تقرير لـ «باروميتر تريندز» يرصد التفاعلات الإعلامية ويشير إلى ضبابية المشهد

دراسة لتريندز تقرأ الصراع الدائر في السودان.. وترسم أربعة سيناريوهات محتملة

دراسة لتريندز تقرأ الصراع الدائر في السودان.. وترسم أربعة سيناريوهات محتملة

أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة جديدة بعنوان "تفجر الصراع في السودان.. الأسباب والسيناريوهات المحتملة"، تعمد إلى تحليل تطورات الأزمة السودانية، واستقراء العوامل الأساسية التي أفضت إلى انفجارها في صورة اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش و"الدعم السريع" في أنحاء متفرقة من البلاد، وتوضيح المواقف الدولية والإقليمية إزاءها، ومحاولة رسم سيناريوهات تطور هذا الصراع واستشراف مستقبل الأزمة، كما أصدرت إدارة الباروميتر العالمي تقريرًا يرصد التفاعلات الإعلامية حول «أحداث السودان».
 
وبينت الدراسة التي أعدتها إدارة البحوث والدراسات ضمن البرامج البحثية لتريندز حول السياسات الوطنية أنه في تحول مفاجئ ولكنه كان متوقعًا، انزلق السودان إلى دائرة المواجهات المسلحة بين قوات الجيش بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي”. 
 
وأشارت إلى أن هذه المواجهة المسلحة تمثل ذروة الأزمة السياسية المركبة التي يختبرها السودان منذ قرارات الجيش في أكتوبر 2021 بإنهاء الشراكة بين العسكريين والمدنيين. موضحة أنه رغم التوصل إلى اتفاق سياسي إطاري بين الطرفين في ديسمبر المنصرم، فإن الصراع الكامن والمعلن بين البرهان ونائبه، ضمن عوامل أخرى، أعاقت الشروع في عملية الانتقال السياسي وتأسيس سلطة مدنية تعمل على إنهاء الأزمة السياسية في البلاد.
 
وتناولت الدراسة تطورات الأزمة والأسباب التي أدت إلى تفجرها، والاشتباكات المسلحة بين الجيش و"الدعم السريع"، وعوامل الصراع بينهما، موضحة أن الخلافات الحقيقية التي أدت للمواجهة المسلحة بين الطرفين تتمحور حول، مسألة دمج قوات الدعم السريع في الجيش، والطموحات والتحالفات السياسية للفريق حميدتي والتي أقلقت قيادة الجيش، والصراع على السلطة والنفوذ بين الجانبين، حيث أبانت تفاعلات ما بعد 25 أكتوبر 2021 عن صراع على السلطة والنفوذ بين البرهان وحميدتي، وثمة من حمّل أطرافًا خارجية مسؤولية تفجر الصراع.

كما تطرقت الدراسة إلى المواقف الدولية من الصراع في السودان، لافتة إلى أن ردود الأفعال العربية والإقليمية والدولية عبرت في مجملها عن القلق الشديد مما يجري والخوف من تفاقم الوضع وعدم السيطرة عليه ودعت جميعها إلى التهدئة ووقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار والتفاوض.  ورسمت الدراسة سيناريوهات للأزمة وتأثيرها على العملية السياسية في السودان، مبينة أن الأزمة في السودان تتخذ أبعادًا متسارعة، الأمر الذي يجعل كل السيناريوهات مفتوحة، خاصة مع تعقد العملية السياسية، وتزايد المخاطر والتحديات التي تحيط بالسودان من كل جانب. 
 
وذكرت الدراسة في هذا الإطار، أربعة سيناريوهات للأزمة المشتعلة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع؛ الأول: التهدئة والدمج في القوات المسلحة، وهو السيناريو الأكثر تفاؤلًا والمرغوب فيه، أما السيناريو الثاني، فهو التهدئة دون الدمج، وهو سيناريو وسط، ولكنه غير مرغوب فيه لأنه يجعل العملية السياسية في السودان، والاتفاق النهائي بين المكون المدني والعسكري، قابلًا للانفجار طوال الوقت. وقد يحول في الوقت ذاته دون الوصول إلى انتخابات رئاسية، وثم استمرار العملية الانتقالية. ويتمثل السيناريو الثالث في احتمال حسم الوضع لصالح الجيش، والرابع اندلاع حرب أهلية، وهو السيناريو الأكثر تشاؤمًا، وغير المرغوب فيه على الإطلاق من القوى الداخلية أو الدولية.  وخلصت الدراسة إلى أن حدوث أحد هذه السيناريوهات قد لا يعني عدم المرور بالسيناريوهات الأخرى. كما أن الأمر يتطلب الآن سرعة التدخل من قبل المجتمع الدولي، والقوى الإقليمية، التي تحظي بقبول واسع من كلا الطرفين لتجنب انزلاق السودان إلى ما لا تُحمد عقباه.
 
تفاعلات إعلامية 
من جانب آخر أظهر تقرير لإدارة الباروميتر العالمي في «تريندز» يقيس التفاعلات الإعلامية حول «أحداث السودان»، بعد رصد وتحليل كمّي ونوعي للتفاعلات في الصحافة العالمية، أن نحو 79.2% من الصحف طرحت الموضوع كخبر، فيما أبدى 15.6% دعمه للجيش، ونسبة 4.5% ضد الطرفين، فيما بلغت النسبة المؤيدة لقوات الدعم السريع 0.7%، كما أظهر تحليلان كمي ونوعي لوسائل التواصل الاجتماعي من خلال «30000» تغريدة ومنشور وإعادة تغريد ورَدٍّ، أن النسبة الغالبة داعمة للجيش السوداني، لكن التقرير أشار إلى أن هذه النسب تعبر عن ضبابية المشهد في الداخل السوداني، وسط الأنباء المتضاربة من الأطراف المتصارعة، وزعم كلٍّ منهما السيطرة على الأمر. وبين التقرير أن معدل التفاعل بلغ نحو 13.6 ألف مادة إعلامية، بمعدل معدل الارتباط (حجم التفاعل) بلغ 12.3 ألفًا، وأن المشاهدات المحتملة تصل إلى نحو 230 مليونًا.