حمدان بن محمد يلتقي أكثر من 100 من منتسبي الخدمة الوطنية والاحتياطية المتميزين في برنامج النخبة
جنوب إفريقيا ومسلسل يبحث عن نهاية:
جاكوب زوما، الرئيس السابق الذي يزعج السلطة...!
- بعد محاكمته بتهمة الفساد، يضع الرئيس السابق خليفته، سيريل رامافوزا، على المحك في بلد يمر بأزمة
- خلف الكواليس، تدور معركة أخرى: معركة السيطرة على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وبالتالي على البلاد
في لعبة القط والفأر، يبدع جاكوب زوما، مثل ما كان يفعل زمن التمييز العنصري، عندما يهرب رئيس جهاز المخابرات في المؤتمر الوطني الأفريقي، (يعمل في السرية آنذاك) من النظام العنصري لسلطة البيض. لكن هذه المرة، يظهر مهارته أمام عدالة بلاده، التي أصبحت اليوم ديمقراطية، مستخدماً الحيل الإجرائية وإساءة استخدامها لكسب الوقت.
عامان سجنا
لكن، طفح الكيل... بعد رفض رئيس الدولة السابق المثول أمامه، طبّق القاضي ريموند زوندو، رئيس لجنة التحقيق في فساد الدولة تحت رئاسة زوما (2009-2018)، تهديده. وطالب المحكمة الدستورية بالسجن عامين ضد الرجل البالغ من العمر 78 عاما، لرفضه “عمدا وبشكل غير قانوني”، التقدم في التحقيق. ومن المتوقع صدور الحكم في غضون عدة أسابيع. وفي هذا المسلسل الذي لا ينتهي، ويضايق أو يفتن جماهير جنوب إفريقيا، يصرخ جاكوب زوما، انها مطاردة الساحرات، ومن يتهم؟ خليفته، سيريل رامافوزا، الذي دفعه إلى الاستقالة في أوائل عام 2018 بعد سلسلة من الفضائح.
أزمة سياسية
«الحقيقة، هي أن زوما يجد نفسه محاصرًا، كما يعتقد أستاذ العلوم السياسية مجبيسي ندليتيانا، في جامعة جوهانسبرغ، إذا جاء للإدلاء بشهادته أمام اللجنة، فسيواجه صعوبة كبيرة في دحض التهم الموجهة إليه”، لذا فهو يحاول اثارة أزمة سياسية «.
مرّ ما لا يقل عن أربعين شاهداً -وزراء ووزراء سابقون وكبار المسؤولين ورجال الأعمال -ليصفوا آليات نظام واسع لنهب الموارد العامة تحت رعاية جاكوب زوما. كليبتوقراطية، كلفت الدولة مئات الملايين من اليورو، ورأى فيها مواطنو جنوب إفريقيا رمزا لانحراف مافيوزي من قبل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، والذي كان سينتهي به إلى إدارة ظهره لأولئك الذين حررهم من الاضطهاد.
إن “هذه القضية اختبار وخطر على ديمقراطيتنا الفتية، يعتبر بيير دي فوس، أستاذ القانون الدستوري في جامعة كيب تاون، إذا نجح زوما، سيجد سكان جنوب أفريقيا صعوبة في الاعتقاد بأنه يمكن مساءلة الأقوى».
محاربة الفساد
خلف الكواليس، تدور معركة أخرى: معركة السيطرة على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وبالتالي على البلاد، بما أن حركة نيلسون مانديلا يعاد انتخابها باستمرار منذ أول انتخابات ديمقراطية (1994).
نقابي سابق تحول إلى مليونير، جعل سيريل رامافوزا مكافحة الفساد معركته. وفي أغسطس، أقر واجب الاستقالة لأعضاء حزبه الذين يحاكمون بتهمة الفساد. لكن أقارب جاكوب زوما يقاومون، بقيادة الرجل الثاني في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، آيس ماغاشول، المتورط ايضا في عقود عامة مزوّرة.
«إن معارضي رامافوزا يستنفرون الساخطين، تلاحظ سوزان بويسن، أستاذة العلوم السياسية، ومؤلفة كتاب “السلطة الهشة”، مطبعة جامعة ويتس، إنهم يعتزمون استبدال رامافوزا بحلول الانتخابات المقبلة لعام 2022، وعلى هذا الأخير ان يقاتل من أجل بقائه السياسي».
