تهديدات ترامب وبوتين بالنووي تنذر بعصر خطير

تهديدات ترامب وبوتين بالنووي تنذر بعصر خطير


في خطوة أثارت قلقاً دولياً واسعاً، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استئناف تجارب الأسلحة النووية الأمريكية،
 في قرار بدا أنه جاء كردّ مباشر على التهديدات النووية المتكررة من موسكو.
وقال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الأول الخميس: “بسبب برامج الاختبار التي تجريها دول أخرى، وجّهتُ وزارة الحرب لبدء اختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة».
وذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية، أن لم يتضح على الفور ما إذا كان ترامب يقصد اختبار سلاح نووي فعلي، 
أم اختبار نظام تسليح قادر على حمل رؤوس نووية. 
وجاء الإعلان قبل لقائه المرتقب بالرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، إلا أن ترامب أكد أن قراره “مرتبط بآخرين” وليس بالصين تحديداً.
استعراض روسي 
وحسب الشبكة، جاءت أوامر ترامب بعد ساعات فقط من تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته أحد المستشفيات العسكرية في موسكو، حيث أعلن عن نجاح اختبار سلاح نووي جديد، هو الطوربيد “بوسايدون”، الذي يعمل بالطاقة النووية وتبلغ قدرته التدميرية ومداه أكثر من 9600 كيلومتر.
وقال بوتين: إن “قوة بوسايدون تتجاوز بكثير أقوى صاروخ باليستي عابر للقارات تملكه روسيا، وإن اعتراضه مستحيل”، مؤكداً أنه “فريد من نوعه في العالم”. كما أشار إلى أن الصاروخ الباليستي الضخم “سارمات”، المعروف باسم “الشيطان 2”، سيتم نشره قريباً.
وتأتي تصريحات بوتين ضمن سلسلة من الإعلانات المتكررة عن أسلحة دمار شامل جديدة، في وقت يقترب فيه موعد انتهاء معاهدة “ستارت الجديدة” للحد من الأسلحة النووية بين واشنطن وموسكو، والمقرر انقضاؤها في فبراير -شباط 2026.
وقبل أيام فقط، أعلن بوتين أيضاً عن اختبار ناجح لصاروخ “بوريفيستنيك” العامل بالطاقة النووية، والقادر على التحليق لمسافات غير محدودة تقريباً. ومع ذلك، يشكك خبراء في مدى جدوى هذه الأسلحة بسبب المخاطر التقنية والتلوث الإشعاعي الذي قد تسببه.

سباق تسلح
ووفق “سي إن إن”، يرى محللون أن الكرملين يستخدم “الاستعراض النووي” كأداة ضغط دبلوماسية أكثر من كونه تهديداً عسكرياً مباشراً، في محاولة لدفع الغرب لتقديم تنازلات في ملف أوكرانيا.
ولكن الرد الأمريكي هذه المرة جاء غير متوقع؛ فبعد أن لوّح ترامب بإلغاء قمة مرتقبة مع بوتين وفرض عقوبات على أكبر شركتين نفطيتين روسيتين، أظهر البيت الأبيض تشدداً واضحاً.
وعلى الرغم من أن واشنطن تجاهلت سابقاً تصريحات موسكو بشأن اختبار صاروخ “بوريفيستنيك”، يبدو أن إعلان اختبار “بوسايدون” الأخير كان القشة التي دفعت الإدارة الأمريكية، نحو قرار استئناف التجارب النووية.
ويحذر مراقبون من أن هذا التصعيد المتبادل بين القوتين النوويتين، قد يعيد العالم إلى مرحلة سباق تسلح جديدة، في وقت يشهد فيه النظام الدولي حالة من التوتر وعدم الاستقرار، ما ينذر بعصر أكثر خطورة ولا يمكن التنبؤ بنتائجه.