ضمن وقائع مؤتمر شباب الشرق الأوسط 2023 الذي افتتحت جلساته الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية  والمصاحب لمعرض واجهة التعليم في أرض المعارض بأبوظبي قدمت الشيخة شما في الكلمة الرئيسية في افتتاح جلسات المؤتمر رؤيتها حول التعليم وبناء الصورة الذهنية للإنسانية حيث قالت: " نجتمع اليوم في ضوءِ اسمٍ اتفقَ العالم على أنه سبب كلِ نجاحِ ألا وهوَ " التعليم "وأضافت أنه أمر يدعونا لضرورة الانتباه إلى ما نود تركه من سمات وآثار وعلامات في نفوس وعقول وشخصيات أبنائنا؛ لتكون متفقة مع تصورنا عن الحياة ومتسقة مع منظومة القيم التي نحيا بها.
 

 لقد وضع الشيخ زايد - رحمه الله - بما عُرف عنه من حكمة وتجربة فريدة مفهوما للإنسانية كقيم ومبادئ أخلاقية جامعة قادرة على ضم البشرية في نسيج واحد مغزول من تلك القيم، والتي ميزت الإنسان عن باقي المخلوقات ، وجعلت له الغلبة في الأرض.
 

 وأكملت حديثها قائلة: " إن دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم تلك القيم الإنسانية ، وبناء صورة ذهنية إيجابية على مدار تاريخها، ووصلنا إلى ما نحن فيه من قيم التعايش بين جنسيات العالم كله تقريبا التي تعيش على أرض الإمارات، وعلينا أن نستثمر هذا النجاح في ربط التعليم بمفهوم القيم الإنسانية، وتنمية تلك الصورة الذهنية المتكونة في الضمير الجمعي للمجتمع الإماراتي، إذ إنه المفهوم الأقدر على التعبير عن الهدف من الوجود الإنساني، والكفيل بجمع البشرية وإذابة ما قد يراه البعض من فوارق بينها. 

وأكدت على أن التعليم هو البداية التي عندها تبدأ بنية الصورة الذهنية الأولى للقيم الإنسانية والأخلاقية عند الإنسان، ومن هنا جاء دعم رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان - حفظه الله -  حين أكد على أن العلم والمعرفة والأخلاق ضفيرة واحدة لا غنى عنها؛ لقيام الحضارة عبر خطابات عديدة، لخص سموه أبرز ملامح خطة تطوير التعليم في الدولة، في أن تكون "مبنية على العلم، والمعرفة، والالتزام بالعادات والتقاليد".

  وأشارت الشيخة شما إلى الحراك المتنامي والمتسارع في التكنولوجيا وقدرات الذكاء الاصطناعي وشبكات التواصل الاجتماعي الذي قرب العالم من بعضه أكثر وأكثر  وتداخلت  من خلاله الثقافات.  وأضافت قائلة: " أصبح العالم في حاجة ملحة لأن يدرك قيمه الإنسانية الجامعة، وأيضا بناء صورة ذهنية إيجابية واحدة عن الإنسانية تعمل على تكوين نسيج بشري متماسك قائم على التعايش والاحترام المتبادل رغم الاختلافات الثقافية والعرقية، ثم أكدت على دور التعليم في دعم تلك الصورة الذهنية الإيجابية عن الإنسانية. 

كما قالت في ختام كلمتها: " نأمل أن تنجح مناقشاتنا في هذا المحفل العلمي، وأن تخرج بعدد من الأفكار التي نرفد بها مسيرة تطوير التعليم في الدولة التي تحظى بكامل الرعاية والدعم والاهتمام من القيادة الحكيمة" .