وتذكّر هذه المحللة، أن “الفساد والمحسوبية، متجذران في الحزب، وهو نموذج عمل مربح، لا يريد الكوادر المساس به».
عقود عامة مشكوك فيها
إن جائحة كوفيد-19، التي قتلت رسميًا 50 الفا (ربما أكثر)، هي مثال آخر. لقد تم اختلاس الأموال المخصصة لمكافحة فيروس كورونا، حتى من قبل مقربين من الرئيس. ويتم فحص أكثر من 160 عقدًا عموميا محل شكوك من قبل المحققين. “يجب على رامافوزا أن ينظف صفوفه”، تضيف سوزان بويسن.
تقوّض هذه المنافسات فعالية الدولة، في وقت تعاني البلاد، الأكثر تضررًا من فيروس كوفيد-19 في إفريقيا، من أزمة. فقد انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7 فاصل 5 بالمائة عام 2020، وقفز معدل البطالة إلى أكثر من 32 بالمائة، وازداد سقف التفاوت الاجتماعي علوّا هو المرتفع اصلا. “لا يزال سيريل رامافوزا يتمتع بصورة جيدة لدى الرأي العام، لكنه لن ينجح في رئاسته إلا إذا كان الحزب وراءه”، يلخص الأكاديمي مجبيسي ندليتيانا.
ومع ذلك، من المرجح أن تستمر الاضطرابات الداخلية. بعد عدة تأجيلات، سيجد جاكوب زوما نفسه في قفص الاتهام في 17 مايو المقبل في قضية أخرى، إلى جانب شركة تاليس الفرنسية (طومسون سي اس اف سابقًا). وهو متهم بتلقي 220 ألف يورو على شكل عمولات من شركة الدفاع الفرنسية العملاقة، على هامش عقد أسلحة ضخم تم منحه عام 1999، عندما كان نائبا للرئيس.
وأكد محام سابق في تاليس عام 2018، أن جاك شيراك، ونيكولا ساركوزي،
مارسا ضغوطًا على بريتوريا للتستر على القضية. “لقد بيّنت لنا فرنسا في الآونة الاخيرة أن رئيسًا سابقًا يمكن إدانته عبر العدالة،
يشير مجبيسي ندليتيانا، ولنأمل أن نتمكن من القيام بذلك أيضا».
- خلف الكواليس، تدور معركة أخرى: معركة السيطرة على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وبالتالي على البلاد
في لعبة القط والفأر، يبدع جاكوب زوما، مثل ما كان يفعل زمن التمييز العنصري، عندما يهرب رئيس جهاز المخابرات في المؤتمر الوطني الأفريقي، (يعمل في السرية آنذاك) من النظام العنصري لسلطة البيض. لكن هذه المرة، يظهر مهارته أمام عدالة بلاده، التي أصبحت اليوم ديمقراطية، مستخدماً الحيل الإجرائية وإساءة استخدامها لكسب الوقت.
عامان سجنا
لكن، طفح الكيل... بعد رفض رئيس الدولة السابق المثول أمامه، طبّق القاضي ريموند زوندو، رئيس لجنة التحقيق في فساد الدولة تحت رئاسة زوما (2009-2018)، تهديده. وطالب المحكمة الدستورية بالسجن عامين ضد الرجل البالغ من العمر 78 عاما، لرفضه “عمدا وبشكل غير قانوني”، التقدم في التحقيق. ومن المتوقع صدور الحكم في غضون عدة أسابيع. وفي هذا المسلسل الذي لا ينتهي، ويضايق أو يفتن جماهير جنوب إفريقيا، يصرخ جاكوب زوما، انها مطاردة الساحرات، ومن يتهم؟ خليفته، سيريل رامافوزا، الذي دفعه إلى الاستقالة في أوائل عام 2018 بعد سلسلة من الفضائح.
أزمة سياسية
«الحقيقة، هي أن زوما يجد نفسه محاصرًا، كما يعتقد أستاذ العلوم السياسية مجبيسي ندليتيانا، في جامعة جوهانسبرغ، إذا جاء للإدلاء بشهادته أمام اللجنة، فسيواجه صعوبة كبيرة في دحض التهم الموجهة إليه”، لذا فهو يحاول اثارة أزمة سياسية «.
