منصور بن زايد: المتحف يعكس رؤية الإمارات نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش
يؤدّي شخصية روبرت ماك كال، العميل السابق في "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية
دنزل واشنطن: السيناريو الجيد، ومتعتي سبب عودتي الى الشاشة
بدأت العروض التجارية في فرنسا (30 أغسطس/ الماضي) والولايات المتحدّة الأميركية (1 سبتمبر/ أيلول الماضي) للجزء الثالث من Equalizer، لأنطوان فوكْوا، الذي يؤدّي دنزل واشنطن فيه، للمرّة الثالثة، شخصية روبرت ماك كال، العميل السابق في "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية"، الذي يُقيم حالياً (أي في الجزء الثالث) في جنوبي إيطاليا، حيث يتعرّف إلى أشخاص عديدين، يتعرّضون لمضايقات من المافيا المحلية. هذا يدفعه إلى استعادة دوره كـ"حامٍ للناس"، بهدف إنقاذ من يُصبحون أصدقاء جدداً له.
مع الجزء الثالث هذا، يتساءل صحافيون سينمائيون غربيون عن شخصية روبرت ماك كال: أتكون، بالنسبة إلى دنزل واشنطن (1954)، كشخصية إيثان هانت بالنسبة إلى توم كروز (مهمّة: مستحيلة)، وجون ويك بالنسبة إلى كيانو ريفيز (جون ويك)؟ الفرنسي غايل غولان، مثلاً، يسأل الممثل الأميركي: "هل يُعتبر Equalizer امتيازاً تجارياً خاصاً بك؟". يُجيب واشنطن أنّه لم يُفكّر بهذا إطلاقاً، ولم يتعامل مع السلسلة السينمائية كأنّها امتياز تجاري: "لم أقلْ لنفسي يوماً إنّي سأنجز 4 أو 5 أفلام. كُلّ ما في الأمر أنّ السيناريوهات تأتيني، فتُثير اهتمامي، أو لا تُثيرها".
يُضيف، في حوار منشور في "بروميير" (مجلة سينمائية شهرية فرنسية)، في عددها الأخير (سبتمبر/ أيلول 2023)،
أنّه موافقٌ على التمثيل في الجزء الثالث لأنّهم يتصلون به طالبين منّه المشاركة فيه، مُعتبراً أنّ الممثل "يُحبُّ أنْ يكون مرغوباً فيه أيضاً".
لكنّها ليست المرّة الأولى التي يُقتَرح فيها عليه التمثيل في تتمّات سينمائية، بينها الجزء الثاني من Man On Fire (الأول لتوني سكوت، 2004)، "من دون أنْ يتمّ هذا". ينفي واشنطن الأمر، إذْ لم يُعرض عليه المشروع، الذي "أوافق عليه حتماً" لو أنّه معروض عليه حينها: "لكنْ، معك حقّ: تتمّات عدّة أرفضها". فهل هذا يؤكّد أنّ روبرت ماك كال "خاص" بالنسبة إليه، وهل يشعر أنّ هذه الشخصية قريبة منه؟ يفاجأ واشنطن، متسائلاً عن معنى "خاص"،
فروبرت ماك كال ليس "خاصّاً" أكثر من إيزي رولنز في "الشيطان في ثوبٍ أزرق" (1995) لكارل فرانكلين، أو ألونزو هارّيس في "يوم التدريب" (2001) لفُوكْوا أيضاً، الذي بفضله يفوز بجائزة "أوسكار" أفضل ممثل، في النسخة الـ74 (24 مارس/ آذار 2002): "سأروي قصّة حاصلة معي لحظة إطلاق العروض الأميركية لـFences (الذي يُخرجه ويُمثّل فيه عام 2016).
ذات مساء، أدخل إلى بهو المبنى الذي أُقيم فيه (نيويورك).
يوقفني البوّاب، ويقول لي: "مبروك دنزل". أشكره. ندردش قليلاً، وقبل صعودي إلى شقّتي، يقول لي: "في الواقع، أتساءل: هل تعلم متى تبدأ عروض Equalizer المقبل؟". ماك كال خاص بالنسبة إلى الناس.
هذا ما ينتظرونه حقيقة. تسلية. ترفيه. هروب. من أجل هؤلاء أمارس هذه المهنة. فيلمٌ، "بوب كورن" وكولا.
أين المشكلة؟ نحتاج جميعاً إلى هذا".
أمّا عن الكاتب المسرحي الأميركي أوغست ويلسون (1945 ـ 2005)،
الذي يُنجز واشنطن فيلمه Fences استناداً إلى مسرحية له بالعنوان نفسه (1985)، والذي يُنتج Ma Rainey’s Black Bottom لجورج سي وولف عام 2020،
عن مسرحية أخرى له بالعنوان نفسه أيضاً (1982)، علماً أنّه بعد هذين الفيلمين سيُنتج اقتباسات سينمائية كثيرة من أعماله،
فيقول: "هذا مختلف.
للكاتب جائزة "توني" وجائزتا "بوليتزر". إنّه عبقريّ. مسؤولية ضخمة تصوير هذه الاقتباسات وإنتاجها. المسرح يبقى حبّي الأول.
إنّه يُثير حماستي. لكنْ، رغم ذلك، لن أنسى لماذا أشتغل في السينما".
مرّة أخرى، يفاجأ دنزل واشنطن إزاء تحليل يقول إنّ Equalizer 3 متلائم و"حالة الصناعة"، فهو غير فاهمٍ معنى هذه العبارة،
التي تُفسَّر بالتالي: الـ"ستريمينغ" الذي يُعيد خلط الأوراق، التحدّيات التي يفرضها الامتياز التجاري، إلخ: "نظراً إلى عمري الآن، ومكانتي الحالية،
أنا "حالة الصناعة". على أي حال، أرى نهاية مهنتي تقترب سريعاً جداً. سيُمكنني حينها التركيز على مسائل، أنا شغوفٌ بها. الإخراج، الإنتاج، وأشياء أخرى خارج الصناعة".
إذاً، "ما الذي يجعلك تعود إلى الشاشة؟"، يجيب: "سيناريو جيد، ومتعتي".
عندها، يستعيد فترة تصوير Equalizer 3 في إيطاليا: "الأمر رائع وممتع جداً: المنطقة خلّابة. ثم أنّي مسرور بلقائي مجدّداً مع داكوتا (فانينغ)، التي ألتقيها في Man On Fire. أتابعها في مسارها المهنيّ كلّه. في فترة، ترتاد المدرسة نفسها التي ترتادها ابنتي. أقمنا جلسات قراءة معاً، وجهاً لوجه، في غرفة واحدة. حينها، أستعيد تلك الفتاة التي كانتها في فيلم توني سكوت. أنظر إليها، ولا أرى تلك الطفلة، بل امرأة رائعة. هذا... مؤثّر جداً".