رئيس الدولة يزور فعاليات اليوم الثالث لمعرض دبي للطيران 2025 ويلتقي وزير الدفاع الإيطالي
خبراء: بوصلة ترامب لضرب نظام مادورو «تائهة»
تحدث خبراء في العلاقات الدولية عن “غياب” المعطيات، التي من الممكن أن يُراهن عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ضرب نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، سواء من خلال تحرُّكات المعارضة في الداخل أو ذهاب الجيش إلى تنفيذ انقلاب عسكري.
وأوضحوا لـ”إرم نيوز”، أن المعارضة منقسمة بين القوى السياسية المختلفة، والجيش الفنزويلي يقف حتى الآن إلى جانب مادورو، ولم يحدث اختراق في المؤسسة العسكرية، كما لا توجد تقارير جدّية عن وحدات عسكرية أو قوى معارضة قادرة على تنفيذ انقلاب سياسي.
وأشار الخبراء إلى أن احتمال وقوع انقلاب عسكري الفترة القادمة في كراكاس يبدو ضعيفاً بسبب شعبية وحضور مادورو داخل المؤسسة العسكرية، إضافة إلى أنه سيكون هناك غياب لأي دعم شعبي واسع لأي تحرك يقود إلى انقلاب على الرئيس الفنزويلي.
ومؤخرًا، رفض مجلس الشيوخ الأمريكي بفارقٍ ضئيل قرارًا يمنع الرئيس ترامب من شن ضربات عسكرية ضد فنزويلا دون موافقة الكونغرس، في حين أكدت روسيا استعدادها لتقديم الدعم والاستجابة الفورية لأي طلب من فنزويلا لمواجهة أي ضربات أمريكية محتملة.
انقسام المعارضة وضعفها
وقال أستاذ التواصل السياسي في جامعة كادس إشبيلية الإسبانية والخبير في الشؤون اللاتينية، الدكتور محمد المودن، إن الموقف الرسمي للمعارضة الفنزويلية تجاه التصعيد العسكري في المنطقة، مع التهديدات العلنية التي أطلقها ترامب بشأن هجمات على فنزويلا، يعكس حالة من الحذر والتحسُّب.
وأضاف لـ”إرم نيوز”، أن غياب دلائل على تحرُّكات معارضة منظمة أو وجود قوة قادرة على تنفيذ انقلاب على نظام مادورو في الوقت الراهن يجعل هذا السيناريو غير مرجّح حالياً، وإنما قد يكون ما ترجوه الولايات المتحدة لزيادة الضغط على النظام.وأشار الدكتور المودن إلى أن المعارضة تظل منقسمة بين القوى السياسية المختلفة، حيث إن بعض مكوّناتها يدعو إلى تصعيد الضغط الدولي والدبلوماسي وليس إلى الحل العسكري أو إلى انقلاب مباشر.
وأوضح أن التحركات العسكرية الأمريكية من تعزيزات حاملات الطائرات والقوات الخاصة والطائرات المتطوّرة، وكذلك رفع مكافأة اعتقال مادورو إلى مبلغ قياسي، تأتي كجزء من استراتيجية أمريكية تهدف إلى الضغط على نظام كراكاس لزعزعة استقراره.
ولفت الدكتور المودن إلى أن إدارة ترامب لم تتخذ قراراً نهائياً بشأن هجوم عسكري شامل وحاسم، لكنها وضعت عدة خيارات عسكرية قيد الدراسة تتراوح بين ضربات جوية محدودة ومحاولات للإطاحة بالنظام، مع استمرار واشنطن في تصوير مادورو كزعيم لشبكات تهريب المخدرات لتبرير مزيد من الضغط الدولي والعسكري.
وأفاد بأن الجيش الفنزويلي يقف حتى الآن إلى جانب مادورو، ولم يحدث اختراق في المؤسسة العسكرية، كما لا توجد تقارير جدّية عن وحدات عسكرية أو قوى معارضة قادرة على تنفيذ انقلاب سياسي.