مرّ ما لا يقل عن أربعين شاهداً -وزراء ووزراء سابقون وكبار المسؤولين ورجال الأعمال -ليصفوا آليات نظام واسع لنهب الموارد العامة تحت رعاية جاكوب زوما. كليبتوقراطية، كلفت الدولة مئات الملايين من اليورو، ورأى فيها مواطنو جنوب إفريقيا رمزا لانحراف مافيوزي من قبل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، والذي كان سينتهي به إلى إدارة ظهره لأولئك الذين حررهم من الاضطهاد.
إن “هذه القضية اختبار وخطر على ديمقراطيتنا الفتية، يعتبر بيير دي فوس، أستاذ القانون الدستوري في جامعة كيب تاون، إذا نجح زوما، سيجد سكان جنوب أفريقيا صعوبة في الاعتقاد بأنه يمكن مساءلة الأقوى».
محاربة الفساد
خلف الكواليس، تدور معركة أخرى: معركة السيطرة على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وبالتالي على البلاد، بما أن حركة نيلسون مانديلا يعاد انتخابها باستمرار منذ أول انتخابات ديمقراطية (1994).
نقابي سابق تحول إلى مليونير، جعل سيريل رامافوزا مكافحة الفساد معركته. وفي أغسطس، أقر واجب الاستقالة لأعضاء حزبه الذين يحاكمون بتهمة الفساد. لكن أقارب جاكوب زوما يقاومون، بقيادة الرجل الثاني في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، آيس ماغاشول، المتورط ايضا في عقود عامة مزوّرة.
«إن معارضي رامافوزا يستنفرون الساخطين، تلاحظ سوزان بويسن، أستاذة العلوم السياسية، ومؤلفة كتاب “السلطة الهشة”، مطبعة جامعة ويتس، إنهم يعتزمون استبدال رامافوزا بحلول الانتخابات المقبلة لعام 2022، وعلى هذا الأخير ان يقاتل من أجل بقائه السياسي».
وتذكّر هذه المحللة، أن “الفساد والمحسوبية، متجذران في الحزب، وهو نموذج عمل مربح، لا يريد الكوادر المساس به».
عقود عامة مشكوك فيها
إن جائحة كوفيد-19، التي قتلت رسميًا 50 الفا (ربما أكثر)، هي مثال آخر. لقد تم اختلاس الأموال المخصصة لمكافحة فيروس كورونا، حتى من قبل مقربين من الرئيس. ويتم فحص أكثر من 160 عقدًا عموميا محل شكوك من قبل المحققين. “يجب على رامافوزا أن ينظف صفوفه”، تضيف سوزان بويسن.
تقوّض هذه المنافسات فعالية الدولة، في وقت تعاني البلاد، الأكثر تضررًا من فيروس كوفيد-19 في إفريقيا، من أزمة. فقد انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7 فاصل 5 بالمائة عام 2020، وقفز معدل البطالة إلى أكثر من 32 بالمائة، وازداد سقف التفاوت الاجتماعي علوّا هو المرتفع اصلا. “لا يزال سيريل رامافوزا يتمتع بصورة جيدة لدى الرأي العام، لكنه لن ينجح في رئاسته إلا إذا كان الحزب وراءه”، يلخص الأكاديمي مجبيسي ندليتيانا.
ومع ذلك، من المرجح أن تستمر الاضطرابات الداخلية. بعد عدة تأجيلات، سيجد جاكوب زوما نفسه في قفص الاتهام في 17 مايو المقبل في قضية أخرى، إلى جانب شركة تاليس الفرنسية (طومسون سي اس اف سابقًا). وهو متهم بتلقي 220 ألف يورو على شكل عمولات من شركة الدفاع الفرنسية العملاقة، على هامش عقد أسلحة ضخم تم منحه عام 1999، عندما كان نائبا للرئيس.
وأكد محام سابق في تاليس عام 2018، أن جاك شيراك، ونيكولا ساركوزي،
مارسا ضغوطًا على بريتوريا للتستر على القضية. “لقد بيّنت لنا فرنسا في الآونة الاخيرة أن رئيسًا سابقًا يمكن إدانته عبر العدالة،
يشير مجبيسي ندليتيانا، ولنأمل أن نتمكن من القيام بذلك أيضا».