في مجال الإنشاء والهندسة
دراسة استكشافية أجرتها جامعة هيريوت وات دبي وجاكوبس تكشف عن التطورات والتحديات المواجهة للمساواة بين الجنسين
نشر مركز التميز في الإنشاء الذكي والمستدام (CES2C) التابع لجامعة هيريوت وات دبي، بالشراكة مع جاكوبس، تقريرًا بعنوان "المساواة بين الجنسين في مجال الإنشاء والهندسة: رؤى سيدات مهنيّات إماراتيات". صدر التقرير أثناء انعقاد فعالية احتفالية باليوم العالمي للمرأة في الهندسة داخل حرم جامعة هيريوت وات، بحضور سعادة الدكتور: عبد الله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة والأستاذ الفخري في جامعة هيريوت وات دبي، وسعادة: ليلى رحال العطفاني، الرئيس والمؤسس لبوابة الأعمال (Business Gate) ودائرة العمل النسائي (Woman Business Circle) ومنصة أنا إفريقي (I Am Africa)، وسعادة/ يعقوب العلي، المدير التنفيذي والاستشاري الخاص لدى مكتب سمو الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم.
تركز هذه الدراسة الاستكشافية على المعالم التفصيلية لموضوع المساواة بين الجنسين في مجال الهندسة والإنشاء، وتسلط الضوء على الدور المحوري للمرأة الإماراتية وتجاربها، وترتكز على الرؤى المستمدة من المقابلات شبه الموحدة المنعقدة مع سيدات مهنيّات إماراتيات يختلفن عن بعضهن البعض من حيث الخبرات السابقة والمراحل المهنية.
تُظهر الرؤى المستمدة من المقابلات أن العديد منهن يتقلدن الأدوار القيادية في مراحل مبكرة، ما يوضح مدى الدعم الذي توفره البيئة المحيطة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وبالرغم من مواجهة تحديات، مثل الموازنة بين العمل والحياة، والتكيف مع ثقافة مكان العمل، والتحيزات اللاواعية، وعدم التمثيل الكافي في المجالات المختلفة، فإن مرونتهن وإنجازاتهن تتميز بقدرتها على التحوّل والتكيّف لملائمة الأوضاع المختلفة. فضلًا عن ذلك، مكَّن الدعم المستمر الذي توفره القيادة الإماراتية والمبادرات المؤسسية في القطاعين العام والخاص هؤلاء النساء من قيادة مشروعات رائدة ومبتكرة، ومواجهة الأعراف التقليدية، وإلهام الأجيال القادمة. علاوة على ذلك، تبرز تجاربهن الناجحة مزايا البيئة الشاملة التي تقدّر المواهب المتنوعة.
توصي النساء اللاتي أجريت مقابلات معهن بإجراء بعض التدخلات الاستراتيجية لتعزيز المساواة بين الجنسين، وتشتمل على زيادة مزايا الأمومة، لا سيما في القطاع الخاص، فضلًا عن مرونة ظروف العمل، وتعزيز ظهور المرأة الإماراتية الناجحة، وتنفيذ برامج التوجيه المستهدفة. وتهدف هذه الخطوات إلى تحسين احتفاظ العاملات بوظائفهن والتقدم الوظيفي وطول العمر بين النساء الإماراتيات في مجال الهندسة والإنشاء.
تعليقًا على إطلاق الدراسة الاستكشافية، صرَّح معالي د. عبد الله بلحيف النعيمي، قائلًا: "على مدى السنوات العشرين الماضية، بذلت الجهات الحكومية وشبه الحكومية جهودًا حثيثة لتعزيز دور المرأة، وتحقق ذلك في منطقة الخليج تحديدًا، حيث أُجريت استثمارات وأبحاث كبيرة لتحسين الإطار التنظيمي، وبالتالي تعزيز تمكين المرأة. وقد أثبتت المرأة في الإمارات العربية المتحدة أن دورها لا يمكن الاستغناء عنه لتقدم الأمة. ففي السابق، كانت الهندسة مجالًا مخصصًا للرجال في الغالب، حيث كانت جميع برامج الهندسة تقريبًا في جامعات الإمارات العربية المتحدة مخصصة للطلاب الذكور حصريًا، ومع ذلك، أثبتت المرأة قدرتها الفائقة على التميز في جميع التخصصات الهندسية. وفي ضوء ذلك، تؤثر السياسات الحكومية في الشكل العام الحالي لهذا المجال تأثيرًا جزئيًا، إلا أن التأثير الأكبر ينبع من التطلعات والانضباط والحماس من جانب النساء اللائي يحرصن على المساهمة في التقدم البارز والملموس في هذا القطاع اليوم."." صرَّحت الأستاذة المشاركة في جامعة هيريوت وات دبي، د. كريمة حماني، قائلةً: "تدعم الجامعات النساء في مجال الإنشاء بالتشجيع على مشاركة الإناث في البرامج المتعلقة بالإنشاء وفرص الإرشاد وفعاليات التواصل، لا سيما لمساعدة النساء على تعزيز الروابط مع روّاد المجال. وتؤدي مثل هذه المخرجات البحثية إلى إطلاق حوار مثمر، وتعد خطوة أولى محورية في إبراز قصص النجاح وخوض تجارب متنوعة للمرأة الإماراتية في هذه المجالات. ومن خلال تسليط الضوء على هذه الروايات، فإننا نهدف إلى تعزيز التنوع في قطاع الإنشاء وعقد شراكات قوية مع زملائنا الرجال. آمل أن يساهم ذلك في تمهيد الطريق لمزيد من المبادرات التي تعزز مشاركة النساء في هذا القطاع.
ومن جانبه، علَّق نيكولاس كاراغكونيس، مدير حلول السوق ورائد هندسة الأنفاق والتربة لدى جاكوبس الشرق الأوسط، قائلًا: "في السنوات الأخيرة، زاد تركيزنا على المساواة بين الجنسين داخل شركات الهندسة والإنشاءات زيادةً ملموسةً. وتتوفر الآن استراتيجيات أوضح لتعزيز الشمولية والتنوع. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات بارزة في مجالات معينة مثل مهن الاقتصاد الأخضر، وبالنظر إلى تأثيرات التغير المناخي التي لا يتساوى تأثيرها في النساء والفئات السكانية المعرضة للخطر، فإننا نتوقع اتجاهًا سلبيًا.
على الرغم من ارتفاع نسبة حصول النساء على درجات علمية في الهندسة، بما يتجاوز عدد الرجال في كثير من البلدان، فإن النمو حدث تدريجيًا. بالإضافة إلى ذلك، لم يترتب على حصول النساء على درجات علمية في الهندسة تساوي نسب تقلد المهن في مجال الهندسة والإنشاء. وبالتالي، علينا مواصلة بذل الجهود، مثل إجراء هذه الدراسة التي تركز على النساء الإماراتيات، لأنها تعزز المحادثات المثمرة وتسلط الضوء على الإنجازات المحققة حتى الآن والتحديات التي لا تزال قائمة. ومن خلال إجراء مثل هذه الأبحاث، فإننا نهدف إلى إحداث فرق، وتعزيز التنوع في قطاع الإنشاء والهندسة، ومعالجة مشاكل التوظيف والاحتفاظ الوظيفي والتقدم الوظيفي لتقلد المناصب القيادية لتحقيق تكافؤ أفضل بين الجنسين.