رئيس الدولة ورئيس أذربيجان يؤكدان العمل على ترسيخ أسس السلام والاستقرار والأمن الإقليمي والعالمي
من الهشاشة إلى الثقة
رحلة تعافي ناصر في مستشفى سلمى للتأهيل من الاعتماد الكامل على الغير إلى الثقة في النفس داخل الفصل الدراسي
كيف غيّر العلاج المتخصص حياة الطفل ناصر؟
أعلنت شركة صحة، التابعة لـــــــــــ "بيور هيلث"، أكبر مجموعة للرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط، عن التقدم الملحوظ في حالة الطفل ناصر، البالغ من العمر ثلاث سنوات، في مستشفى سلمى لإعادة التأهيل. تم تشخيص ناصر بإصابة في الحبل الشوكي، وكان بحاجة إلى دعم كامل في جميع أنشطة الحياة اليومية عند وصوله، إذ كانت حركته محدودة، خاصة في الطرف العلوي الأيسر، كما كانت قدراته على التواصل اللفظي ضعيفة للغاية.
تعكس رحلة إعادة تأهيل ناصر التأثير العميق للرعاية متعددة التخصصات على تعافي الأطفال. ومنذ لحظة دخوله إلى مستشفى سلمى لإعادة التأهيل، تلقى ناصر رعاية شاملة من فريق متخصص يضم أطباء ومعالجين فيزيائيين ووظيفيين، وأخصائيي نطق ولغة، ومعلمين تربويين.
قال الدكتور أشرف البطال، طبيب استشاري طب الأطفال والقائد الإكلينيكي في مستشفى سلمى لإعادة التأهيل: "ناصر، الذي تم تشخيصه بحالة وراثية تصيب العضلات ويعتمد على جهاز التنفس الاصطناعي على مدار الساعة، لا يزال مصدر إلهام لنا. فعلى الرغم من تعقيد حالته، يواصل ناصر إظهار روح الحياة، بدعم من خطة علاجية مصممة خصيصاً للتعامل مع أعراضه وتحسين جودة حياته."
عند دخوله المستشفى، كان ناصر يعاني من ضعف عضلي، ويفتقر إلى التحكم في الرأس والجذع، وكان يعتمد كليًا على الآخرين في الحركة والعناية الذاتية. ولكن بفضل العلاج المكثّف، بدأت قدراته الجسدية تتحسن، حيث أصبح يتحكم بشكل أفضل في الرأس والجذع، ويجلس الآن في وضع مستقيم تحت إشراف، ويستخدم الكرسي المتحرك بشكل مستقل، ويمكنه الوقوف لفترة قصيرة بمساعدة.
قال كريستوفر بانتيلان، أخصائي العلاج الفيزيائي: "كانت روح ناصر المرحة وصلابته واضحة خلال جلسات العلاج. كل جلسة أظهرت تطورًا ملحوظًا في تحكمه بالجذع، وكان حماسه مصدر إلهام لجميع من عمل معه."
وساهم العلاج الوظيفي بشكل كبير في تعزيز استقلالية ناصر. فبعد أن كان معتمدًا كليًا، أصبح الآن يتناول طعامه بنفسه باستخدام كلتا يديه.
وقالت ديدري ديان كارفور، أخصائية العلاج الوظيفي: "هذا التقدم قرّبه كثيرًا من هدفه الشخصي المتمثل في الالتحاق بالمدرسة. ناصر يستطيع الآن الجلوس مع زملائه أثناء الاستراحة وتناول طعامه بمفرده."
كما شهد تواصله اللفظي تحسنًا كبيرًا. فبعد أن كان يقتصر على استخدام كلمات بسيطة بالعربية وكان يواجه صعوبة في تناول الطعام، أحرز ناصر تقدمًا في مهارات النطق واللغة. ساعده العلاج الموجه على تحسين لغته العربية وتعلم اللغة
الإنجليزية استعدادًا للمدرسة، كما ساهم علاج اضطرابات التغذية في التغلب على الحساسية الحسية، وتوسيع نظامه الغذائي، وتحقيق زيادة صحية في الوزن.
علّقت راضية رفيق محمد، أخصائية النطق واللغة، قائلة: "لقد كانت قدرة ناصر على اكتساب اللغة مذهلة. فبعد أن كان يستخدم كلمة واحدة فقط، أصبح الآن يتحدث بطلاقة باللغتين العربية والإنجليزية، مما يعكس انخراطه الكبير في العلاج. كما تحسنت قدرته على تناول الطعام، مع تقبله لأنواع مختلفة من المذاقات والقوام."
وقد تعرف الفريق التعليمي في سلمى على إمكانات ناصر الأكاديمية، وأدرجه في التعليم الرسمي. وقال جوناثان جيانان، رئيس قسم التعليم والترفيه: "إعداد خطة تعليم فردية لناصر شكّل محطة مهمة في طريق إعادة دمجه. فنحن في سلمى نؤمن بأهمية الشمولية وجودة الحياة في رعاية الأطفال."
تُبرز قصة ناصر قوة التأهيل متعدد التخصصات للأطفال، إذ انتقل من الاعتماد الكامل إلى طفل واثق من نفسه، قادر على التواصل، ويُظهر عزيمة وتقدمًا ملحوظًا. ومع استمرار الدعم، يظل مستقبل ناصر مليئًا بالأمل والفرص.