بينما تعاني الولايات المتحدة من أسوأ هجوم الكتروني في تاريخها، يظل دونالد ترامب مهووسًا بالتزوير المفترض للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. والأسوأ من ذلك، بدلاً من التساؤل عما إذا جاء الهجوم من الروس أو من دول أخرى، استمر في إدانة “خدعة روسيا” من جانب الديمقراطيين رغم ان الولايات المتحدة تتعرض للهجوم.
   وحسب وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية، فقد أضر الهجوم بالبنية التحتية الحيوية، وأدى إلى تهديد أمن الوكالات الحكومية، وكذلك الشركات الخاصة.
   ويمثل هذا الهجوم “تهديدا خطيرا”. حيث تعرضت عدة دول أخرى للهجوم، منها كندا. ولم يتردد رئيس مايكروسوفت في الحديث عن عمل حربي.

1 -ماذا نعرف عن الهجوم؟
   يقال إن الهجوم بدأ في مارس، وربما قبل ذلك. وقد لا يكون انتهى بعد. تم ذلك من خلال شركة سولارويندز اوريون في تكساس. وتقدم الشركة منتجات لإدارة تكنولوجيا المعلومات وتخزين البيانات والتحكم في النشاط عن بعد. وتضم قائمة عملائها العديد من الحكومات الحليفة للولايات المتحدة. ويبدو أن ما لا يقل عن 80 ألف مستخدم لمنتجات سولارويندز اوريون، قد اخترقهم القراصنة.
   كما دخل المتسللون إلى أجهزة الكمبيوتر التابعة لإدارات الخزانة والتجارة والزراعة والطاقة ... وحتى تلك التابعة لوكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية، المسؤولة عن حماية الولايات المتحدة ضد التهديدات السيبرانية.

2 -ماذا سرق القراصنة؟
  لا أحد يعرف بالضبط ما الذي سرقه القراصنة. التحقيقات جارية، ويعتقد الخبراء أن المتسللين يتجسسون على الحكومة الأمريكية والشركات الخاصة الكبرى في الوقت الفعلي منذ شهور.
  ولما كانت وكالة الطاقة تدير الصواريخ النووية الأمريكية، فان البعض يشعر بالقلق بشأن سلامة نظام الدفاع النووي. ولئن أكدت زارة الطاقة أن هذا النظام لم يتأثر، فانه بالنظر إلى حجم الهجوم، سيتطلب الأمر بعض الحجج المقنعة للغاية.

3 -من يقف وراء هذا الهجوم؟
  المسؤولون الأمريكيون يتهمون الروس. ولكن، حتى لو كانت روسيا هي الجاني المعقول، فإن دولًا أخرى، مثل الصين أو كوريا الشمالية، بإمكانها أيضًا تنفيذ مثل هذا الهجوم. بالطبع، الحكومة الروسية تنفي مسؤوليتها عن ذلك.

4 -كيف كان رد فعل المسؤولين الأمريكيين المنتخبين؟
   تأخر ترامب عن التعليق على الهجوم. وكان صمته محرجًا للجمهوريين، وقد يكون البيت الأبيض قد عقد اجتماعات داخلية حول هذا الموضوع، ولعل صمت ترامب مردّه النظرة السلبية للغاية التي تلقيها مثل هذه الحالة على روسيا. ولا يزال ترامب يحاول جعل الأمر يبدو وكأن اتهام روسيا بقرصنة الانتخابات مجرد خدعة، في حين ندد جو بايدن بالهجوم، ووعد بالانتقام من الدولة التي تقف وراءه.

5 -ما هو تأثير هذا الهجوم على السياسة الأمريكية؟
   كلما فُهم هذا الهجوم بشكل أفضل، كلما ازداد قلق الرأي العام الأمريكي، وازداد تجنب ترامب للموضوع، صعوبة، وسيُنظر إلى إنكاره على أنه ضعف. غير ان ترامب، في تغريداته، يُظهر نفسه بشكل متزايد في قطيعة مع الواقع.
   قد يكون لقضية القرصنة هذه، عواقب على انتخاب نائبي مجلس الشيوخ في جورجيا في يناير. وترامب، في هوسه المرضي، يهدد الحزب الجمهوري بالدمار إذا اعترف المزيد من المسؤولين المنتخبين الجمهوريين بانتصار بايدن. وبينما تتعرض الولايات المتحدة لهجوم، يشعر ترامب بالقلق فقط بشأن منصبه... وقد لا يغفر له عدد كبير من الناخبين سلوكه هذا.