دراسة بحثية لتريندز تقرأ العلاقة بين تغيُّر المناخ والإرهاب

دراسة بحثية لتريندز تقرأ العلاقة بين تغيُّر المناخ والإرهاب

ذكرت دراسة بحثية جديدة لمركز تريندز للبحوث والاستشارات أن التداعيات التي تترتب على تغير المناخ توفر بيئة تنمو فيها الجماعات والتنظيمات الإرهابية، خصوصًا أن هذه التداعيات من شأنها أن تضعف من قوّة الدولة وقدرتها سواء على مواجهة هذه الجماعات أو على القيام بدورها في توفير الخدمات للسكان، وهو ما تستغلّه تلك التنظيمات لمصلحتها.
 
وبيّنت الدراسة التي حملت عنوان " في العلاقة بين تغيُّر المناخ والإرهاب"، وأعدها الأستاذ خالد أحمد عبد الحميد، مدير إدارة الإسلام السياسي بتريندز، عدم وجود علاقة مباشرة أو ارتباط لازم بين ظاهرتي تغيّر المناخ والإرهاب، وإنما هناك علاقة غير مباشرة بين الظاهرتين، ذلك أنه لا يمكن القول إن ارتفاع درجات الحرارة أو الجفاف أو العواصف تؤدّي مباشرة إلى ارتفاع عدد الهجمات الإرهابية. وسعت الدراسة إلى استيضاح طبيعة العلاقة بين تغيُّر المناخ والإرهاب، ومعرفة إلى أيّ مدى تستطيع الجماعات والتنظيمات الإرهابية استغلال تغيُّر المناخ، وبالتحديد التداعيات التي تترتب عليه، لتحقيق أغراضها وأهدافها خصوصًا في بعض المناطق التي تعاني من وضع أمني هش، وحالة من عدم الاستقرار السياسي.
 
وأوضحت الدراسة أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية تمكّنت من الاستفادة من ظاهرة تغيُّر المناخ، أو بالأحرى من التداعيات التي ترتّبت على تلك الظاهرة، في تحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها النمو والانتشار، وتجنيد الأتباع الجدد، واكتساب شرعية الوجود في مقابل ضرب شرعية الدولة، موضحة أن هذا الأمر يشير بدرجة أو بأخرى إلى أن آليات مواجهة الإرهاب التي تعتمد على الجانب الأمني باتت غير كافية وأن تلك الطرائق ينبغي أن تكون في إطار استراتيجية تنموية شاملة. 

ورأت الدراسة أنّ ظاهرة تغيُّر المناخ شكّلت خلال العقود الأخيرة – وما تزال - تحديًا هائلًا دفع المجتمع الدولي بمنظماته الحكومية وغير الحكومية إلى التحرّك من أجل مواجهته، فاتجهت الأمم المتحدة على سبيل المثال إلى عقد مؤتمر سنوي متخصص أطلق عليه اسم "مؤتمر الأمم المتحدة السنوي المعني بتغيُّر المناخ"؛ بهدف توحيد جهود دول العالم والتقريب بينها من أجل وضع استراتيجيات شاملة قادرة على مواجهة هذا التحدي.
 
وبيّنت الدراسة أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية تنمو وتتمدد في المناطق الهشة سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا. وقد أضحت ظاهرة تغيُّر المناخ مُسهمةً بدرجة كبيرة في مدى الهشاشة الذي تصل إليه هذه المناطق، بل إنها تزيده سوءًا في بعض الأحيان. وأكّدت الدراسة أن مواجهة الإرهاب لا بدَّ أن تتم ضمن استراتيجيات شاملة تستهدف تحقيق النمو المستدام الذي يساعد الدول في الاستقرار وامتلاك القوة بمفهومها الشامل.