رئيس الدولة ونائباه يهنئون قادة الدول العربية والإسلامية بعيد الفطر السعيد
حكايات على مائدة العشاء
شخصيات في حياتنا
جريدة صوت الوفد من الصحف الإقليمية التي تصدر عن لجنة حزب الوفد في القليوبية، ترأس تحريرها عدد من الصحفيين المتميزين لكن المحرك الرئيس لها الكاتب والسياسي الكبير سامي سرحان، فهي أول جريدة أكتب فيها وعمري لا يتجاوز السابعة عشرة ، اهتمت صوت الوفد بالأفلام الشابة وإبراز موهبتهم في كتابة المقال والشعر والأدب، وكان لها صالون أدبي تستضيف فيه المفكرين والكتاب وكبار الشعراء لمناقشة أعمالهم وسيرتهم الفكرية.
سامي سرحان شعلة نشاط في هذا المجال، كنت أذهب معه لجريدة الوفد بمقرها بالدقي، لمتابعة المستجدات والوقوف على دعم أفكاره الخاصة بالجريدة أو باللجنة الثقافية، حيث أن قربه من فؤاد سراج الدين رئيس الحزب وأيقونة كل منتسب للوفد، وقتها منحته القدرة على طرح أفكاره فهو صاحب فكرة معهد الدراسات، وصالون الوفد الثقافي، وكانت في هذه الفترة تضم شبابا مثقفا من بينهم هاني شبانة وعبد الواحد بحيري وسميح عزت وعبد الباسط شاهين وكل هؤلاء صدرت لهم دواوين فيما بعد وأصبحوا من الشعراء الذين لهم قلم راق وفكر مستنير.
أن تلح على تحقيق هدفك شيء إيجابي، وأن تتحسس الكتاب والشعراء وتجالسهم فهذا يسهل طريق النجاح، خاصة إذا كان هؤلاء الكبار يحبون المواهب ويساعدوهم بود، سمح لي الكاتب سامي سرحان أن أكتب مقالا ثابتا في الجريدة بعنوان "المنحنى المستقيم" يناقش قضايا فلسفية بحتة ، وكنا نذهب إلى جريدة الجمهورية لطباعة صوت الوفد ومجلة أكتوبر لنفس السبب، وكل زيارة لهذه الصحف الكبيرة كنا نلتقي كتابا كبارا مشهورين لهم أعمدة في صحفهم، أتعلم منهم كيف أكتب وكيف أطرح فكرتي للقارئ.
هذه المسيرة تضيف لأي شخص في هذا المجال بعضاً من الخبرة والمهارة، حتى التقيت بعد سنوات طويلة بالكاتب الصحفي الدكتور شريف الباسل مدير تحرير جريدة الفجر الإماراتية، الذي منحني الفرصة للعمل الصحفي بالجريدة، ومن هنا تكتشف أن كل خطوة نحو تحقيق الهدف كان هناك من يدفع بقوة ويدعم بسخاء، فلا نجاح ولا تفوق بدون شخصيات توفر المناخ المناسب لهذا التميز، فلا نجاح بدون تعب وجهد ومثابرة ووجود شخصيات توجه وتعلم وتروي الموهبة.