حمدان بن محمد يلتقي أكثر من 100 من منتسبي الخدمة الوطنية والاحتياطية المتميزين في برنامج النخبة
دراسة جديدة لـ «تريندز» تستعرض مجموعة بريكس، وتقرأ نشأتها وأهدافها وتحدياتها ومآلاتها ومستقبلها
أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة جديدة تحت عنوان “التحديات والمستقبل: “بريكس” والدعوة إلى إعادة التوازن للنظام الدولي”، تحلل مخرجات اجتماع وزراء خارجية المجموعة في كيب تاون، ونشأة وأهمية وأهداف المجموعة، ولماذا تسعى بعض الدول إلى الانضمام إلى هذا التكتل الآن، وما هي أهم التحديات التي تواجه المجموعة، ومآلات ومستقبل مجموعة بريكس.
وبينت الدراسة التي جاءت ضمن البرامج البحثية حول السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، أن اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الخمس (بريكس)، الذي عقد بداية يونيو الجاري في جنوب أفريقيا، جاء في لحظة حرجة من عمر تطور التكتل ذاته، والنظام الدولي على حدٍ سواء، حيث دعا الاجتماع إلى “إعادة التوازن” في النظام العالمي، وبحث تداعيات الحرب في أوكرانيا على المجتمع الدولي. كما تشاور الاجتماع في الطلبات التي قدمتها حوالي عشر دول للانضمام إلى المجموعة، والتي قد يُحسم بعضها في قمة “بريكس” الـ 15، في أغسطس القادم، والتي ستعقد في جنوب أفريقيا أيضاً، تحت شعار “بريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع المتبادل، والتنمية المستدامة، والتعددية الشاملة».
وذكرت الدراسة التي أعدها كل من الأستاذ محمد الظهوري رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية، والدكتور يسرى أحمد العزباوي خبير شؤون استراتيجية، أنه في الوقت الذي تسعى فيه دول المجموعة، بالفعل، إلى ضم أعضاء جدد، لكي تصبح ذات فاعلية أقوى في الساحة الدولية، ومن ثمَّ العمل على إعادة التوازن في قمة النظام الدولي، وإصلاح المؤسسات الدولية متعددة الأطراف، وتعديل آليات العولمة وقواعدها، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل دائماً على تعطيل انضمام بعض الدول إلى هذا التكتل، بل وتوسيع الفجوة والخلافات بين أعضاء التكتل ذاته.
وأشارت الدراسة إلى أنه على الرغم من ذلك، تعطي مجموعة “بريكس” أملاً لدول العالم في أن عالم القطب الواحد اقتصادياً لن يستمر إلى الأبد، وأن هناك دولاً تفكر في إحداث تغيير كبير في هذا النظام. كما أن الأرقام الاقتصادية التي صدرت مؤخراً عن مجموعة بريكس، وإعلان دول عديدة رغبتها في الانضمام إلى المجموعة، يؤكدان أن هذه المجموعة ستعمل على إحداث تغيير كبير في موازين القوة الاقتصادية والسياسية عالمياً. وقد كشفت الأرقام تفوق مجموعة بريكس لأول مرة على دول مجموعة السبع الأكثر تقدماً في العالم، وذلك بعد أن وصلت مساهمة “بريكس” إلى 31.5% في الاقتصاد العالمي، مقابل 30.7% للقوى السبع الصناعية.
وقدمت الدراسة قراءة في مخرجات اجتماع كيب تاون، مشيرة الى سعي وزراء خارجية المجموعة إلى تركيز الاهتمام على طموحاتهم في تعزيز النفوذ في عالم متعدد الأقطاب، خاصة أنها اتخذت في الأعوام الماضية شكلاً أكثر صلابة، بعدما دشنت بنك التنمية الجديد في 2015، غير أن ذلك أوقف مشروعات تمويل في روسيا للامتثال للعقوبات المفروضة من دول الغرب، عقب بداية الحرب الأوكرانية.
وتناولت الدراسة ثلاثية النشأة والأهمية والأهداف لتكتل بريكس، موضحة أن هذا التكتل يهدف إلى تقديم المساعدة المالية للدول الأعضاء، وغير الأعضاء، وتحقيق التنمية والتعاون، ودعم المشاريع والبنية التحتية، وتحقيق التكامل الاقتصادي للدول الأعضاء. كما تتمثل الأهداف الحقيقية لـ BRICS في عدة أمور، أبرزها إقامة نظام متعدد الأقطاب، ودعم السلام وتحقيق التنمية، وتعديل قواعد العولمة، وتحقيق المصالح الجيواستراتيجية لدوله.
وتوقفت الدراسة عند أسباب سعي الدول للانضمام لـ “بريكس”، وقالت إنها تتلخص في عدة أمور منها الحصول على التمويل وجذب فرص الاستثمار، ومواجهة الأزمات العالمية، والتوازن والتنوع في العلاقات الخارجية.
وحول أهم التحديات التي تواجه “بريكس، أوضحت الدراسة أنها تتثمل في محدودية الموارد، وغياب التنسيق، وغياب الروابط الجغرافية والثقافية، والتباين الاقتصادي، والصراع المتزايد مع الولايات المتحدة، والصراعات البينية بين دول المجموعة.
وأشارت الدراسة الى أن مستقبل المجموعة يتخذ عدة مسارات متنوعة، الأول التحول إلى قطب دولي: وهو السيناريو الأكثر تفاؤلاً، والثاني، استمرار الوضع الراهن: وهو السيناريو الوسط، أما المسار الثالث، فهو الاحتواء وتأكيد الهيمنة الأمريكية.
ورجحت الدراسة أن السيناريو الأكثر تحققاً على المدى القريب، هو السيناريو الثاني، حيث ستعمل دول المجموعة جاهدة على توسيع التعاون المشترك، وتوسيع قاعدة العضوية، ولكن لن تصل إلى حد أن تكون قطباً دولياً فاعلاً يستطيع فرض أجندته على باقي دول العالم.