شبح الحرب يخيم على دارفور.. نهب وقتلى ونزوح

خرق الهدنة سيد المشهد من الخرطوم لأم درمان

خرق الهدنة سيد المشهد من الخرطوم لأم درمان

أفاد سكان بسماع دوي انفجارات عنيفة وإطلاق نار في أجزاء من العاصمة السودانية الخرطوم وأم درمان في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، على الرغم من تمديد الهدنة الهشة بين الجيش وقوات الدعم السريع في البلاد.
جاء التصعيد بعد ساعات من موافقة الجانبين على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة، للسماح للحكومات الأجنبية باستكمال إجلاء مواطنيها.
الهدنات القصيرة المتعددة لم توقف القتال، لكنها خلقت ما يكفي من الهدوء لعشرات الآلاف من السودانيين للفرار إلى مناطق أكثر أمانا وللدول الأجنبية لإجلاء الآلاف من مواطنيها برا وجوا وبحرا.
 
وأفاد سكان باندلاع اشتباكات عنيفة في حي كافوري الراقي بالخرطوم، حيث استخدم الجيش في وقت سابق طائرات حربية لقصف قوات الدعم السريع، في المنطقة.
كما وردت أنباء عن اشتباكات حول مقر قيادة الجيش والقصر الجمهوري والمنطقة القريبة من مطار الخرطوم الدولي.
في أم درمان، المدينة التي تقع على طول نهر النيل قبالة العاصمة الخرطوم، أفادت مجموعة احتجاجية بوقوع “انفجارات مستمرة” في منطقة كرري في وقت مبكر من الجمعة.
 
وصباح الجمعة، كشفت إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الصحة بولاية شمال دارفور غربي السودان أن الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر خلفت ما لا يقل عن 13 طفلا قتيلا و39 جريحا، فيما تجاوز عدد القتلى المدنيين الــ62 شخصا و383 جريحا.
رحب الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ودول اللجنة الرباعية بتمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، من قبل الطرفين المتحاربين في السودان، الخميس، داعين إلى تنفيذه بالكامل.
 
وجاء في بيان صادر عن الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات والسعودية، وكذلك عن الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)، إنها ترحب أيضا باستعداد الطرفين لبدء حوار من أجل وقف أكثر استدامة للأعمال القتالية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق
وامتدت شرارة الصراع المندلع منذ أسبوعين بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في الخرطوم، إلى إقليم دارفور الذي عاش سنوات دموية من الحرب الأهلية، لاسيما في مدن نيالا والجنينة والفاشر.
 
فقد أفادت مصادر أمس الجمعة باستمرار القتال منذ أيام، ومواصلة عمليات السرقة والنهب لسوق الجنينة غرب دارفور، فضلاً عن مستودعات للمنظمات الإنسانية.
كما أكدت أن حركة نزوح كبيرة تجري حالياً من دارفور باتجاه تشاد.
 
فيما نشرت ولاية جنوب دار فور المئات من عناصر الشرطة لتأمين الأسواق ومدينة نيالا.
وكان 74 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم يومي الاثنين والثلاثاء في معارك مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور على ما جاء في حصيلة مؤقتة أصدرتها نقابة الأطباء السودانية فيما القتال مستمر. إلا أنها أوضحت أنه لا يوجد بعد حصر لوفيات الأربعاء والخميس والجمعة مع تواصل المعارك العنيفة.
وتكتسب دارفور أهمية استراتيجية لطرفي الصراع المتحاربين، وهما القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، إذ بنى الرجلان حياتهما المهنية في تلك المنطقة، وفق رويترز.
 
لاسيما أن البرهان ارتقى في صفوف الجيش أثناء القتال هناك.
فيما بدأ حميدتي حياته العسكرية قائداً لإحدى الميليشيات التي قاتلت ضمن معارك عدة لصالح الحكومة خلال عهد عمر البشير.
كما تزخر تلك المنطقة الشاسعة غربي السودان، التي تسكنها قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهورة بالزراعة، وتعادل مساحة فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.