من إحدى عقوبات الدنيا المعجلة أن تجلس في الطائرة وبجوارك شخص متعافٍ (دبدوب).وإليكم القصة:
جلست في كرسيي المحدد لي في التذكرة وكان كرسياً بجوار الممر، فتفاجأت بشخص كبير في السن وهو أب يقول لي: هل من الممكن أن تبدل معي الكرسي لأن الكرسيين اللذين بجوارك ستجلس فيهما بنتاي، ونحن عائلة ونرغب أن نكون بجوار بعضنا، فأنا من باب المروءة والشهامة فزعت و قمت من الكرسي وقلت له: طبعا وجلست في كرسيه الذي هو خلفي مباشرة ، ولم أكن أتوقع أنه كان يخفي لي مفاجأة حيث أن ابنه الكلبوز كان متأخرا وجلس بجواري في الكرسي الذي في الوسط ، وبدأت معاناتي لمدة 5 ساعات، في جلسته الطبيعية يأخذ نص مساحة كرسيك فما بالك إذا تمغط ، نام وشخر، وأنا كأن على رأسي الطير، ومقيد بحبال لا أستطيع الحركة ولا الالتفات، ولا أن أضع يدي على مسند الكرسي، فهو أخذ كل المساند، الشيء الوحيد الذي أستطيع فعله هو أن أجلس جلسة الطفل البريء الذي يصرخ عليه أبوه ولا يستطيع صنع شيء، ما العمل كل هذا الاختناق في الساعة الأولى، نظرت في صلعة أبيه التي أمامي وقلت: له شكرا على الكمين الذي نصبته لي، فتح طاولة الطعام ووضع الآيباد وبدأ بمشاهدة الأفلام ، وبعد برهة يقول لي: قم سأذهب إلى الحمام وأنا أشتعل بداخلي، يتعامل معي وكأن هو وأباه أصحاب الجميل وليس العكس ، وكل شوي أقول: الله يسامحك للشخص الذي أمامي، رجع وكبس على زر الخدمات ، يريد بلاك كوفي ليركز عند مشاهدة الفيلم ، شفط الكوفي وضغط مرة أخرى على الزر يريد تعجيل وجبة الطعام ، يبدو أن الجوع داهمه ، وأنا أتصبر بالحوقلة ، ولم تهدأ طلبات الكلبوز إلا عندما أعلن الكابتن هبوط الطائرة فقام الأب ليأخذ شنطة من سدات الطائرة التي فوقه والتفت لي وقال لي: مشكور أخوي ما قصرت ، نظرت له نظرة الندمان ولم أرد عليه …. وقلت في خاطري لعلها من عقوبات الدنيا المعجلة . وهذا لا يمنع بأنهم حنونون ودمهم خفيف … تحية للكلابيز بس عليكم بالرياضة … ودمتم …