تحتل بلد المليون ونصف شهيد المركز العاشر على مستوى العالم من حيث المساحة والأولى عربيا والثانية في العالم الإسلامي، وتطل على البحر الأبيض المتوسط في خريطة الكرة الأرضية، ومن الشمال الشرقي تونس وشرقاً ليبيا والصحراء الغربية ومن الغرب المغرب ومن الجنوب الغربي موريتانيا ومالي ومن الجنوب الشرقي النيجر ، أما موقع الجزائر على خريطة أكسبو 2020 دبي، فتغير مكانها وصار لها أبعاد وجيران جدد وتشابكت مع دول خليجية وأوروبية وعربية لتفتح أبوابها للزوار بدون تأشيرة دخول ، فجناح الجزائر يستقبل زواره بالترحاب ويقدم لهم وجبة من الثقافة المتنوعة والتراث الممتد إلى عمق التاريخ. 

تقول فيروز شريفي المتحدث الإعلامي لجناح دولة الجزائر في معرض اكسبو 2020 دبي ، تعود مشاركات دولة الجزائر في المعارض الدولية إلى ستينات القرن الماضي حيث شاركت في عشرة معارض عالمية بدأت في عام 1967 في كندا، وتوجت خلال هذه الفترة الزمنية بأربعة جوائز ، حيث حققت الميدالية الفضية في اسبانيا عام 2008 ، وبالميدالية الذهبية بشنغهاي بالصين في 2010 وفي 2012 توجت بالمدالية البرنزية في اسلو كوريا الجنوبية وفي 2015 توجت بالميدالية الذهبية بميلانو في ايطاليا.

وعن مشاركة دولة الجزائر في معرض أكسبو 2020 دبي تقول فيروز شريفي ، تمت المشاركة بهدف إبراز ثقافتنها وإرثنها الثقافي ودور الجزائر المحوري في المجتمع الدولي، ولعرض طبيعتها الخلابة وتسليط الضوء على تاريخها وعاداتها وتقاليدها، مما يعكس تطلعاتها وخطتها الاستراتيجية بما يتماشى مع التطور العالمي السريع في المجالات المختلفة والاهتمام بالمستقبل وما يحمله من تداعيات وتغيرات في المناخ والاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وكذلك توضيح دورها على الساحة الدولية والعالمية ومكانتها الرائد في أفريقياوالشرق الأوسط. 

أما عن تصاميم جناح الجزائر في معرض أكسبو 2020 دبي أفادت فيروز شريفي أنها مستوحاه من مدينة القصبة العتيقة التى تضرب في عمق التاريخ والمتواجدة في الجزائر العاصمة، فضلا عن كونها مرآة تراثنا القديم، حيث أنها مصنفة في منظمة التراث العالمي وتعد أجندة التوثيق للعادات والتقاليد و الأفاق المستقبلية في الجزائر.

كما اهتم الجناح الجزائري بالمحتوى، حيث استدعى فكرة المضمون من الرحلة من الجنوب الجزائري إلى شماله عبر الطريق العملاق والعابر للصحراء الذي ساهمت فيه الجزائر مع خمسة دول هم تونس، مالي، النيجر، نيجيريا وتشاد، ويعد هذا المشروع من العوامل التنموية الاقتصادية والتجارية بإمتياز، ويمتد هذا المشروع بطول عشرة ألاف كيلومتر مقسمة على الدول المشاركة فيه، وبهذا تصبح الجزائر بوابة إلى المستقبل، وتبدأ الرحلة من الجنوب وقد قسم الجناح إلى محطات شملت رحلة طويلة من الجنوب مرورا بالمدن، والجدير بالذكر أن الجزائر تمتلك ستة أقمار صناعية عالية الجودة مختلفة الاستخدامات، والمحطة الثانية في مدينة عين صالح التى تعد منطقة الطاقة المستدامة في الجزائر، ومنها الطاقة الشمسية والكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الأرضية، والجزائر تتميز في الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالطاقة الشمسية والمتجددة، أما المحطة الثالثة تأخذنا إلى توفر المياه الجوفية والسطحية والتحلية حيث تستغل مياه البحر في التحلية والشرب والري والزراعة ومستلزمات الحياة، أما المحطة الرابعة في الرحلة فتأخذنا إلى مستقبل الجزائر والمدن الذكية التى تعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتقدم والتنمية المستدامة والسعي لتحقيق البيئة النظيفة والخضراء، مع وجود مطار لربط الجزائر بالعالم، فضلا عن وجود مراكز للأبحاث العلمية متمثلة في الجامعات والمستشفيات.

وأضافت فيروز شريفي المتحدث الإعلامي لجناح دولة الجزائر بأن الجناح الجزائري أهتم بالضيوف وجعل الممرات وما تحتويه من مضمون في مرمى عين الزائر ، كما نصبت جدارية يعلق فيها الزائر انطباعه عن الجناح وشعوره بالرحلة داخل الجناح، وذلك لاكتشاف أراء الزوار وتحليلها والعمل بها في المستقبل ولتكون أرشيفاً وتوثيق مهم من خلال وجود عدة أراء وتوجيهات واشادة، وللزائر الحرية في التعبير عن مشاعره، وفي نهاية الرحلة سوف يشاهد الزائر فيلم وثائقي لمدة ثلاث دقائق يعرض فيه أبرز المعالم في الجزائر وما تضمه من طبيعة وتاريخ وتوضح الامكانيات الاقتصادية والبشرية.

وأعربت فيروز شريفي عن سعادتها بالمشاركة في أكسبو 2020 دبي، قائلة : نحن فخورون جداً بتواجدنا في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وإننا سعداء جداً بهذا التنظيم الرائع ونفخر بأننا نقول للعالم أننا العرب وفي الشرق الأوسط قادرون على تنظيم كبرى المعارض وتحقيق الأمن والأمان والتعايش السلمي بين مجتمعاتنا وأن لدينا من الكوادر البشرية والعقول الشابة التى تستطيع ان تنجز أي أعمال تنافس العالم بفضل مساندة القيادة الحكيمة والرشيدة والمتابعة الحثيثة لتحقيق الأهداف المرجوه من المشاركات الدولية وتمثيل أسم الجزائر في المحافل العالمية ورفع العلم على أرض طيبة كأرض الإمارات، وفي الوقت نفسه نظهر أمام العالم بإمكانياتنا الهائلة في تحقيق خطتنا الاستراتيجية، وتقديم للعالم مجتمع متسلح بالعلم والمعرفة ويستند على القيم والمبادئ والتعايش السلمي.