ضمن لقاءات سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية التقت سموها بالطلاب الإماراتيين المبتعثين في المملكة المتحدة تقديرا منها لدورهم في كونهم سفراء للوطن يعبرون عن المجتمع الإماراتي ، ومن جانب آخر دعما لهم ولمسيرتهم العلمية من أجل تحقيقهم الإضافة المعرفية والعلمية للحضارة الإماراتية التي تنمو وتتطور يوما وراء يوم بعد عودتهم لأرض الوطن.
 

 انعقد اللقاء في وجود الفنانة الإماراتية أحلام التي حضرت بدعوة كريمة من سموها، وفي بداية اللقاء عبرت الشيخة شما عن سعادتها بلقائهم قائلة: أنتم واجهة لوطننا الغالي وانعكاس لقيمه الإنسانية المتجذرة تاريخيا في أخلاق كل إنسان تربى ونما على أرضه الطيبة. وتقديمكم لصورة الإنسان الإماراتي كونكم سفراء للوطن؛ فأنتم حين تخرجون خارج حدود الوطن وتصبحون جزءا من النسيج المجتمعي في أي دولة؛ فأنتم تعكسون شخصية الإمارات بكل ثقافتها وقيمها وتاريخها العريق .
 

واستمعت سموها لحديث الطلاب حول مواجهة تحديات التحولات الاجتماعية والثقافية في لندن، والتي تختلف عنها في الإمارات، ومواجهة طرق جديدة للتفكير والعيش والتفاعل مع المجتمع المحلي، مما يعني الاحتياج إلى التكيف مع قيم وعادات جديدة، قد تؤثر عليها ، وكيف كانت تجربتهم مع الأولى في مواجهة تلك الإشكاليات ، وإلى أي مدى تتأثر الهوية الإماراتية بسنوات الابتعاث. 
 

و استعرض الطلاب تجاربهم الذاتية مع الحياة خلال سنوات الابتعاث ، وكيفية تعاملهم مع تحديات الفروق الثقافية ، وكيفية تغلبهم على تلك التحديات التي واجهوها من أجل الحفاظ على هويتهم وثقافتهم، مع احترام ثقافة المجتمع الإنجليزي الذي يقضون فيه سنوات ابتعاثهم . 
 

وأضافت سموها من وجهة نظري أن الابتعاث يؤثر بشكل كبير على الهوية الوطنية الإماراتية، حيث يساهم في تعزيز الانتماء للوطن والتعلق بالقيم والتقاليد التي تعبر عن الهوية الوطنية، من خلال التعرض لثقافات وتجارب جديدة في الدول الأخرى، حيث يتمكن الطلاب الإماراتيون من فهم تنوع العالم وقبول الاختلافات الثقافية، مما يعزز روح التسامح والتعايش في المجتمع الإماراتي.. علاوة على ذلك، فإن الابتعاث يسهم في تطوير القدرات الفردية والمهارات العلمية والتقنية، وبالتالي يعمل على تعزيز الاقتصاد الوطني وتطوير القطاعات الحيوية في الدولة؛ فالعودة للوطن بعد اكتساب الخبرات والمعرفة في الخارج يمكن أن تكون محفزًا للابتكار والتطوير في مجالات مختلفة، وبالتالي تعزز الهوية الوطنية والانتماء للوطن .  كما عبرت الفنانة الإماراتية أحلام عن تقديرها وشكرها لسمو الشيخة د . شما على إتاحة الفرصة للقاء مع شباب الإمارات المتميزين كما عبر المبتعثون عن تقديرهم وامتنانهم لدعوة سموها
 

 واختتمت الشيخة اللقاء بقولها: أشكركم على وعيكم وثقافتكم وانتمائكم الراسخ لوطننا الغالي دولة الإمارات العربية المتحدة ، وعلى الصورة الإيجابية التي تقدمونها للعالم عن الإنسان الإماراتي المعتز بهويته وثقافته، وفي نفس الوقت يظل منفتحا على العالم ومتعايشا مع كل الثقافات، معتمدا على ثقافة التعايش والتسامح التي تُعد سمة رئيسة في مكونات الشخصية الإماراتية.