دور التحول الرقمي في عولمة الشركات الناشئة

دور التحول الرقمي في عولمة الشركات الناشئة

لا يخفى على أحد الدور الذي بات يلعبه التحول الرقمي في مجالات الحياة المختلفة وبالذات في المجال الاقتصادي الذي أصبحت مساهمة التحول الرقمي فيه تضاعف من القيمة الاقتصادية وبالتالي الناتج الاقتصادي الكلي بشكل عام، فقد أصبحت الرقمنة من المساهمين الرئيسيين في الناتج المحلي لجميع الدول على اختلاف تصنيفاتها سواء أكانت متقدمة أم نامية أم ناشئة، هذا من الناحية الإجمالية أما على صعيد الشركات فقد لعبت الرقمنة دورا كبيرا في تغيير شكل العلاقة بين الشركات وزبائنها ومورديها ومقدمي خدمات الدعم لها وكذلك في تغيير قواعد المنافسة بين الشركات فيما بينها وفي نوع وقيمة المنتجات التي تنتجها هذه الشركات والأسواق المتاحة لهذه المنتجات وقنوات الوصول إلى الأسواق ناهيك عن قنوات وصول المستهلكين لمنتجات وخدمات هذه الشركات وطرق الدفع والتوصيل، ولقد تعدى الأمر إلى أن نشأ عن تبني الرقمنة أسواق ومنتجات جديدة لم تكن موجودة أو لم تكن مفعلة من قبل، فقد أصبح الاقتصاد التشاركي أمرا شائعا لم يكن فعالا قبل انتشار تكنولوجيا الاتصال والرقمنة الحديثة.

ولكن كيف تساعد الرقمنة الحديثة على تحول الشركات الناشئة إلى العالمية في غضون وقت قصير؟ وكيف يمكن أن نفهم تأثير الرقمنة الحقيقي على عولمة الشركات الناشئة ؟ لقد ساعدت عمليات الرقمنة على عولمة العديد من الشركات الناشئة وبشكل خاص ذات الموارد المحدودة منها في وقت مبكر وبشكل سريع، وهذا يعني بالضروروة أنها استغلت  موارد أقل للوصول إلى أهداف أعمالها، حيث ساعدت الرقمنة الشركات الناشئة على جمع وتحليل البيانات حول الأسواق الدولية لتسريع عمليات اتخاذ القرار في ممارسات الأعمال المختلفة، ويعتبر تأثير الرقمنة عالٍ بشكل خاص في الأسواق الخارجية لأن احتياجات الشركات الناشئة لخلق المعرفة وتطوير شبكات الاتصال والعمليات على هذا الصعيد يكون أكبر لضمان العمل بشكل ناجح، كما أن سرعة تكوين رأس المال الفكري والاجتماعي تحدد سرعة عولمة الشركة نظرًا لأن الشركات الناشئة غالبًا ما تكون رائدة في السوق العالمية في مجالات صغيرة عالمية وعابرة للأسوق، فإن العمل على مستوى عالمي في وقت مبكر من عمر الشركة وبشكل سريع ضروري لضمان تحقيق الميزة التنافسية للشركة ومن أبرز الأمثلة على ذلك تسعيرالمنتج حيث تحتاج الشركات الناشئة إلى فهم تكاليفها وقيمة منتجاتها، وكذلك دراسة أسعار السوق لتحديد الأسعار الصحيحة ونماذج التسعير لمنتجاتها في الأسواق العالمية والمحلية على حد سواء.

كما تتيح الرقمنة للشركات الناشئة غالبًا بدء عملياتها العالمية من باب الروابط الأمامية للشركات من خلال أنشطة أولية مثل البحث والتطوير والابتكار المشترك مع الشركاء العالميين، قبل الانخراط في أنشطة الروابط الخلفية أو النهائية والتي تتمثل في أنشطة مثل تطوير السوق والتسعير والتصدير، بهذا المعنى تعد الشركات الناشئة مشاريع دولية جديدة، وقد ساعدت الرقمنة على إنشاء منصات وتبادلات بيانية عبر الإنترنت تتضمن المعاملات التجارية والتعاملات الاجتماعية مكنت من تحديد فرص المبيعات الفعالة في الأسواق الخارجية الجديدة حيث توفر هذه المنصات وعمليات التبادل الأدوات والمعلومات الضرورية للعمل التجاري العالمي لتنفيذ الفرص البيعية مثل الدعم اللوجستي والتأمين على الصادرات ووثائق التصدير والتمويل وغيرها، كما أن الرقمنة تزيد من فعالية عمليات دعم اتخاذ القرارات وتقلل من العمل اليدوي المطلوب وتعمل عمليات صنع القرار القائمة على البيانات والحقائق على زيادة إنتاجية وربحية الشركات كما أن الشركات التي تستخدم الخوارزميات المستندة إلى التحليلات البيانية تزيد إيراداتها مقارنة بمنافسيها.

تعمل الرقمنة كذلك على إنشاء قواعد بيانات اجتماعية (شبكات الأسواق) وبيانات فكرية (المعرفة السوقية) حول الأسواق الأجنبية في وقت مبكر من عمر الشركة وأسرع من الطرق الأخرى، مع تحسين جاذبية الشركات سواء ومن عمليات اتخاذ القرار ومن قدرات صناع القرار، وفي حين أن القرارات التجارية غالبًا تعتمد على بيانات تاريخية أو على تجارب من أسواق أخرى، فإن دخول السوق الجديد هو استثمار طويل الأجل في مستقبل جاذبية سوق بلد أجنبي لم يتم اختبار أسواقه سابقا، هنا تبرز أهمية استخدام الخوارزميات التنبؤية للتقييم جاذبية الأسواق المستقبلية والتي على الرغم من أنها لا تستطيع تجنب أثر عدم اليقين إلا أنها تلعب دورا كبيرا في إعادة تخصيص الموارد وتحديد أولويات المشروع الاستراتيجية.

ولا يجب أن نغفل هنا دور الإدارة الناضجة التي تلعب دورا كبيرا في الموائمة بين أوضاع الأسواق العالمية من منافسة وقنوات اتصال وتوزيع وبين الأوضاع على مستوى السوق المحلي والأهداف الاستراتيجية المؤسسية للشركة، وكذلك منافع ومحددات عملية الرقمنة، كل ذلك يجب أن يعتمد على البيانات الواقعية الحالية على المستوى العالمي وليس كما كان سابقا على البيانات التاريخية للأسواق وهذا أيضاً يعتمد على مدى إمكانية الاعتماد على البيانات الواقعية الحالية في التنبؤ بمستقبل الأسواق.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/