغالب إلى الصعود الاقتصادي المطرد في آسيا.
وفي المقابل تنتج الصين وحدها نحو 35% من السلع المصنعة في العالم، أي 3 أضعاف حصة الولايات المتحدة، كما انضمت اليابان والهند وكوريا الجنوبية إلى المراكز السبعة الأولى من حيث الإنتاج، مما أعطى آسيا ثقلاً صناعياً أكبر من أي جزء آخر من العالم.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot