جدل في أمريكا بعد مزاعم بايدن بنهاية كورونا

جدل في أمريكا بعد مزاعم بايدن بنهاية كورونا


أعلن الرئيس الأمريكي بمقابلة مع برنامج “60 دقيقة” مساء الأول من أمس أن جائحة كورونا انتهت. ولكن ارتدادات هذا الكلام كانت قوية طيلة. تظهر المعطيات الأمريكية أن الجهات الصحية تعلن يومياً منذ نهاية أبريل -نيسان حتى اليوم وفاة قرابة 500 شخص، والإصابات لا تنخفض عن 50 ألف يومياً، لذا فإن كلام الرئيس جو بايدن عن نهاية الجائحة كان له أثر كبير على أصعدة عدة، ولعل أبرزها يكمن بالشق الإنساني والاقتصادي.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” أن كلام بايدن يمكن وصفه بأحسن الأحوال بـ”غير الحساس تجاه المرضى والأهالي ضحايا الفيروس ناقلة عن بعض خبراء الصحة قولهم إن كلامه يتعارض مع العلم. وفي حين يسلط الإعلام الأمريكي اليوم على النسب الجيدة من متلقي اللقاحات ومرتدي الكمامات بالإضافة إلى الإجراءات الصحية المتخذة في الأماكن المغلقة، إلا أنها تشدد على أن ورود هذه العبارة على لسان رئيس الدولة له تداعيات تنفيذية، بخاصة أن لا صلاحية فعلية لديه بإمكان إعلان نهاية وباء صحي.

جائحة كورونا التي تم اعتبارها وباءً في 2020 من قبل منظمة الصحة العالمية، ستكون الجهة المسؤولة الوحيدة التي يمكن أن تعلن نهايتها، وكان مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يوم 14 سبتمبر (أيلول) “لم نكن يوماً بموقع أفضل مما نحن عليه الآن للقضاء على الجائحة”، محذراً “لم نحقق ذلك بعد لكن النهاية في متناول اليد». ولكن صحيفة “واشنطن بوست” رأت من جهتها أن كلام بايدن قد يكون منبعه الاستعداد للانتخابات النصفية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) حيث يود دعم نهجه السياسي قدر الإمكان كي يجدد الناخبون الثقة بحزبه الديمقراطي ويقترعون لمرشحي حزبه للكونغرس وحكام بعض الولايات والمسؤولين المحليين. كلام بايدن لم يقتصر فقط على الصعيد الإنساني والسياسي الداخلي، بل كان له أثر بالغ على الصعيد الاقتصادي أيضاً مع ارتدادات أصابت شركات انتاج اللقاحات.

فقد أدى تصريح بايدن المقتضب إلى تطير أكثر من 10 مليارات دولار من القيمة السوقية لشركات تصنيع اللقاحات ضد كورونا يوم أمس، بحسب تقرير “فاينانشيال تايمز». فقد عانت أسهم شركة موديرنا، وبينتاك، ونوفافاكس انخفاضاً يصل إلى 9%، بينما انخفضت أسهم شركة فايزر، التي تمتلك مروحة واسعة من المنتجات، بنسبة 2% في التعاملات المبكرة في نيويورك. وتنقل الصحيفة أن المبيعات الأمريكية للقاحات - التي دعمتها الحكومات عبر شراء كميات كبيرة منها - ستبدأ بالتراجع والاعتدال لكي تشبه سوقاً أكثر نموذجياً مثل سوق لقاحات الإنفلونزا، التي تدر ما يقرب من 5 مليارات دولار سنوياً.