استغرقت 6 ساعات باستخدام تقنية ثقب المفتاح
جراحة نوعية لتصحيح انحناء العمود الفقري في ميدكير تساعد أردنية 75 عاماً على استعادة القدرة على الحركة
تعد هشاشة العظام من أكثر أمراض العظام شيوعاً التي تصيب واحدة من كل ثلاث نساء وواحد من كل خمسة رجال فوق سن الـ 50 على مستوى العالم. وعالمياً، تشير التقديرات إلى أن هشاشة العظام تؤثر في 200 مليون امرأة - ما يقرب من عُشر النساء فوق سن الـ 60، وخُمس النساء فوق سن الـ 70، وخُمسي النساء فوق سن الـ 80 وثلثي النساء فوق سن الـ 90. وتتسبب هشاشة العظام بتشوهات وكسور عظمية قاتلة لكونها تؤثر في كثافة العظام.
وحظيت سيدة أردنية تبلغ من العمر 75 عاماً، كانت تعاني تشوهاً حاداً في عمودها الفقري وكسوراً متعددة ناجمة عن هشاشة العظام، بفرصة جديدة للحياة بعد خضوعها لجراحة تصحيحية للعمود الفقري في مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري في دبي.
وكانت هشاشة العظام، وهو مرض تنخفض فيه كثافة ونوعية العظم مع إمكانية حدوث تشوهات وكسور قاتلة، قد ألحقت ضرراً بالغاً بالمريضة. حيث عانت انحناءً في عمودها الفقري بمقدار 85 درجة، مما جعلها عاجزة عن الوقوف منتصبة أو حتى النظر إلى أعلى، إلى جانب شعورها بألم مبرح وقدرة محدودة جداً على الحركة.
وشرح الدكتور “ثائر درويش”، استشاري في جراحة المخ والأعصاب وجراحة العمود الفقري في مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري في دبي، قائلاً: “على الرغم من أن الحُداب حالة مرضية مألوفة وشائعة بين كبار السن، غير أن حالة هذه المريضة بالتحديد كانت شديدة، وتميزت بانحناء عمودها الفقري إلى الأمام بمقدار 85 درجة، مما أثّر في المنطقة الوسطى والسفلى من ظهرها، وتسبب لها بكسور في العمود الفقري، ما أفضى إلى بروز وسط الجسم للأمام بدلاً من الكتفين. ولم تُسفر هذه الحالة عن شعور المريضة بآلام مبرحة فحسب وإنما أعاقت أنشطتها اليومية وأثرت في جودة حياتها أيضاً”. وشدّد الدكتور “ثائر” على أن الحُداب يمكن أن يؤثر على نحو ملحوظ في نوعية الحياة، عبر جعل الجلوس أو النظر نحو الأعلى مهمة صعبة للغاية. وفي هذه الحالة الفريدة من نوعها، فقد كان يستحيل على المريضة في ظل ما تعانيه من انحناء بمقدار 85 درجة أن تحافظ على وضعية صحيحة.
في البداية، لجأ خبراء رعاية صحية آخرون إلى علاج المريضة بالحقن الإسمنتي “رأب العمود الفقري”، لكن حالتها تطلبت نهجاً علاجياً أكثر تطوراً. وإدراكاً منهم للتحديات الناجمة عن هشاشة العظام الشديدة التي تعاني منها المريضة وزيادة قابلية تعرضها لكسور، قرر الفريق الطبي في ميدكير استخدام تقنية جراحية مبتكرة ومعقدة تنطوي على إجراء شق بحجم ثقب المفتاح، مبتعدين بذلك عن الطرق التقليدية في العلاج. وكان الهدف من هذا الإجراء المعقد تعديل العمود الفقري، وتصحيح التشوه، مما أدى إلى عكس الحُداب على نحو مذهل بواقع 39 درجة. وإضافة إلى ذلك، تم استخدام الحقن الإسمنتي للفقرات لعلاج الكسور لديها وحمايتها من مضاعفات أخرى ناجمة عن هشاشة العظام.
ويرجع الفضل في نجاح هذه العملية الجراحية المكثفة، التي استغرقت ست ساعات متواصلة من دون حدوث أي مضاعفات برغم كبر سن المريضة، إلى منظومة المراقبة العصبية المتطورة في المستشفى. حيث أتاحت هذه المنظومة للجرّاحين إمكانية مراقبة حالة الحبل الشوكي والأعصاب بشكل آني خلال الإجراء، وبالتالي الوقاية من تلف الأعصاب. وساهمت التقنية الجراحية طفيفة التوغل، من خلال عمل شقوق بحجم ثقب المفتاح، في تعافي المريضة بشكل أسرع وتقليل شعورها بألم ما بعد الجراحة. وأعربت المريضة عن عميق امتنانها للرعاية الاستثنائية التي تلقتها من مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري، قائلةً: “أود أن أعرب عن بالغ شكري وعميق تقديري للرعاية المتميزة التي حظيت بها في مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري، حيث أصبح بإمكاني الآن الاستمتاع بمتع الحياة البسيطة. وهذا يعني بالنسبة لي أنه يمكنني أن أعيش حياتي على أكمل وجه، وأنسب الفضل في ذلك إلى الله تعالى ثم إلى الدكتور ثائر درويش وكامل أعضاء فريق مستشفى ميدكير. ويمكن لأولئك الذين يعيشون مع ألم مزمن أن يفهموا ما أعنيه».
وسلّط الدكتور “ثائر” الضوء على ندرة وتعقيد مثل هذه الاجراءات، وكذلك ارتفاع مخاطر فشلها، قائلاً: “إن علاج تشوهات الحُداب عند المرضى المسنين، الذين يعانون أصلاً من هشاشة عظام شديدة، يترافق مع تحديات هائلة. ومع ذلك، أسفر النهج العلاجي المتطور الذي تبنيناه عن تحقيق نتائج ناجحة في نهاية المطاف، لنؤكد مجدداً التزامنا بتجاوز حدود المألوف والممكن في جراحات تصحيح العمود الفقري. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه لا ينبغي على المرضى، بغض النظر عن أعمارهم، أن يفقدوا الأمل أو أن يستسلموا لحياة مؤلمة ومقيدة، فهناك دوماً أمل بالشفاء إذا ما وضعوا صحتهم في أيدٍ أمينة». ومنذ خضوعها للعملية الجراحية، حققت المريضة تقدماً ملحوظاً، وهي الآن قادرة على الجلوس بشكل منتصب والنظر إلى الأمام بشكل مباشر من دون الشعور بألم. ويتخصص مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري في جراحات العمود الفقري المعقدة للغاية ويقدم حلولاً للحالات المرضية مثل الحُداب والقعس والجنف وغيرها. وتضمن تقنيات التوغل الجراحي الطفيف، والتكنولوجيا المتطورة، والفريق الطبي المتمرّس ذو المعرفة والخبرة الواسعة في المستشفى توفير رعاية صحية وفق أعلى معايير السلامة والكفاءة.