وأكد الدكتور المودن أن احتمال وقوع انقلاب عسكري في الفترة القادمة يبدو ضعيفاً بسبب الدعم العسكري والسياسي الذي يحظى به مادورو داخل المؤسسة العسكرية وغياب دعم شعبي واسع لأي تحرك من هذا النوع، ما يعني أن المرحلة المقبلة قد تشهد توتراً عسكرياً ودبلوماسياً متصاعداً دون انقلاب حاسم.
واستدرك بأن المعارضة الفنزويلية لا تزال تتأرجح بين المواقف الدبلوماسية والتدهور السياسي الداخلي، ولم تقترب بعد من مبادرة عسكرية فعلية ضد مادورو، في وقت تراهن فيه واشنطن على دور المعارضة كجزء من استراتيجيتها ضد نظام كراكاس، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب انقسام وضعف المعارضة، ما يقلل من قدرتها على تحقيق أهداف واشنطن بشكل منفرد.
وذكر الدكتور المودن أن التصعيد العسكري الأمريكي والتعزيزات قرب السواحل الفنزويلية وتهديدات بعمليات عسكرية تُستخدم كوسيلة ضغط موازية للدعم السياسي للمعارضة بهدف إضعاف مادورو وخلق حالة توتر داخل النظام، والمعارضة حتى الآن لن تتمكن من خلق حالة انقلاب ذات تأثير كبير وهي متباينة في توجهاتها وأدوارها ما يجعل واشنطن تراهن على استمرارية الضغط السياسي الدبلوماسي إلى جانب التحركات العسكرية غير المباشرة.
مأزق صعب
بدوره رأى الخبير في الشؤون الأمريكية، نعمان أبو عيسى، أن ترامب قد غيّر سياسته تجاه فنزويلا في المراحل الأخيرة، حيث بدأ باستهداف الزوارق التي يعتبرها مهربة للمخدرات في المياه الواقعة خارج الإقليمية ولكنها قريبة من الحدود الفنزويلية، وهو ما يشكل تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية تجاه كاراكاس.
وبيّن لـ”إرم نيوز”، أن ترامب اعتمد إرسال أكبر حاملة طائرات أمريكية إلى المنطقة لتقترب من الشواطئ الفنزويلية مع حشد نحو 10 آلاف جندي في المياه القريبة من فنزويلا، في خطوة يمكن فهمها على أنها تهديد مباشر لنظام كراكاس، الذي تعتبره واشنطن متورطًا في تجارة المخدرات وتهديدًا للأمن القومي الأمريكي.
وأضاف أبو عيسى أن الرئيس مادورو سارع إلى إجراء اتصالات مع موسكو، التي أرسلت في الأيام القليلة الماضية بعض الشحنات والمساعدات العسكرية إلى فنزويلا دعمًا للنظام، إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كانت موسكو مستعدة فعليًا للدخول في مواجهة أو لإنقاذ مادورو في حال وقوع هجمات أمريكية على الأراضي الفنزويلية تستهدف الطيران أو الأسطول البحري الفنزويلي.
وأكد أن هناك توقعات بأن ترامب قد يسعى من خلال هذه التحركات إلى الضغط على الجيش الفنزويلي وتشجيع قادته على تنفيذ انقلاب ضد مادورو لإحداث تغيير في الحكومة الحالية التي تعارض السياسات الأمريكية في المنطقة، لافتا إلى أن نحو 9 ملايين فنزويلي قد نزحوا بالفعل من البلاد، طالبين اللجوء في الدول المجاورة.
واستكمل أبو عيسى بأن العلاقات بين واشنطن وكراكاس تمر بمرحلة شديدة التعقيد، فبينما حاولت فنزويلا سابقًا فتح باب التفاهم عبر مقترحات تبادل للمهاجرين بين البلدين، فإن ذلك لم يكن كافيًا لإقناع الرئيس ترامب ببناء علاقات أقوى بين الطرفين.
ونوه بأن الرئيس مادورو يجد نفسه اليوم في مأزق صعب، بين مواجهة الضغوط الأمريكية المتصاعدة وكيفية التعامل مع واشنطن.