رئيس الدولة يستقبل حاكم الفجيرة ويبحث معه الموضوعات والقضايا التي تهم شؤون الوطن والمواطن
خبراء: تحالف روسيا وفنزويلا يشكل عاملًا جديدًا في معادلة التوازن الإقليمي
رأى خبراء أن التحالف المتنامي بين روسيا وفنزويلا بات يشكل عاملًا جديدًا في معادلة التوازن الإقليمي، خاصة مع دفاع موسكو المتكرر عن “سيادة فنزويلا”، في مواجهة محاولات واشنطن فرض نفوذها بالقوة.
واعتبروا في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن الموقف الروسي يمنح كراكاس غطاء سياسياً ودبلوماسياً في مواجهة الضغوط الأمريكية المتصاعدة.
ويأتي التحالف الروسي الفنزويلي في وقت تعود فيه مياه الكاريبي إلى واجهة الصراع الدولي، خاصة بعد إرسال الولايات المتحدة لقوة بحرية “ضخمة” تضم 6 سفن حربية وغواصة نووية هجومية إلى الشواطئ الفنزويلية.
ووفقاً للمراقبين، فإن التحالف الروسي الفنزويلي اليوم لم يعد كما كان في سنوات سابقة، حيث يتجه من شراكة عسكرية مكثفة إلى شراكة سياسية ودبلوماسية أكثر حذرًا.
أداة ضغط
وقال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز “جي إس إم” للأبحاث والدراسات في روسيا، إن موسكو تجري منذ عام 2019 مشاورات مع كل من كاراكاس وهافانا بشأن احتمالية التعاون العسكري، وذلك عقب انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
وأضاف لـ”إرم نيوز”، أن روسيا شرعت منذ ذلك الحين في البحث عن بدائل تمكنها من نشر منظومات صاروخية قادرة على إطلاق صواريخ متوسطة وقصيرة المدى، معتبرًا أن التصعيد الأمريكي الأخير في منطقة البحر الكاريبي، خاصة تجاه فنزويلا قد يمنح موسكو فرصة لإعادة فتح هذا الملف.
وأوضح الدكتور ملحم أن موسكو قد ترى في هذه التطورات مبررًا لدراسة نشر منظومات صاروخية مثل “أو آر إس إتش نيك (ORSHENIK)»، وهو خيار يتطلب بطبيعة الحال مفاوضات مكثفة قبل أي خطوة عملية.
وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية تطالب بالفعل بنشر أسلحة تكتيكية على أراضيها، ما يفتح الباب أمام روسيا للرد بخطوات مماثلة في مناطق قريبة من الحدود الأمريكية مثل فنزويلا أو كوبا.
ولفت الدكتور ملحم إلى أن موسكو كانت قد أعلنت مؤخرًا تحللها من كافة القيود والالتزامات المتعلقة بمعاهدة الصواريخ المتوسطة، وهو ما يمنحها هامشًا أوسع للمناورة.
وبيّن أن الحديث السابق عن إمكانية نشر صواريخ روسية في كوريا الشمالية أثار قلق الغرب، لكونه يشكل تهديداً مباشراً لكل من اليابان وكوريا الجنوبية، فضلًا عن القوات الأمريكية المنتشرة في المحيط الهادئ، مضيفًا “إذا أضفنا فنزويلا إلى هذا التصعيد، فإن المعادلة ستتغير كليًا، وسيزداد التوتر بين موسكو وواشنطن».
وأكد الدكتور ملحم أن روسيا تنظر إلى هذا الخيار كأداة ضغط على الغرب، لكنها تدرك في الوقت ذاته ضرورة ضبط سقف التصعيد لتجنب مواجهة مباشرة، وهو أمر تدركه واشنطن أيضًا.
واعتبر أن نشر صواريخ روسية قادرة على حمل رؤوس نووية تكتيكية في بيلاروسيا لا يقل أهمية، من الناحية الاستراتيجية، عن احتمال نشر منظومات مشابهة في كوبا أو فنزويلا.
مصالح أمريكية
من جانبه، أكد الدكتور نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو، أن الولايات المتحدة تسعى منذ عدة أشهر لتصعيد استفزازاتها تجاه فنزويلا بهدف تغيير النظام هناك على غرار ما فعلته في دول مثل ليبيا والعراق وسوريا.
وذكر لـ”إرم نيوز”، أن “السياسات الأمريكية لا تنسجم مع توجهات عدد من الدول حول العالم، ولذلك تبحث واشنطن باستمرار عن ذرائع، سواء حقيقية أو مفتعلة، للتدخل في شؤون تلك الدول وقلب أنظمتها».
وأشار الدكتور بوش إلى أن الرئيس الفنزويلي تحت مجهر الإدارة الأمريكية التي تتهمه بالاتجار بالمخدرات من دون وجود أدلة دامغة رغم بقاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عند مستوى مقبول نسبيًا.
ونوه إلى أن واشنطن تتجاهل دول مثل كولومبيا والمكسيك، التي تشكل المصدر الحقيقي لشبكات تهريب المخدرات، إلا أنها تستهدف فنزويلا فقط لأنها لا تتماشى مع المصالح الأمريكية، وذلك بعد انسحاب الشركات النفطية الأمريكية منها.
وبيّن الدكتور بوش أن القضية الحقيقية ليست المخدرات، وإنما محاولة لتغيير النظام السياسي، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة دعمت المعارضة الفنزويلية مرارًا، لكنها فشلت في إيصالها إلى السلطة، فلجأت إلى ذرائع جديدة للتدخل.
وأوضح أن موسكو ما زالت حليفًا قويًا لفنزويلا، إذ تقدم لها دعمًا اقتصاديًا يشمل تصدير القمح، وتزويد الجيش بالسلاح والتدريب، إلى جانب استثمارات في قطاعي النفط والكهرباء.
ولفت الدكتور بوش إلى أن “روسيا ترفض بشكل قاطع أي تدخل خارجي في كراكاس، وحذرت واشنطن مرارًا من مغبة محاولة إسقاط النظام هناك».
وأضاف أن “البعد الجغرافي بين روسيا وفنزويلا، الذي يتجاوز 11 ألف كيلومتر، يشكل عائقًا أمام أي دعم عسكري مباشر”، فضلًا عن انشغال موسكو في الحرب الأوكرانية وابتعاد الصين جغرافيًا عن المنطقة.
ورأى الدكتور بوش أن هذه الظروف قد تستغلها الولايات المتحدة لتصعيد تدخلها في فنزويلا، مشيرًا إلى مخاوف من إقدام واشنطن على خطوات خطيرة في منطقة الكاريبي، رغم الاتفاقيات الدولية التي تنص على نزع السلاح من هذه المنطقة.
ولم يستبعد في تصريحاته “أن نشهد خلال الأسابيع المقبلة تصعيداً أمريكياً خطيراً ضد فنزويلا، وربما محاولة جدية لقلب نظام الحكم وتعيين قيادة موالية لسياساتها، في تكرار لسيناريوهات شاهدناها في دول أخرى».