حرب أم صفقة؟.. ترامب يتأرجح بين العقاب والتقارب مع الصين

حرب أم صفقة؟.. ترامب يتأرجح بين العقاب والتقارب مع الصين


كشفت تقارير حديثة صراعا داخليا في عقل الرئيس  ترامب تجاه الصين، بين تهديدات صارمة بفرض تعريفات جمركية مشددة، وتصريحات مفاجئة بالتقارب والدبلوماسية؛ ما يعكس تناقضا استراتيجيا يربك الأسواق ويثير تساؤلات حول ما إذا كان الرئيس يسعى للعقاب أم للتسوية، أو ربَّما كلا الأمرين في آن واحد.وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن الرئيس ترامب  أعلن قبل أيام فقط، عن تصعيد الحرب التجارية مع الصين، واصفا القيود الصينية على المعادن النادرة بأنها “شيطانية وعدائية” و”فضيحة أخلاقية”، مهددا بفرض تعريفات تصل إلى 100% على جميع المنتجات الصينية، وهذا التصعيد أثار ذعر الأسواق، وسجلت الأسهم الأمريكية هبوطا حادا، فيما بدت الشركات في حالة ارتباك كامل.لكن بعد 48 ساعة فقط، تغير موقف ترامب فجأة، موضحا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يمر بـ”لحظة سيئة”، ومطمئنا متابعيه بأن واشنطن “تريد مساعدة بكين وليس إيذاءها”، لكن هذه التناقضات أكدت وجود صراع داخلي حول أفضل طريقة للتعامل مع الصين، مع محاولة الموازنة بين الرد الانتقامي والتقارب الدبلوماسي.وكشفت مصادر أن تهديدات ترامب دفعت الأسواق الأمريكية للغوص في انخفاض حاد، بينما ارتفعت بعض المؤشرات بعد تراجعها النسبي، وفي المقابل، أوقفت الصين شراء المنتجات الزراعية الأمريكية مثل الصويا؛ ما جعل المزارعين الأمريكيين رهائن للوضع، وسط محاولات الإدارة لتهدئة الأسواق وضمان استقرار القطاع الزراعي.
استراتيجيته بين الانفصال والتقارب
وكشف الخبراء أن ترامب في بعض الأوقات، تبنى خطوات لإعادة “فصل” الولايات المتحدة عن الصين، من خلال تهديدات بفرض تعريفات شديدة ووقف بيع التكنولوجيا الحساسة، وحتى إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين، وفي الوقت نفسه، يسعى إلى لقاء محتمل مع شي، وإبقاء الباب مفتوحا لاتفاق تجاري واسع، في محاولة لتعزيز صورته كـ”صانع صفقات بارع».
الصين والمعادن النادرة.. نقطة النزاع المركزية
وحذر مراقبون من أن القيود الصينية على المعادن النادرة تهدد سلاسل التصنيع العالمية؛ إذ تتحكم بكين في إمدادات المواد المستخدمة في المحركات والفرامل والرقائق الإلكترونية والطائرات المقاتلة؛ ما سيجعل الشركات العالمية مضطرة للحصول على تراخيص، مع استبعاد أي شركات لها صلة عسكرية، وهذه الخطوة أثارت توترات إضافية مع الإدارة الأمريكية، التي توسعت مؤخرا في قيود التكنولوجيا العالمية.ويرى محللون أن ترامب يخاطب جمهورين مختلفين: التهديدات الأولية كانت لإظهار الحزم ومعاقبة بكين، في حين تهدف الرسائل الأهدأ إلى تهدئة الأسواق وطمأنة الحلفاء، كما يترك المجال أمام الصين للتراجع دون تصعيد أكبر.

غموض المستقبل والضغط المستمر
ورغم التوترات، لم يصدر البيت الأبيض أي توضيح حول سبب التغيير المفاجئ في لهجة ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفي الوقت نفسه، حذر نائب الرئيس “فانس” الصين من الرد العدواني، مؤكدا أن ترامب يمتلك أوراقا أكثر من تلك التي تمتلكها بكين، بينما يتابع الجميع بحذر قدرة الإدارة على الحفاظ على نفوذها خلال الأشهر المقبلة.