تحت عنوان «النساء يشكّلن الثقافة ورأس المال»

شما بنت محمد ... المرأة تتمتع بقدرة فريدة على دمج رأس المال المادي بالثقافي، وعلى الربط بين الاستراتيجية والعاطفة، وبين التحليل و«الحدس»

شما بنت محمد ... المرأة تتمتع بقدرة فريدة على دمج رأس المال المادي بالثقافي، وعلى الربط بين الاستراتيجية والعاطفة، وبين التحليل و«الحدس»


شهد أسبوع أبو ظبي المالي "ADFW" فعالية بارزة نظمتها PGIM تحت عنوان "النساء يشكّلن الثقافة ورأس المال"، حيث جرى خلالها استكشاف الدور المتصاعد للنمو الشامل ورأس المال الثقافي في إعادة تشكيل المشهد المالي العالمي، وكيف تقود أبوظبي هذا التحول في المنطقة من خلال رؤية اقتصادية وإنسانية بعيدة المدى. 
وقدّمت الكلمة الافتتاحية للفعالية الشيخة الدكتورة شما محمد خالد آل نهيان، فيما تولت تقديم الجلسة الحوارية نخبة من القيادات النسائية وهم: عائشة المنصوري، وكارولين فيني من PFI، والدكتورة فيكي واليا، وأدارت الحوار إيميرا سكورّو من PGIM
استوقفت الشيخة الدكتورة شما الحضور بسؤال استهلالي لافت: "هل رأس المال ذكر أم أنثى؟" قبل أن تتابع في شرح رؤيتها حول حيادية رأس المال، وأن قيمته تتحدد بيد من يمسكه وكيفية توجيهه. وأعلنت الشيخة الدكتورة شما أن مصطلح "تمكين المرأة" لم يعد يعكس الواقع الاقتصادي الحديث، مؤكدة أن المرأة اليوم ليست بحاجة إلى مقعد على الطاولة، لأنها أصبحت "هي الطاولة التي يُبنى عليها الاقتصاد الجديد". وشرحت أن النظام المالي القديم — القائم على المنافسة الحادة والقرارات الأحادية — لم يعد قادرًا على مواكبة تعقيد العالم، وأن الاقتصاد الحديث يحتاج إلى منظومات أكثر شمولًا ومرونة، تمثلها القيادة النسائية، مشيرة إلى أن النظام المالي اليوم يحتاج إلى "الذكاء الأنثوي لكي ينجو". وأوضحت الشيخة شما أن العالم اليوم يعيش عصر اقتصاد المعنى ورأس المال الثقافي، حيث لم يعد المال مجرد أداة ربح، بل حاملًا للهوية والقيمة والمجتمع. وأكدت أن المرأة تتمتع بقدرة فريدة على دمج رأس المال المادي بالثقافي، وعلى الربط بين الاستراتيجية والعاطفة، وبين التحليل و"الحدس"، حيث أوضحت أن الحدس الذي غالبًا ما يُنسب للقيادات النسائية، هو "أعلى درجات معالجة البيانات"، وهي منطقة يعجز الذكاء الاصطناعي عن الوصول إليها.
كما أشادت بالنهج الذي تتبعه أبوظبي في بناء اقتصاد متوازن، يجمع بين القوة واللين، والرؤية والاستدامة، مؤكدة أن القيادة الحديثة تُقاس بقدرتها على الاحتواء لا السيطرة، وعلى التأثير العميق لا مجرد زيادة الأرقام. وأكدت المتحدثة أن النساء في بيئات العمل متعددة الثقافات يقمن بدور محوري في تفسير السياقات المختلفة وتحويل التباينات إلى طاقة إبداعية، واصفة النساء بأنهن "مهندسات إعادة تنظيم الفوضى". 
واستشهدت بكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، " المرأة في الإمارات تخطتْ مرحلةَ المساهمة في التنمية والتطويرِ إلى صانعة للإنجازات التي ترتقي بمكانة الوطن"
وأشارت إلى أن الذكاء العاطفي أصبح اليوم "العملة التي لا تفقد قيمتها أمام الذكاء الاصطناعي"، لأن الروبوت يمكنه حساب المخاطر لكنه لا يستطيع استشعارها، ويمكنه إدارة محفظة لكنه لا يستطيع إدارة العلاقات.
 وخلال الجلسة، طرحت سؤال عبر رمز الاستجابة السريعة حول التحديات التي تواجه المرأة في قيادة الأسواق المالية، ودعت الشيخة الدكتورة شما الحضور إلى عدم انتظار الإذن، بل انتزاع القوة بالكفاءة والابتكار والجرأة على الاختلاف. 
وأكدت أن المرأة في أبو ظبي تمتلك اليوم القلم والورقة والدعم والإرادة لكتابة مستقبل الاقتصاد، وأن دورها لا يقوم على المنافسة، بل على استكمال الصورة الاقتصادية التي كانت ناقصة لقرون، حيث أن النمو الذي تنشده أبوظبي هو نمو رأسي صاعد يتطلب مرونة لا تملكها إلا من تعرف كيف تكون أماً وقائدة، ومحاربة ومفاوضة، وحالمة ومنفذة في آن واحد.
وفي نهاية حديثها، عادت إلى السؤال الأول لتقول: "رأس المال محايد. لكن قيمة المال تتحدد بمن يمسكه." وأضافت: "عندما يمسك الرجل المال، يبني غالبًا برجًا، وعندما تمسك المرأة المال، تبني غالبًا جسرًا. ونحن اليوم بحاجة إلى الجسور التي تربط مفردات العالم… وفي أبو ظبي، وفي هذا العالم المنقسم، نحن بحاجة إلى الجسور التي تربط الأبراج." واختتمت الشيخة الدكتورة شما الفعالية برسالة واضحة: "كوني شجاعة، كوني مختلفة… وكونوا أنتم رأس المال الحقيقي لهذا الوطن".